الذكاء العاطفي من أهم المهارات التي تحتاج تطويرها بـ 7 قواعد أساسية

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولحتمًا تفكر بذلك الشخص الذي يستمع بطريقة مذهلة للجميع؛ كيف له هذه القدرة على الألفة والإنصات بطريقةٍ تجعلنا جميعًا نتهافت إليه فورًا بمجرد ظهور الرغبةِ بالحديث؛ سواء كان ذلك في حياتك الشخصية أو المهنية على الأقل.
هذا الشخص يتمتع بما يعرف باسم الذكاء العاطفي! نعم قد يكون من المصطلحات حديثة الرواج والانتشار عامةً، لكن من يتمتع بهذه المهارة يمسك العصا من المنتصف مهما كان الأمر صعبًا عليه، وصولك إلى مقالي هذا يعني أنك راغب أيضًا بالعثور على إجابةٍ شافية حول تساؤلات كيف أطور نفسي عاطفيًا؟ حتمًا ستخرج من سطوري المتواضعة مليئًا بالسعادة بعد أن عرفت طريق تطوير مهارة الذكاء العاطفي بكل احترافية ودهاء.
اقرأ أيضًا: الذكاء العاطفي من أهم سمات النجاح - ماهو الذكاء العاطفي؟ وما هي مهارات الذكاء العاطفي؟
ما هو الذكاء العاطفي emotional intelligence

الذكاء العاطفي هو الإمكانية والقدرة الكاملة لدى الفرد في معرفة مشاعره وعواطفه كاملةً واستيعاب أسرارها ومغزاها، إضافةً إلى مدى تأثيرها على المحيط، ولا يقتصر الأمر على ذلك بل يتوسع المفهوم ليشمل معرفة مشاعر الغير ورصدها والتعامل معها حسب الأصول لتحقيق نجاح ما.
مصطلح الذكاء العاطفي emotional intelligence من المصطلحات التي تنير في عقولنا مدى أهمية التعامل مع المواقف التي نواجهها أو المحيطة بنا بطريقةٍ دبلوماسية للسيطرةِ عليها، والتي غالبًا ما نلاحظ مدى الحاجة إليها في مواقف التوتر والصراعات أو على أدنى تقدير الخلافات؛ التي تحتاج بدورها إلى ضرورةِ مسك زمام الأمور قدر الإمكان للحيلولةِ دون تدهورها والتصعيد أكثر.
قد تكون صادفت يومًا خلافًا في عائلتك وشعرت أنك ملزم بإيجاد حل وسط بين الطرفين؛ بهذه اللحظة أنت بحاجة للاستماع بكل صدرٍ رحب للمختلفين معًا ومحاولة تقريب القلوب من بعضها البعض، والوصول إلى حلٍ وسط، حتى وإن لم تتمكن فعلًا من حل المشكلة فإن مجرد التعامل بأسلوب ذكي باحتوائك للجميع وحسن الاستماع يعتبر مهارة بحد ذاتها.
أن تكون ذكي عاطفيًا يعني أنك حقًا شخص جدير بالثقة وناجح جدًا في بناء علاقات عميقة وطيبة في أي بيئة تتواجد فيها، لذلك احرص دومًا على تطوير مهارة الذكاء العاطفي لديك دون توقف؛ فإن العديد من الطرق والفرص تطرق أبوابك يوميًا لتصبح أفضل في هذا الصدد.
هل تعلم أن ذكائك العاطفي قد يكون أسلوبًا وطريقًا معبدًا لبناء علاقات عمل واتخاذ قرارات مستنيرة مهمة جدًا في البيئة التي تتواجد فيها، كما أن الذكاء العاطفي في العمل يعمق العلاقات ويزيد من احتمالية تحقيقك لأهدافك المهنية.
من وجهة نظر فإنني إن كنت مهتمة فعلًا بمسألة كيف أطور نفسي عاطفيًا؛ لا بد علّي أولًا أن أركز في مشاعري وعواطفي وأسيطر عليها؛ حتى أتمكن لاحقًا من التعامل مع عواطف الآخرين بكل ذكاء واحترافية.
فإن مهارة الذكاء العاطفي تعزز وترتقي بمستوى الآداء لدّي سواء في حياتي الشخصية أو العملية، من هنا أود التنويه لضرورة توطيد أواصر الثقة بالنفس والتفاؤل وفتح سبل العلاقات والمهارات الاجتماعية، إضافةً إلى ضبط النفس العنصر الأهم للتمكن من إدارة العواطف؛ بعدها انتظر بشدة النجاح في جميع المجالات.
اقرأ أيضًا: كيف يمكن للذكاء العاطفي تحسين علاقاتك ومهاراتك القيادية؟
خصائص وعناصر الذكاء العاطفي

تمكّن عالم النفس والصحفي الأمريكي دانييل جولمان Daniel Goleman من طرح مصطلح الذكاء العاطفي لأول مرة حسب ما نشره في تقرير في صحيفة نيويورك تايمز، وقد تمكن بعدها من تأليف أفضل كتب الذكاء العاطفي على الإطلاق التي حدد بها عناصر ومكونات الذكاء العاطفي الواجب توفرها:
1. كن عاطفيًا! أشعر بألمك واكتشف مشاعرك
أن تكون عطوفًا يعني أن تمنح نفسك الفرصة لفهم ما يشعر به الآخر بكل كفاءة، فإنه عنصر أساسي لا بد من الانفراد به للتعامل مع مختلف الثقافات والأفكار والمستويات الشخصية في المكان؛ تحديدًا إذا كانت بيئة عملية.
قديمًا كانت هناك معتقدات بأن العطف ضعف! وذلك خاطئ تمامًا بل أنه نقطة قوة ومهارة وكفاءة عالية تعزز قدرتك كقائد للموقف في تعميق جذور الارتباط بين الفريق اعتمادًا على التعاطف والتفاهم، فإن التعاطف يولد لديك تلقائيًا شعورًا بالاحترام المتبادل والتفهم للبشر؛ ما يجعلك أكثر قدرة على التعامل مع المشكلات والخافات وحلها بطريقةٍ هادئة ومميزة.
حتى تتمكن من تعميق شعورك بالتعاطف مع الآخرين؛ إليك الاستراتيجيات السبع التالية التي اعترفت بها رسميًا منظمة كاتاليست العالمية غير الربحية The global nonprofit Catalyst:
- أنصت أكثر دون مقاطعة لمن أمامك.
- تبادل الأدوار واشعر بغيرك بأن تضع نفسك في موقفه، تحديدًا في مناطق الخلاف.
- قدّر من أمامك واعترف بمهاراته وقدراته.
- انفتح أكثر مع من أمامك لتكون قادرًا على التواصل.
- عززّ مستوى لغة الجسد لديك في إظهار مشاعرك، إضافةً إلى قراءة لغة الجسد لمن أمامك.
يمكنك قراءة كيفية تطوير مهارات التواصل لديك على نثري للاستزادة.
أهمية الذكاء العاطفي

الأشخاص الأذكياء عاطفيًا يعتبرون الأكثر إنجازًا في الحياة ونجاحًا إجمالًا، لذلك فإن أهمية الذكاء العاطفي تتمثل بما يلي:
- تحقيق نجاح وإنجاز عظيم في الحياة العلمية والعملية.
- التمكّن من إدارة التوتر والعواطف أكثر في حال مواجهة مواقف صعبة.
- التعامل مع التعقيدات الاجتماعية التي تواجه الأفراد في أي مكان مع القدرة على القيادة وتحفيز الآخرين.
- الصحة الجسدية تصبح أفضل إجمالًا، فإن ضغط الدم يكون أفضل وتتراجع احتمالية الإصابة بنوبة قلبية وسكتات دماغية أكثر من أي وقتٍ مضى.
- التمكن من إدارة الإجهاد بطريقةٍ احترافية.
- يساهم الذكاء العاطفي في جعل الصحة العقلية أفضل وأكثر كفاءة؛ بالتالي التحوّل لشعورٍ بالراحة.
استراتيجيات تطوير مهارات الذكاء العاطفي

هناك استراتيجيات ومهارات متعددة يمكنك اللجوء إليها لتتمكّن من تعزيز الذكاء العاطفي لديك، فإن هذه الاستراتيجيات قادرة فعليًا على تغيير السلوك للأفضل والصمود تحت الضغوطات والتغلب عليها، إليك المهارات الأربع الأساسية في بناء ذكائك العاطفي، إليك أهمها:
1. إدارة الذات لبناء الذكاء العاطفي
إن كنت ساعيًا نحو تحقيق بلوغ مستوى مرموق من الذكاء العاطفي لا بد أيضًا أن تقلل من مستوى التوتر لديك وتكون أكثر هدوء لتصبح فعالًا في اتخاذ القرارات وبناء سلوكك بطريقة صحيحة، فإنك فإن القرار العقلاني يحتاج منك التفكير بوضوح وتقييم مشاعرك بأعلى مستوى.
2. الوعي الذاتي لتحقيق مستوى ذكاء عاطفي مرموق
تعتبر نظريقة الوعي الذاتي خطوة مهمة جدًا في جعل تجربتك العاطفية أكثر جودة، كلما ارتفع مستوى الوعي لديك فإن تجربتك تصبح أفضل، فإن إدارة المشاعر الأساسية من غضب وفرح وحزن وخوف أمر مهم يعتمد على جودة واتساق تجاربك العاطفية في وت مبكر من حياتك، بما معناه كلما حصلت على رعاية وتجربة عاطفية أفضل في وقت مبكر فإنك ستكون أفضل ذكاءً عاطفيًا.
3. الوعي الاجتماعي استراتيجية أساسية في الذكاء العاطفي
يعتبر الوعي الاجتماعي من الأمور المهمة في حياتك التي تساعدك فعلًا على تعزيز الذكاء العاطفي لديك، فإن كنت قادرًا على معرفة وفهم الإشارات غير اللفظية أي الإيماءات الجسدية مثلًا التي يستخدمها الآخرون باستمرار للتواصل معك وتفسيرها بطريقةٍ واضحة، فإنك ستتمكن حتمًا
4. إدارة العلاقات مهارة واستراتيجية عظيمة في تعزيز ذكائك العاطفي
أن تكون إنسان قادر على التعامل بطريقة جيدة مع الآخرين سواء في العمل أو المنزل أمر بمنتهى الأهمية؛ ما يجعلك واعيًا عاطفيًا يسهل عليك التعرف على ظروف أو على الأقل استيعاب ما يمر به من حولك، لذلك حاول تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية أكثر وبشتى الطرق لتتمكن من جعل علاقاتك مع كل من حولك لها ثمار ناضجة ومشبعة وذات قيمة حقيقية، يمكنك استغلال ذلك في تطوير ذكائك العاطفي في مكان العمل لتكون أكثر نجاحًا.
تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال
أطفالنا فلذة أكبادنا؛ الآن تحت مسؤوليتنا ويمكننا المبادرة في سنٍ مبكرة لتعزيز وتنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال؛ إليك أهم الطرق الفعالة في ذلك:
1. الاعتراف صراحةً بالمشاعر مع طفلك
لا تدع أي فرصة تمضي دون التعبير عن المشاعر بأي تصنيف تصنّف سواء حزينة أو سعيدة، كما يجب توعية طفلك حسب عمره بطريقة التعامل مع أي شعور يتسلل إليه.
2. حث طفلك على التعاطف مع أقرانه
من المهام الأساسية التي تقع على عاطفك كولّي أمر أن تتجه إلى بدء الحديث والتشجيع عن العواطف مع الآخرين بكل عمق حتى يكون مبادرًا إلى أي موقف يستحق التعاطف، لا مانع من طرح الأسئلة على طفلك لتساعده في تنمية الذكاء العاطفي لديه وتعزيز قدرته على استيعاب ما يشعر به من حوله.
3. الاستماع الفعال مهارة فريدة
حسن الاستماع والإنصات لمن أمامك من الأمور الحقيقية التي تضاعف مستوى الذكاء العاطفي لديك، لذلك لا تتردد في ترسيخ ذلك لدى طفلك؛ كن على علم بأنك طفلك مرآة تعكس تمامًا كل ما تقوم به أنت شخصيًا، لذلك استمع له وأنصت دون مقاطعة ليكون هو مبادرًا أيضًا في ذلك مع محيطه، كما لا تنسى تشجيعه على مشاركة الأفكار مع المتحدث بعد الانتهاء من كلامه.
أفضل الكتب في الذكاء العاطفي
لم يتوقف علماء النفس أبدًا عن الكتابة عن كل ما يتعلق بالتركيبة العاطفية والنفسية للإنسان، لذلك نرى العديد من الخيارات المطروحة في المجال؛ إليك أهمها:
1, كتاب الذكاء العاطفي دانييل جولمان

يعتبر كتاب الذكاء العاطفي دانييل جولمان من أفضل الكتب في الذكاء العاطفي التي يمكنها تعزيز وتطوير المهارة؛ ما يجعلك أكثر ذكاءً عاطفيًا، الذي جاء ليضع بين يدي القارئ أساليبًا حديثة ومتطورة لمعالجة الأمراض الاجتماعية التي تجتاح الأسر، فإن هذا الكتاب تغذية حقيقية للعقل والقلب في آنٍ واحد؛ حيث يأخذك به دانييل جولمان لتتأمل علميًا وبطريقة مذهلة بما تشعر به، ما يجعلك تنهي الكتاب قادرًا على فهم الذكاء حقيقةً ومدى ارتباطه بعاطفتك.
2. كتاب الذكاء العاطفي لمؤلفه ترافيس برادبيري وغريفز جان

جاء هذا الكتاب حاملًا بين دفتيّه تفاصيلًا عميقة حول تاريخ الذكاء العاطفي التي تعود إلى تشارلز داروين ومدى أهميته، إضافةً للوقوف على العواطف الأساسية وتصنيفاتها حسب ما توصل إليه العلم، في الواقع يقدم هذا الكتاب تجربة فريدة ومميزة حول الذكاء عاطفيًا حتى يكون الإنسان قادرًا على العيش بنجاح وسلام.
3. الذكاء العاطفي في الأسرة ياسر العيتي

يركز المؤلف ياسر العيتي في كتابه المميز على مدى أهمية الذكاء العاطفي وأهميته وأسسه، إضافةً إلى مدى أهميته، كما أنك لن تخرج من الكتاب إلا بعد التعرف على كيفية تطويره بعد الاطلاع على أهم الأسس التي يقوم عليها هذا النوع من الذكاء.
ختامًا، فإننا قد وصلنا إلى وقتٍ متقدم جدًا نحتاج به إلى ملاحقة آخر التطورات على جميع الأصعدة، من هنا فأنت المسؤول عن تطوير ذاتك عاطفيًا واجتماعيًا وغيرها، لا تتوقف أبدًا عن البحث الدؤوب عن طرق وأساليب تنمية الذكاء العاطفي لديك ولدى أطفالك.

إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب