التكنولوجيا والاطفال .. لاتترك طفلك يغرق في بحر التكنولوجيا بدون تعليمه السباحة وتأمين أدواتها.

osama kozam
كاتب
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

في المرة الأولى غافلني طفلي ذو السبع سنوات واخذ جهاز الجوال خلسةً..

التكنولوجيا والاطفال .. لاتترك طفلك يغرق في بحر التكنولوجيا بدون تعليمه السباحة وتأمين أدواتها.

حسنا ماذا فعلت؟

اولا: لمْ أعنّف طفلي أو أوبخه بقسوة ..فهذا الاسلوب لاينفع مع الطفل في كل الحالات خاصة في هذا لعمر.

التعنيف ياسادة يؤثر في بناء شخصية الطفل مع التقدم في العمر بشكل خفي ،فكل الابحاث المتعلقة بهذا الشأن تفيد بأن معاملة الطفل بقسوة كلامية وتوجيه كلام جارح بصوت عالي او صراخ سوف يؤدي إلى تشوه ما في نفسية الطفل يظهر لاحقا في تصرفاته الاجتماعية ..كأن يصبح عدوانيا تجاه أهله او محيطه او مجتمعه.

إذاً هذه الخطوة مرفوضة نظرا لكارثية نتائجها حتى ولو أدت إلى نتيجة آنية مريحة للأهل فهي ستنعكس سلبا في قادم الايام.

ثانيا: فكرت جيدا لماذا فعل طفلي ذلك؟ لماذا غافلني ولم يطلب رغبته مني أو من والدته؟

لأنه يعلم أن حيازة الجوال في هذا السن غير مسموح بها ، لذلك استخدم حيلته وحصل عليه! ذلك يعني أنني لم أقم بمراقبة سلوك طفلي بشكل كافي ،ولا أجلس معه بمايكفي لأعرف رغباته وتوجهاته وهنا يجب الانتباه جيدا إلى قضاء وقت لابأس به مع الطفل في حوار ومناقشة تحفزه وتجعله يتحدث عما يشغل تفكيره.

كأن تقول له مثلا مارأيك أن نشاهد معاً مباراة كرة القدم بدلا من الذهاب إلى المدرسة هذا اليوم؟ لترى ردة فعل الطفل وتقيّم تصرفك معه بعدها ..فهو حتما سيختار مشاهدة المباراة...وهنا عليك أن توضح له ماذا يحدث عندما نهمل التعلم ..وماذا يحدث عندما نحاول التوفيق بين التعلم واللعب..وتظهر له النتائج كمثال وتجعله يفكر جيدا قبل ان يقرر .

ثالثا: حاولت الاعتماد على الأشياء المحيطة والموجودات الحسية لشرح الفكرة بشكل مبسط لطفلي ..فقلت له هل تذكر منذ شهرين كان لدينا في المنزل عصفور كنار في قفص ولدينا هر أليف خارج المنزل ..وفي احدى المرات اخرجنا الكنار من القفص لنلهو معه وفي غفلة منا جميعا التهمه الهر وقضى عليه...فماذا كانت النتيجه؟ خسرنا الكنار وتسبب ذلك في حزن ونوبة بكاء للطفل ...يعني اثر سلبي مطلق...وعندما تذكر الحادثة عاد مجددا للحزن والبكاء.

حاولت ان اشرح له أن ما نفعله بغفلة من الأهل سيتسبب دائما بالاثار السلبية مع مرور الوقت فمن الافضل أن نناقش الأمر مع الاهل قبل أن نتصرف.

المخاطر الذي تسببها الاجهزة الذكية على الطفل:

1-القلق والتوتر

2- الانعزالية

3- العصبية

4-مشاكل في تطور اللغة

5-الاام الظهر والرقبة

6- زيادة الوزن

7- ضعف التركيز

8- اضطراب النوم

تدابير تساعد في عقلنة استخدام الاجهزة الذكية عند الاطفال :

1- منع وجود اجهزة ذكية داخل غرفة النوم

2- منع استخدام الاجهزة قبل وقت النوم بساعة

3- منع استخدام الاجهزة بعد الاستيقاظ مباشرة.

4-حاول قراءة الكتب امام اطفالك فأنت قدوتهم وسيقلدوك

5- عندما يدخل اطفالك الى الانترنت حاول ان تقضي معهم بعض الوقت لتعرف اهتمامهم وتوجههم بذات اللحظة

6-منع استخدام الاجهزة في اوقات الطعام

7- يمكن استخدام بعض التطبيقات الذكية الخاصة بالاطفال مثل :

kidslox و Boomerang و Kids place وFamily link

8- استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية مثل تطبيق Qustodio

ايضا عندما تقرر شراء جهاز ذكي لطفلك حاول ان تختار التقنية المناسبة للطفل مثل الاجهزة التي تتميز بخاصية Fire for kids

هل ينجح هذ الاسلوب مع كل الاطفال؟

بالتأكيد تختلف شخصيات الاطفال بحسب البيئة التي يترعرعون فيها وحسب وعي الاهل ...فالطفل الذي يشتري له والده جوالا او اي باد وهو في سن الثالثة او الرابعة سينشأ ويترسخ في ذهنه أن هذا شيء طبيعي واساسي في الحياة ، وبعد فترة قصيرة سيفقد الاهل السيطرة عليه ويفشلون في مراقبته أو في توجيهه أو تحديد المحتوى المناسب الذي يتابعه،وما ينتج عن ذلك من خلل في العلاقة بين الاهل والطفل لا يحمد عقباها.

التكنولوجيا والاطفال .. لاتترك طفلك يغرق في بحر التكنولوجيا بدون تعليمه السباحة وتأمين أدواتها.

أما الطفل الذي يحصل على ذلك في في سن متأخر نوعا ما ..فهنا يستطيع الاهل التعامل معه وتوجيهه قبل أن يغرق في الكم الهائل من تدفق المحتوى الرقمي ..لانه حصل على توعيه وإرشاد ليتمكن من اختيار المحتوى الايجابي الى حد بعيد سواء أكان ألعابا الكترونية او فديوهات أو منشورات او صور ...إضافة إلى منحه هامش حرية تنتجه الثقة التي وضعها الاهل في المسافة الفاصلة بين الرغبة وبين المتاح.

هناك الكثير من الاسر التي تعتبر حصول الطفل على الجوال في سن مبكرة اصبح شيء لابد منه ،وباعتقادي هذا خطأ كبير ولكنه أمر واقع ناتج دخول التكنولوجيا العصرية في كل مناحي الحياة في بعض المجتمعات بدون تأسيس او بنيه تحتية اجتماعية مناسبة لاستقبال هذا النوع من التطور الذي لا يستأذن احدا.

وهذا الامر يقع على عاتق الحكومات والمنظمات الرسمية وغير الرسمية لنشر التوعية واتخاذ اجراءات تربوية واعلامية وندوات ارشادية توضح جميع نواحي التكنولوجيا وتأثيرها الايجابي والسلبي في تربية الطفل وفي المجتمع بشكل عام.

التكنولوجيا والاطفال .. لاتترك طفلك يغرق في بحر التكنولوجيا بدون تعليمه السباحة وتأمين أدواتها.

ويبقى وعي الاهل له الدور الاكبر في نجاح اسلوب التربية في ظل الإغراق التكنولوجي الهائل...فهو امر لابد منه وبنفس الوقت لابد من الحذ من مساوئه.

osama kozam

osama kozam

كاتب

كل ماتفعله في الحياة سيعود عليك حتما في وقت لاحق..فليكن خيرا ليس بالضرورة ان يكون عمل الخير درهما تقدمه لفقير او لقمة تسد فيها رمق جائع او صدقةً تؤتيها لمتسول محتاج في الشارع...إنما من الممكن أن يكون عمل الخير كلمة طيبة تبلسم فيها جرحا وتجبر فيها خاطرا...فكن عذب الملافظ لتدخل القلوب بلا استئذان.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ