التغيير هو الطريق الوحيد للتحرر: هل أنت مستعد لاتخاذ الخطوة الأولى ؟

آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

التغيير سنة كونية التغيير سنة كونية

في كثير من الأحيان أجد الناس يتحدثون تارة عن سوء أوضاع الوطن، وتارة عن سوء أخلاق البشر، وتارة عن سوء أوضاع العلاقات الزوجية، وعن سوء طريقة عيشهم، يتفننون في الشكوى والتذمر بدلا من التفكير في كيف السبيل لتغيير ما يمكن تغييره ليخدمنا.

ان السؤال الذي دائما ما يتبادر الى ذهني هو حول الدرجة التي يستطيع بها الانسان تغيير الأشياء والـأمور التي تعوق استمتاعهم بالحياة وتحقيقهم لأهدافهم الخاصة والعامة، والأشخاص الذين يشتكون منهم، ويغيرون الأنظمة التي لا تخدمهم، وهذا السؤال فتح في ادراكي ملف كبير من أسئلة أخرى لا محدودة كلها تحمل في طياتها إمكانية التغيير من عدمه، واحتمالية امتلاك القدرة على التغيير من عدم امتلاكها.

وسنعرض هنا أهم الأسئلة التي ولدت من ادراكي لتعبر بدقة عن حقيقة وجود قدرة التغيير من عدمها.

هل الانسان لم يخلق بخاصية تجعله يغير ما لا يخدم مصلحته؟

هل الكيان البشري ليست لديه القدرة على احداث تغييرات في نفسه وبيئته وفي الأنظمة السائدة؟

إذا كان كل ما في الأرض هو صناعة إنسانية، وكل الأنظمة الموجودة هي صناعة بشرية كذلك، أليس هذا دليلا على أن الانسان يملك القدرة على تغيير ما كان وما سيكون، لأنه صانع ما كائن وما سيكون؟

لا شك أن الانسان قد خلق وهو يملك ميكنيزمات التغيير، والا لماذا منحت له حرية التصرف في الأرض؟

كل هذه الأسئلة من شأنها أن تفتح باب التفكير والوعي بإمكانية التغيير، فالإنسان لا شك أنه يتصرف في الأرض بطريقته الخاصة وبالتالي لديه القدرة على تغيير ما صنعه لأشياء جديدة تخدم مصلحته ورغباته.

ان الحياة تصبح متقدمة أكثر عندما تكتشف حقيقة واحدة بسيطة أن كل شيء في الخارج هو نتيجة تفكير أشخاص ليسوا أذكى منك وتستطيع أن تغيره، فلا يجب على الانسان أن يكون مجرد دمية تتحرك وتحركها الأمواج كما تريد، بل يجب أن يقوم ويتذكر قدرته على احداث تغييرات والخروج من دروب الاستسلام والخضوع.

فالإنسان لن يستطيع استرجاع قوته الذاتية الا في لحظة تحمله للمسؤولية، وعدم لعب دور الضحية. فلكل انسان إمكانات وقدرات ورؤى واستراتيجيات تمكنه من عيش حياة أفضل وخلق بيئة أحسن بأساليب أكثر تطورا وجودة.

والسؤال الذي سأطرحه عليك الآن هل تستطيع أن تحدث بمجتمعنا تغيير ينفعك وينفع الأجيال من خلال مكانك ومهنتك؟

أولا تستطيع احداث تغيير صغير بخبرتك وتجربتك في الحياة؟

متى ستقرر بدء احداث تغيير في نفسك لتصبح أفضل نسخة من نفسك؟

ابدا من حيث أنت وسترى أن التغيير ليس بالشيء المستحيل، يحتاج الأمر لامتلاك الوعي عن أهمية التغيير وامكانيته، وعن التوقف عن الشكوى وخلق الأعذار الكاذبة.

من أين يبدأ التغيير؟

في مرحلة من المراحل يصل الانسان للحظة يحتاج فيها الى التغيير، تغيير مسكنه، تغيير بيئته، تغيير حالته المادية، تغيير الأشخاص المحيطين به، فالإنسان يستطيع تحقيق انتقالة فعلية بوسيلة التغيير فقط، لكن على أي مستوى يستطيع الانسان أن يتغير للأفضل ويحقق أهدافه، وبشكل يسمح له بالعيش ببهجة واستمتاع بالحياة؟

عش كل لحظة بحضور واععش كل لحظة بحضور واع

إذا كانت هناك وسيلة لانتقالك لمرحلة أكثر حرية وبهجة فهي بمفتاح التغيير، ولابد من معرفة المستوى الذي يجب الانطلاق منه لبناء حياة تستحق أن تسمى حياة

الكثير من المراكز التدريبية، ومجالات التنمية الذاتية، تتبنى كلمة التغيير في ترويجها لخدماتها، فنجد شعارات مثل:

."رحلة التغيير"،"غير من نفسك "،"التغيير للأفضل"

فالتغيير عملية أساسية لانتقال الانسان من حالة لأخرى، وليست هناك عملية تضمن لك الانتقال لحالة جديدة الا بتفعيل عملية التغيير.

ان التغيير يذكر الانسان بامتلاكه لقوة تكمن في كلمة القدرة الآلة التي تمكن من صنع شيء غير موجود، وإصلاح ما هو موجود. ولا يمكن أن تحدث عملية التغيير الا باختيار من الانسان، فأنت لن تستطيع تغيير من ليست لديه الإرادة للتغيير ولا يعرف ما الجدوى من التغيير، فالكثير من الناس يخافون من كلمة التغيير ومن غير إدراك أهميته، والتصالح شعوريا مع كلمة التغيير، فسيكون من الصعب احداثه في نفسك والآخرين.

دورة الحياة شروق وغروبدورة الحياة شروق وغروب

ان وعي الشخص بأهمية التغيير هو السبيل الأول للوصول لنسخة جديدة في جميع جوانب حياته، فالتغيير ظاهرة كونية وطبيعية موجودة منذ الأزل، ويقف تغيير الانسان للأفضل على مستوى وعيه وادراكه لأهمية هذه العملية، لأن هناك نسخة أفضل في كل شيء يتعلق بالإنسان، بعبارة أخرى-أنت أذكى مما تتخيل-وأجمل بكثير مما تتصور-وأكثر قدرة على الإنجاز أكثر مما تعتقد...

ان التغيير الحقيقي يبدأ من وعيك، ذلك المنظور الخفي الذي يسبح في ملكوت فكرك، فيكون مسؤولا عن أفكارك، سلوكياتك، معتقداتك، قراراتك...

دعني أسألك أفكارك التي شكلتها عن نفسك ما هو مصدرها؟ تصوراتك حول العالم من أين أتيت بها؟ معتقداتك التي كونتها عن هويتك واسمك من أين جاءت اليك؟ تلك الآراء التي تناقش بها من أين سمعت بها من قبل؟ نظرتك للنظام والدولة كيف تشكلت؟، وسأصارحك بحقيقة كإجابة لهذه الأسئلة أغلب أفكارك لم تشكلها انما شكلتك، وجعلت منك ما تريده، وقدرتك على الانفتاح وتقبل هذه الحقيقة هو ما سيفتح لك باب التغيير الحقيقي، ومقاومتك لها ما هو الا دفاع عن دور تلعبه وتعيش فيه هو دور الضحية.

ان أغلبية الأفكار التي تسير بها حياتك، ليست منك انما من أشخاص أناس اخرين، فأنت تحمل معك سلعة قديمة، وتتصرف بها في سوق جديدة، تأمل فيها وانفض عنك الغبار وتمرد على أنماط فكرية عفا عليها الزمان ولم تعد تنفع في شيء.

هل تعلم أن أغلب الأفكار المخزنة بدماغك وتدبر بها أمور حياتك، هي من أناس غير مختصين في أي علم من العلوم، يثرثرون حسب أهوائهم ومصالحهم واحتياجاتهم، وستعيد عيش تجارب حياة الاخرين بدلا من أن تبني حياتك على أساس احتياجات كيانك الحقيقي ورحلتك الخاصة فوق الأرض.

هذه دعوة من قلبي وعقلي اليك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة، أن البداية من وعيك الداخلي فكل شيء يبدأ منك ويرجع اليك وهذه هي دورة التغيير.

KELTOUM AGOURRAME

KELTOUM AGOURRAME

كاتبة

كلثوم اكرام أعمل كمختصة اجتماعية في مؤسسة تعليمية،وابلغ من العمر 27 سنة،ولدي ميل للكتابة اكتشفته منذ فترة ولابد أن يحمل هذا الميل الهام لمساعدة الناس للتغيير للأفضل. ان وجودنا تعبير عن روح تعرف ما فيها وما عليها،ومتى اكتشف الانسان سبب وجوده وهدفه في الحياة سمح له ذلك بعيش الحياة بأسلوب أكثر جودة وباحساس هائل.

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ