التخلص من الحياة السيزيفية و التحرر من مصيدة الحياة الإستنزافية
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخول
اكتب من اجل الباحثون عن الحرية اما ان كنت شخص يعيش في هذا الوضع و يرضيه فكل ما عليك هو إعطاء تلك الورقة لأقرب مطعم لكي يغلف لك الفلافل فيها و الف هنا و شفا .
من هو سيزيف
كان سيزيف أحد أكثر الشخصيات مكراً في الميثولوجيا الإغريقية، حيث استطاع أن يخدع إله الموت ثاناتوس مما أغضب كبير الآلهة زيوس، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا إلى الأبد، فأصبح رمزًا للعذاب الأبدي.
هذا المقال للذين يشعرون انهم وقعوا في مصيدة الزمن حيث يعمل بمهنة روتينية تعطيه فقط المرتب الذي يكفيه بالكاد حتي نهاية الشهر ولا يري أملا للتغيير كما انه ليس لديه إمكانية للنمو الاقتصادي و العلي الفكري داخل هذه المصيدة ولا حتي ادخار المبلغ المطلوب للقيام بأي مشروع لان المرتب لا يسمح له بذلك او ان قدراته الذهنية لا تسمح له بالتوسع .فعليه ان يستيقظ كل يوم في نفس الساعة المبكرة و ان يركب المواصلات العامة حارقا ساعة او اكثر علي الطريق هباءا و هذا وقت لا يعوض و بعد ذلك عليه ان يقوم بوظيفته او بعمل شاق او عمل روتيني في اغلب الاحيان ليس له اي علاقة بشغفه و في المساء يعود الي منزله منهكا ليقوم بنفس الروتين في اليوم التالي و في نهاية الاسبوع كان للتعب و الضغط الجسدي و النفسي قد تراكم عنده و لكنه الان سيكون مشغولا في المسائل العائلية و الاجتماعية و من ثم في بداية الاسبوع سيعود الي نفس الروتين و هكذا يعيش .
و لكنني لكي اعطي حلولاً فعالة لابد ان أذكر الاسباب الحقيقية حتي و لو جرحت مشاعر الناس و من يبحث عن الحلول الحقيقة فليس من المفروض ان يجرح شعوره عند سماع الحقيقة .كم من الوظائف هي و قلتها واحد و حتي المسائل البيروقراطية المفهومة ضمنا لو تعمقنا في اسبابها الحقيقية سنري ان ليس لها اي لزوم فليس فيها غذاءا للجسد ولا للروح ولا مبرر للنمو و السمو الفردي و الإجتماعي .تلك العقلية حتي و لو كانت مغروسة عميقا في اللاوعي و علي مدي اجيال و كان صاحبها غير مدرك لها و تأثيرها علي تردداته و عاداته فهذه العقلية هي التي تبقي اي انسان في دائرة الحياة السيزيفية و الحل للخروج من هذه الدائرة يتطلب تغيير جذري في جهاز العقيدة عادة ما يكون هذا نادرا لكنني مع ذلك احاول ان اتحدث عن هذا الموضوع املا في ان يخاطب بعض الأشخاص حتي و لو كانوا قلائل.
اولا : التوقف تماما عن العقلية الانتهازية و التحايل حتي و لو كانت في التصرف اللاواعي لان ذلك يبقي الانسان كالفأر لا يري اي شئ سوي قطعة غذاء يمضغها و مستعد ان يبيع كل حياته لاجل هذه المضغة و لذلك من السهل إيقاعه في المصيدة فعليه ان يتحرر من المحفزات الانتهازية و ذلك يكون من خلال الاعتراف بالحقيقة و إدراك النوايا الانتهازية الخفية التي تعمل ضده من حيث لا يعلم و يكون اثرها في خلفية كل فكرة و خيار و فعل ولذلك الإدراك اولا و التغيير سيلي
ثانيا : التوقف تماما عن عقلية التحايل علي الموت الكثير يريد ان يتجنب الموت و ان يعيش الي ما لا نهاية حتي لو كانت تلك النية لا إدراكية و لكن اعزائي لن يعيش اي انسان بهذا الجسد مهما حاولنا ارضاء المجتمع او تخزين المال او المساومة علي الكرامة لاجل بعض الغنائم فالناس تدخر المال و كأنها ستأخذه معها الي القبر او تساوم علي الحق لإرضاء عائلتها كل فرد له مسيرته الشخصية الخاصة و لن ينفعه احد و لن يأخذ معه شيئاً الي القبر و موت الجسد آت لا محاله.البعض يذهب ليصلي خوفاً من الموت ثم يرجع الي مصيدة عمله ، يذهب يقوم بتلك الشعائر الوثنية من دون ان يفهم عمق هذه المقولة لانه لو فهمها ليس فقط بالشعارات و السطحية و ترديد النصوص التقليدية انما لو كانت هذه القناعة قد خلخلت فعلا الي اعماق إدراكه لم يكن ليضيع يوما واحداً في حياة العبودية الاجتماعية و الاقتصادية مهما كانت تبدو و كانها موثوق بها و مهما توفرت فيها وسائل الراحة من تلفاز و تليفون و رضا اجتماعي و حلي و اعراس كما انه حتي ليحاول ان ينصب او يحتال او ينافق للوصول إلى تلك السعادة المزيفة . من لا يستوعبون تلك الحقيقة بكامل وجدانهم الي اعماق يقينهم سيعيشون في مصيدة سيزيف و العبودية الاستنزافية الي الابد و للاسف هؤلاء هم معظم البشر .
العبيد في الماضي كانوا يعملون مقابل طعامهم و منامهم عند سيدهم أي انهم يعملون في الحصاد و الأرض و البناء و الغسيل و الخدمة و كل ذلك مقابل فقط تكاليف الحياة البقائية ، اكل و شرب و نوم مثل الحيوانات .و مفهوم العبودية هذا لن يتغير من ناحية الإكتفاء الحياتي و لكن الذي تغير فقط هو المظهر اي انهم عوضاً عن ان يطعموك يعطونك اجر شهري يكفي فقط للأكل و الشرب و إيجار المنزل ، و هناك من يعطوهم اجازات و رحلات سفر و ذلك لانهم بحاجه الي هؤلاء ليقمعوا العبيد الذين تحتهم و لكن كل عبد له مركزه .نفس الشيء من حيث العقاب فبدلاً من ان يجلدوك كما كانوا يفعلون في السابق ، يخصموا من مرتبك او يتوقعوا عليك غرامات مقابل اسباب سخيفة .سواء في العبودية القديمة او الحديثة لن يكون عند الشخص إمكانية المبادرة العصامية او النمو الفكري و الروحاني
يمكنك ان تعيش في جهاز عقيدة ديني يبقيك منوما مغناطيسا في جحيمك معتقدا انك ستدخل الجنة و لكن ان تجرأت علي ان تري ما خلف حجاب العقيدة الوثنية و ان تخرج من سجنها الي الرؤية الأزلية سيهاجمك عبيد المجتمع ممن حولك ، طيور الظلام هؤلاء هم ازرع الطاغوت الخفية حتي و لو ظهروا بأنهم اقرب الناس اليك سيهاجموك لان الخروج من العقائد المحبطة هو الخروج من العبودية و مصيدة الحياة الاستنزافية.الكثير من الناس يتعلمون موضوعاً ليس لهم فيه اي شغف انما فقط لأن هكذا فقط العائلة تريد و لان هذا الانسان لا يملك الإيمان بموهبته و بالرسالة الذي جاء بها الي هذا العالم فسيساوم علي شغفه و يقع عبدا للمجتمع و يعيش كل حياته في جحيم مهنة يكرهها و هو من دخل مصيدة الحياة السيزيفية برجله .
و هكذا في الزواج و الإنجاب يفعلون ذلك خنوعا للضغط الإجتماعي و جهاز العقيدة ، فلو قررت المرأة ان لا تتزوج او ان لا تنجب اطفال لإنها تعرف انها غير مؤهلة لذلك في الوقت الحالي أو حتي ان كان هذا ما تريده فقط فلن يتركها طيور الظلام وحدها ، سيستخدمون كل الطرق حتي و ان ظهرت طرق بريئة كتقديم النصائح و لكن هذه ليست نصائح بل محاولة للسيطرة على إرادتها و إعادتها الي طريق القطيع .
و هنا يأتي دور الإيمان بالأفعال ، إما ان تضعف و ترضخ لطيور الظلام هؤلاء أو ان تعيش بحسب بوصلتك العاطفية بقناعة و يقين حتي و لو كلفك الامر مهما كلفك و إن كان الموت نفسه لان ليس هناك احد يستطيع ان يتجنب الموت ، و ان كان لا مفر من الموت فعليك ان تعيش حياة عصامية حرة برأس مرفوع .
الخروج من الحياة السيزيفية يتطلب تحطيم حجاب العقيدة الوثنية الذي يحجب الرؤية عن عيون الروح و بعد ان تتاح إمكانية الرؤية عندها ستكون الترددات المطلوبة جاهزة و من ثم سيري الشخص الفعالية في التوجهات و في الخطوط العريضة و عندها ستتاح له إمكانية الخيار و الفعل بحسب تلك الرؤيا و هكذا تبدأ حياة العصاميين بعيدا عن مصيدة الحياة السيزيفية الاستنزافية .