سعت الانسانية عن طريق الاديان السماوية بالبشرية و عقدت التصالح مع الذات ووجهت المشاعر و الطاقات الى كل ماهو يخدم التعمير ويبعد عن التدمير ٫ مر التاريخ بمراحل كثيرة ومنها الانسان البدائي الذي لم يعرف من الحياة الا ظل الكهوف و الاشجار او صيد الحيوان ليستجيب لنداء الطبيعة بالتغلب على الجوع وظن انه بذلك قد تناول ألذ المأكولات واطيبها عندما قضم قطعة لحم نيئة ٫ لم يكن يعلم بحكم غلاف عقله ان الطعام قد يتحول في يوم من الايام الى علم و فن بل وان تقديم الطعام له من البرتكولات ما يحفز النفس ويزيد من متعة التلذذ بمضغ لقمة يقلبها اللسان ٫ هذه هي حدود العقل عندما يغلف بغلاف الثقافة و المعتقدات. "المجتمع يهيء الجريمة و المجرم اداة تنفيذها" قالها ادولف كيتليه في القرن التاسع عشر حيث نظر للمجرم بأنه ضحية افعال المجتمع ٫ بيد ان هذا تقرير يبحث للجاني عن مصوغات لجرمه ٫ قد يتحمل المجتمع جزءا من ذلك اما ان يحال الجرم الكامل الى المجتمع فهو تقرير غير منصف لتكامل الدور بين الفرد والمجتمع ٫ يعرف نظام روما «الجريمة ضد الإنسانية» بأنها أفعال مثل القتل والاسترقاق والاضطهاد تُرتكب كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد سكان مدنيين مع العلم بذلك، وهو إطار قانوني حديث يحكم وصف الجرائم الكبرى . ان تمجيد الجماعة الداخلية مع خطاب تهديد وجودي يسهل «الانفصال الأخلاقي» ويدعم استخدام القوة القصوى ضد «الآخر».تؤكد نصوص رسمية مثل رسالة غيوك خان إلى البابا (1246) صيغة الحكم «بقوة السماء الأبدية» بما يجسّد تفويضاً فوق-بشرياً لشرعية الإمبراطورية ويعلي مكانة المغول كجماعة مختارة ذات حق عام في الطاعة . وتعرض دراسات مرجعية عن «أيديولوجيا الإمبراطورية» أن «تفويض السماء» والكارزما السلالية ركيزتان لتبرير التوسّع والسيادة الشاملة، وهو ما ينسجم مع سرديات «النظام العالمي المغولي» ورؤيته الكونية للغلبة . وترد أيضاً إشارات إلى «العائلة الذهبية» وتصور أن «السماء منحت العالم للمغول»، بما يعمّق تمجيد الذات الجمعية كهوية قدرية متفوقة ٫ بمنطق علم النفس الأخلاقي، يُعاد توصيف العنف بوصفه «تنفيذاً لأمر السماء» و«عقاباً مستحقاً للعصاة»، فتُعلَّق رقابة الضمير عبر تجريد أخلاقي يبرر الإيذاء باسم غاية علوية، وهو ما تشرحه نماذج باندورا حول آليات نزع الإنسانية ونقل المسؤولية وإعادة توصيف الأذى . ويقترن ذلك بتمجيد داخلي للجماعة الحاكمة كصاحبة رسالة كونية، ما يحوّل الخصوم إلى «أعداء لله» لا إلى بشر مكافئين، فيتسهل استخدام القوة القصوى دون تنافر أخلاقي ذاتي لدى المنفذين . فالعنف اعتقاد يسوغ الدونية للمعنف عن طريق تبريرات دينية او نفسية او اجتماعية تجعل من الغاية تبرير للوسيلة ٫ هب الجمهور بصيحاته العالية " الرب يريدها " ولبس الصليب بعد خطبة اوربان الثاني الشهيرة التي سميت بخطبة الدم في الحملة الصليبية٫ تُشير التقديرات التي جمعها بعض الباحثين والمؤسسات التي تُعنى بدراسة الصراع، والتي تشمل الوفيات المباشرة الناتجة عن القتال، وكذلك الوفيات غير المباشرة نتيجة المجاعة والأمراض التي تتبع الحروب، إلى أن العدد الإجمالي للقتلى من الصراعات البشرية المسجلة في التاريخ المدون يتراوح تقريبًا بين ٣١٥ الى ٧٥٥ مليون نفس ازهقت اي ما يعادل متوسط ٤٨٧ مليون ٫ هذا الرقم يبين مدى بشاعة الجرائم ضد الانسانية ٫ فالسعي خلف الموارد و الاراضي الصالحة للعيش و توسع الامبراطوريات كالغزوات المغولية و الرومانية والايدلوجيات والرغبة في السيطرة الفكرية كالصراع بين الرأسمالية و الشيوعية والتعصب الديني والطموح السياسي والظلم المجتمعي هي ادوات تغذي الحروب وتأجج الصراعات. مابين الغاية و الوسيلة تبقى الضحية غارقة في لجج الظلم القاهر لتروي للانسانية مدى قساوة الانسان للانسان. السؤال الذي يطرح نفسه من الذي اعطى الانسان حق تقسيم وتصنيف الانسان ليبرر قتل الانسان ؟!!!!
