
يعد اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder _ADS) احد اكثر الاضرابات النمائية انتشارا في مرحلةالطفولية. يتميز بصعوبات في التواصل الاجتماعي, و سلوكيات متكررة,و اهتمامات محدودة.و مع تزايد نسب التشخيص عالميا ,اصبح من الضروري فهم خصائص اطفال التوحد و احتياجاتهم الخاصة من اجل دعمهم بشكل افضل.

الخصائص السلوكية والمعرفية
اطفال التوحد يختلفون فيما بينهم بشكل كبير ,لكن هناك سمات مشتركة منها
- صعوبات التواصل الاجتماعي: قد يظهر الطفل ضعفا في القدرة على التفاعل مع الاخرين, او صعوبة في فهم الاشارات غير اللفظية كالابتسامة او لغة الجسد.
- السلوكيات المتكررة : مثل ترديد كلمات معينة , او القيام بحركات متكررة كالرفرفة باليدين.
- الاهتمامات المحدودة :بعض الاطفال ينغمسون في موضوع واحد بشدة ,كثل الارقام او الحروف.
- التفاوت المعرفي : د يمتلك بعض الاطفال قدرات ادراكية عالية في مجالات محددة, بينما يعانون من صعوبات في مجالات اخرى.

التحديات التي يواجهها اطفال التوحد
يواجه الاطفال المصابون بالتوحد عدة تحديات يومية, ابرزها :
- التعليم : صعوبة التكيف مع المناهج التقليدية ,مما يتطلب استراتيجيات تعليمية خاصة
- التواصل : عوائق في التعبير عن الاحتياجات و المشاعر .
- الاندماج الاجتماعي : صعوبة تكوين صدقات او المشاركة في الانشطة الاجتماعية.
- المشاكل الحسية :فرط او نقص في الاستجابة للمؤثرات الحسية مثل الاصوات او الاضواء .

استراتيجيات الدعم والتاهل
- العلاج السلوكي(ABA): يساعد في تعديل السلوكيات و تنمية المهارات.
- العلاج النطقي اللغوي : اتطوير مهارات التواصل اللفظي و الغير اللفظي
- العلاج الوظيفي : لتحسين المهارات الحركية والقذرة على الاستقلالية
- الدعم الاسري :تدريب الاسرة على كيفية التعامل مع الطفل بطريقة ايجابية.

العوامل المسببة
لا يوجد سبب واحد للتوحد, بل يعتقد انه نتيجة لتفاعل عوامل وراثية و بيئية معقدة . اظهرت الدراسات ان للتغيرات الجينية دورا في زيادة القابلية للاصابة , بينما قد تسهم بعض العوامل البيئية مثل ; مضاعفات الحمل او التعرض لمؤثرات معينة اثناء فترة النمو الجنيني في زيادة احتمالية ظهور الاضطراب ( Hodges et al ,.2020 ) .

الانتشارات والاحصاءات
تشير احصاءات منظمة الصحة العالمية (WHO,2022)الى ان طفلا واحدا من بين كل 100 طفل تقريبا مصاب باضطراب طيف التوحد . كما يلاحظ ان معدلات التشخيص ارتفعت في العقود الاخيرة , و يعود ذلك الى زيادة الوعي المجتمعي , وتحسن ادوات التقييم , و ليس بضرورة الى ارتفاع حقيقي في معدلات الاصابة.

التوجهات المستقبلية في البحث
تركز الابحاث الحديثة على اكتشاف المؤشرات الحيوية (Biomarkers) التي يمكن ان تساهم في التشخيص المبكر, بالاضافة الى تطوير استراتيجيات علاجية فردية قائمة على الخصائص الجينية و العصبية لكل طفل . هذا التجاه قد يفتح الباب امام ما يسمى ب "الطب الشخصي" للطفال ذوي التوحد (Lord et al ,.2018).
دور المجتمع
يعتبر وعي المجتمع عاملا اساسيا في تحسين جودة حياة اطفال التوحد اذ يسهم تقبل الاختلاف و توفير بيئة تعليمية و صحية مناسبة في دمجهم بشكل فعال ,و الحد من التهميش او التنمر الذي قد يتعرضون له.
وكخلاصة الامر ا اطفال التوحد يمتلكون قدرات فريدة اذا ما اتيحت لهم الفرصة المناسبة.
و من خلال التدخل المبكر ,و الدعم الاسري, و توفير برامج تعليمية و تاهيلية متخصصة , يمكن مساعدتهم على الاندماج في المجتمع و تحقيق مستوى جيد من الاستقلالية.

عن الكاتب
Asmae Bounaim
ام صفوان يزيد
لديا خبرة كبيرة في كتابة المقالات اليومية وكيفية التعامل مع القراء لفهم محتوى المقال


