قصة قلادة بنت الخليفة

يحكى أن تاجراً كان دائما يتحدى زملائه ويقول لهم : أنا في حياتي لم اقوم بتجارة وخسرت منها ولا مرة واحدة فضحك أصدقائه مستهزاءٍ : كيف لك أن لا تخسر في حياتك ولا مرة واحدة ⁉️
فطلب منهم التاجر أن يقدموا له تحديا فقالوا له أن من سابع المستحيلات أن تبيع تمرا في العراق وتربح لأن التمر هناك متوفر كتوفر التراب في الصحراء.
فقال لهم : قبلت التحدي فاشترى تمرا مستورداً من العراق وانطلق شرقا إلى عاصمة الخلافة العباسية آنذاك
.و يحكى أن الواثق بالله آنذاك كان ذاهبا في نزهة الى الموصل حيث الربيع وكانت الموصل من أجمل المدن في شمال العراق بطبيعتها حيث كانت تسمى أم (الربيعين) لأنها صيفا وشتاء هي ربيع،
كانت ابنته قد أضاعت قلادتها في طريق العودة من الرحلة فبكت و اشتكت فأمر الخليفة الواثق بالبحث و العثور عليها و أغرى سكان بغداد بأنه من يجد قلادة بنته فله مكافأة عظيمة و سوف يزوجه منها أي من ابنة الخليفة ولما وصل التاجر الدمشقي إلى مشارف بغداد وجد الناس مثل المجانين منطلقة إلى البر للبحث عن القلادة فسألهم ما بالكم⁉️⁉️حكوا له قصتهم وقال كبيرهم و أسفاه لقد نسينا أن ناخذ زادا ولا نستطيع العودة خوفا أن يسبقوننا بقية العالم فأخذ يضرب كفا بكف
فقال لهم التاجر الدمشقي : أنا ابيعكم تمرا فاشتروا منه التمر بأغلى الأسعار وقال ها أنا فزت بالتحدي سمع الواثق الذي كان بالجوار عن خبر التاجر الدمشقي الذي يبيع تمرا في العراق و يربح فتعجب من ذلك أشد العجب وطلب مقابلته فقال له اخبرني عن قصتك فقال له : يا مولاي أدام الله عزك إنني من يوم مارست التجارة لم اخسر مرة واحدة فسأله الواثق عن السبب فقال له : كنت ولدا فقيرا يتيما وكانت أمي معاقة وكنت اعتني بها منذ الصغر و أعمل و أكسب خبزة عيشي و عيشها منذ أن كنت في الخامسة من عمري ..فلما بلغت العشرون كانت أمي مشرفة على الموت فرفعت يدها داعية أن يوفقني الله وأن لا يُرني الخسارة في ديني و دنياي أبدا وأن يزوجني من بيت أكرم اهل العصر وأن يحول التراب في يدي ذهبا وبحركة لا أراديه مسك حفنة من التراب وهو يتكلم.
فابتسم الواثق من كلامه واذا به يشعر بشيء غريب في يده فمسكة بيده ونظر إليه وإذا هي قلادة ذهبية و عرفتها بنت الواثق ..وهكذا من دعاء أمه كان هذا التاجر الدمشقي أول من صدر التمر إلى العراق في التاريخ وبنجاح وأصبح صهر الخليفة الواثق..~
#العبـــــــرة ~ سبحان الله فدعوة الأم مستجابة لن يأتِي أحد وَ يطرُق بابك ليَمنحَك يُومَا جمِيلاً أنت من يجب أن تطرق أبوَاب روحُك وتشرعُ نوَافِذك و تجتهِد لتفوُز بالأجمَل ولن يخذلك ربك أبَداً، اللهم ارزقنا البر بوالدينا وإن كانوا أموات فاغفر لهما و ارحمهما ..
قصة الفأر والاسد

يحكى أن فأرا قال للأسد بثقة عالية :* إسمح لي أيها الأسد أن أتكلم و أعطني الأمان.
فقال له الأسد : تكلم أيها الفأر الشجاع ...قال الفأر : أنا أستطيع ان اقتلك في غضون شهر ...ضحك الأسد في استهزاء وقال له: أأنت أيها الفأر ؟؟!!قال الفأر : نعم ... فقط.. أمهلني شهر واحدا ...قال الأسد : موافق، ولكن بعد شهر سوف اقـتلك إن لم تقتلني.
مرت الأيام ...الأسبوع الأول ضحك الأسد لكنه كان يرى في بعض أحلامه أن الفأر فعلا يقتله ، لكنه لم ياخد الموضوع بجدية.
الأسبوع الثاني بدأ الخوف يتغلغل إلى صدر الأسد
.الأسبوع الثالث كان الخوف تمكن من الأسد وبدا يحدث نفسه،ماذا لو كان كلام الفأر صحيحا...الأسبوع الرابع كان الأسد مرعوباً مذعورا...وفي اليوم المرتقب دخلت الحيوانات مع الفأر على الأسد...وكم كانت المفاجأة كبيرة..لما رأوا *الأسد جثة هامدة* ...لقد علم الفأر أن انتظار المصائب والتفكير فيها..هو أشد قساوة على النفس.......هل تعلم من هو *الأسد*..؟..هو شخصيتك المهترئة التي من المفترض أن تكون قوية بإيمانها..و *الفأر* : هو قلقك وخوفك من الأشياء ...لذلك استمتع بالحياة ولا تشغل نفسك بما هو آت.. وركز في يومك الحالي.. وكن ايجابيا و مبادراً وخذ بالاسباب الشرعية والطبية ..
العبرة
الوهم نصف الداء..والاطمئنان نصف الدواء..والصبر اول خطوات الشفاء..
قصة البطيخة

يحكى أنه كان هناك أمير يحكم إمارة وكان لديه حكيم ذكي ..وكان هذا الأمير يحلم بأن يبقى دوماً شاباً قوياً وأن لا تصله الشيخوخة .فطلب من حكيمه أن يأتيه بدواء يطيل في العمر ووعده بأن يعطيه أي شيء يطلبه إن جاء له بطلبه .
فذهب الحكيم يبحث في المدن والقرى عن دواء يطيل العمر ويبقي الإنسان في مرحلة الشباب .
ولكنه عندما مَرَّ بقرية وسأل أهلها عن عشبة أو أكلة تطيل العمر نصحه أهل تلك القرية أن يذهب إلى أعلى الجبل حيث يسكن هناك أخوان وربما يجد عندهما ما يريد .
ذهب الحكيم إلى حيث يعيش هذان الأخوان ووصل إلى هناك قبل الغروب بقليل .
كان البيت الأول صغيراً والأشياء من حوله مبعثرة ، وأمام باب البيت يجلس رجل عجوز ( قد أكل الدهر عليه وشرب ) فسلم عليه الحكيم فرد عليه العجوز السلام ورحب به.
ثم طلب الحكيم من العجوز أن يسمح له بالمبيت عنده حتى الغد .
وقبل أن يتكلم العجوز جاء صوت من داخل البيت فإذا هي زوجته لتقول : ما عندنا مكان للضيوف !! ابحث لك عن مكان آخر .
فطأطأ العجوز رأسه وتأسف من الحكيم .توجه الحكيم إلى البيت الآخر فإذا هو بيت في غاية الجمال والنظافة والترتيب وتحيط به أنواع الزهور والنباتات الجميلة بالإضافة إلى أصوات الطيور والبلابل . وإذا بشاب جميل الوجه والملبس ينتظره ويرحب به ونادى على زوجته :اليوم لدينا ضيف !فرحبت الزوجة بالحكيم أجمل ترحيب .في اليوم الثاني أفصح الحكيم للرجل عن سبب زيارته لهم وسأله لماذا أنت في صحة وشباب بينما أخوك الأكبر قد شاب وهرم .
فضحك الرجل وقال له أنت : مخطيء هو أخي الصغير وأنا أكبر منه بعشرين سنة !!تعجب الحكيم وزاد ولعه لإكتشاف سر بقاء الرجل في مرحلة الشباب وطلب معرفة ذلك مقابل أي شيء يطلبه .
فوعده الرجل بذلك ولكن بعد أن يتناولا الغداء .في الغداء قدم الرجل وزوجته أفضل ما لديهما من الطعام ثم جلسا تحت شجرة تطل على الوادي، وطلب الرجل من زوجته أن تذهب إلى بستانهم الذي يقع أسفل الوادي وأن تحضر لهم بطيخة .
فذهبت الزوجة .. وبعد ساعة جاءت ببطيخة . نظر زوجها إلى البطيخة وأخذ يضرب عليها ثم قال لزوجته : لا يا زوجتي العزيزة!! أرجو أن ترجعي هذه البطيخة وتأتي لنا بواحدة أخرى .فقالت الزوجة : على عيني!!!ذهبت الزوجة إلى أسفل الوادي ورجعت ببطيخة أخرى ... ولكن الزوج لم يقتنع وأرسل زوجته مرة ثانية وذهبت الزوجة بكل رحابة صدر ونزلت إلى الوادي وجاءت ببطيخة .
وفي هذه المرة وبعد أن تفحص الرجل البطيخة فتحها وأكلوا منها.
أعاد الحكيم السؤال وطلب معرفة الأكلة أو العشبة التي تحافظ على الشباب. فأجابه الرجل إنها ليست أكلة أو عشبة بل السر في صحتي وشبابي هي زوجتي !!! منذ أن تزوجتها لم أجد منها غير الحب والرحمة والحنان والإحترام والتقدير .
هل تعلم يا حكيم أنه لم تكن في بستاني غير بطيخة واحدة وأنها نزلت إلى الوادي ثلاث مرات وكانت في كل مرة تأتي لنا بتلك البطيخة نفسها ولكنها لم تمتعض أو تبدي أي علامة تنقص من شأني أمامك؟؟تعجب الحكيم من هذه المرأة .
أيقن أن السعادة وراحة البال والصحة والشباب تصنعها الزوجة بمحبتها وعطفها واهتمامها وليست الأدوية والأعشاب.
عن الكاتب
Malak Fahmi
كاتب تقني محرر