من يعيد لـ "بالو" الحزين ضجيجه؟

مقدّمة:
"بالو" هو الاسم الذي أطلقته مجموعة أطفال -كانوا في رحلة مدرسيّة- على دبّ يعيش في حديقة الحيوانات الوطنيّة القريبة من مكان إقامتهم.
البداية:
يوم السّبت 17 ديسمبر 2022 خرج أطفال تلك المدرسة مع أساتذتهم، و مع المشرفين عليهم في رحلة مدرسيّة قادتهم إلى الحديقة الكبيرة. اقتعدوا كراسي الحافلات المدرسيّة البرتقاليّة اللّون و بدأوا بالانتظار. و ما هي إلّا بضع دقائق حتّى انطلقت تلك الحافلات تباعًا تَسلك الطّريق المحاذية للبحر باتّجاه الغرب، و بدأو بالتّصفيق، و الغناء، و المرح.
محفوظات تعليميّة: أغاني و أناشيد
- أغنية الفراشة
- أغنية الفيل
- أغنية هذا الفهد
- أغنية الأسد
- أغنية العصافير
- أغنية أنا نحلة
أغنية الــــــــــدّب
أغنية الــــــــــدّب
هذا الدّب... دبّ الدّببة...
مسكنه وسط الأدغـال...
يكسو جسمه شعر أسود
يحميه حتّى لا يبـــرد...
احفظ يا ولدي و تعلّــم:
ولد الدّب يسمّى الدّيسم
هذا الدّب... دبّ الدّببة...
قدرته في الشّم قويّة...
هذي مزيّة عند الدّب... دبّ الدّببة...
و له فكّ أقــــوى فكّ...
و فريستــــه لا تنفكّ...
تلك مخالبه الوحشيـــة
جدّ قويّـــــــــــــــــة
يمكنه قطع الأميـــــال... وجهته مجرى الشـــلّال...
ينزل فرحا كالمبســــوط
يعجـــــبه صيد الشبوط
هذا الدّب... دبّ الـدّببة...
📚 المراجع
من هو "بالو"؟
"بالو" هو الاسم الذي أطلقته مجموعة أطفال -كانوا في رحلة مدرسيّة- على دبّ يعيش في حديقة الحيوانات الوطنيّة القريبة من مكان إقامتهم، أمّا "بالو" الذي يعرفه الأطفال، و الذي أطلقوا اسمه على دبّ الحديقة فهو "بالو" حكيم الغابة؛ الدّب الذّكيّ، و الطّيّب، و المرح الذي بفضله تعلّم "ماوكلي" قوانين الغابة. و "ماوكلي" هو الصّبي الذي تدور حوله أحداث رواية "كتاب الأدغال" للكاتب البريطاني روديار كيبلينغ؛ و هو طفل صغير ضاع في غابة من غابات الهند فتبنّته الذّئبة الأمّ راكشا، و صار واحدا من قبيلتهم. و في هذه القبيلة صار له الكثير من العلاقات و من الأصدقاء، من أهمّم:
- عائلة الذّئاب: تشمل أفراد قطيع الذئاب مثل: الأمّ الذّئبة راكشا، و والده بالتّبني داروكا، و شقيقاه لالا وبالا.
-باغيرا - كا - هارفي - ...
-بالو: دبّ بنّي لطيف و خفيف الظّل؛ يعلّم ماوكلي القوانين الحياتيّة ويعتبر معلّمه.
📚 المراجع
Baloo
Baloo is a supporting character in the kids tv show Jungle Book Cartoon Show, and is good friends with Mowgli and Bagheera. Baloo is a big brown bear, he wears glasses and walks on two legs. Baloo is very smart and kind, he always helps Mowgli and Bagheera when they're in trouble. He is also forgiving seeing as he always forgives Mowgli whenever he makes mistakes. Baloo lives in the jungle with Bagheera and Mowgli, Baloo is Mowgli's teacher and teaches him about the laws of the Jungle. He is...
تصفح المرجع ↗في الحديقة:
وصل الأطفال في الحافلات المدرسيّة البرتقاليّة أمام أبواب الحديقة العملاقة، و بدأوا بانتظار إشارة النّزول، و ما إن نادى عليهم مشرفوهم بالنّزول حتّى تحلّقوا في دوائر، و تشكّلوا في مجموعات، و ترتّبوا في صفوف؛ كلّ جماعة مع أستاذ أو أستاذة.
فريق الأستاذة إحسان:
مرّوا من جانبه، فوجدوه مستلقيّا على تلّة محاطة بجدران من الإسمنت تعلوها جدران زجاجيّة ثمّ أسلاك شائكة، بالإضافة إلى الحديد.
- هذا الدّب مكانه في هذه الغابة خارج هذا السّجن، أ ليس كذلك أستاذتي إحسان؟ (يسأل طفل أستاذته بينما هم مُمسكون بالقضبان التي تعلو الجدران المحيطة بمسكن الدّب).
- ربّما هو يفضّل منزله، أ ليس كذلك يا أطفال؟ (تجيب أستاذته).
ثم ّ تواصل:
- ما رأيكم أن أن نقترح له اسما؟
- بالو
- كانت هذه فكرة الولد الذي لم يعجبه منزل الدّب، و وافق عليها جميع أصحابه.
في البداية، كان يبدو دبّا وحيدا، و كئيبا، و لا يربطه بـ"بالو" الذي يعرفونه إلّا لونه الأسمر. يبدو أنّ الأطفال هم من كانوا طيّبين، و أذكياء، و مرحين بالنّسبة لـ"بالو" الحديقة الذي تعوّد حياة تلك التّلّة المطوّقة بالأسوار على بعد أمتار قليلة فقط من غابة واسعة، و من بحر أوسع.
سألوا الأستاذة إحسان:
- أستاذتي.. ما خطبه؟
بدا لهم كأنّ عينيه محاطتين بهالات سوداء!!!
- أستاذتي.. ما خطبه؟
- أستاذتي.. ما خطبه؟
بدا لهم كأنّ عينيه محاطتين بهالات سوداء!!!
و أخيرا، تحرّك "بالو".. توجّه نحو الأطفال، و كأنّه يتبسّم إليهم..
ثمّ حان وقت المغادرة.. ودّعوا صديقهم الجديد "بالو". و ودّع "بالو" أصدقاءه الجدد.
و لكنّهم لم يسمعوا صوته. لم يسمعوا صراخه. لم يروا ضجيجه. لم يروا جلبته.
ودّعوه مرّة أخرى، و سلكوا طريق المغادرة. و هم في طريقهم نحو مجموعات زملائهم الأخرى، ذكّرتهم أستاذتهم أنّ صوت الدّب يسمّى القَهْقَاع، ثمّ سألتهم كيف تسمّى أنثى الدّب. أجابوها جميعا:
- الدّبّة
- أو الجهيزة أو الجهبر
ثمّ سألت: و كيف يسمّى ابن الدّب؟
- الدّيسم (أجاب الجميع).
ما خطبه "بالو"؟
في كلّ مرّة تزور فيها الأستاذة إحسان تلك الحديقة بعد ذلك اليوم، تطرح السّؤال نفسه الذي سأله التّلاميذ في ذلك اليوم، 17 ديسمبر 2022:
- ما خطبه "بالو"؟
- وحيد، و حزين، و كئيب،...
بعدها...
-ما عاد هناك أثر لـ"بالو"!!!
-لم تعد تجده!!!.................
*في كلّ مرّة تقترح له مكانا:
- البيطريّ
-المربّي
-...
"بالو" الحزين يعود و معه ضجيجه!
مرّت سنوات.. ما عادت الأستاذة إحسان تزور الحديقة. و ما عادت تسأل عن دبّ الحديقة. و ما عادت تحدّث أطفالها عن "بالو" الحديقة، و لا حتّى عن "بالو" الأدغال. ابتدعت لهم قصصا و حكايات جديدة، و حيوانات جديدة، حتّى أنّها لم تكن حاضرة في الرّحلة المدرسيّة التي نظّمتها مؤسّستهم بمناسبة يوم العلم في 16 أفريل 2025. و لكنّها، زارت الحديقة في اليوم الموالي مباشرة بعد أن أخبروها أنّهم وجدوا الدّب في زيارتهم الأخيرة للحديقة.
خاتمة:
كانت العجلات تلفّ الطّريق، و كانت التوقّعات تلفّ أفكارها:
- ترى ماذا حلّ بــ"بالو"؟
- ماذا حصل له؟
- أين كان طوال المدّة المنصرمة؟
- يقولون بأنّه جدّ نشيط، و كثير الحركة، و الصّراخ، و الصّياح.
- لقد استعاد إذن ضجيجه، و صخبه، و جلبته!
- كان كئيبا جدّا، و حزينا جدّا، و الوحدة باديّة عليه في المرّة الأخيرة.
- ماذا فعل حتّى تحوّل إلى "بالو" الذي حلم به أطفالي في ذلك اليوم؟
- أ يكون قد هرب إلى تلك الغابة القريبة؟ أم إلى جبل أقرب منها؟
- أم أنّه فرّ إلى البحر الذي كان يلوح له من تحت تلك التّلّة المسوّرة؟
- أم أنّه أوجد فكرة عميقة، و راح إلى الجزيرة البعيدة؟!
ما إن وصلت الأستاذة إحسان إلى التّلّة المرتفعة و المحاطة بالأسوار حتّى طرحت سؤالها وجوابها: هذا ليس نفسه الدّب الذي تعوّدنا عليه؟ ليأتيها الجواب سريعا:
- ذلك الدّب مات منذ مدّة طويلة. هذا دبّ جديد.
في المؤسّسة، يوم الخميس 17 أفريل 2025: تعلّق على سبّورة السّاحة الخاصّة بيوم العلم:
"لسوء الحظّ.. الدّب الإفريقيّ الوحيد الذي عاش في قارّة إفريقيا هو دبّ جبال الأطلس؛ و الذي انقرض على يد الإنسان، و يجب اعتباره أوّل سلالة تعرّضت للإبادة من الدّب البنّيّ. نحن نتحدّث هنا عن الدّب الأمازيغي أو الدّب البنّيّ الأطلسي (Ursus Arctos Crowtherii) الذي يمكن إرجاع بدايات إبادته إلى زمن الإمبراطوريّة الرّومانيّة عندما كانت هذه الدّببة تُصطاد و تستعمل في عروض السّيرك. و قد كان الدّب الأطلسيّ دبّا محليّا يعيش في إفريقيا فقط إنطلاقا من المغرب و جبال الأطلس وصولا إلى تونس و مرورا بالجزائر موطنه الطّبيعي.
بتصرّف: