مسلسل امتلكت قلبي- الحلقة الاولى

صورة

ملاحظة : يرجى قراءة ( سلسلة ياسمينة الروح قبل البدء بهذا المسلسل لانه يحتوي على مشاهد توضيحية جديدة غير مذكورة هناك ) 

لوصول اسرع لها الرجاء الدخول الى صفحتي الشخصية

📚 المراجع

نثري - منصة المحتوى العربي الثري

أكبر مجتمع عربي للكتاب والمبدعين - شارك معرفتك واحصل على عائد مادي

تصفح المرجع ↗

عنوان الحلقة ( من الطارق )

#امتَلكَت_قلبي

#الحلقة_الاولى

#بقلم_وعد_السعيد

 

" في اللحظات التي ظننت أنك لن تتجاوزها، كنت في الحقيقة تخلق بدايتك الجديدة "

 

________________

________________

 

تموز 2020 :

 

فتحت عيوني بعد نومة عميقة، من زمان ما صحيت بهالتفاؤل ..

قمت من سريري رتبته .. وقفت قدام المراية مشطت شعري .. رفعته وثبته بملقط شعر ..

تأملت المحبس اللي باصبعي، شلته وحطيته عالتسريحة ..

 

مها ( متفاجأة ) : صاحية ؟

رنين ( بهدوء ) : صباح الخير .. اه عندي دراسة كتير

 

هزت راسها برضا، كنت بهرب بعيوني منها ..

ما بدي حدا يحس بأي شي بفكر فيه قبل ما انفذه ..

 رتبت افكاري، جهزت حالي، فتحت باب الغرفة ووقفت قدام ماما وخواتي اسيل وفرح ..

 

رنين : انا طالعة مشوار صغير وراجعة

مها ( بفضول ) : لوين ؟

رنين : عند ديمة .. ما بطول ساعة زمن محتاجيتها بموضوع مهم

 

طلعت من البيت، تركتهم وعلى راسهم الف علامة استفهام ..

 

//////

 

قمت من نومي على رنة موبايلي، كان شخص ما توقعته يحكي معي بهيك وقت ..

تأملت اولادي وهمة مستغرقين بنومتهم وزوجي بشغله، بنقدر نحكي انه رجعت الحياة لروتينها بعد شهور من حجر كورونا ..

 

رنين : صباح الورد كيفك ديمة حبيبتي؟

ديمة : صباح الخير اهلا رنين

رنين : يسعد صباحك اسفة عالازعاج

ديمة : ابدا ولو، كيفك ؟ انتوا بخير

 

هزيت راسي باستغراب شديد من طلبها الغريب اللي ما لقيتله أي تفسير بهاللحظة، رتبت البيت بسرعة ولبست ملابس الاستقبال وكانت على وصول بهاللحظة ..

 

رنين ( بصوت ضعيف ) : شكرا ديمة

ديمة ( سحبتها من ايدها وقعدتها عالكنباية بلهفة كبيرة ) : ولك على شو بتتشكريني خلصي احكي نطفتي قلبي من منظرك

رنين ( حابسة دموعها ) : انا لازم احكيلك سر بس ما بدي يوصل لاي بني ادم بالعيلة تمام ؟

ديمة ( بهز راسي باهتمام ) : تمام .. اعتبريني ما سمعته

رنين : اول اشي انا متخذة القرار وحاسمة امري بس لازم اسالك عن كم شغلة اول حتى اقدر اتاكد انه قراري صواب

 

بدات رنين تسرد بالاحداث اللي بتصير معها من سنة، وانا كل ما حكت أحاول اربط بيني وبين هاد الحكي حتى اقدر اعرف بشو افيدها ..

 

رنين : وانا حرفيا مو فاهمة هاد اللي بعمله فيي شو؟

ديمة ( بجدية ) : قدرتي تحبيه ؟

 

غمضت عيونها بأسى كبير، كانت بتشبهني يوم ما تخليت عن عدي وشفته تحت شباك بيتنا ..

 

رنين ( بحزن ) : اول اشي حاولت بس من اللي شفته صار يتحول لكره ما مرق عليي من قبل

ديمة : بتطلعي من عندي وبتتصلي عليه وبتنهي هالمسخرة اللي اسمها خطبة، اهلك مو ناقصهم هيك اشكال

رنين : شوفي يعني ممكن اتحمل انه اه غيرة ما احكي مع شباب العيلة ما احط أي مكياج تقيل بمناسبة مختلطة، اما موضوع لازم احكي معه على كل نفس بتنفسه حتى شغلة اشتريها من السوق ولا مشوار ولا حدا جاي عنا ولا أي معلومة هيك او هيك، وفوقها ازا تاخرت كم يوم وما رنيت على امه اسلم عليها بعمل قصة طول وعرض وعلى قللتي احترامها ومو سائلة فيها وما بتعتبريها بمقام امك ووووو من هالكلام، حتى حاسة تبريراتي خلصوا صرت بس يحكي معي هيك اضل ساكتة واقله معك حق انا غلطت بس عشان انهي النقاش

ديمة ( بديت اعصب ) : قرف يقرفه

رنين : حرفيا هاد قرف صح؟

ديمة ( باهتمام ممزوج بالفضول ) : وكيف بتقضوا طلعاتكم سوا ؟ واحلامكم لبعد الزواج ؟

رنين ( قاطعتني ) : طلعات شو؟ متحجج انه مو مكتوب كتابنا وما بحب يطلع ومعنا حدا من خواتي قال شو استفدنا، بس انا فاهمتله لانه لسا يا حبيبتي موضوع تفاصيل الخطبة والزواج هي اللي كشفته من خلالها كنت اتسلى على هاي المواضيع لما أكون بدي اعمل طوشة واااخ على هيك تفاصيل شكلي رح البس بجامة واطلع من بيت اهلي على بيته واريح راسي من أولها

ديمة ( بدي اخنقها ) : لسا بدك تطلعي من بيت اهلك على بيته ؟

رنين ( بتضحك ) : شكلي رح البس البجامة وانام اليوم وانا بتخيله شو رح يعمل بس اتركه

ديمة : تماما متل ما انا عملت بهداك اليوم .. لا تنسي سجدة شكر الخلاص .. وعدم كتب الكتاب

رنين : كلنا كان عنا فضول نعرف شو بصير معك

ديمة : متلك على أسوأ

رنين : عادي تحكيلي عشان اعرف كيف اختار شريك حياتي بعيدا عن المشاعر

 

حسيت لازم احكيلها؛ بما انها تركت كل العيلة واجت لعندي ..

 

ديمة : لما يكون الشخص اول شي عديم شخصية ومحكوم لامه او اهله بشكل عام، ممكن تحكي انك بتقدري تغيريه وشوي شوي تجيبيه لطرفك او عالاقل يمسك العصا من النص ويعرف قيمة كل الأطراف ، لكن .. ازا كان هيك وفوقها عديم اخلاق ودين وشهوته فوق السيطرة وشايفك أداة بين ايديه لمتعته وبخيل والف خط تحت بخيل، وقتها بدك تمسكيه بطرف أصابعك وتركليه لاقرب مزبلة تحويه؛ لانه هاي الاشكال ما بتنحوى عند أي شخص طبيعي

رنين ( بذعر ) : وهداك هيك كان ؟

ديمة ( مغمضة عيوني وبرجف ) : الوصف قليل عليه

رنين ( بتلطم ) : يا ربي دخيلك .. هلا حسام لو كتبت كتابي كان بين اكتر من اللي انا حكيته يعني كل اللي حكيتيهم بالإضافة للغيرة الزايدة اللي خانقني فيها بس ما بحسه قليل دين يعني الحمدلله بصلي وكان ملتزم وحتى برمضان كان يشجعني عالقران والقيام بس كله هاد ما كان غافرله عندي على عمايله

ديمة : بالضبط، ما بتقدري تحكمي على شخص من منظور واحد بس لازم كل شي مجتمع وبالنهاية قلبك لازم يكون رايده يعني ازا ما كنتي قادرة تطلعي فيه حتى لو عنده كل الصفات الكويسة، رح يكون عندك عقدة نقص وعينك تكون على حياة بنات غيرك وتتولد مشاعر تجاه شخص تاني يمكن بيوم من الأيام او تحني لحدا كان بحياتك

 

////

 

كلمة ديمة نفضتني متل الكهربا، وزكرتني بكلام طارق قبل سنة ..

بالضبط يوم ما رن عليي وحكالي نفس المضمون اللي حكيته لديمة اليوم، بس يومها انا كنت منهارة منه وحاقدة عليه وقررت انتقم بدل ما افكر ..

 

رنين ( ابتسامة عريضة ) : شكرا كتير دمدومة حبيبتي ازعجتك معي بس ارتحت كتير

ديمة ( بحب ) : شو هالحكي، الشكر الكبير الك لانك صحيتي على حالك وحاولتي تنقذي نفسك واهلك من مستقبل بشع وعواقبه وخيمة وبتعرفي العيلة مو ناقصها لساتنا ما طلعنا من صدمة بيان وامجد

رنين ( تنهدت ) : اخ لو كنت مكانها مستحيل اعمل اللي عملته، الحمدلله اللي ربنا بزرع فينا الحكمة وبدلنا عالصواب

 

لما ودعت رنين، سندت حالي على باب البيت وغمضت عيوني ..

رحت لبعيد كتير، لزمان كان حلو وايامه الها اثر كبير في تطور شخصياتنا ونظرتنا للامور ..

مرق شريط حياتي مع عدي كانه لمحة بصر، لكنه كان على مراحل متباعدة بوقتها وطويلة ..

 

عام ٢٠١٤ >>

 

عدي ( بهمس ) : بتخفي باقة الورد والهدايا ولو كبيتيهم بكون احسن

غنى ( مصدومة ) : لييييييه ؟

عدي ( بين اسناني ) : اعملي اللي قلتلك عليه بدون أسئلة ويا ريت ما تحكي لحدا عنهم كمان

غنى ( بتهز راسها برضا ) : حاضر ! بخبيهم بمكان سري الهدايا والورد برميه وخلص

 

تنهدت بعمق وكملت تجهيز البيت وانا بكامل اناقتي استعدادا للقاءهم..

او لقاءها ..

والله صعب اوصف فرحتي؛ لاني لأول مرة بحتفل معها بمناسبة بتخصني ..

 

////

 

ديمة ( بغني ) : ما حدا بعبي مطرحك بقلبي

كيف لك قلب تجافي اللي حبك هالمحبة

خبرني يا حبي خبرني يا حبي

ريم ( بتغني وبتضحك ) : خبرني يا حبي 

ديمة ( متابعة ) : بحبك انت وراااايح بحبك انت وجاااي بحبك يا هنايي بكل المطارح

ريم ( بتقلدني وبتضحك ) : هههههههه

ديمة ( برومنسية ومغمضة عيوني ) : أتطلع بعيني أتطلع بعد شوية .. عيوني ما بتخبي عيوني ما بتخبي ..  وما حدا بعبي مطرحك بقلبي .. عيوني ما بتخبي عيوني ما بتخبي

ريم / ديمة : هههههههههههه

 

كانت ريم بتستعد معي لنروح مع اخونا الوحيد والاصغر منا على سهرة ببيت خالي بمناسبة يوم ميلاد ابنه ..

 

سهى ( فتحت الباب فجاة ) : يا بنات ( قلبت نظرها علينا ) خير لوين رايحين ؟

ريم ( مصدومة ) : ما بتعرفي ؟

ديمة : ما حكالك قصي انه اليوم عاملين حفلة لعدي ؟ وحبينا نلتم شباب وصبايا العيلة

سهى ( مستغربة ) : لا ما بعرف بس يلا بروح معكم عشان احتفل فيه كمان يا حبيبي احلى ٢٥ سنة مرقوا و....

ديمة ( قاطعتها بتوتر ) ماما .. احنا تاخرنا بتبقي بتروحي بكرا براحتك .. يلا يا قصي جاهزين

 

سحبت ريم بقوة وركضت قبل ما امي تستوعب اللي حكيته؛ اختي اللي معي بنفس الغرفة وبتعرف مناسبة الاغنية والشياكة اللي انا فيها حاليا هية الوحيدة اللي حاسة فيي ..

 

////

 

ام عدي ( بفضول ) : مو هاد الورد لعدي ؟

غنى ( بلا مبالاة ) : اه

ام عدي : وليه بدك ترميه بالسلة ؟

غنى : ما بده إياه

 

اخدته من ايدي ورتبته باحلى مزهرية عنا بالبيت وصمدتها بمكان القعدة اللي رح نجتمع فيه هلا، وانا ما قدرت اتدخل ابدا ..

 

عدي ( بنبرة حادة ) : غنى مو قلتلك ارمي هالورد من وجهي

ام عدي ( مو عاجبها ) : شو بدك فيه اعتبره الي حوينته ينكب والله

عدي ( مسك المزهرية واخدها لغرفة امي ) : تهني فيها المهم ما اشوفها قدامي حاليا

 

انا كنت براقبهم ومو عارفة اتدخل بينهم ولا اضحك على حرقة دم اخي؛ اللي ما بعرف بشو زاعجينه هالوردات اللي اجوه هدية من صبية بتشتغل معه بمناسبة يوم ميلاده ..

 

////

 

علاء / احمد : يا مسا الخير

عدي ( ابتسامة عريضة ) : يا مسا الانوار هلا والله

احمد ( بسلم عليي بحرارة ) : كل عام وانت احلى والطف شب

علاء ( حضني انا واحمد بضحك ) : كل عام واحنا احلى شلة

عدي ( توسطتهم وحضنتهم بايدي كل واحد من جهة ) : وانتوا بالف خير ونضل كل سنة نحتفل

 

وأول ما قعدنا رجع اندق الباب، ولما انفتح نورت  الدنيا بعيوني، وقفت قبالي وشوي كان رح يوقف قلبي من جمالها وطلتها اللي بشتاقلها وما بتحمل تغيب عني ساعات، كيف لو كان الي أيام ما شفتها ..

 

قصي ( قرب يسلم عليي ) : العمر كله احلى مهندس على الساحة كل ما تكبر تحلى هيهيهيهي

عدي ( بهز راسي ولسا عيوني معلقة عليها ) : تسلم حبيب قلبي الحلا عندك كله والله

ريم / ديمة ( بهدوء ) : happy birthday to you

عدي : شكرا .. ( نكشني علاء واستدركت حالي ) تفضلوا ليه واقفين

 

////

 

بعد غربة دامت ست سنوات عن بلدي؛ رجعت قبل شهر لاحضان عيلتي وحبايبي ..

عيلتنا مميزة بروح الناس اللي فيها، كلنا بنحب بعض محبة خالصة، قلوبنا على بعض وما بنريد الا الخير بنعمل المستحيل حتى نضحك الزعلان ونشيل الهم عنه ..

 

هيثم ( ابتسامة عريضة ) : مين الحلو اللي كبر سنة اليوم

الجميع ( بضحك وصوت عالي ) : عدي

هيثم ( بغرور ) : واكيد بتسمحولي احتفل معكم بما انكم مشتاقينلي كثير ( غمزتهم ) ولا بس انا مشتاقلكم ؟

الجميع : اكيييييد

أبو عدي : والله انا ما سمحولي احتفل بس انت اكيد مسموحلك

الشباب : هههههههه

ام عدي : مية اهلا وسهلا بالجميع هو اليوم كله على بعضه حلو، فكيف بوجودكم ؟

الجميع : اهلين فيكي

هيثم : يلا طفولنا الضو خلونا نقوم نرقص قصدي نطفي الشمع هيهيهيهي

 

////

 

الكل مشغول بالاحتفال والاكل والضحك، وانا بس بدي نظرة او كلمة منه ..

والله متعب اخبي كمية هالمشاعر بقلبي، بس الحمدلله راضية بهالحال لانه مو بس انا هيك حالتي كمان أي بنت محافظة على حالها بكون هيك حبها مدفون بقلبها وما بتشاركه الا لما يصير الشب اللي بتحبه من نصيبها ..

 

عدي ( بهمس ) : وين سرحانة ؟

 

فتحت عيوني بصدمة ولفيت وجهي على مصدر الصوت، كان مارق من جنبي وهمسلي بطريقة عفوية كانه قاعد بعقلي وعارف اني بفكر فيه ..

تاملته وهو متابع طريقه وابتسمت لا شعوريا لما شفته بضحكلي، كانت ريحة عطره علقانة بالمكان اللي واقفة فيه ..

استنشقت قد ما بقدر منها، غمضت عيوني وتابعت طريقي لمكان القعدة حتى نكمل سهرتنا ..

 

////

 

عدي : مال ديمة عاقلة اليوم ؟

علاء : ههههه هدية عيد ميلادك

احمد : صحيح هدوء من نوع اخر الليلة الله يهديهم

عدي ( باستياء ) : هدوءها بالنسبة الي بعدها عني، ما في كلام احكيلها إياه بشكل مباشر

علاء : قلبي عليك انت واحمد كل واحد بحب وحدة مو شايلته من ارضه

عدي ( مو عاجبني ) : مين حكالك ؟ ديمة كثير باين عليها انها متقبليتني وان شاءالله بيوم من الأيام بتكون من نصيبي

احمد : امين يارب انا واياك ونقهر بعض ناس ( برقص حواجبه لعلاء )

علاء ( بضحك ) : الله يحيينا لورجينا

 

الله يجعلك من نصيبي يا احلى بنت شافتها عيوني، انتي وبس اللي قلبي بلهفلك ..

باقيلها سنة وبتتخرج من الجامعة باذن الله، ووقتها بقدر اطلبها وما بتكون خايفة على دراستها ..

 

////

 

ام ماهر : شو هالحلاوة يا ستي ماشاءالله عليكن يا حبيباتي عكبال ما اشوفكن عرايس

البنات : عيونك الحلوة يا ستي .. بوجودك

عمر ( بمسخرة ) : بس طالعات مثل طقم الفناجين موحدات الزي ماشاءالله

هيثم : من قلة ما يصحلك بس صحيح ليه لابسات نفس اللون ؟

 

كانوا بنات خالاتي متفقات يضاربوا عليي لما حكتلهم اني رح البس ( تونيك ) لونه خمري مع بنطلون بيج معها شالة معرقة درجات البيج وقمطة خمرية، شفت ريم لبست جلبابها البيج وبدها تلبس عليها اكيد شالة خمرية ..

عملت حالي بدي افرشي سناني وخليتها كملت لبس ورجعت على الغرفة وغيرت كل التنسيقة .. 

 

ديمة ( بسبل عيوني ) : اتفقنا كل وحدة شو بدها تلبس، بس عرفوا عن اللون تاعي صاروا بدهم يضاربوا عليي ويلبسوا متلي بس انا فاهمتلهم قمت غيرت اللبسة عند اخر ثانية لما شفت ريم لبست نفس لوني الأول فهمت الخطة

سيرين : ريم خربتي علينا وطلعتيها مميزة

ريم : والله كلها شالة اللي لبستها هي ذكية اسم الله

عدي : بس منيح اللي غيرتي ديمة هيك احلى

ديمة ( بخجل ) : ههههه شكرا

 

////

 

كان نفسي احكيلك كل اشي بطلع عليكي مميز وحلو وما بمل وانا اتأملك، بس ما قدرت ابوح الا بهالجملة البسيطة اللي ما بتحمل معها أي ذرة من مشاعري تجاهك ..

 

عدي : اللون البنفسجي الغامق على البيج احلى من الخمري

البنات : ههههههههه هيك قولتك

احمد ( زورني ) : شو دخلنا بقصص البنات هدول قصص لبسهم ما بتخلص

هيثم : مو مثلنا يا حسرة كله هالقطعتين او ثلاثة وبنخلص، هدلاك لازمة شالة وقمطة وشنتة وشوز واكسسوارات

البنات : هههههههه صح خالو بس انتوا نيالكم مرتاحين

 

انقلبت المحادثة لجماعية وما قدرت اكمل باي حرف زيادة، وكله في سبيل يغطوا عليي ..

وخلصت السهرة وكل واحد رجع لبيته، وضلت علاقتي فيها بنفس الروتين القاتل بانتظار ربنا يفرجها عليي واقدر اتقدملها بعد ما يتحسن وضعي شوي وأأمن حالي ..

 

_______________________________________________________________

 

بعد سنة :

 

 

كان يوم غريب من نوعه، أيامنا بعد خطبة علاء وريم وبعدهم احمد وياسمين اختلفت وصارت اكثر اندماج من قبل ..

 

عدي ( مع تطليعة خبيثة على ياسمين )  : صحيح ابو حميد ما حكتلنا عن المسخن اللي انعزمت عليه الجمعة الماضية عند خطيبتك ؟

احمد : الله يسامحك يا عدي

علاء : ولك ليه ذكرته اله اسبوع بحاول ينسى

عدي : اوف ليه ؟ لهالدرجة طعمه لا يقاوم

قصي : قصدك العكس هههههههه

احمد : كله كوم والمخالفة اللي اكلتها بسبب السرعة كوم ثاني

امجد : مسكين اخوي كان مستعجل مفكر حاله بده ياكل مسخن ستي، طلع حتى خالتي مو مشاركة فيه

 

بس لسا البنات على حالهم خصوصا ياسمين وديمة؛ اللي ما بملوا من المقالب والأفلام ..

 

عدي : اااااح ح ح ح

ياسمين : يييييي يالله منك هيك كبيت الكاسة ؟

ديمة : ههههههههه

غنى : يا الله مو هاي المي اللي فيها ليمون ونعنع ؟

ياسمين : اه ياخسارة من مبارح وانا ناقعتهم وهي اخوكي المحترم كبلي اياها

عدي ( غرقان بالمي وشرحة ليمون على راسي وورقة نعنع على انفي  ) : انا اللي كبيتها ؟ ولا انتي اللي واقفة فوق راسي بتشربي

ياسمين : لو سمحت لا ترفع صوتك عليي .. ايوااا .. انا ما وقفت، كنت ماشية بدي اقعد مكاني وانت تحركت ودقرت فيي

 

////

 

بعد ما انبل قميص عدي حبيت ارقع ورا عمايل ياسمين اللي ناداها خطيبها وركضت وراه، وطلبت منه اغسله على ايدي بشوية مي واكويه ..

ولما رجعت ياسمين وشافتني عملت هيك  ما عجبها، بس اللي خلاني اسمع كلامها واحس فعلا اني عملت معروف لحدا ما بستاهلني هو كلام عدي ..

 

عدي : و الله حقك عليي تاخرت .. لا لا هي الشغالة بتكويلي بالقميص .. على طول .. ولا يهمك مسافة الطريق

 

وسمعناه بحكي لصاحبه هالحكي وطار عقلنا؛ وتركنا المكوى على القميص وانحرق ..

وبعدها تبين انه كان بحكي مكالمة مزيفة، وكله في سبيل يجاكرنا انا وياسمين وردة اعتبار اله ..

 

////

 

 

أبو ماهر : شو هالعمايل يا سيدي بتكبروا ولا بتصغروا انتوا ؟ يا عيب الشوم عليكم

أبو قصي ( كاتم غضبه ) : بابا ديمة اعتذري من ابن خالك عاللي عملتيه

أبو عدي ( مقهور ) : لا والله الأولى هو يعتذر منها

عدي : لو ما ياسمين كبت المي عليي ما كنا وصلنا لهون انا وديمة، اعتذري مني ياسمين عشان اعتذر من صاحبتك اللي خليتيها تترك المكوى وتحرق قميصي

ياسمين ( مو عاجبها ) : انا ما كبيت عليك المي قصدا، شرحتلك الموقف ولازم تتفهمه

الشباب : هههههههه

أبو ماهر : خلصونا انت واياها واياها اقعدوا عاقلين خلينا نعرف نسهر مثل الخلق، واعتبري عدي اعتذر منك يا سيدي هالشب ما في اطيب من قلبه الله يرضى عليه وعلى ابوه

ديمة ( مبسوطة ) : بتمون سيدي

عدي ( ضحكة خبيثة ) : تاكلوا كنافة ؟

 

////

 

حسيت بعيونه كلام الي وكأنه بده يجيب الكنافة مشان يراضيني، قلت يا بنت فرصة وما اتضيعيها منك لتقربي من اللي ماخد قلبك وعقلك ..

 

ديمة : ولك غنى تعالي نروح نشم هوا مع عدي

عدي : غسلي وجهك انتي و اياها و الحقوني على السيارة

 

كنا حاطين شوية مكياج، مسحناه بفازلين من عند ستي وطلعنا ركض ..

 

عدي ( بنبرة حادة وعيونه عليي بالمراية ) : بعدين مع عمايلك انتي ؟ ما بتبطلي ولدنات مفكرة حالك طفلة ؟

ديمة ( بسبل عيوني ) : كل واحد يشوف عمايله .. نسيت حالك وانت بتعلق على ياسمين ؟ ( بنبرة حادة ) شو دخلك بطبيخها ازا زاكي او لا ؟ بس على كل حال الحق مو عليكم

عدي ( عصب ) : اه كملي ؟

ديمة ( بعصبية ) : الحق على خطيبها اللي بحكي اسرارهم الخاصة، كيف بسمحلكم تعلقوا عليها ؟ لو اختك بتقبل عليها هالكلام

غنى ( متوترة من عصبيتنا ) : وقفوا انتوا التنين شو دخلكم لتدقوا ببعض بسببهم ؟ .. صراحة عدي ما تزعل مني كلام ديمة صح ووجهة نظرها اقنعتني

عدي ( بلا مبالاة ) : كل واحد بتحاسب على اخطاؤه انتي ليه تحشري حالك معها وتحرقيلي قميصي بما انك ضد التدخلات الخارجية ؟ بس بتحبي المغامرات والأفلام مثلها كمان

ديمة ( مقهورة ) : فوق ما حكيت عني شغالة ؟ كمان بدك اضل ساكتة ؟

عدي ( بغرور ) : مبينة مزحة يعني

غنى ( مصدومة ) : مزحة ؟

ديمة ( بعدم اهتمام ) : على كل حال قصة ومرقت يا ريت نسكر عليها لانه احنا هلا سوا باعتبار حليناها

عدي ( بضحك ) : امرك ديمة خانوم انتي فصلي واحنا بنلبس، المهم ما تنسي تجيبيلي بداله نفس اللون والماركة

ديمة ( فارطة ضحك ) : مدام انا بفصل معناها بتلبس اللي رح اجيبلك إياه لانه ماركته غالية وانا صعب اجيبلك متله

غنى : هههههههههه مشان الله اسكتوا موتوني

 

////

 

وطبعا مستحيل تكمل معنا ونضل أصحاب، لازم تعمل نهفة حضرتها وتعصبني منها ..

شرينا الكنافة وطلعنا بالسيارة، ضليت ساكت طول الطريق وهي وغنى بتهامسوا وبضحكوا وانا ما اتطلعت عليهم من كتر عصبيتي وقهري ..

 

ديمة : ييي شربتوا قهوة قبل ما تاكلوا كنافة

احمد : وين عدي

عدي : هيني

علاء : ليه هيك وجهك ؟ شو عاملين فيك البنات ؟

عدي ( بعصبية ) : آخر مرة اطلع انا و بنت مشوار ، خاصة ديمة

احمد : بالله شو صاير احكي

عدي : يا زلمة ديمة واقفة هي و غنى و بتطلعوا على الشب وهو بعمل كنافة .. شوي الا المحترمة بنت خالتك بتساله

ديمة : هههههههه و الله اني كنت بحكي عادي بس هو ابصر شو ماله ، اكيد انسحر بجمالي

ابو عدي : اسكتي خلينا نسمع

عدي ( عيوني على ديمة ونفسي اخنقها ) : بتساله كيف بتعملوا القطر كل كاستين سكر بكاسة مي  و لا كل شوالين سكر بشوال مي ؟

الجميع : هههههههههههههه

عدي : الزلمة من اللخمة وقع القطر من ايده، و تبهدل من المعلم

ديمة : قصدك اني حسدته ؟

عدي ( بعصبية ) : اوعي اسمع حسك اليوم ، و ما في الك كنافة ، فضحتينا بالمحل

ديمة : فضحتك ؟ ماشي يا عدي اعمل و كتر والله منا ناسيتلك اياها

ابو عدي : عيب يا خالي، انتي صبية ما بصير هالحكي يطلع منك، و ليه بتحكي مع زلمة غريب ؟

ديمة ( بتبكي ) : ابنك مو مصلي على النبي اليوم؛ اول اشي حكى عني شغالة و هلا بقلي فضحتينا و حسدتي الزلمة

عدي : حكيت شغالة لانك متفقة مع ياسمين اتديري عليي المي وتناقشنا بهالموضوع وحليناه، وكلمة حسدتي الزلمة ما طلعت من ثمي الحمدلله لحالك بتسالي وبتجاوبي

أبو قصي ( بصوت مخنوق ) : تصبحوا على خير جميعا .. يلا يا ام قصي جيبي الأولاد والحقيني

 

كانت بتبكي بحرقة وعيونها عليي وكلها قهر، ما بعرف شو اللي صار اليوم بالذات وكيف هيك الأمور خربت بيني وبينها ..

 

////

 

أبو قصي ( بسوق بعصبية ) : هاي اخرة دلالي وتعبي على تربايتكم يا خسارة بس، انتي اللي كلمتها ما بتصير ثنتين عندي بتعملي فيي هيك ؟ بضرب المثل بادبك واخلاقك وبتجازيني بهالتصرفات وقدام كل عيلتك ؟

قصي ( بقهر ) :حرام عليك بابا

ديمة ( ببكي بحرقة ) : ... اسفة بابا

 

////

 

أبو عدي ( بنبرة حادة ) : بتعرف كثير منيح عمتك لما تزعل صح ؟

عدي :( بدخن وعقلي بعالم اخر ) : ...

عمر : وكمان بنتها فصولها ناقصة مو كل الحق على عدي

أبو عدي : بنتهم الها اهل يربوها، انا بحاسب ابني وما الي باولاد الناس

عدي ( نص ضحكة ) : ماشي خلص انا بتفاهم معهم المهم تكون راضي يابا انت وعمتي طبعا

أبو عدي ( هز راسه برضا ) : ماشي الله يهديك ويرضى عنك

 

بدا عقلي يحيك خطة وان شاءالله تزبط معي، ويحالفني الحظ واحقق الحلم اللي طال انتظاره ..

 

////

 

سهى ( بحنية ) : الله يهديكي ما عملتي غلط الا لما حكيتي مع الشب اللي بالمحل، لما ما تكوني مع اهلك المفروض تكوني اعقل شوي

أبو قصي ( بعصبية ) : بس هاد غلطها ؟

ريم : بابا امانة تهدأ والله ما في شي مستاهل وحتى لو ديمة حكت مع شغيل المحل هاد ما بنقص من تربيتها وادبها يعني فعلا هي سالت سؤال، الشب نفسه غلط ووقع القطر من ايده وكلام عدي مبالغ فيه قال فضحتينا وما بعرف شو، برضو ما بطلعله يحكي هيك عنها وبنفس الوقت اكيد احنا متعودين على بعض قليل ما احمد وياسمين تناقروا وكانوا دايما مختلفين وهيهم بالاخر خطبوا يعني لو كانت فعلا بنت سيئة ما كان ارتبط فيها وهاي الرسالة اللي بدي اوصلك إياها

أبو قصي : ياسمين عمرها ما عملت مثل ما ديمة، والاهم من كل هاد انا ما دخلني ببنات الناس الي باولادي .. والخلاصة لسانك ما يخاطب لسان حدا من الشباب قريب او غريب

ديمة : حاضر

 

ضاق حبل الحياة حوالين رقبتي، والدنيا انعدمت الوانها بعيوني ..

كل اشي بعمله حتى ارضي عدي والفت انتباهه لمشاعري، عم يقلب ضدي وفوق كل هاد انا اليوم كتير مقهورة منه لدرجة اني مو طايقة اشوفه ولا اسمع صوته ..

 

_______________________________________________________________

 

مرقوا علينا يومين غريبات بالعيلة سمعنا فيهم عن مشاكل بين احمد وياسمين، وعشان يراضيها عمللها مفاجاة وما حدا بعرف عنها الا الشباب بالعيلة ..

 

سيرين : قولتك لوين بدهم ياخدونا ؟

ريم : انتحرت و انا احاول اعرف من علاء، و هو على كلمة مفاجاة و سر و من هالحكي

ياسمين : انا بالنسبة الي مبسوطة انه عاملينلنا هيك مفاجاة، بس لا يغني عن انه نعرف التفاصيل، دمدووم شو رايك ؟ هش يا بنت .. وين وصلتي ؟

ديمة : امممم انا خلوني بهمي، و اصلا ما بدي اروح محل

حنين : يمة على هالكزبة ما اكبرها

 

كنا قاعدين بالجامعة انا وبنات خالاتي سيرين وياسمين وحنين، واختي ريم وبيان بنت خالنا التاني ..

 

ياسمين : عدي .. قصدي ما الك الا تعرفي من عدي

ديمة : ولك لساتنا متطاوشين

ياسمين : هون حطنا الجمّال، لازم تستغلي الوضع، و تتقربي منه، الا ازا بطلتي تحبيه

ديمة ( بحسرة ) : لا ما بطلت، بس ما بدي ابدأ انا بالمصالحة

بيان : عدي قلبه طيب و مو خسارة فيه، و الاهم من هيك انه الله العليم حاطك بباله

 

لمعوا عيوني من كلام بيان، ونفذنا خطة ياسمين الجهنمية ..

وكالعادة تحججت باخته لعدي ( غنى ) ورحت ادرسها على اساس اني دايما بساعدها بدراستها لانها توجيهي السنة، وشرحتلها الخطة وساعدتني ..

 

عدي : ديمة ؟!

ديمة ( بسبل بعيوني ومبسوطة بشوفته ) : صح النوم

عدي ( نص ضحكة وبحك في شعره ) : اهلين

عمر ( بمسخرة ) : يلا صحصح عشان توصل بنت عمتك، قبل منتصف الليل

عدي : نعم ؟! ولك هاي ديمة مو سندريلا هههههه

ديمة : الله يسامحكم

غنى ( مع غمزة ) : يلا اعمليله فنجان قهوة من تحت ايديكي الحلوات

 

كان عدي نايم وصحوه مشان يوصلني، على أساس انه عمر مو فاضي واخوي قصي صعب يجيني ومركن على اولاد خالي ..

 

ديمة : وهي القهوة صارت جاهزة، مسامحتك بالكنافة

عدي : كلمة زيادة ببطل اوصلك

ديمة ( قلبت شفايفي بدلع مصطنع ) : .. حاضر

عدي : جبتيلي قميص ؟

ديمة : هئ، بستنى بعيد ميلادك

عدي : لا ما بدي، هيك بصير لازم اجيبلك هدية بعيد ميلادك عشان اردلك الهدية

ديمة : خلص بامرك انا عدي بيك احلى قميص جديد لعيونك، وهلا تفضل قوم وصلني عشان تاخرت

عمر : غنى جهزي حالك عشان تروحي معهم

عدي : خلص خلي غنى تدرس مو محرز المشوار كلها كم دقيقة و بنوصل

عمر : استغفر الله، ما اجتمع اثنين الا و كان الشيطان ثالثهما

 

////

 

كنت مخبر الشباب بأنه ديمة زارتنا اليوم وتقريبا المي رجعت لمجاريها بيني وبينها، وكالعادة احمد ما بتمرق عليه هيك تطورات بدون ما تكون ياسمين المؤلفة والمخرجة لهيك اعمال ..

 

عدي : شو دخل ياسمين ؟

احمد : يا سيدي انا بدي اثبتلك بطريقتي الخاصة واقطع الشك باليقين مشان تصدقني

علاء : احمد مشااان ربك خلي فرحة عدي تكمل ويصدق انه ديمة جاية مشانه

احمد : ما اختلفنا، بس كيف اجت هالزيارة ؟ بتعمل اللي رح اقلك عليه بدون زيادة او نقصان والك عندي تطلع راضي

عدي : ... هات لنشوف

 

////

 

_____________________

__________________

 

عدي : و هي وصلنا ، سلمي على الاهل

غنى : ما بصير لازم تتأكد انها وصلت باب بيتهم، اطلع وصلها

ديمة ( عاملة حالي مستحية ) : لا خلص بلاش اغلبك اكتر

عدي : انزلي بلا دلال .. وانتي سكري السيارة من جوا عليكي لحد ما ارجع

 

كنت رح اطلع على درج بيتنا وقفني بكلمته ..

 

عدي : بعدك زعلانة مني ؟

 

ديمة ( نزلت راسي بخجل ) : ...

عدي : ارفعي راسك وجاوبيني، اذا لسا زعلانة انا بعتذر عن كل اللي حكيتلك اياه

 ديمة : لا حاشاك ليه لحتى تعتزر ؟ انا كمان غلطت

عدي : طيب .. في اشي مهم بدي احكيلك إياه، بس اوصل على البيت برنلك

 

////

 

ديمة ( حزينة ) : عدي الله يوفقك احكيلي انه هاي مو الحقيقة

عدي ( مقهور  ) : للأسف؛ كل شي حكيتلك إياه هو الحقيقة

ديمة ( دمعوا عيوني ) : حرام عليكم احنا شو ذنبنا ؟ بتعرف انه ما عم ننام من الفرحة والتفكير

عدي ( بلع ريقه ) : سامحيني، عارف انك زعلتي كثير بس لازم تعرفي الحقيقة مشان ما تتأملي وخصوصا انك ضحية مثلك مثل باقي البنات والسبب بكل هاد انتقامات ياسمين واحمد اللي ما بتخلص لا قبل خطبتهم ولا حتى بعدها

ديمة ( تمالكت اعصابي ) : بتشكرك كتير لانك خبرتني، لازم اسكر

ديمة / عدي ( مع بعض ) : تصبح/ي على خير

ديمة ( بخجل ) : وانت من اهله

عدي ( برومنسية ) : ديري بالك على حالك

 

سكرت الخط وانا رح افقع من القهر، ما قدرت اضل ساكتة ودموعي تحولت لنار تنهش فيي ..

انه شو عم يصير ؟ هاي آخرة الاشي اللي بنحكيله حب ؟ ..

عملت مكالمة جماعية وخبرت البنات كلهم بالقنبلة اللي فجرها فيي عدي، ومفادها انه ما في أي مشوار رح ياخدونا عليه وكلها كزبة من احمد ليسكت ياسمين ..

 

////

 

عدي ( بعصبية ) : شو بتستفيدوا لما تكسروا قلب هالبنات ؟ مو حرام عليك تكذب هيك كذبة على ناس ما الها ذنب بس مشان تصفي حساباتك الخاصة ؟

علاء ( مصدوم ) ...

احمد ( ببرود ) : حسابات شو ؟ نسيت اللي صار فيك وبسبب خطيبتي ؟ معقول اضل ساكتلها شو شايفني رجل كرسي ؟

عدي ( بلا مبالاة ) : انت بتعرفها قبل ما تخطبها شو صار هسة ؟ فجاة بطلت تعجبك

علاء : .... اخ

احمد : عدي حبيبي بعرف انك متدايق كثير وفاهم مشاعرك بس كمان انا عندي مسؤولية ومجبور اني اتصرف هيك، ولا تخاف ما حدا قلبه انكسر كله بتصلح لما يعرفوا انه عنجد في مشوار  واشي فوق توقعاتهم

عدي : هي اخر مرة بصير هيك اشي خلص بكفي .. بعدين انا نويت بجدية امشي بموضوع طلبتها، ورح افتح الموضوع قريبا مع اهلي

علاء ( بحماس ) : يا عيني عليييك احلى عديل على الساحة ايوا هيك فرحنا

احمد : هههههه الله يقدم اللي فيه الخير لعاد سامحنا بدموع الحب

عدي ( بلعت ريقي ) : لو شفتهم بعيوني ما كنت قدرت اسامحك اليوم .. بصير خير

علاء : ههههههه يا حبيبي على وضعك

احمد : بطلعله العريس .. يلا خلينا نشوفك شو رح تعمل بأول فيلم بعد الارتباط

 

نمت وانا بفكر بطريقة افتح فيها الموضوع مع اهلي؛ لانه فعلا اجا الوقت المناسب وانا مو قادر استنى اكثر من هيك ..

 

_______________________________________________________________

 

كان احلى يوم بحياتنا، بعد هالدموع والحزن اللي عشناهم اكتشفنا انها خدعة وما كان بدهم الا يوقفوا مقالبنا ويخلونا نتغير ونكبر لانه بكل بساطة احنا كبرنا وصار عنا مسؤوليات او رح يصير ..

 

قصي : على مين بتدوري ؟

ديمة : وين عدي ؟

عدي : هيني، خير ؟

 

لفيت وجهي عليه، وكان حاطط المنشفة على كتافه، كنت ماسكة الكيس اللي فيه القميص بايديي التنتين ولما شفته، خجلت ووقعت الكيس ..

نزل وتناوله وقصي واقف بتفرج علينا وعيونه بتاكلني ..

 

ديمة : احم .. كنت بدي اعطيك القميص .. تفضل

عدي ( بسمة من قلبه ) : يسلموا دمدومتي

 

دبت من خجلي واحمروا خدودي قدام اخوي، بس تمالكت حالي ..

 

قصي : نعم !

عدي ( عيونه عليي ) : يلا شباب ، سكروا المسابح خلص

 

_______________________________________________________________

 

" مررت بالعاصفة، وها أنا الآن أزهر "

 

 

عيوني اللي ما بقدر اسيطر عليهم لما اتقابل معها، انحكم عليهم بالموت غرقاً بالدموع بدون أي مبرر مقنع ..

 

كل شي بدا بهديك الليلة اللي فتحت فيها موضوع خطبتي على فتاة احلامي مع اهلي، كانوا بضحكوا على خجلي ولاني ما كنت قادر اوصللهم فكرتي؛ بعد كل اشي صار وبصير بيناتنا ما حدا فيهم كان متوقع او حتى متخيل انه نظرتي لديمة مختلفة عن اللي بشوفوه قدامهم ..

 

أبو عدي ( كاتم ضحكته ) : متأكد يابا انك رايد هالبنت ؟

عدي : لو ما كنت متاكد ما كنت خبرتكم وطلبت منكم تخطبولي إياها

ام عدي : ابوك قصده انه مو باين عليك على وفق معها، خصوصا بعد المشاكل الأخيرة اللي صارت بينكم

عدي ( نص ضحكة ) : هاي مو مشاكل هاي قصص تافهة بتصير بين كل الناس، المهم انه انا دارسها من جميع النواحي ومتاكد اني بدي ارتبط فيها، وبالنسبة للي صار هداك اليوم انا اعتذرت منها على طريقتي وحليت الموضوع

ام عدي : طيب الحمدلله .. هو احنا شو بدنا غير رضاك يا امي والله يوم المنى نشوفك عريس ونفرحلك

أبو عدي : صحيح، وفعلا هالمشاكل هاي كلها ولدنات وانا متاكد انكم لابقين لبعض وشو بدنا احسن من هيك بنت وهيك نسب

عدي : ما يحرمني منكم، بس خلونا نسكر على الموضوع لحد ما نرجع من المنتجع

 

ومن ثاني يوم رجعتنا والعيلة غرقانة بهالهموم، لحد ما اجاها الفرج ورجعت الضحكة على وجوههم وكنت مفكر انه انا كمان رح اضحك مثلهم ..

بس للأسف تم رفضي من قبل أهلها، وتسكرت القصة تماما ..

اكثر اشي كان قاهرني اني اعترفتلها بمشاعري، وحاولت جهدي معها اني اخليها تعترفلي ..

بس للأسف ديمة كانت اضعف من انها تعترف، واستسلمت لقرار أهلها وخطبوها لشخص ثاني على أساس بتتناسب شخصيتها معه اكثر مني ..

 

هيثم : شو هاد اللي عامله بحالك؟ هيك يعني صرت زلمة وبدك ابناس تعطيك بناتها

عدي ( مقهور ) : لا بدي اتجوز ولا عبالي، اتركوني

هيثم ( بهزنس من اكتافي ) : مفكر على كيفك الشغلة ؟ ولا مثلا نهاية العالم لو اللي بتحبها ما بتحبك ؟

عدي ( بصرخ ) : بتحبني .. ديمة بتحبني انا متأكد ( نفس متسارع ) ما رح اتركها طول ما فيي نفس

 

كانوا احمد وعلاء بتطلعوا في بعضهم وبقلبوا نظرهم بيني وبين هيثم، قربوا مني ومسك ايدي احمد والايد الثانية علاء ..

شدينا قبضات أيدينا بقوة، كانت قوية بحجم الوجع اللي مجتاحني ..

قرب منا هيثم وضمينا بعض احنا الأربعة، تنهدنا وتركوني بغرفة هيثم وطلعوا واتفقوا يضل مكاني سر بالفترة الحالية ..

 

_____________________

__________________

 

 

رجفت من صوت بكاء اولادي اللي صحيوا من نومتهم، وركضت لعندهم ..

 

////

 

"  النجاح الحقيقي هو أن تبقى صادقًا مع نفسك رغم ضجيج العالم "

 

كل شي بهون على الانسان، الا دموع حسرته خصوصا بعد فشل ذريع ينزل فيه لسابع ارض ..

والنهوض من هاد الانكسار مو سهل ابدا، لكن لا بد انه ننهض ونقوي حالنا ..

مرق وقت وانا بفكر بالقرار اللي اخد مني سهر ليالي طويلة، وساءت صحتي بسببه ..

واستغليت اني راجعة من الجامعة ولسا ما وصلت البيت،

رنيت على حسام، بعد ما كنت مغلقة موبايلي لايام وتاركته يتخبط من قهره؛ لانه اكتر شي بكرهه اني اقطع التواصل بيناتنا ..

 

حسام ( بلهفة ونبرة عتاب ) : وأخيرا !! وينك انتي جننتيني .. كنت طالع من البيت جاي عليكي

رنين ( ببرود ) : على مهلك مو حرزانة الجية ارجع، ولازم تتعود لانه من هلا رح تنحذف من حياتي

حسام ( مصدوم ) : كيف !!!!

رنين ( بقوة ) : لاني رح انهي اللي بيناتنا، خلص ما بدي اياك ولا بدي اكمل بهالطريق معك انا تعبت .. ومن مصلحتك توافق وتخلي الأسباب بيناتنا عشان لو اعترضت رح احكي المستور عنك لكل جيرانكم  ووقتها ما حدا بعطيك بنته 

حسام ( مقهور ) : شو مالني انا يعني ؟ هاي جزاتي لاني كنت متحملك كل هالسنة ووافقت على شرطك وما كتبت كتابنا ؟ عفكرة انا اللي بدي انهي أصلا

رنين : ما في فرق انا ولا انت المهم النتيجة .. الانفصال ويا دار ما دخلك شر

 

/////

 

ام حسام ( بتصرخ ) : كيف وحدة مثل هاي بتعمل في ابني هيك اه ؟ مين مفكرين حالهم ؟ فوق مهمة عيلة بنات وبشحدوا خطابين كمان بتكبروا عالناس ؟

منى ( مصدومة ومو فاهمة عليها ) : وطي صوتك وفهميني عن مين بتحكي؟

ام حسام ( بنبرة اعلى ) : انتي كمان جاية تسوقي علينا المسكنة ؟ صدقناكم ووثقنا فيكم وقلنا أولاد أصول ومدلتهم خير طلعتوا كلكم مثل بعضكم انتي واختك

منى ( انجنت ) : انتي كنتي تحكي عني وعن اختي وبنتها ؟ ولك يعدمني اياكي انتي وابنك اللي فكرناه زلمة واعطيناه بنتنا وما حدا شحاد غيرك ولا نسيتي حالك وانتي بتترجيني اقنع اختي توافق عليكي

ام حسام : أن ….

 

سكرت الخط خالتي بسرعة وما تركتلها مجال ترد، انا كنت قاعدة عندها وسمعت صوت ام حسام من التلفون عالي، وعيون خالتي بتهرب مني وبنفس الوقت لونها انخطف ..

وقبل ما تحكيلي كلمة ارتفع ضغطها وساءت حالتها، اسعفتها وضليت جنبها وحكتلي كل شي ..

 

ياسمين ( ببكي ) : حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، شو عاملين باختي ؟

منى ( بتهديني ) : والله لنجيب حقها اصبري بس خلي أبو احمد والشباب يرجعوا عالبيت وبتشوفي

 

هزيت راسي ومسحت دموعي، تزكرت اهلي، ركضت ارن عليهم ..

 

/////

 

رجعت على بيتي وطول الطريق كنت سرحانة بالماضي القريب، وكيف كنت مفكرة حالي رح اطوي الماضي وابدا حياة جديدة مع حسام ..

ولما وصلت رجعت لواقعي، وما عرفت كيف بدي اخبر اهلي بهالقرار ..

 

رنين ( بصوت مخنوق ) : السلام عليكم

اسيل ( قربت مني بلهفة ومسكتني ) : رنين !! شو صاير معك ؟

رنين ( مسحت دمعتي قبل ما تنزل ) : تركنا .. انا وحسام انفصلنا

اسيل ( شهقت وحطت ايديها على تمها ) : ليييييه ؟

 

مثّلت التنطيش واللامبالاة رغماً عن كل المشاعر المتداخلة المجتاحة روحي ..

طلعت اختي من الغرفة وتركتني، سمعت صوت امي واختي فرح لما زفتلهم اسيل الخبرية ..

 

مها ( فتحت الباب بقوة ) : شو اللي بتحكيه اختك؟

 

قربت مني ومسكتني من كتفي ..

 

مها ( بنبرة حادة ) : جاوبيني

 

رفعت عيوني عليها ..

 

رنين : اللي سمعتيه صحيح، انا وحسام انفصلنا ويا ريت ما حدا يحاسبني على القرار لانه انا اللي انهيت

مها ( فتحت عيونها بصدمة ) : انتي ؟

 

حطت ايدها على راسها وقعدت على حفة السرير، بهاللحظة برن موبايلها ..

 

ياسمين ( بتبكي ) : ماما صحيح اللي سمعناه؟ شو صار مع رنين ليه تركت حسام

مها ( غمضت عيونها بأسى ) : ما بعرف هينا سمعنا متلنا متلك

ياسمين ( بقهر ) : احنا مو بس سمعنا احنا تبهدلنا

 

كنا بحالة وصرنا بحالة تانية بعد اللي حكتلنا إياه ياسمين، وامي خافت على خالتي وهكلت الهم وعيونها اكلتني من العتاب ..

 

رنين ( مخنوقة ) : ممكن اضل لحالي شوي ؟

 

دفنت حالي بسريري، وتركوني وطلعوا من الغرفة ..

رجعت فيي الذكريات لكم سنة، من وقت ما تزوجت ياسمين وصارت معها المصيبة وتزكرت موقف خالتي يومها وكيف اثر على حياتنا شهور واياام ..

 

_____________________

__________________

 

" النجاح لا يأتي لمن ينتظر، بل لمن يسعى رغم التعب والخوف والخذلان "

 

 

عام 2016 :

 

ما بعرف كم ساعة او كم يوم مرقوا عليي وانا بحاول استجمع آخر ذرات طاقتي اللي نفذت، اكبر احلامي يمضى الوقت واعرف كم نتيجتي بعد كل هالانتظار ..

 

فرح ( اختي الصغيرة ) : بقلك بابا تعالي تعشي

رنين ( غمضت عيوني برجفة واضحة ) : ... مو جوعانة سكري الباب لو سمحتي

 

بابا اللي مستحيل يفقد ثقته فينا وبزرع فينا الامل والنجاح بكل خطوة بحياتنا، انا وخواتي الاربعة الشمعات اللي منورين طريقه هيك بحكيلنا دايما ..

شو رح احكيله يوم النتائج لما ينكشف السّر ويعرفوا اللي خبيته عنهم، يا رب لا تكسرني انت عارف وعالم بالحال ..

 

أبو امير ( من خلف الباب ) : رنين .. بابا .. تسمحيلي ادخل ؟

رنين ( تنهدت ) : اكيد بابا تفضل

 

////

 

مها ( بهمس ) : شو قصتها اختك ؟ مو عاحبتني من لما خلصت الامتحانات وهي رنين تانية غير اللي بنعرفها

حنين ( بحسرة ) : الله يهونها عليها وينجحها ما بدنا اشي غير يفرح قلبها، اللي صار بالعيلة مو قليل واكيد أثر على نفسيتها

مها ( بتهز راسها بألم ) : يا عالم بكرا ابن خالتك شو يجيب و....

حنين ( قاطعتها ) : يجيب قد ما يجيب ما دخلنا فيهم ولا دخلهم فيها، الك ببنتك وبس

 

قلبي بغلي بطريقة عجيبة ونظرات رنين مو مريحة، هي أصلا ما بتطلع بعيونا لما نحاكيها ..

اليوم اختنا ياسمين عملت عمرة ودعتلها، اكيد ربنا رح يجيب اللي فيه الخير النا كلنا ووراء كل شر خير وكل مؤمن واله ابتلاؤه..

 

////

 

انس ( ماشي بالبيت بتوتر ) : يا رب يا رب

آيات ( عيونها عليي ) : انس اهدى حبيبي عنجد ما في اشي بستاهل كلها علامة بتروح وبتيجي

انس ( مقهور ) : آيات افهمي عليي امي رح تزعل كثير لو نزل معدلي وانتي عارفة انها رح تلوم حالها اكثر وحدة

آيات ( بهدوء ) : طيب تعال اقعد جنبي خلينا نحسب علاماتك المتوقعها حتى ما تنصدم يوم النتائج

انس : مستحيل أتوقع اشي، خلص ادعي وبس انتي والله قلبي مو متحمل ولسا رنين الله اعلم كيف قدمت

آيات ( بصوت مخنوق ) : اه والله ما بتروح عن بالي التانية .. يا ربي دخيلك عدّي هالنتائج على خير

 

////

 

عمر ( عيونه عليي ) : بست .. هي يا بنت وين وصلتي

غنى ( بعالم آخر ) : ...

عمر ( صافن فيي ورفع صوته وبلوح بايده ) : غنى .. الوووو

غنى ( نقزت وضحكت بخوف ) : نعم ؟

عمر ( بتخوث ) : ينعم عليكي يختي وين صرتي ؟ أي بلد

 

تنهدت بقوة وغمضت عيوني، كل ما اشوفه واتزكرها بنقبض قلبي عليها ..

 

رنين : بعدني بعمّان لا تخاف، بس عقلي بالنتائج هاليومين الله يعديهم على خير

عمر ( صغر عيوني ) : شو بدك بالنتائج خلص ختمنا السنة الماضية الحمدلله ولا خايفة على انس ينزل معدله ؟!

غنى ( مستغربة ) : ورنين نسيتها ونسيت الظروف اللي عاشتها ؟

عمر ( قلب شفايفه ) : يعني جابت بالثمانين الفصل الماضي بتضل حوالينهم واذا نزلت كثير بتعيدلها كم مادة بترفعه

غنى ( مصدومة ) : ... صح، الله يوفقهم جميعا

 

للأسف آخر اهتماماته وعمري ما حسيت انه بفكر فيها بشكل خاص، الله يهديكي يا رنين حبيتي الشخص الغلط وعلقتي حالك باوهام ..

 

___________

__________

 

يوم النتائج >>

 

اجا اليوم المنتظر واللي كنت خايفة منه صار، صحيوا اهلي وفتحوا على النتيجة وانا لسا دافنة حالي بسريري ومو قادرة ارفع راسي ..

ما نمت طول الليل وانا اتخيل خيبة اهلي بسببي، وابكي بحرقة لحتى تورمت عيوني ..

 

أبو امير ( بصدمة وايديه على وجهه ) : فيزياء ورياضيات

امها ( نزلوا دموعها ) : يا قلبي عليكي يا امي، يا ويلي على حظك حسبي الله ونعم الوكيل

حنين / اسيل / فرح ( ببكوا ) : ....

أبو امير ( مسح دموع ماما ) : اوعوا حدا يبكي قدامها، خليكم هون انا بخبرها بطريقتي، المهم ولا كلمة لوم بدي اسمع فاهمين ؟

 

لحظات وكان عندي، رفع الغطا عني وشاف منظري متل الزومبي ..

 

أبو امير ( بغضب ) : شو عم بصير معك ؟ قبل يومين حكينا واتفقنا نكون مؤمنين بكل اللي كتبلنا إياه ربنا، الدموع ما بتفيدنا بهيك وقت بهمنا عقلنا يرجع لمكانه ويشتغل صح

رنين ( ببكي ) : سامحني بابا ما قدرت اخبركم اني شطبت الدفتر، كان لازم احطكم بالصورة من اول يوم

أبو امير ( بصدمة ) : شطبتي دفاتر الفيزياء والرياضيات ؟؟

رنين ( منهارة ) : لا فيزياء بس .. كمان الرياضيات حملته ؟ لااااا يا ربي ليه هيك صار والله درسته كتير وتعبت

 

حضني بابا واجت ماما وخواتي على صوتي ..

 

////

 

منى : لللللللييييييش

ابو احمد / امجد / آيات : مباااارك

انس ( نزلوا دموعه ) : الله يبارك فيكم، الحمدلله الف الحمدلله

منى ( ضمته بقوة ) : فرحت قلبي بعد كل هالحزن

انس : شفتي انه ما في اشي على ربنا بعيد، كنتي خايفة عليي ينزل بس الحمدلله ارتفع

ابو احمد : رفعت راسنا يابا الله يرضى عليك، ان شاءالله ما بدرسك الا طب ورح احققلك هالحلم اللي تعبت وشقيت مشانه

امجد : اه والله تعب كثير، الحمدلله تعبه ما راح على الفاضي

 

////

 

لما شفت امي كيف بتحاول تكون قوية قدامي وخواتي معها، انهرت بزيادة وما قدرت احط عيني بعينها بعد ما خبيت عليها ..

 

رنين ( منهارة ) : ...

مها : يا حبيبتي لا تعملي هيك بحالك، الحمدلله، اكيد ربنا اختارلك الافضل

رنين ( ببكي ) : اي افضل ماما ؟ اني راسبة وبمادتين مو مادة كمان

حنين : ... طيب بتدرسيهم وبتتمكني منهم وبتعيدي وبترفعي معدلك احسن ما تجيبيهم على الحفة وينزل معدلك بسببهم

مها : شفتي كيف الواحد لازم يفكر بايجابية

رنين : ...

ابو امير ( فتح الباب فجاة ) : لسا بتعيطي بابا ؟

رنين ( انهرت اكتر ) : ... بابا سامحني انا الوحيدة اللي ببناتك ما فرحتك

ابو امير ( قعد جنبي وحضني ) : لا تحكي هيك، هاد نصيبك ولازم نرضى فيه، مو نهاية الدنيا كلها امتحانات بتنعاد، واكيد انتي عملتي جهدك

مها : بعز دراستها صارت معنا اصعب الظروف الحمدلله اللي عدت علي هيك، شفتي اختك كانت حامل وبفضل ربنا ما صابها اشي بس نفسيتها كانت سيئة، وانتي دراستك تأثرت بهالظروف

 

___________

__________

 

وبعد ما قدمت المادتين ونجحت فيهم، ربنا جبر خاطري ورزقني معدل ودخلت فيه تخصص الهندسة ..

مشيت بالدراسة وحطيت عقلي براسي، وتجاهلت خطبة عمر وآيات اللي ما بعرف كيف صارت وشو اللي صار حتى اجتمعوا ..

 

 …. : بعد اذنك صبية ممكن اقعد

 

كنت قاعدة بالباص بمقعد بوسع شخصين، فجاة بسمع صوت شب بستأذن ليقعد جنبي ..

القيت نظرة عليه، كان بهيأة لا بأس فيها وهزيتله راسي بالإيجاب ..

بعد ما سمحتله اكتشفت انه في اكتر من مكان فاضي كان بقدر يقعد فيهم، استحيت احكيله يقوم خصوصا اني ما برتاح بس يقعد جنبي شب ..

 

 …( بخبث ) : شكلك متدايقة مني

رنين ( خجلت ) : لا عادي

 … : بتطلعي عمالك عالمقاعد التانية مثل قولة ليه قعدت عندك

رنين ( مصدومة ) : صراحة اه

 … ( رفع حواجبه وابتسم ) : بحب الصريحات .. بالمناسبة اسمي طارق

رنين ( مو عاجبني ) : …

 

ما بعرف شو هالجراة اللي عليه، انا مو متعودة على هيك ابدا وحسيت حالي تورطت فيه ..

 

صدفة لقائي معه ما كانت صدفة متل ما تخيلت، هو كان كل اثنين واربعاء يشوفني لانه موعد ترويحتي من الجامعة بنفس موعد ترويحة من شغله وبنركب من نفس المكان ..

وصار دايما يقعد جنبي، وانا تعودت عليه وصرت اخد واعطي معه ..

وبدون ما احسن على حالي .. حبيته

وثقت فيه، اخدنا ارقام بعض، صرنا نحكي بجنون وكل وقتنا سوا وبطلنا بس بالباص، صرنا نلتقي باماكن مختلفة ونرجع سوا بالباص ..

 

طارق ( بضحك ) : ياي شتا كثير وأخيرا

رنين ( منزعجة ) : شو ياي؟ تشرشحنا

طارق ( مستغرب ) : اوعي تقولي ما بتحبي الشتا

رنين ( عاقدة حواجبي ) : اه ما بحبه الا من ورا الشباك وما بصدق يخلص فصل الشتا

 

مسك ايدي وسحبني وصار يمشي بسرعة وانا اتفلت منه ومنزعجة من المي، وهو بضحك عليي ..

 

طارق : من يوم وطالع بدك تحبيه وبدك تمشي معي تحته كمان

 

شلح جاكيته واعطاني إياه متل مظلة فوق راسي، وضل يتفرج عليي ويضحك على منظري ..

 

طارق ( بتأملني ) : بحبك رنوش .. انتي نقية متل حبات المطر ونعمة بحياتي مثلها كمان

 

بلعت ريقي ونزلت راسي بخجل، وضل يتطلع عليي ويستناني ارفع راسي ..

 

رنين ( بتوتر ) : عادي نرجع عالبيت خلص رح نمرض

 

غمض عيونه وفتحهم وهو مبتسم، اعطيته جكيته وركبت تكسي ورجعت على بيتي ..

 

___________

__________

 

 

شديت المخدة على راسي وانا يبكي بحرقة، كانت أيام حلوة ويا ريتها ما تحولت لمذكرات بائسة، لانه بمتل هيك مشهد حكالي نفس الحكي ولاني نقية متل المطر .. تركني .. وترك دموعي تنهمر اكتر من المطر وتحرقني بدل ما تبردني ..

 

بعد ما حبيت فصل الشتا مشانه، بعد ما تشجعت امشي تحت حبات المطر القوية حتى أعيش معه لحظات لا تنسى متل ما بحكيلي دايما وانه رح نحكيها لاولادنا ..

تبخرت هاللحظات متل ما تبخر المطر، ورجعت لواقعي الأليم ..

 

////

 

لما سمعت من امي اللي صار بين حسام ورنين، والحارة كلها ضجت بالخبرية ..

تشجعت اعمل اللي تركته ناقص من سنة، ورنيت عليه ..

 

طارق ( بجدية ) : سلام كيفك امجد؟ قبل ما تحكي عليي أي كلمة بدي اسالك اذا سمعت عن حسام شو عمل برنين ؟

امجد ( مصدوم ) : اهلين .. مال حسام ورنين ؟ وقلتلك لا تجيب اسمها علسانك

طارق ( تنهدت ) : يا حبيبي يا امجد اسمعني منيح .. انا اجيت اليوم بالطريق من اوله عشان تعرف اني تبت وبدي امشي مستقيم، وانا من يوم ما تركتها ما حكيت مع أي بنت لاني فعلا حبيتها وما كانت علاقتي فيها تسلية

امجد ( بنبرة حادة ) : احكي اللي عندك خلصني

طارق : بدي اطلب ايد رنين بنت خالتك اللي مثل اختك عسنة الله ورسوله وبأسرع وقت ممكن

 

////

 

طارق : الو رنين .. كيفك ؟

رنين ( مستغربة ) : ليه بترن عليي ؟

طارق : سمعت اللي صار بينك وبين حسام .. تأخرتِ كثير بالقرار بس بالاخر عملتِ اللي كنت متوقعه منك

رنين ( بدهاء ) : وشو سمعت ؟

طارق : سمعت انك كثيرة عليه وما بستاهل ظفرك .. يمكن انا خذلتك بيوم من الأيام بس صدقيني كان الموضوع فوق ارادتي

رنين : .. طيب شو بدك هلا ؟

طارق ( تنهد ) : بتقبلي تتجوزيني ؟

 

////

 

رجع عالبيت بعد يوم طويل وكتير شوب، وانا لسا ما كملت تحضير الغدا ..

 

عدي ( بمسخرة ) : ان شاءالله جماعة الصيف مبسوطين ؟

ديمة ( من المطبخ ) : اه والله كتير

عدي ( انقهر ) : طيب ابسطيني معك يا مختفية

 

كنت فارطة ضحك عليه ومو قادرة اضحك وابينله بلا ما ينقهر بزيادة، عدي من عشاق فصل الشتا وانا عكسه تماما ..

مو بس انا حتى معظم العيلة متلي، بس مع ذلك صرت احبه شوي واحب اجواءه مع عدي ..

 

ديمة ( بدلال ) : انت عارف اني دايما باسطيتك معي ومو مخلية بوظة ولا حلو بارد ولا موهيتو ولا قهوة باردة الا بعملك إياهم، أصلا الصيف احلى مع دمدومتك

عدي ( كاتم ضحكته ) : نيالي والله، المهم سمعتي الاخبار اكيد

ديمة ( غمضت عيوني ) : اكيد

عدي : الكل بقول انها من لما زارتك وهي مو على بعضها، يعني شاكين انه الظروف اللي كانت عايشتها متل ما كنتي عايشة من قبل

ديمة ( مسحت دموعي ) : يمكن انا اصعب شوي، بس انها كانت بحاجة لتتخذ قرارها بنفسها بعد نصيحة مني

 

ما لحقت اكمل كلامي الا هو ماخدني بحضنه وضمني بقوة، وكان يبوس شعري وراسي ويهمسلي باحلى الكلام ..

قرار رنين اليوم مصيري وكتير صعب، وما في أي بنت بتتمنى يصيبها هالاشي ..

بس وجود ناس حوالينا بتخفف عنا وبتزيد من قوتنا؛ بتعطينا امل انه القادم اجمل ..

 

////

 

امجد ( بنفس متسارع وعصبية ) : ولك انت واحد ما بتأمن على بسة كيف امنتك على اغلى ناسنا ما بعرف .. والكلام اللي حكته امك خليني اشوفها لما ترجع تترجى غير امي لتلاقيلك وحدة تقبل فيك

حسام ( مقهور ) : انت ما بطلع منك فايدة غير هالحكي، امي قالت اللي قالته من زعلها على ابنها اكيد مو قصدها حرفيا .. بعدين مالني انا ؟ اه ؟

امجد ( بدي اخنقه ) : لسا بتسال ؟ والله الكلام خسارة فيك .. أصلا محاسبة الانذل خسارة ومضيعة وقت .. اقلب وجهك مو ناقصني انبلي باشكالك مدامها عرفت حجمك الحقيقي وقدرت تخلص منك باقل الخسائر ما ضل عندي اشي اعمله

 

كانت اخر كلمات بيني وبينه، وقطعنا علاقتنا فيهم للابد وقطعنا معهم لسان كل واحد تجرأ يجيب سيرة خالتي وبناتها خصوصا انه ياسمين عايشة معنا بنفس المكان فالكلام رح تسمعه باذنها لو ما قدرنا نوقفهم ..

 

احمد : طول بالك ما بقدروا يعملوا اشي

امجد : ما احلاهم وعاملين، لا بينهم مصاري ولا ذهب كم يوم وبتخلص القصة المهم رنين تكون بخير

انس : مسكينة هالبنت والله ما بتستاهل .. ان شاءالله بيجيها نصيب احسن وبعوضها مثل ما عوض ديمة بعدي

احمد : اه والله عدي كان العوض الجميل اللي مسح عن قلبها هم كبير .. ان شاءالله كل واحد فينا بكون هيك لزوجته

 

واعطاني نظرة جانبية مع هزة راس حتى الحيطان فهمت عليه، تلميحاته كثرانة من بعد زواجي انا وساندرا، انس حاول يخفي ضحكته بس ما قدر ..

 

انس : ههههههه امين

امجد ( مو عاجبني ) : عقبالك حبيبي تكون عوض قصدي انس

احمد / انس : هههههههه

 

_____________________

__________________

 

ما طول كتير الموضوع، واجا طارق مع اهله فعلا لحتى يطلبوني ..

بس انا كان عندي بعض الأسئلة والاستفسارات لطارق قبل ما اسمحله يجي على بيتنا، بعد ما رجعت علاقتنا بحدود كبيرة وبدون أي لقاء ..

 

رنين : شو رجعك ؟

طارق ( بلهفة ) : رح احكيلك بدون ما تسألي والله .. رجعت عشان احكيلك انك الوحيدة اللي حبيتها حب حقيقي

رنين ( بلعت ريقي بغصة ) : في غيري كتير ؟

طارق ( نبرة صادقة ) : قبلك بالجامعة نوع من التسلاية مو اكثر .. اما بعدك والله ما شافت عيني ولا دق قلبي .. ما بنسى يوم اللي مسكت فيها ايدك وفلتيها مني واصريتي انه ما اكرر هالاشي .. انتي الوحيدة رنين اللي عملتِ هيك ردة فعل

رنين ( انقهرت ) : مو يمكن اللي صدقتك فكرت انك ما بتتسلى معها مشان هيك اعطتك ايدها ؟؟!

طارق ( متابع بلهفة ) : رنين والله كل الشباب نفس التفكير، ما في اشي اسمه حب حقيقي الا باثبات بالزواج، وهاد هو سبب انفصالي عنك بوقتها .. لما اكتشفت بجد اني بحبك تركتك لحد ما اقدر اطلبك رسمي .. بس صار اللي صار وسبقني حسام وحاولت وقتها اني اقنعك ما توافقي لكن قدر الله وما شاء فعل

رنين ( بغصة ) : ورجعت حتى تصلح غلطك .. جروحي كيف تشفى ؟ فهمني كيف ممكن اسامحك

طارق : معك حق بكل كلمة، بس بتصدقي اني قبل ما ابعثلك يوم ما انفصلتوا رنيت على امجد وطلبت ايدك منه وقلتله هاي اول اثبات عن صدق توبتي، وحتى ارجع الثقة بيني وبينك وبيني وبين رنين

 

فرحت داخليا بكلام طارق، ما بنكر اني حبيته كتير وهو اللي نساني عمر وحبي الوهمي تجاهه ..

ما اعطيته كتير مجال ليحكى، اخدت الزبدة وانهيت المكالمة وانتظرت موعدهم ببيتنا ..

 

وطبعا بابا مستحيل تمرق عليه هيك قصة، وما تردد يسالني كيف وصل صاحب امجد وحسام لبيتنا، وليه بده يطلبني ..

وانا ما عدت رنين القديمة، وبعد اللي صار مع غنى اكيد رح أوقف بوجه أي حدا رح يعارض سعادتي ..

 

_____________________

__________________

 

اليوم ذكرى زواجنا العاشر .. احتفلنا فيه انا وطارق مع أولادنا ( عبدالله 10 -  تالين 8 - لارين 5- حذيفة 3  أعوام ) وبشّرتهم اليوم بالبنوتة اللي جاييتنا عالطريق واخترنالها اسم ( سما ) ..

 

عقد من الزمن مرق على عرسنا اللي كنا فيه متل عصافير الحب، كل اللي حضروه شهدوا علينا وباركلونا والفرحة غامرة قلوبنا وقلوبهم ..

بيتنا عمرناه بالحب والإخلاص والثقة، طارق قدر يرجع ثقتي فيه، وأهله كانوا نعم الاهل الحمدلله ..

ما بتخلى الحياة بدون خلافات، لكن كلها أمور روتينية واختلاف بيئات وثقافات بين الأزواج، بضل الجوهر في روح كل واحد فبنا ليلمع نوره من جديد ويعطينا بريق الامل لنكمل مشوارنا سوا ..

 

 

انا وديمة قصتنا متل شروق الشمس؛ طلعنا من الظلام ورحنا على النور وهالشروق تطلب قوة كبيرة منا ..

ما توقفي عند اول مطب، راجعي حالك وقوة ايمانك بربنا واستمدي القوة منه وحده ..

الحكمة والعقلانية متطلبات أساسية مو رفاهيات تترفعي عنها، شغلي مخك وعيدي حساباتك بكل خطوة بتمشيها ..

لا اتضيعي عمرك بالتفاهات والاحلام الوردية، تابعي ورافقي بس اللي بقدمولك حياة حقيقية بعيدة عن التصنع والمثاليات ..

وتأكدي انه كل حدا فينا عنده نقطة ضعف ونقاط قوة، اشتغلي على ضعفك ولا تخلي حدا يستغله، خبيه وزيدي من قوتك وواجهي الحياة ..

لانك قد ما تخبيتي رح اتضل مخاوفك تلاحقك، واتدخلك بغيابات الجبّ؛ بالرغم انه الحل ممكن يكون ابسط من تخيلاتك ..

 

نهاية الحلقة ❤️

بقلم : وعد السعيد