القط بسيم والوردة ريحانة....

صورة

في أحد أيام الخريف المشمسة .. ظهر القط بسيم الجميل وهو يسير وسط الحشائش والأزهار البديعة .. حيث كان يتجول في الحديقة الواسعة بجوار بيته الصغير ... وقد سحرته الورود الحمراء وأشجار المانجو .. فأخذ يتسلق سور الحديقة ليقطف وردة حمراء ... وقفز بالفعل فوق السور الكبير وعندما امتدت يده ليقطف الوردة قالت له الوردة : لا .. لا يا بسيم .. لا تقطفني .. فإذا نزعت فرعي من الجذور فسوف أموت ولن تراني مرة أخرى .. ولن تشم الهواء النقي الذي يمدك بالأوكسجين ... ولكن يمكنك أن تقترب وتتنسم عطري دون أن تؤذيني ... 

لغة الورد 

القط : ياه ... هل أنت تتكلمين أيتها الوردة ولك لغة خاصة بك أيضا ... سبحان الله .. وتعرفين اسمي ... 

الوردة : نعم يا بسيم الورود لها لغة خاصة فهي تتكلم مثل الإنسان والحيوان والله وحده هو العالم بلغتنا ... وقد أراد الله سبحانه أن يعلمك كلماتي لأنك يا بسيم قط مميز .. نحن نراك وأنت تساعد أولادك وتطعمهم وتدافع عنهم .. أنت معروف لنا في مملكة الورود .. في البداية كنا نراك مثل القطة الأم التي تحنو على صغارها ولكن عرفنا بعد ذلك إنك قط من صوتك ومصارعتك للقطط الشرسة وكأنك زعيم في مملكتك ... 

القط بسيم  منحنيا : ياه ..أنتم ترون إني زعيم بمملكتي ... شكرا لكم أيها الورود الرائعة ... أنا أحبكم كثيرا ولا أريد أن أسبب لكم أذى أو حزن .. ومنذ هذا اليوم لن أقطف الورود وسأتنسم رائحتها فقط حتى تظل حية وجميلة مثلكم ... 

الوردة : شكرا يا بسيم ... أنت قط جميل ... سلم على أولادك .. وأعطي لهم منا هذه الهدية .. 

القط بسيم : هدية ... يا ترى ماذا يوجد داخل هذه الهدية ... أنا أريد أن أفتحها ... هل تسمحون لي ... 

الوردة : تفضل يا بسيم .. الهدية ملك لك الآن ... تستطيع أن تصنع بها ما تشاء..

القط بسيم : سأفتحها الآن ... ياه .. أنها علبة من اللبن الطازج ... كيف حصلتم عليها ... 

الوردة : لقد كانت الجاموسة خضره تأتي كل يوم لزيارتنا ....وقد أوصيناها أمس أن تعطي لنا بعض اللبن وهي لم تتأخر ..

أتعرف يا بسيم أن اللبن يبني الجسم ويساعد على النمو بسرعة ... اللبن مفيد لك ولصغارك ... 

القط بسيم : أعرف أن اللبن مفيد .. . الحمد لله إني سأذهب لهم اليوم ومعي اللبن .. إنهم سوف يرقصون فرحا ... 

الوردة : الحمد لله أن الهدية أعجبتك يا أجمل قط ..

القط بسيم : لكن أنا أريد أن أسألك سؤال قبل أن أرحل .

الوردة :تفضل يا بسيم 

القط بسيم : ما اسمك أيتها الوردة ؟

الوردة : مملكة الورد لهم اسم مشترك يطلق على كل مجموعة .. فأنا اسمي ريحانة لأني مع مجموعة الريحان .. وكذلك الفلة مع مجموعة الفل والياسمينة مع مجموعة الياسمين ... الأسم عندنا يطلق على مجموعة كاملة.. نحن مختلفين عن مملكة البشر ومملكة الحيوانات .. فصديقتي  هذه اسمها ريحانة مثلي ... هل فهمت الآن يا بسيم اسمائنا ؟

القط بسيم : نعم فهمت .. شكرا لك يا ريحانة... مع السلامة ... 

الوردة : مع السلامة يا بسيم.....  

عاد بسيم إلى بيته  وهو يحمل اللبن لصغاره ... لقد حصل بسيم على علبة اللبن لأنه نشيط.. فهو يستيقظ كل يوم مبكرا ويتجول في الحدائق ليبحث عن الطعام ....

في اليوم التالي استيقظ بسيم على صوت مريم صديقته وهي تناديه من أعلى ... فصعد القط بسيم مع صغاره إلى منزلها ... 

مريم تقابل ريحانة  

مريم : صباح الخير يا بسيم .. أين كنت أمس ؟

بسيم: لقد قابلت الوردة ريحانة … التي طلبت مني ألا أقطف الورود مرة أخرى...  وأعطتني هدية لصغاري.

مريم (مبتسمة): ياه يا بسيم... وهل الورود تتكلم حقًا؟

بسيم: نعم يا مريم… لكنها لا تتكلم إلا مع من يملك قلبًا طيبًا يسمع همس الطبيعة.... 

ضحكت مريم وهي تربت على رأس بسيم قائلة : وأنا أيضًا أتعهد ألا أقطف وردة بعد اليوم… سأشمها فقط وأحافظ عليها مثلما علمتك ريحانة.

في هذه اللحظة، سمع بسيم صوتًا خافتاً يأتي من حديقة البيت.... صوتًا يشبه النسيم وهو يمر بين الأوراق … اقترب بسيم ببطء..... فوجد الوردة ريحانة تهتز بخجل كأنها تبتسم.

ريحانة : أحسنت يا مريم… الورد يعيش أطول عندما يجد من يحبه دون أن يؤذيه.

نظرت مريم بدهشة وقالت : يا إلهي.... إنها تتكلم حقًا.... سأخبر أصدقائي أن الورد روح جميلة يجب احترامها.

ابتسم بسيم وهز ذيله فرحاً.... ثم قال لصغاره : هيا… لنشكر الله ونشكر ريحانة.... ونذهب لنشرب اللبن.

وهموا جميعاً بالعودة إلى البيت.....  لكن صوت ريحانة عاد مرة أخرى : قبل أن ترحل يا بسيم… هل تعدنا أنت وأولادك ومريم بأن تكونوا أصدقاء للطبيعة؟ لا نريد سوى اللطف… فالعالم يصبح أجمل عندما نتعامل مع الأشياء الصغيرة برحمة.

حماة الورد

بسيم – رافعًا رأسه بفخر : أعدك يا ريحانة… سنكون حماة الورد.....  وأصدقاء الشجر....  ونرسل لكل من نراه رسالة- (لا تقطف… بل شاهد واعشق الورد)

ولوّح الجميع لريحانة… وانطلقت الشمس تشرق من جديد كأنها تبارك هذا الوعد الجميل.