أشباح مظلمة .... أشباح نورانية .....

صورة

https://www.google.com/search?sca_esv=5fe32dea3fb1ec31&rlz=1C1CHNY_enEG1147EG1147&sxsrf=AE3TifNOYRk1IZKuR-D5O4NSu1CYjS_IQw:1760504447688&udm=2&fbs=AIIjpHwdmGJ2pVN6Mtw05VXThvEtaWY9PXz4iEVhrlb-E4uiTZXIxP4Mws3KDLokOA5hcSR2Czlyfd21TDBXP4hBu3tvlPAx8ys9dY-J3gVz0g5sBQQ9Rnz3Jm23lUfGfZ78excbLOv4a8CIYneI-K4w5JdncLlCVYiwxs_fonIeNUbhEhE35Zv1_gsu_jCp6xcaOfMTfFGf8HsnEOzBLHT1wxD4QEPkV7dVvDUvxOX8d3FDcay6FxUhib5KTsLATzUsZoXOZDESEXAGhxei1glT-8l-IlGBLA&q=%D8%A7%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%AD&sa=X&ved=2ahUKEwjaneuRtqWQAxVdTkEAHcK9KlcQtKgLegQIFhAB&biw=1366&bih=641&dpr=1

https://www.google.com/search?sca_esv=5fe32dea3fb1ec31&rlz=1C1CHNY_enEG1147EG1147&sxsrf=AE3TifNOYRk1IZKuR-D5O4NSu1CYjS_IQw:1760504447688&udm=2&fbs=AIIjpHwdmGJ2pVN6Mtw05VXThvEtaWY9PXz4iEVhrlb-E4uiTZXIxP4Mws3KDLokOA5hcSR2Czlyfd21TDBXP4hBu3tvlPAx8ys9dY-J3gVz0g5sBQQ9Rnz3Jm23lUfGfZ78excbLOv4a8CIYneI-K4w5JdncLlCVYiwxs_fonIeNUbhEhE35Zv1_gsu_jCp6xcaOfMTfFGf8HsnEOzBLHT1wxD4QEPkV7dVvDUvxOX8d3FDcay6FxUhib5KTsLATzUsZoXOZDESEXAGhxei1glT-8l-IlGBLA&q=%D8%A7%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%AD&sa=X&ved=2ahUKEwjaneuRtqWQAxVdTkEAHcK9KlcQtKgLegQIFhAB&biw=1366&bih=641&dpr=1

في حديقة الفيلا الواسعة لصاحبها مروان الجعفري كانت تجلس نيرمين الجعفري مع صديقتها علياء العابد  يتحدثون عن مغامراتهم العجيبة  هي وشقيقتها ولاء في الفيلا ... حيث تعاني ولاء من الوسواس القهري جراء ما تراه في فيلتهم ...

دخلت ولاء عليهما لتستكمل القصة ... قالت: كنت أجلس وحدي أمس هنا .. فرأيت ثمة إناس يشبهون الشياطين يسيرون في طابور طويل ويخرجون ألسنتهم لي .. ولكن في هذا الممر الطويل أمامكم كان هناك فرح كبير يمتليء بالناس من كافة الأعمار وهذا ما جعلني أتجاهل الخوف وأشعر بطمأنينة ...

فجأة رأيت طفل صغير جميل لم أرى مثله أبداً .. كان يبكي بشدة ... قال الناس أنه تائه عن أمه ... ولهذا قررت أن آخذه ... وقد سألته عن اسمه ..فقال أن أمه تناديه بسلطان ....وقد سعدت به سعادة كبيرة لأننا كنا نتمنى دائما أن يكون لنا أخ صغير ... وأخيرا سنحقق ما نطمح إليه أنا وولاء ... فتمسكت به وحملته على يدي وهو موجود الآن معي في تلك الغرفة ... 

نيرمين تصيح .. قائلة : ماذا ... هل تتحدثين بجدية يا ولاء ؟  كيف تسرقين طفلاً من أمه ؟

علياء تتعجب قائلة : هل أنتم مجانين .. أنتم تتحدثون عن الفيلا ... هل نسيتم أنكم تقطنون هنا في الفيلا التي تتحدثون عنها .. كيف إذن تسرق ولاء الطفل وهو في الأساس كان هنا ... 

نيرمين : صحيح ... كيف لم انتبه إلى ذلك ... 

ماما آمال تنادي : يا بنات ... مذا حدث .. هل يخبرني أحدكم عما يحدث ؟ 

ولاء :  لا شيء يا أمي ... فقط أنا أحضرت طفل صغير سيعيش معنا إلى الأبد  وهو موجود هناك في الغرفة المجاورة للمطبخ ... لقد وجدته تائهاً  من أمه بين المعازيم في أحد الأفراح  فأصررت أن آخذه معي لأنقذه .... 

علياء : طنط آمال ... إن هذه القصة خيالية ... وهم يقصون علي مغامراتهم هنا في الفيلا ... 

ماما آمال : أنا لا أفهم شيئاًً ... ولكن دعوني أتأكد .. هل يوجد طفل صغير في الحجرة أم لا ؟ 

تقدمت ماما آمال نحو باب الغرفة بخطوات مترددة وشعور بالقلق يملأ قلبها ...نظرت إلى ولاء فوجدتها تشير إلى ركن الغرفة .. لقد كان الطفل  بالفعل يجلس هادئا على الأرض ... كانت عينيه واسعتين ... فيهما سواد عميق يلمع تحت ضوء المصباح ...وصوت أنفاسه يكاد لا يسمع ... 

اقتربت نيرمين بخوف وهمست قائلة : ولاء ... هذا الطفل ... لماذا تبدو عيونه غريبة هكذا ؟ 

حاولت ماما آمال الاقتراب إلى الطفل أكثر ... رفع سلطان رأسه ببطء وقال بصوت مبحوح لا يشبه صوت الأطفال ... أمي ستأتي قريباً لتأخذني .. لا تحاولوا منعي من العودة... 

ارتجفت ولاء لأول مرة ، وتراجعت خطوة إلى الوراء ... أمك ..! من هي أمك يا سلطان ؟ 

ابتسم سلطان ابتسامة هادئة وقال : أمي هي إحدى الجنيات في العالم الآخر لكنها أحبت بشريا وتزوجته ... هذا البشري هو والدي ... اه اه يا والدي ... 

ولاء : ماذا حدث لوالدك يا سلطان ؟ 

سلطان ، وهو يبكي بصوت متحشرج : والدي مات ... رحل ولن أراه ثانية ... واهل والدتي لن يتركوني أعيش وسط عالم البشر ... وأنا أحب والدتي لكني أريد أن أعيش معكم وأريدها أن تهرب هي أيضا لتعيش وسط العالم البشري ... 

همست نيرمين وهي تشد يد شقيقتها قائلة : ولاء.. هذا ليس طفلاً عادياً .... .

أم سلطان ... أم شيطانة 

فجأة سمعوا طرقاً عنيفا على الباب الخارجي للفيلا... كانت طرقات متتالية قوية تهز الجدران ... إنه صوت أنثوي حاد يتسلل من الخارج .... يقول : سلطاااان ..سلطاااان .... 

تسمرت أعين الجميع نحو الباب ... فيما بدأ الطفل يضحك ضحكة مخيفة بصوت مخيف ... ثم قال بصوت بارد : أمي غاضبة جدا .... 

تقدمت الجدة في هدوء تربط على يد آمال وهي تمسك بمصحفها الصغير ... كانت  الجدة تعيش مع ابنتها وأحفادها .. ودائما ما تعلمهم المداومة على الصلاة وقراءة القرآن ... 

https://www.facebook.com/p/%D8%A3%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%A8-100072090790895/?locale=ar_AR
— https://www.facebook.com/p/%D8%A3%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D8%A8-100072090790895/?locale=ar_AR

بدأت الجدة تتلو آيات القرآن بصوت منخفض ولكنه ثابت .. كانت ملامحها هادئة كأنها تعرف شيئا لا يعرفه الآخرون ...

ازداد الطرق على الباب  حتى تشقق الخشب ... وبدأت يد سوداء طويلة تخرج من الشقوق ...كانت أصابعها أشبه بالمخالب .... رفعت الجدة صوتها أكثر بالقرآن فارتدت اليد للخلف رويدا رويدا ... 

📚 المراجع

ص1062 - كتاب النبوات لابن تيمية - فصل خوارق السحرة والكهان مناقضة للنبوة ولا تخرج عن مقدور الجن والإنس - المكتبة الشاملة

ص1062 - كتاب النبوات لابن تيمية - فصل خوارق السحرة والكهان مناقضة للنبوة ولا تخرج عن مقدور الجن والإنس - المكتبة الشاملة

تصفح المرجع ↗

صرخت ماما آمال قائلة : أم سلطان تبدو من عالم الشياطين ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... يا الله احفظنا ...

مدت الجدة يدها على رأس الطفل تقرأ المعوذتين فبدأ يرتعش وظهر خلفه طيف إمرأة ... عيناها حمراوان ...ووجهها نصفه بشري ونصفه ظل ....قالت بصوت أجش : أعيدوا لي ابني وإلا سأجعل هذا البيت خراباً... 

لكن الجدة كانت ثابتة وقالت بحزم : لا سلطان لك على هذا المكان ... لله وحده العظمة والسلطان ...تراجع طيف المرأة رويدا رويداً .. فصرخ سلطان حتى غاب الطيف تماما ... 

مرت الأيام وسلطان يلهو مع ولاء ويخرج معها للمتنزهات ... ولأول مرة يشعر سلطان بالأمان والاستقرار  الذي لطالما فقده كثيرا ....وفي غمرة اللعب رن جرس الباب في منتف الليل فارتعد سلطان من صوت الباب فاحتضنته ماما آمال محاولة تهدئته بينما ولاء تتمسك بيديه الصغيرتين وتهمس له ألا يخاف ... 

تقدمت نيرمين بخوف نحو الباب ، وعندما فتحته دخل هواء  بارد كريح  شتوية ... قظهرت إمرأة طويلة القامة ... شاحبة الوجه ...يلفها شأل أسود ...وعيناها تتقدان ببريق غريب ....كانت هي أم سلطان ...

قال بصوت خافت : أعيدوا لي ابني ... أرجوكم ...

ارتجفت ولاء .. لكنها استجمعت شجاعتها قائلة : لماذا تركته في يوم الفرح يبكي وحده ؟ 

 الأم في العالم الآخر

رفعت المرأة رأسها والدموع تنزل من عينيها : أنا لست بشرية مثلكم لكن أحب ابني .. أنا لم احتمل قسوة أهلي عليه فحاولت أن أخفيه بين البشر  لعله يجد قلباً يحنو عليه ...  

اقتربت أم سلطان تركع بين يديه وهي تبكي ... أخذت تمسح على شعره بحنان ... لأول مرة يرى الجميع في عينيها ألما لا يحتمل ...

همس سلطان قائلاً : أمي... حبيبتي ... أنا أحبك وأعرف مدى حبك لي ...لكن هنا بيت بشري حقيقي ... هنا أصبح لي أختين يحبونني ...

ابتسمت أمه ابتسامة حزينة حانية وقالت : أعرف يا صغيري ....ولكن مكانك ليس هنا بعد ....يوما ما سنعود لنجدهم ... ربما في عالم آخر ... ثم أخذت الطفل بين ذراعيها... وشيئا فشيئا بدأت هي وسلطان يتلاشيان في ضوء أزرق شفاف ...حتى اختفيا تماماً ... تاركين خلفهما عبيرا خفيفا له رائحة الورد ...

وقفت ولاء مذهولة وعيناها تدمعان ...كانت تعرف أنها لن تنسى أبداً سلطان ...ولن تنسى أن في عوالم الظلام هناك قلوب تبحث عن الأمان والحب ... 

في رأيكم .. هل تستطيع الأمومة أن تهزم عوالم الظلام ؟