محاكم التّفتيش في الأندلس (إسبانيا و البرتغال و غيرها)

محاكم التّفتيش في الأندلس (إسبانيا و البرتغال و غيرها)

مقدّمة:

انتشرت محاكم التّفتيش في القرون الوسطى في إسبانيا بعد تأسيسها على يد الملك فرديناند و الملكة إيزابيلا في الرّبع الأخير من القرن الخامس عشر. 

عوامل النّشأة:

• سقوط الأندلس:

بسقوط الأندلس، و بسقوط غرناطة عام 1492م تزوّج ملك أراغون الكاثوليكي فرديناند الثّاني من ملكة قشتالة الكاثوليكية إيزابيلا عام 1469م. و من أهمّ إنجازاتهما:

- توحيد إسبانيا

- استرداد شبه الجزيرة الإيبيريّة

- تعزيز الكاثوليكيّة

إجراءات محاكم التّفتيش:

- قيام المفتّش بموعظة قانون الإيمان أو قانون العفو.

- تحديد مدّة العفو بين 30 إلى 40 يوما.

- تعريض الأشخاص المشتبه بهم الذين لم يتقدّموا للاعتراف بجرمهم لإجراءات محكمة التّفتيش التي تتّصف بأشدّ درجات القسوة.

- على من تقدّموا إلى المحكمة الإبلاغ عن كلّ من شاركهم الذّنب -طبقا لقانون العفو- و  أيضا عن من يعتقدون بأنّهم مشاركون بأفعال مشابهة.

- الاتّهام - التّبليغ - التّحقيق - الاستجواب - الشّهود ...

وسائل التّعذيب:

- اعتمدت محاكم التّفتيش على التّعذيب منذ إنشائها في إسبانيا.

- كان إيميريك يشدّد على التّعذيب دون إسالة الدّماء.

- يعتبر توركيمادا أوّل مفتّش عام اعتمد ممارسة التّعذيب كمنهج أثناء التّحقيق.

- كان توركيمادا يستعمل في التّعذيب الطّرق التي استعملها المفتّش العام في مملكة أراغون نيكولاس و التي كانت متقنة لدرجة أنّه لم يضف عليها إلّا القليل.

- كان المتّهم يموت خلال التّعذيب: اختناقا، أو إرهاقا، أو نزفا، أو حتّى من الخوف...

- كان المفتّش الذي تسبّب في الوفاة يسارع للحصول على ما يسمّى براءة ذمّة من المفتّش الأقرب.

- حتّى الموتى لم يسلموا من تعسّف المحكمة؛ فإذا ثبت أنّ المتوفّي كان يمارس هرطقة ما فإنّها تأمر بنبش القبر و إخراج الجثّة من أجل إحراقها في الإحتفالات الدّينية.

- بعد سلسلة طويلة من التّعذيب كانت العقوبات التي تصدرها المحاكم بحقّ المتّهمين تتراوح بين: السّجن المؤقّت، و السّجن المؤبّد، و مصادرة الأملاك، و دفع الغرامات، و النّفي إلى المستعمرات، و الطّرد من مدينة إلى أخرى، و هدم البيت الذي ثبتت فيه الهرطقة.

خاتمة:

لكنّ أكثر العقوبات و أشنعها تنفيذا على المتّهمين هي عقوبات الموت حرقا. 

الهرطقة، و الخروج عن النّصرانيّة، واعتناق عقيدة أخرى كأن يكون مسلما أو يهوديّا هي كلّها قائمة وراء قيام واستمراريّة محاكم التّفتيش؛ محاكم الزّبانيّة تلك..! 

محكمة تقيم محاكمة غير عادلة تفتقد إلى الدّفاع، و يرغم الشّاهد فيها على الشّهادة ضدّ أقرب النّاس إليه!.. ثمّ يقيمون احتفاليّة موكب الحريق..! لهذا فرّ المسلمون واليهود من الأندلس بعد سقوطها إلى شمال إفريقيا...