✨ الفصل الأول: النداء الأول
الليل كان ثقيلاً، والسماء تمطر ظلالاً لا تُرى.في قرية "أرلين"، حيث لا يُسمح بذكر السحر، كان "ناي" يجلس على سطح منزله المهجور، يعزف على آلة صغيرة صنعها بنفسه من خشب قديم. لم يكن يعرف أن نغماته تُحرّك شيئًا في أعماق الأرض... شيئًا مظلمًا، لكنه ليس شريرًا.
منذ طفولته، كان ناي يشعر بشيء غريب في داخله. عندما يغضب، تنطفئ الأنوار حوله. عندما يحزن، تتكسر المرايا. وعندما يخاف... يظهر ظل خلفه، لا يشبهه، لكنه يحميه.
في تلك الليلة، وبينما كان يعزف لحنًا حزينًا، اهتزت الأرض تحت قدميه. خرجت من الغابة المجاورة وحوش سحرية، عيونها تتوهج بلون الدم، تبحث عن شيء... أو شخص
صرخ أهل القرية، وبدأ الهروب الجماعي. لكن ناي لم يهرب. وقف في منتصف الطريق، ومد يده، وبدأ الظلام يتجمع حوله. لم يكن يعرف كيف، لكنه شعر أن الوقت قد حان.
"أنا لا أريد أن أؤذي أحداً... لكني لن أسمح لكم بإيذاءهم!"
انفجر الظلام من جسده كأنفاس تنين، التف حول الوحوش، وبدأ يقيدها. كانت هذه أول مرة يستخدم فيها سحره علنًا. لم يكن شريرًا، لكنه كان مظلمًا... مظلمًا بما يكفي ليخيف الوحوش، ويذهل البشر
بعد انتهاء المعركة، نظر إليه الجميع بخوف. حتى من أنقذهم، لم يثقوا به.
وفي تلك اللحظة، ظهرت فتاة من بين الأشجار. شعرها فضي، وعيناها كأنهما تعرفان كل شيء. اقتربت منه وقالت:"سحر الظلام لا يعني قلبًا مظلمًا. أنت مختلف، ناي... وأنا أحتاجك."
هكذا بدأت الرحلة.
⚔️ الفصل الثاني: لقاء في الظلال
الظلام لا يخيف من وُلد فيه... لكنه يختبر من يحاول فهمه.
بعد ليلة المعركة، غادر ناي القرية دون وداع. نظرات الخوف التي تلقاها كانت كافية ليعرف أنه لم يعد ينتمي هناك. سار في الغابة، والضباب يلتف حوله كأنه يحتضنه. كل خطوة كانت تُشعل ذكريات طفولته، الوحدة، والهمسات التي كانت تقول له: "أنت خطر".
لكن في قلب الغابة، سمع صوتًا... صوت قتال.
ركض نحو المصدر، ليجد فتاة تقاتل وحشًا سحريًا ضخمًا، له أربعة أذرع، وجسد مغطى بأحجار متوهجة. كانت تتحرك برشاقة، لكن الوحش كان أقوى. في لحظة، سقطت أرضًا، والوحش رفع ذراعه ليهوي بها
"كفى!" صرخ ناي، ومد يده
الظلال خرجت من بين الأشجار، كأنها جيش خفي، وهاجمت الوحش. في ثوانٍ، كان الوحش مقيدًا، يصرخ، ثم يتلاشى في دخان أسود
الفتاة نهضت، تنظر إليه بدهشة. عيناها فضيتان، كأنهما مرآتان تعكس كل ما في داخله.
"أنت... من أنت؟"
"ناي. فقط ناي."
اقتربت منه، ببطء، كأنها تخشى أن يختفي.
"سحر الظلام؟ لكنك... لا تشبههم."
ابتسم ناي ابتسامة حزينة.
"الظلام لا يختار الشرير، بل من يستطيع تحمله."
صمتت للحظة، ثم قالت:
"أنا إيرين. من عشيرة السحرة. كنت أبحث عنك."
ارتبك ناي، لكنه شعر بشيء غريب... كأن قلبه يعرفها قبل أن يراها.
"لماذا؟"
"لأنك الوحيد القادر على إيقاف سيرفال. ولأنك... الشخص الذي رأيته في رؤياي."
الهواء سكن، والظلال اختفت، لكن بينهما وُلد شيء جديد... رابط غير مرئي، أقوى من السحر، وأعمق من الظلام.
🎼 الفصل الثالث: نغمة الروح
"الظلام لا يُروّض بالقوة... بل يُعزف."
في كهف مهجور وسط جبال "إليزيرا"، جلست إيرين أمام ناي، تراقبه وهو يحاول التحكم في سحره. كانت الصخور حوله ترتجف كلما عزف نغمة، والظلال ترقص كأنها تستجيب للحنه.
"أنت لا تستخدم السحر، ناي... أنت تُحادثه." قالت إيرين وهي تبتسم
أغمض ناي عينيه، وبدأ يعزف لحنًا جديدًا. كان حزينًا، لكنه قوي. ومع كل نغمة، خرجت من الأرض أشكال مظلمة، كأنها أرواح منسية، تلتف حوله دون أن تؤذيه
فجأة، ظهر وحش صغير من الظلال، له عينان حمراوان، لكنه لم يكن عدائيًا. جلس بجانب ناي، كأنه يستمع.
"ما هذا؟!"
"هذا أول تجسيد لك... الظلام استجاب لمشاعرك، وخلق كيانًا خاصًا بك."
أطلق عليه ناي اسم "نيلو"، وأصبح رفيقه الصغير في التدريب.
لكن في تلك الليلة، وبينما كانا يتحدثان بجانب النار، سألت إيرين:
"ناي... هل تخاف من أن يتحول سحرك ضدك؟"
نظر إليها، ثم إلى نيلو، ثم قال:
"أحيانًا... لكن لما تكوني جنبي، بحس إن الظلام بيهدى."
"أنا مش بس جنبك... أنا معك."
في تلك اللحظة، ارتفعت الظلال من حولهم، كأنها تحتفل، وتحوّلت إلى أشكال تشبه النجوم السوداء، تضيء الكهف بلون غامض.
لكن بعيدًا عنهم، في قلعة سيرفال، كان الشر يتحرك. أحد جواسيسه رأى ناي، وعاد ليخبره:
"الساحر المظلم... بدأ يتعلم."
ضحك سيرفال، وقال:
"إذن... حان وقت إرسال أول اختبار حقيقي."
🕳️ الفصل الرابع: بوابة الغدر
"ليس كل من يبتسم لك، يريد نجاتك."
في طريقهم إلى "غابة الأرواح"، حيث يُقال إن أول خيوط كتاب الأرواح مخفية، كان ناي وإيرين يسيران وسط ضباب كثيف، ونيلو يركض أمامهم كظل صغير يضيء الطريق.
لكن فجأة، ظهر رجل غريب من بين الأشجار. طويل، يرتدي عباءة خضراء، وعيناه تلمعان بلون الذهب.
"أنا زين، حارس الغابة. لا أحد يدخل دون إذن الأرواح."
إيرين تراجعت خطوة، همست: "هذا ليس حارسًا... هذا مستدعي."
لكن ناي، بقلبه الطيب، اقترب وقال: "نحن لا نبحث عن قتال، فقط عن الحقيقة."
زين ابتسم، ثم ضرب الأرض بعصاه. انشقت الأرض، وخرج منها وحش سحري ضخم، له جسد كالعنكبوت، ورأس كجمجمة بشرية، يزأر بصوت يُمزق الهواء
"الحقيقة لا تُمنح... تُنتزع!"
بدأت المعركة. ناي حاول استخدام سحر الظلام، لكن الوحش كان يمتصه. كل نغمة يعزفها، تتحول إلى صرخة داخل رأسه.
إيرين صرخت: "ناي! لا تقاتله بالسحر... قاتله بنفسك!"
ناي أغلق عينيه، وتذكّر لحنًا قديمًا... لحنًا كانت أمه تعزفه له قبل أن تختفي. عزفه، والظلام حوله تغيّر. أصبح ناعمًا، كأنّه يرقص، ثم التف حول الوحش، وبدأ يُعيد تشكيله.
الوحش صرخ، ثم انفجر في ضوء أسود، تاركًا خلفه بوابة غريبة، تتوهج بلون البنفسج.
زين اختفى، لكن صوته ظل يتردد: "البوابة فُتحت... لكن الثمن لم يُدفع بعد."
إيرين نظرت إلى ناي، ثم قالت بصوت مرتجف: "هذه البوابة... تؤدي إلى عالم الأرواح. لكن من يدخلها، لا يعود كما كان."
ناي ابتسم، ومد يده لها: "أنا لم أكن طبيعيًا من البداية."
دخل الاثنان البوابة، تاركين خلفهم الغابة، ونيمو يقفز خلفهم... وهكذا بدأت الرحلة إلى عالم الأرواح، حيث لا قوانين، ولا منطق، ولا رحمة
🌌 الفصل الخامس: مرآة الأرواح
"في عالم الأرواح، لا تواجه الوحوش... بل تواجه نفسك."
عندما عبر ناي وإيرين ونيلو بوابة البنفسج، لم يجدوا أرضًا ولا سماء. فقط فضاء لا نهائي، تتطاير فيه رموز سحرية، وأصوات تتحدث بلغات لا تُفهم... لكنها تُشعر.
كل خطوة كانت تُعيد لهم ذكرى، وكل نفس كان يُختبر فيه صدق نواياهم.
فجأة، انفصل الثلاثة. ناي وجد نفسه في غرفة مظلمة، فيها مرآة ضخمة. اقترب منها، فرأى نفسه... لكن ليس كما يعرفه.
كان وجهه أكثر قسوة، وعيناه تلمعان بلون أحمر، وصوته خرج من المرآة:
"أنا أنت... لو اخترت القوة بدل الرحمة."
ناي تراجع، لكن النسخة المظلمة خرجت من المرآة، وبدأت تهاجمه بسحر الظلام النقي، دون موسيقى، دون مشاعر.
"أنت ضعيف، ناي. تستخدم اللحن لتُخفي خوفك."
لكن ناي، وسط الهجوم، بدأ يعزف. لحنًا جديدًا، فيه غضب، لكن فيه حب أيضًا. الظلال حوله بدأت تتفاعل، ثم ظهر نيلو، يقفز أمامه، ويطلق صرخة مظلمة، تُحوّل النسخة المظلمة إلى دخان.
"نيلو... أنت حميتني؟"
نيلو أومأ برأسه، ثم اختفى في الظلال، كأنه اكتسب وعيًا جديدًا.
في مكان آخر، كانت إيرين تواجه أرواح عشيرتها. وجوه مألوفة، لكنهم يتهمونها بالخيانة، لأنها اختارت ناي.
"سحر الظلام سيُفسدك، إيرين."
لكنها صرخت: "أنا لا أُفسد... أنا أختار!"
انفجرت طاقتها، وتحولت عيناها إلى لون بنفسجي، وظهر وشم جديد على يدها، يرمز إلى "الربط الروحي".
في نهاية الفصل، اجتمع الثلاثة في مركز العالم، حيث ظهرت بوابة جديدة، لكن هذه المرة، كانت تتوهج بلون أحمر دموي.
"هذه البوابة... تؤدي إلى مدينة الأرواح المحرّمة." قالت إيرين.
"وفيها... أول صفحة من كتاب الأرواح."
🕰️ الفصل السادس: مدينة الأرواح المحرّمة
"في مدينة الأرواح، الماضي ليس خلفك... بل يطاردك."
عبر ناي، إيرين، ونيلو البوابة الحمراء، ليجدوا أنفسهم في مدينة مهجورة، مبنية من زجاج مكسور، وأبراج تطفو في الهواء. كل شيء فيها يتحرك ببطء... كأن الزمن نفسه مريض
في وسط المدينة، ظهرت فتاة تُدعى "ليارا"، ترتدي عباءة من الريش الأسود، وتقول إنها "مرشدة الأرواح".
"أنا هنا لأساعدكم... لكن الثمن هو الذكرى."
ناي تردد، لكن إيرين وافقت، فاختارت أن تُعطي ذكرى من طفولتها. لحظة كانت فيها مع والدتها، تضحك. اختفت الذكرى من عقلها، لكنها حصلت على خريطة تقودهم إلى "معبد الزمن"، حيث تُخبأ أول صفحة من كتاب الأرواح.
في الطريق، بدأ ناي يشعر بشيء غريب... كأن إيرين لم تعد كما كانت. نظراتها أصبحت أكثر برودًا، وكلماتها أقل دفئًا.
وفي لحظة، نيلو تكلم لأول مرة:
"إيرين... ليست كما كانت. شيء ما تغيّر."
ناي ارتبك، لكنه قرر المواجهة. وفي المعبد، واجهوا كائنًا يُدعى "كورال"، يتغذى على الذكريات، ويُعيد تشكيلها كسلاح.
كورال استدعى ذكرى من عقل ناي: لحظة موت والده، لكن في الذكرى، كان ناي هو السبب. بدأ يشك في نفسه، وسحره بدأ يضعف.
إيرين حاولت مساعدته، لكن ليارا ظهرت من جديد، وكشفت حقيقتها:
"أنا خادمة سيرفال... وهذه المدينة كانت فخًا."
انقلبت المدينة، وبدأت الأبراج تنهار. نيلو أطلق صرخة قوية، وخلق حاجزًا مظلمًا حول ناي وإيرين، ثم قال:
"أنا لست مجرد ظل... أنا جزء من روح ناي."
في لحظة، اندمج ناي ونيلو، وظهرت قوة جديدة: "سحر الذاكرة المظلمة"، يستطيع بها ناي إعادة تشكيل الذكريات، وتحرير نفسه من الشك.
هزم كورال، لكن ليارا هربت، ومعها جزء من خريطة الكتاب.
في نهاية الفصل، جلس ناي وإيرين بجانب نهر زجاجي، وقال لها:
"هل فقدتِ شيئًا مهمًا؟"
أجابت بصوت خافت:
"نعم... فقدت لحظة كنت أحبك فيها."
ناي نظر إليها، ثم قال:"سأخلق لحظة جديدة... تستحق أن تُحبيني فيها من جديد."
الفصل السابع : ارض التنين
في أرض التنين حيث السماء تمطر شرارات والجبال تتنفس نارًا وصل ناي وإيرين ونيلو إلى بوابة محفورة في صخور سوداء عليها رموز قديمة تنبض بضوء أحمر خافت اقترب ناي ومد يده ففتحت البوابة بصرخة كأنها من قلب الأرض خرج منها هواء ساخن يحمل رائحة الرماد وفي الداخل كان كيرا التنين الذئب الأسطوري مقيدًا بسلاسل من سحر الزمن عيناه تلمعان بالحزن والغضب نظر إلى ناي وقال بصوت عميق أنت من يحمل نغمة الظلام أنت من يستطيع كسر لعنتي اقترب ناي وبدأ يعزف لحنًا جديدًا لحنًا فيه قوة وفيه حزن وفيه أمل الظلال حوله بدأت تتحرك كأنها ترقص على نغمة التحرر السلاسل بدأت تتفكك وكيرا أطلق زئيرًا هز الجبال ثم انحنى أمام ناي وقال أنا مدين لك بحريتي لكن الحرية ليست مجانية في أعماق هذا الجبل توجد صفحة من كتاب الأرواح لكنها محمية بحارس لا يُهزم إلا إذا واجهت خوفك الحقيقي دخلوا جميعًا إلى المعبد الداخلي حيث الجدران تتغير كلما نظرت إليها وفي منتصف القاعة ظهرت نسخة من ناي لكنها كانت مغطاة بجراح قديمة وعيناه تلمعان بالدموع قال ناي من أنت فأجاب أنا خوفك من أن تُحب وتُخذل أنا ألمك الذي تخفيه خلف الموسيقى أنا أنت الذي لم يُسمح له بالبكاء بدأت المعركة لكن لم تكن بالسحر بل بالذكريات كل ضربة كانت تُعيد لحظة مؤلمة كل صرخة كانت تُكسر جدارًا في قلب ناي وفي لحظة سكون عزف ناي لحنًا بسيطًا لحنًا سمعه من إيرين في ليلة المطر لحنًا قالت له فيه أنت لست وحدك الظلال حوله تحولت إلى نور أسود واحتضنت نسخته المظلمة ثم اختفت وظهرت الصفحة الأولى من كتاب الأرواح مكتوب عليها الحقيقة لا تُمنح بل تُكشف أمسكها ناي وشعر بقوة تتدفق فيه لكن أيضًا بشيء آخر كأن الكتاب بدأ يهمس له كلمات لا يفهمها بعد نظر إلى إيرين وقال هل أنتِ مستعدة لما هو قادم فأجابت أنا مستعدة لك وليس فقط للكتاب وفي الخلف كيرا يزأر ونيلو يبتسم والجبال تبدأ في التحرك كأن العالم نفسه يستعد للفصل القادم
🏰 الفصل الثامن: المدينة المحرّمة
"حين تدخل مدينة الظلال، لا تنسَ من أنت... لأنهم سيحاولون أن يجعلك تنسى."
وصل ناي وإيرين ونيلو إلى أطلال مدينة "أركانث"، المعروفة باسم المدينة المحرّمة. كانت الأبراج مائلة، والسماء مغطاة بسحب سوداء، والهواء مشبع بسحر قديم لا يُشبه أي شيء واجهوه من قبل.
في وسط المدينة، كان هناك تمثال ضخم لسيرفال، يبتسم ابتسامة باردة، وتحت قدميه كلمات محفورة:
"من أراد القوة، فليدفن قلبه أولاً."
إيرين شعرت برعشة، همست: "هذه المدينة كانت موطن عشيرتي... قبل أن يُفسدها سيرفال."
ناي أمسك يدها، وقال: "لن نسمح له أن يفسدك أنتِ أيضاً."
دخلوا إلى القصر المركزي، حيث تنتظرهم مفاجأة: سيرفال لم يكن وحده. كان معه فتاة تُشبه إيرين تمامًا، لكن عيناها خاليتان من الرحمة
"إيرين... أختك؟" سأل ناي.
إيرين تراجعت، ثم قالت بصوت مرتجف: "ليليان... أختي الكبرى. اختارت الظلام الحقيقي."
ليليان ابتسمت، وقالت: "أنا لم أُختره... أنا أصبحتُه."
بدأت المعركة. ناي حاول استخدام سحره، لكن المدينة نفسها كانت تُضعف الظلال. كل نغمة يعزفها، تتحول إلى صدى مشوّه. نيلو حاول خلق حاجز، لكن ليليان مزقته بسحر يُشبه العدم.
في لحظة يأس، اقتربت إيرين من ناي، وقالت: "استخدم سحر الربط... اربطني بك."
ناي تردد، لكن قلبه اختار. عزف لحنًا جديدًا، لحنًا فيه نبض قلبه، وامتدت الظلال من جسده إلى جسد إيرين، وظهرت حولهما دائرة سحرية، تتوهج بلون بنفسجي داكن.
اندمجت قواهما، وظهرت قوة جديدة: "سحر التوأم الروحي"، حيث تتحرك الظلال والمشاعر معًا.
هزموا ليليان، لكنها لم تختف. ابتسمت، وقالت: "الكتاب ينتظركم... لكن كل صفحة منه تُكلفكم جزءًا من أنفسكم."
في نهاية الفصل، جلس ناي وإيرين بجانب نافذة مكسورة، ينظران إلى المدينة، ونيلو نائم بينهما.
"هل نحن مستعدون؟" سأل ناي.
"لا أحد يكون مستعدًا للكتاب... لكننا مستعدون لبعضنا." أجابت إيرين.
🖤 الفصل التاسع: الصحوة
"حين يُكسر القلب، لا يعود كما كان... بل يصبح شيئًا آخر."
في أعماق قلعة "نارثا"، حيث تُخبأ الصفحة الثانية من كتاب الأرواح، دخل ناي وإيرين ونيلو وسط جدران تنزف سحرًا، وأرض تتنفس كأنها حيّة. كانت الأجواء مشحونة، والكتاب يهمس في عقل ناي كلمات لا يفهمها... لكنها تُشعل فيه شيئًا غريبًا.
في منتصف القاعة، ظهر سيرفال، يبتسم ابتسامة باردة، وبجانبه ليارا، التي خانتهم سابقًا.
"أهلاً بالساحر الطيب... هل جئت لتُفسد نفسك؟"
ناي لم يرد. كان قلبه مشغولًا بإيرين، التي بدأت تشعر بضعف غريب. سحرها يتلاشى، والوشم على يدها ينبض بعنف.
"ناي... شيء ما ليس بخير. الكتاب... يستهلكني."
سيرفال ضحك، ثم أطلق سحرًا أحمر قاتمًا، اخترق صدر إيرين، وأسقطها أرضًا.
"لا يمكن للضوء أن يعيش في قلب الظلام."
ناي ركض نحوها، حملها بين ذراعيه، والدم يسيل من فمها، وعيناها تذبلان.
"إيرين... لا تتركيني. أنا... أنا لا أعرف كيف أكون بدونك."
لكنها ابتسمت، وقالت بصوت خافت:
"أنت تعرف... فقط لا تنسَ اللحن."
ثم أغمضت عينيها.
في تلك اللحظة، سكت العالم.
نيلو صرخ، لكن ناي لم يسمعه. كل شيء حوله اختفى. لم يبقَ إلا هو... والكتاب.
مد يده إليه، وبدأ يعزف لحنًا لم يُعزف من قبل. لحنًا فيه غضب، فيه حزن، فيه حب، وفيه موت.
الظلام خرج من جسده، ليس كسحر... بل ككيان. أصبح ناي هو الظلام. عيونه تحولت إلى لون أسود نقي، وصوته اختفى، لكنه كان يُسمع في كل زاوية من القلعة.
"أنتم أخذتم نور قلبي... والآن سترون ظله."
انفجر المكان، وسيرفال تراجع لأول مرة. الظلال التهمت كل شيء، حتى الزمن نفسه توقف.
ثم، وسط هذا الجنون، اقترب ناي من جسد إيرين، ووضع يده على قلبها، وقال:
"أنا لا أطلب من العالم أن يعيدها... أنا أُعيدها."
الظلام دخل جسدها، لكن ليس ليُفسدها... بل ليُعيد نبضها.إيرين فتحت عينيها، لكن هذه المرة، كانت عيناها سوداوين، تتوهجان بلطف.
"ناي... ماذا فعلت؟"
"أحببتك... أكثر من أن أسمح لكِ بالرحيل."
في نهاية الفصل، وقف ناي وإيرين وسط أنقاض القلعة، ونيلو بجانبهما، والكتاب يرتجف في زاويته، كأنه خائف من ما أصبح عليه ناي.
👑 الفصل العاشر: ولادة ملك الظلام
"حين يُكسر القلب مرتين، لا يعود إنسانًا... بل يصبح أسطورة."
بعد أن أعاد ناي إيرين من الموت، لم يعد كما كان. جسده بدأ يتغيّر، ليس بفعل السحر فقط، بل بفعل الحزن. بشرته أصبحت رمادية داكنة، وشعره تحوّل إلى خيوط من الظلال، وعيناه... بيضاء تمامًا، لا تحمل أي انعكاس، كأنها تنظر إلى عالم لا يراه أحد
إيرين حاولت الاقتراب، لكن ناي لم يتحدث. كان صامتًا، متشائمًا، كأن كل شيء فقد معناه. ومع ذلك، كان يتحرك... نحو هدف واحد: إسقاط سيرفال
في أعماق جبل "أرغون"، حيث تُدفن الأرواح المنفية، وقف ناي أمام بوابة حجرية، وضرب الأرض بعصاه الجديدة، المصنوعة من عظام الوحوش التي هزمها
"أنا ناي... ملك الظلام الجديد. من أراد الخلاص، فليتبعني. ومن أراد النسيان، فليبقَ في النور."
خرجت من الأرض كائنات مظلمة، بعضها كان بشرًا فقدوا الأمل، وبعضها أرواح منسية، وبعضها وحوش سحرية تبحث عن قائد. اجتمعوا حوله، وركعوا.
هكذا وُلد جيش الظلام الملكي.
نيلو، الذي أصبح الآن أكثر وعيًا، وقف بجانبه، وقال بصوت عميق:"سيد ناي... الجيش جاهز. لكنك لست كما كنت."
ناي نظر إليه، ثم إلى إيرين، وقال:
"أنا لم أعد ناي... أنا الظلام الذي أحب، وخُذل، ثم أحب من جديد."
سيرفال، في قلعته، شعر بالاضطراب. نظر إلى ليارا، وقال:
"لقد أخطأنا... ناي لم يمت. لقد تحوّل."
في نهاية الفصل، وقف ناي على قمة جبل، وجيشه خلفه، والرياح تحمل صوته:"سيرفال... استعد. لأن الظلام الذي تجاهلته... قادم ليبتلعك."
🔥 الفصل الحادي عشر: سقوط النور، صعود الخراب
"حين يُقتل الحب، يولد شيء لا يعرف الرحمة."
في قلب المعركة الكبرى، حيث جيش الظلام الملكي يواجه جيوش سيرفال، كانت الأرض ترتجف، والسماء تنزف نارًا. ناي يقود جيشه بصمت، عيونه البيضاء تلمع كأنها تنظر إلى نهاية العالم، وإيرين بجانبه، تقاتل بكل ما تبقى من روحها.
لكن سيرفال، في لحظة خبيثة، أطلق سحرًا قديمًا يُدعى "لعنة الانفصال"، يستهدف الروابط الروحية. السحر اخترق قلب إيرين، وبدأ يمزق الوشم الذي يربطها بناي
صرخت، وسقطت بين ذراعيه، والدم يسيل من صدرها، والظلال حولها تتلاشى.
"ناي... لا تترك العالم يبتلعك." همست، ثم أغلقت عينيها.
في تلك اللحظة، لم يعد ناي موجودًا.
الهواء سكن، الزمن توقف، والظلام انفجر من جسده كعاصفة لا تُقهر. جسده بدأ يتشوّه، بشرته تحوّلت إلى رماد حي، وشعره أصبح كأنّه دخان يتصاعد، وعيونه البيضاء أصبحت بلا روح
كل من اقترب منه، تحوّل إلى حجر مظلم. كل أرض يطأها، تذبل. كل صوت يُنطق أمامه، يُخنق.
"أنا لست ناي... أنا الخراب الذي خلقتموه."
سيرفال تراجع، لأول مرة يشعر بالخوف الحقيقي. لكن ناي لم يعد يميّز بين عدو وصديق.
في تلك اللحظة، وبينما الجميع يهرب من هيجانه، ظهر نيلو من بين الظلال، لكن لم يكن كما كان.
شعره أصبح أحمر كالجمر، وعيناه تلمعان بلون الدم النقي، ويرتدي درعًا مظلمًا من نار متجمدة. يمتطي حصانًا أسود، له عيون من جحيم، وخطواته تُشعل الأرض
"أنا نيلو... فارس الجحيم المظلم. جئت لأعيد ما لا يجب أن يُفقد."
اقترب من جسد إيرين، ومد يده، وأطلق سحرًا قديمًا يُدعى "نبض الجحيم"، حيث يُدمج نيران الجحيم مع طاقة الحب المنسي.
الهواء احترق، والسماء انشقت، ثم عاد النبض إلى قلب إيرين.
فتحت عينيها، لكن هذه المرة، كانت عيناها تتوهجان بلون بنفسجي داكن، فيه أثر من الجحيم، وأثر من الحب.
"نيلو... ماذا فعلت؟"
"أعدتك... لأن ناي يحتاجك، حتى لو لم يعد يعرف كيف يقول ذلك."
في تلك اللحظة، توقف ناي، ونظر إليها. لم يتكلم، لكن الظلام حوله هدأ، كأن الخراب نفسه انحنى أمام الحب.
في نهاية الفصل، وقف ناي كوحش مظلم، ونيلو كفارس الجحيم، وإيرين كروح بعثت من جديد. الثلاثة أمام جيش سيرفال، والكتاب يرتجف في زاويته، كأنه يعرف أن النهاية اقتربت
🎻 الفصل الثاني عشر: لحن النهاية
"حين يُعزف اللحن الأخير، لا يعود العالم كما كان... بل يُعاد تشكيله."
وسط ساحة المعركة، حيث الخراب يملأ الأرض، والسماء تنزف ظلالًا، وقف ناي بهيئته الوحشية، جسده يتوهج بالظلام، وعيونه البيضاء تلمع كأنها تنظر إلى نهاية كل شيء. خلفه نيلو، فارس الجحيم، وإيرين، التي عادت من الموت بنبض جديد
سيرفال، الذي لم يعد يبتسم، أطلق آخر ما لديه من سحر، جيوش من الوحوش، لعنات الزمن، وصرخات الأرواح المنفية. لكن ناي لم يتحرك. فقط مد يده، واستخرج من صدره أداة موسيقية قديمة، مكسورة، لكنها تنبض بطاقة لا تُوصف.
"هذا اللحن... لا يُعزف إلا مرة واحدة."
بدأ ناي يعزف. نغمة بطيئة، حزينة، لكنها تحمل غضب آلاف الأرواح. الأرض بدأت ترتجف، والسماء انشقت، ومن بين الظلال خرج كائن لا يُشبه أي شيء رآه العالم من قبل
الليتش المظلم.
جسد مكوّن من عظام الأرواح، عيون تتوهج بلون الموت، وصوت يُشبه صراخ العدم. وقف أمام ناي، ثم انحنى.
"أُستدعيت بلحنك... من تريد أن أبتلع؟"
أشار ناي إلى سيرفال وجيشه، وقال بصوت لا يحمل رحمة:
"كل من اختار الخراب دون حب."
الليتش انفجر في السماء، وبدأ يبتلع جيوش سيرفال واحدًا تلو الآخر، دون صراخ، دون مقاومة. حتى سيرفال نفسه، حاول الهرب، لكن الظلال أمسكت به، وابتلعته في صمت.
المعركة انتهت.
لكن ناي لم يتحرك. جسده بدأ ينهار، الظلام يتفكك، والوحشية تتلاشى. ثم، وسط الدخان، ظهر ناي من جديد... بشريًا، كما كان، لكن عيونه تحمل نضجًا جديدًا، وقلبه ينبض بلحن لا يُسمع إلا لمن أحب حقًا
اقترب من إيرين، أمسك يدها، وقال:
"أنا لم أعد وحشًا... لكني سأظل ملكًا على الظلال، لأحمي من أحب."
في مشهد أخير، تحت قمر بنفسجي، وقف ناي وإيرين في حفل صغير وسط أطلال العالم القديم، وتزوجا. نيلو بجانبهما، يبتسم، وحصانه الجحيمي يختفي في الظلال
ومن بعيد، في أعماق الأرض، يُفتح كتاب الأرواح، وتُكتب فيه آخر صفحة:
"هنا انتهت الأسطورة... وبدأ عهد الحب المظلم."