
من أكون ؟
انا هيثم مستثمر وامتلك مجموعه من المطاعم اي انني رجل اعمال اعتدت منذ ان كنت صغير ان ازور المستشفيات مع والدي لاخفف عن المرضى واهاليهم معنوي أو مادي وقد واظبت على هذه العادة حتى بعد أن كبرت وخاصه قسم الاورام لان والدتي عانت كثيرا منه وتوفيت بسببه.
زرت في احد المرات احدى المستشفيات الحكومية البسيطة واستوقفت عند قسم الاورام امام طفله صغيره لا تتجاوز العاشره من العمر هذه الطفله مع انها مريضه وقد أخذ المرض منها ما أخذ من جسد نحيل وبشرة شاحبة صفراء الا انها تمتلك من الامل والحيويه والحياه ما لا يمتلكه اصحاء اخرين جلست بجوارها واذا بها ترفع اناملها الصغيره لتسلم علي وتبتسم رغم ما تعاني من الالم وتقول ما بك ارى وجهك حزين في الحقيقه لم اكن استطيع ان ابتسم وانا اراها في هذه الحاله الحرجه التي لم يتبقى لها سوى دقائق وتفارق الحياه اي انها تدخل الى غرفه العمليات.
ضمت يدي بكل حنان وقالت بصوت يملئه الامل والبراءه عندما اغادر هذه المستشفى ساتعلم واعمل لأستطيع ان اخلص الناس من هذا الالم واجمع المال لابني لهم في المستشفى حديقه مليئه بالازهار والعصافير بدل كل هذه السرائر في غرفة واحده وازدحام وضجيج الشارع والجدران الكئيبه تخفف عن المرضى بالنظر لها ثم قالت وهي تنظر اليه هل تغير العالم من الخارج ؟اخشى عند مغادرتي الا اجده كما كان ! هنا اجبتها وانا ابتلع ريقي والكلمات مختنقه في صدري لا يا صغيرتي العالم ابشع من ان تعودي اليه بجمالك هذا فقد أصبح مليئا بالقبح لكنها لم تفهم كلامي وهنا اغلقت عينيها وحاله من الذعر حلت بي شعرت أنني فقدتها وأنها غادرتها حقا أو خشيت من ذلك حتى جاء الطبيب واخذها الى غرفه العمليات .
شعلة أمل
- غادرت المستشفى في هذا اليوم وكنت اشعر بامل ما بداخلي يقول بانها سوف تبقى على قيد الحياه رغم انكار الاطباء لذلك.
- اصررت على الذهاب لمتابعه حالتها والسؤال عنها وفي احد المرات كدت ان اطير من السعاده عندما علمت ان العمليه نجحت وغادرت المستشفى.
أصبح الحلم حقيقة
واليوم تمتلك ارقى واجمل المستشفيات ومن انجح الاطباء في مستشفى الاورام الطبيبه منى لعلاج وما زلت اتذكر تلك الابتسامه التي لم تفارقها وهذا الامل الذي ملا ارجاء الغرفه واشعل شعله بداخلي جعلني اشعر انه ما زال هناك امل.