ملوك القدس الحكماء والعقول الزاهدة في حكم بيت المقدس الشريف

من بين ملوك مملكة بيت المقدس الصليبية، يبرز الملك المجذوم بلدوين الرابع (توفي 1185) لذكائه وحكمه القوي بالرغم من مرضه [2، 14]، حيث أنه بنى مملكة قوية في مواجهة صلاح الدين الأيوبي واستعان بمستشارين أكفاء. كما برزت الملكة إيزابيلا الأولى (توفيت حوالي 1192) بحكمها الذكي بعد وفاة زوجين لها وكونها الوريثة الشرعية. بلدوين الرابع (الملك المجذوم) حكمه وذكاؤه:على الرغم من إصابته بمرض الجذام المنهك، نال إعجاب معاصريه والمؤرخين بسبب إرادته وتفانيه في خدمة مملكة بيت المقدس.استراتيجية الحكم:اختار مستشارين أكفاء لقيادة المملكة وحمايتها من هجمات الحاكم المسلم صلاح الدين الأيوبي.المواجهة مع صلاح الدين:استطاع بلدوين الرابع أن يحمي مملكة بيت المقدس من صلاح الدين الأيوبي حتى وفاته، ولكنه وقع في كمين حطين الذي أدى إلى هزيمة جيش مملكة بيت المقدس [2، 11].الملكة إيزابيلا الأولى وصولها للعرش:ورثت إيزابيلا الحكم في المملكة في وقت كان فيه الصراع بين الممالك الصليبية والمملكة الإسلامية في ذروته، كما كان هناك صراع حول وراثة العرش، مما جعل إيزابيلا في وضع صعب، لكنها أثبتت حكمها الذكي في هذه الظروف.تحالفات سياسية:نجحت في تعزيز العلاقات مع الممالك الصليبية الأخرى ودعمت التحالفات مع المغول لمواجهة الممالك الإسلامية، مما يدل على حكمها السياسي الاستراتيجي [9، 13].ملاحظات هامةيشير المؤرخون إلى أن صراعات وراثة العرش بين الأمراء كانت تؤدي إلى تفاقم الأزمات الداخلية في المملكة، مما يفسر ضعف الملوك وضعف المملكة أمام الأعداء [9، 13].تعتبر معركة حطين عام 1187 نقطة تحول في تاريخ مملكة بيت المقدس، حيث خسرت المدينة القدس ودخل صلاح الدين المدينة منتصرًا، مما أدى إلى انتقال العاصمة إلى عكا 

ملوك القدس يشملون الحكام في عدة عصور مختلفة، أبرزهم الملك داود في العصور القديمة الذي جعلها عاصمة لمملكته، وملوك مملكة بيت المقدس الصليبية مثل غودفري وبولونيا وبلدوين الأول وبلدوين الرابع، وصولاً إلى حكام مثل صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس من الصليبيين وأنهى حكمهم للمدينة [5، 12]. العصر القديم: ملك صادق:أحد ملوك اليبوسيين الذين سكنوا القدس القديمة، ويعتبر من أقدم الحكام المذكورين في المدينة.الملك داود:احتل القدس من اليبوسيين حوالي عام 1000 ق.م. وجعل منها عاصمة لمملكته.مملكة بيت المقدس (العصر الصليبي):تأسست مملكة بيت المقدس بعد الحملة الصليبية الأولى في عام 1099. غودفري من مقاطعة بولونيا:أول حاكم مسيحي اختارته الحملة الصليبية للقدس، ولقب نفسه "حامي القبر المقدس" بدلاً من "ملك". بلدوين الأول:الأخ الأصغر لغودفري، واستخدم لقب الملك وتوج في كنيسة القيامة. بلدوين الرابع:من أشهر ملوك بيت المقدس، وحكم رغم إصابته بمرض الجذام، وكان حاكماً قوياً وحامياً للمملكة ضد صلاح الدين. سيبيلا:ابنة الملك عموري الأول، وحكمت مملكة بيت المقدس في فترة شهدت صراعات داخلية وخارجية. العصر الإسلامي (الأيوبي والمملوكي):صلاح الدين الأيوبي: حرر القدس من أيدي الصليبيين عام 1187 م بعد معركة حطين الشهيرة، مؤسساً بذلك مرحلة جديدة من الحكم الإسلامي للمدينة [5، 12].توالى حكام أيوبيون ومماليك في حكم القدس وفلسطين بعد صلاح الدين [

الملك بلدوين الرابع هو ملك بيت المقدس من عام 1174 إلى 1185، واشتهر بكونه ملكًا صليبيًا شابًا مصابًا بالجذام، وحقق انتصارًا كبيرًا على صلاح الدين الأيوبي في معركة تل الجزر في عام 1177، على الرغم من إصابته بالمرض الشديد. بعد هذه المعركة، توالت الهزائم عليه، لكنه اشتهر بشجاعته وقدرته على القيادة في ظل ظروفه الصحية الصعبة. أهم الأحداث في فترة حكم بلدوين الرابع:بداية الحكم:تولى بلدوين العرش وهو في سن مبكرة عام 1174، وفي عام 1176 تولى مهامه رسمياً. معركة تل الجزر:في عام 1177، حقق بلدوين انتصارًا كبيرًا في معركة تل الجزر ضد جيوش صلاح الدين الأيوبي، على الرغم من إصابته بمرض الجذام. هزائم لاحقة:بعد انتصاره الأول، توالت الهزائم على بلدوين، بما في ذلك هجماته الفاشلة على بانياس ونهر الليطاني ضد صلاح الدين. تدهور حالته الصحية:بسبب مرض الجذام الذي أصابه مبكرًا، ضعف بلدوين بشكل كبير في سنواته الأخيرة، لكنه ظل ملكًا وقائدًا لجيوشه حتى وفاته. الأهمية التاريخية: يُعتبر بلدوين الرابع بطلاً صليبيًا لقدرته على الصمود ضد صلاح الدين في معركة تل الجزر، رغم معاناته من المرض.كانت فترة حكمه حاسمة في تاريخ مملكة بيت المقدس الصليبية، حيث أظهرت مرونة وقدرة قيادية رغم ضعف حالته الصحية.

كان صلاح الدين الأيوبي قائداً عسكرياً وحكيماً سياسياً موحداً للعالم الإسلامي، وقائداً متميزاً في بسالته وحكمته، إذ وحد مصر والشام، وانتصر في معركة حطين، وحرر القدس من الصليبيين، ولم يورث سوى القليل من المال، لكنه ترك إرثاً عظيماً من العدالة والوحدة الإسلامية. بسالة صلاح الدين الأيوبي:توحيد الأمة الإسلامية:نجح في توحيد العالم الإسلامي تحت راية واحدة، وذلك بالقضاء على الدولة الفاطمية المنهارة وتأسيس دولته الأيوبية. القيادة في المعارك:قاد الجيوش الإسلامية في معركة حطين الحاسمة، وحقق فيها انتصاراً مؤكداً ضد الصليبيين، مما أدى إلى انهيار مملكة بيت المقدس الصليبية. تحرير القدس:بعد الانتصار في حطين، استطاع صلاح الدين أن يحاصر بيت المقدس ويحررها في عام 1187 ميلادية، منهياً بذلك احتلالاً صليبياً دام 90 عاماً. إحياء الجهاد ضد الصليبيين:بعد تحرير القدس، واصل صلاح الدين جهوده لإعادة السيطرة على مدن الساحل الشامي، واستمر في صد الغارات الصليبية من أوروبا. حكمة صلاح الدين الأيوبي:الدهاء السياسي:استطاع صلاح الدين أن يستغل ضعف السلطة الفاطمية ليصبح وزيراً وقائداً، ومن ثم مؤسساً للدولة الأيوبية. النزاهة الاقتصادية:لم يترك صلاح الدين وراءه ثروة كبيرة عند وفاته، بل ترك 47 درهماً و 47 ديناراً فقط، مما يدل على نزاهته وتفانيه في خدمة الدولة الإسلامية بدلاً من جمع المال. العدالة والرحمة:رغم شدة الحرب في عهده، إلا أنه اشتهر بالعدالة والرحمة، حيث أظهر تفهماً ومرونة في التعامل مع الصليبيين بعد تحرير القدس، حيث سمح لهم بطلب الصلح وشروط المفاوضات. تعزيز المذهب السني:عمل على تدعيم المذهب السني في مصر بعد القضاء على الدولة الفاطمية، كما أعلن ولاءه لسلطان نور الدين زنكي ووحد الصفوف ضد الصليبيين.