“نورمان كوزينز”. وقصته مع الألم والضحك.والقوة الثلاثية للضحك
أسماء خليل
يعد الضحك علاجًا لكثير من الأمراض وخاصة النفسية، فلم يكن ذلك اعتقادا فحسب، ولكن هناك كثير من الدراسات أثبتت أن الضحك من القلب، يجعل الشفاء أقرب إلى الإنسان حتى من الأمراض الخطيرة، فعن طريقه يمكن التخلص من الضغوط التي تخلفها كثير من الأزمات التي يعيشها المرء، وكذلك الكثير من الأمراض المستعصية.
نورمان والتداوي بالضحك
كان “نورمان كوزينز” كاتبا مشهورا بالقرن ال 20، ولكن أصابته عديد من الأمراض، وبعد التخطي لسن الأربعين، في عمر قضاه بالعمل، تملك منه مرض خطير، حيث كان يشعر بآلام مستمرة، منتشره في كل جسده..
وفي واحدة تعد من القصص الفريدة، قام أبناء عمومته بجعله يشاهد أفلاما كوميدية بشكل مستمر، فكان يضحك بصوت عالٍ جدًّا، وبفضل ذلك الضحك العميق كان ينام أكثر من ساعتين في اليوم نوما متواصلًا دون منوم كالمعتاد، ولن تصدق أبدًا أنه لم يتناول في تلك الفترة من التعافي، سوى جرعات مكثفة من فيتامين سي، بالإضافة إلى ذلك الضحك، وبعد عامين من الألم المستمر؛ استطاع ممارسة حياته بشكل إيجابي من جديد.
ماذا يفعل الضحك بقلوبنا وأجسادنا؟!..
إن الضحك عملية يقوم بها الإنسان؛ بهدف التسلية والترفيه والترويح عن النفس، ولكنها في الحقيقه تترك أثرًا كبيرًا على أجسادنا، فهي تجعل العضلات تسترخي ما يساعد على تخطي العقبات النفسية، ومنها التوتر لأن الجسم يطلق مواد كيميائية، صنفها العلماء بأنها مرتبطة بالإحساس والعواطف، وخاصةً الإيجابية منها في حياتنا، ويكون لذلك أثرًا بالغًا في تخفيف الآلام الجسدية، وكذلك يؤثر بالإيجاب على التنفس العميق، فيجعل الأكسجين يتدفق بشكل كبير جدًّا إلى الرئتين وجميع أجزاء الجسم، فيتبدل الهواء القديم ويحل محله الهواء الجديد،،
“القوة الثلاثية للضحك”
لقد أكد العلماء أن للضحك قوة ثلاثية؛ حيث أن باستطاعته محاربة كل من “التوتر والقلق والاكتئاب”، ما يُحسن الصحة النفسية للإنسان.
فالضحك له فوائد على المدى القصير والطويل، فمن أهم منافعه على المدى القصير؛ أنه يخفف الأعباء التي يحملها العقل، ويقوم بعمل تغيرات جسدية من تحفيز الأعضاء للعمل بشكل أفضل، ويقلل الاستجابة للضغط النفسي، والعمل على الاسترخاء بسبب تنظيمه لضربات القلب وانخفاض ضغط الدم، كما يقلل من التوتر لأنه يحفز الدورة الدموية.
فوائد الضحك على المدى الطويل
ليست الفوائد محصورة بشكل وقتي، ولكن تتجلى منافع الضحك في أنه يحسن من جهاز المناعة للفرد، ويولد الأفكار الإيجابية التي تُنحي الضغط الجسدي، فالطاقة السلبية تؤثر على بعض التفاعلات الكيميائية بالجسم، فتصيب المرء بالحزن، وكذلك تخفيف الآلام، فقد أثبت الباحثون أن الضحك يعمل كمسكن طبيعي للآلام، ويزيد من درجة رضا الشخص عن نفسه، ويحسن حالته المزاجية بشكل مستمر، فيشعر الإنسان بالسعادة.
احتفال العالم بيوم الضحك العالمي
مابرح العالم يحتفل بيوم الضحك العالمي؛ وذلك لأهميته البالغة على جسم الإنسان وصحته النفسية، وما يتركه من أثر بالغ حتى في شخصيته؛ ولذلك تم تحديد موعدا للاحتفال بيوم الضحك العالمي، منذ 25 عاما، يوم الأحد الأول من شهر مايو كل عام، يتم الاحتفال فيه بيوم الضحك العالمي.
يكون الاحتفال بطقوس بعينها تتكرر كل عام في نفس التوقيت، حيث يتجمع الآلاف من الأشخاص بالعديد من الدول المختلفه، حيث تبلغ 120 دولة، ولكن ماذا يفعلون؟!.. إنهم يظلوا يضحكون ويضحكون ويضحكون، ويقومون بدعوة اصدقائهم من جميع العائلات المختلفه؛ ليضحكوا أيضا في ذلك اليوم، وذلك الاحتفال يتم في الدنمارك،،