مقالة: النَّصّ الرَّقمي والتَّفاعل النَّصي _شجرة النَّأي_ لبيبة خمَّار أنموذجًا. إعداد الباحثة الأكاديميَّة: غانية تومي والبروفيسور: نورية بن عدي


الملخَّص:

     يسعى هذا البحث للوقوف عن مدى حضور النّص الرّقميّ كجنس أدبي جديد في السّاحة الأدبيّة، وذلك في ظلّ عصر صار رهينا بتطورات التّكنولوجيّا الرقميّة في جميع مناحيه، كما يحاول أيضا الوقوف على مفهوم التّفاعل النّصي معرّجا على اشكاليّة المصطلح، كما يحاول أن يقف على آليات الإنتاج والتّلقي للنّص الرقمي، وذلك من خلال النّص الشّعري " شجرة النّأي " لبيبة خمّار التّي أسست لمشروعها النّقدي الجديد . منطلقين في كلّ هذا من الاشكاليات التّالية : - ما مدى حضور النّص الرّقميّ في السّاحة الأدبية ؟ وهل يمكن أن يكون بديلا للنّصّ الأدبي الورقي ؟ - ما تأثير الوسائط المتعددة في بناء القصيدة الرّقميّة وما مدى تفاعل القارىء الافتراضي معها ؟

الكلمات المفتاحيَّة:

     الأدب الرّقمي_ التّفاعل النّصيّ_ الملتيميديا_ النّصّ الرّقميّ _المعلوماتيّة .

تمهيد: 

يوظّف النّصّ الرّقميّ بوصفه شكلا أدبيا جديدا، العناصر المعلوماتيّة ذات الطّابع المترابط، ليسهم في تشكيل البنية النّصية، من خلال (الصورة، الكلمة، الموسيقى، اللّون) التّي تمثّل العلامات الدّلاليّة للنّصّ، وذلك بهدف الخروج عن النّمط المألوف في الكتابة الأدبية، والانتقال من الأحاديّة إلى التّعددية بحيث يمنح المتلقّي حرية في قراءة وتأويل النّصّ وفق منظوره والتّفاعل مع وسائطه التكنولوجيّة .

1/ النَّصّ الرَّقمي:

أخذ النّصّ الأدبي أشكالا متعددة، وتميّز بمواكبته للثورة المعلوماتيّة، فكلّما تطوّرت وسائط التّكنولوجيّا، كلّما جعلته يتخلّص من مفهومه الكلاسيكي إلى مفهوم جديد أصبح يعرف بالنّصّ الرّقميّ غير أن هذا الأخير شهد اختلافا كبيرا في ترجمته وتعريفه:  

تعرّفه النّاقدة المغربيّة زهور كرام :" النّصّ الرّقميّ يتمّ إدراكه من خلال وضعيّات يكون عليها تتغيّر مع طبيعة استثمار علاماته، ومستويات تفاعل القارىء وهي وضعيّات ماديّة مكشوفة وملموسة وذهنيّة وضمنيّة ترتبط بتجربة القراءة وسياقها الثّقافيّ والنصي الاجتماعي"١.

 في حين عرّفه عمر زرقاوي بأنه نصّ تخييلي :" فما يظهر على الشّاشة على شكل التّعبير الافتراضي لاستدعاء المناظر الرّقميّ للحرفDigital ، فالكاتب على الكومبيوتر، والقارىء على الشّاشة يدرك أنّه ليس أمام كلمات ماديّة حقيقيّة، بل النّصّ المكتوب أو المطبوع بل أنّه أمام حزم إلكترونية "2.أي أنّه ذلك النّص الذّي يستعين بالوسائط والتّقنيات الإلكترونية في إنتاج العمل.    

   وفي الأخير رغم اختلاف التعريفات إلا أنه يظلّ ذلك النصّ الرّقمي وهو :" كلّ شكل سردي أو شعري يستعمل الجهاز المعلوماتي وسيطا ويوظّف واحدة أو أكثر من خصائص هذا الوسيط "3 أي أنه نصّ يرتكز بالدّرجة الأولى على التكنولوجيّا، فهو نصّ رقميّ تقنيّ بامتياز .

٢/ مفهوم التَّفاعل النَّصي: 

إنّ التّفاعل النّصي يربط بين نصّين أحدهما سابق والثّاني لاحق، فهو تعالق واستحضار لمجموعة من النّصوص يتلاقى السّابق فيها باللّاحق .   ولقد اختلفت تعريفات التّفاعل النّصي، نظرا لاختلاف المصطلحات المستعملة من طرف النّقاد، وخاصّة الغربيين، فكان يترنّح بين مصطلح التّناص، التّعالي النّصي والتّفاعل النّصي وغيرها من المصطلحات الأخرى التّي من شأنها أن تدخلنا في إشكاليّة المصطلح .  

 ولعلّ التّفاعل النّصيّ كمصطلح اعتبره جيرارجينيت بموضوع البويطيقا، لكنّه استعمله تحت مصطلح التّعالي النّصي ونظر إليه على أنّه :"معرفة كلّ ما يجعل النّصّ في علاقة خفيّة أو معلنة مع غيره من النّصوص "4. ويعني هذا كلّ ما يجعل النّص يتعالق مع نصوص أخرى بشكل مباشر أو ضمنيّ، "كما اعتبر التّناص إحدى الأشكال الخمسة لما يسمّى بالمتعاليّات النّصيّة وهي: التّعلق النّصي، التّناص، المناصة، الميتناص، ومعماريّة النّصّ "5.  

في حين اعتبرته جوليا كريستيفيا تناصا :" ترحال النّصوص وتداخل نصيّ، ففي فضاء نصّي معيّن تتقاطع وتتنافس ملفوظات عديدة مقتطعة مع نصوص أخرى "6.  

غير أن الناقدة المغربيّة لبيبة خمّار تبنّت التّفاعل النّصي والذّي يضمّ كلا المفهومين " التّناص والتّعلّق النّصي" اللَّذين يشكلان لنا تفاعلا نصيّا."...الذّي يتسع لمختلف العلاقات بين النّصوص، سواء كانت لفظيّة أو غير لفظيّة، وسواء قدمت شفاها أو كتابة أو إلكترونيّا "7.

  لكن حسب نظرة النّاقد المغربي سعيد يقطين فلا يجعل منه سمة مميّزة للنّص المعلوماتي " ظاهرة نصيّة ثابتة تجعلنا نسعى إلى تفكيك النّصّ بهدف معاينة علاقته بغيره من النّصوص التّي حاول تمثلها واستيعابها وتحويلها في بنية نصيّة، لتصبح جزءا أساسيّا في بنيته وبنائه "8.  

  ومن خلال هذه التّعريفات نستنتج بأن الكتابة الأدبيّة لا تنتج من فراغ، وإنّما من تعالق مجموعة من النّصوص أحدها سابق والآخر لاحق، لينتهي بها المطاف إلى إنتاج نصّ إبداعي تتنوّع فيه المتفاعلات النّصيّة .

٣/بنية النَّصّ الرَّقمي:

   تتكوّن بنيّة النّصّ الرّقميّ في انسجام العلامات اللّغويّة بالعناصر التّكنولوجيّة، ودلالة النّصّ الرّقميّ تكمن في دلالة البنيّة اللّغوّيّة التّي تروم حولها العناصر، لأنّ اللّغة هي الأساس في بناء النّصّ، والنّصّ الرّقميّ لا يتخلّى عنها، كما لا يقتصر على الوسائط المعلوماتيّة فقط، وذلك لأنّ اللّغة والتّكنولوجيّا يولدان لنا نصّا رقميّا تقنيّا بامتيّاز، ومع ذلك يبقى النّصّ الرّقميّ استمرارا للنّصّ الورقيّ، لا قطيعة معه، وخاصّة أنّ التّغيير مسّ اللّغة " اللّغة التّقنيّة المعلوماتيّة " القائمة على علاقات الثّنائيات الضّدّيّة _ الحضور والغياب _ التّي تحقّق التّفاعل النّصيّ " العناصر التّكنولوجيّة التّي تكسب النّصّ صفة التّفاعليّة، بحيت تكون جزءا من بنيّة النّصّ ومؤثّرة على نحو أصيل في معناه الكليّ "9.    

  وبهذا فالنّصّ الرّقميّ يرتكز في بنيته على مكونيين أساسيين، بحيت يسهم كلّ واحد منهما في ترك الأثر الجماليّ والدّلاليّ وهما " المكوّن اللّغوّيّ والمكوّن التّقنيّ ( البرمجة ) ".

- المكون اللُّغوي: 

    تعتبر اللّغة الأساس الذّي يتّخذ منه المبدع الأداة والوسيلة لنقل أفكاره إلى المتلقي، غير أنّ اللّغة الرّقميّة خالفت اللّغة الورقيّة التّي اعتدنا عليها، والمكوّنة من حروف وكلمات وجمل، وبذلك تعدّت لتصبح مزيجا يجمع بين اللّغة المكتوبة أو المسموعة أو المصوّرة بطريقة ثابتة أو متحرّكة، كما أنّها لغة جذّابة متعالقة مع مجموعة من التّقنيات السّمعيّة والبصريّة، فتساهم في بناء النّصّ وصياغته. لتتراجع بعد ذلك اللّغة المكتوبة لصالح اللّغات الأخرى، لأنّها :" توظّف بشكل مغاير تبعا لدخول لغات أخرى تعمل على بناء النّصّ، مثل لغة البرمجة المعلوماتيّة، إلى جانب باقي مكوّنات الملتيميديا، فالبرمجة تدخل باعتبارها لغة محوريّة، ومنجزة لنصيّة النّصّ التّخييلي الرّقميّ "10.  

_ كما أنّ هذه اللّغة الرّقميّة الجديدة تميّزت بالسّرعة والآنيّة والطّاقة المعلوماتيّة القوّيّة، والتّي انعكست على مختلف الأجناس بما في ذلك قصيدة الفيديو، وأكسبت أطراف المنظومة الإبداعيّة، الاستقلاليّة التّامّة، وجعلت من المسكوت الهدف الأسمى والأولى، وكأنّها الأداة التّي حرّرت المتلقّي وجعلته يبحر بين الرّوابط، حيث أن " اللّغة الأكثر اهتماما بالمسكوت عنه في مقابل المعلَنِ عنه، الذّي يتحوّل من تجربة القراءة إلى نقطة إرساء نصيّة "11.

المكوّن التّقني ( البرمجة): 

يعتبر النّصّ الرّقميّ تقنيّا بامتياز، فهو جنس أدبيّ تخلّق في رحم التّقنيّة، وذلك نتيجة للثّورة المعلوماتيّة التّي شهدتها الأمّة في مختلف الميادين، وتماشيّا مع تطوّر الوعي المعرفي. ويستوجب في الاشتغال عليه جملة من عناصر التّقنيّة المتعدّدة، والتّي تمنح المبدع القدرة على التّحكم في جهاز الحاسوب، بل يجب أن يكون مدركا " بثقافة المعلوماتيّة، ولغة البرامج المعلوماتيّة، والتّقنيّة الرّقميّة بل يتقن تطبيقها في علاقتها بفن الكتابة، أو يستعين بتقنيين ومبرمجين في المعلوماتية "12.

٤/ النَّصّ الرَّقمي بين الإنتاج والتَّلقّي: 

  بعد الثّورة المعلوماتيّة التّي شهدتها الأمّة بما في ذلك الأدب المعبّر عنها، والمترجم لمطامحها، واستجابة لتطورات العصر واكب الأدب التّكنولوجيّا. "كما عبّرت آداب عدّة من قبل عن طبقات وفئات اجتماعيّة، وترجمت مطامحها ... فالنّسق الشّبكيّ الرّابط بين الأفراد والمجتمعات في الفضاء الافتراضيّ يمثّل مَعلَما لفهم النّظام المعرفيّ الثّاوي خلف مصطلح النّصّ المترابط "13.

ومن هنا نقول بأنّ النّصّ لا يتشكّل إلّا عبر مراحل أولاها نشوء الفكرة المستقرّة في ذهن المبدع، ليتمّ بعدها ترجمتها في صورة ألفاظ، للتحوّل إلى نصّ موجّه إلى الآخر، لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة الإنتاج النّصيّ، أين يتمّ تحويل الفكرة الذّهنيّة إلى نصّ إبداعيّ يحمل دلالات تصويريّة مع توظيف معطيات التّكنولوجيّا، لإكساب النّصّ الإبداعيّ خصائص فنيّة. وبذلك " بدأت تظهر بوادر مناخ أدبي جديد تختلط فيه شطحات التّخييل الأدبي، بمفاجآت المنجز التكنولوجي والفضائيّ وتعقيدات الحياة المعاصرة، وهذه التّطورات المتوالدة حملت تحديّات جديدة للمبدع ولدارسي الأدب على السّواء "14.

  كما عرّفت فاطمة البريكي الأدب التّفاعليّ بأنّه :" الأدب الذّي يوظّف معطيات التّكنولوجيّا الحديثة في تقديم جنس أدبي جديد، يجمع بين الأدبيّة والإلكترونيّة ، ولا يمكن أن يتأتى لمتلقيه إلّا عبر الوسيط الإلكترونيّ، أي من خلال الشّاشة الزّرقاء، ولا يكون هذا الأدب تفاعليّا إلّا إذا أعطى المتلقي مساحة تعادل أو تزيد عن مساحة المبدع الأصلي للنّصّ "15.

   وعليه فاستعمال الوسيط الجديد يجعلنا ندخل طرفا آخر في عمليّة الإنتاج الأدبي، لنجد أنفسنا أمام نصٍّ إبداعي جديد أطلق عليه بالنّصّ المترابط، ومن هذا ندرك بأنّ الإبداع الرّقميّ ينتج من تلاقح الأدب بالتّكنولوجيّا.      حيث عرّفه سعيد يقطين بأنّه :"مجموع الإبداعات ( والأدب من أبرزها ) التّي تولّدت مع توظيف الحاسوب صورا جديدة في الإنتاج والتّلقيّ "16.    

     لقد منحت التّجربة الرّقميّة دورا فعّالا للمتلقي، وأكسبته صفة المنتج، وذلك بمشاركته في إنتاج المعنى، وإعادة كتابة النّصّ من خلال تفكيك جزيئاته وتركيبها من جديد وفق رؤيّة تتناسب وطبيعة تلقيه للنّصّ باعتباره ناقصا -قصدا – وهذا مدعاة لمزيد من التّأمل والتّفكير في صمت المبدع وغياب الملفوظ الذّي يحضر معه التّرميز والتّكثيف والإيحاء، فالغياب عنصر أساسي في إنتاج الدّلالة، وتوازي بلاغة الغياب أو الصّمت ببلاغة الحضور أو الامتلاء، ولم يبق المتلقي مجرّد مستقبل ومتابع للعمل الإبداعيّ بل تعدّى ذلك إلى الكتابة والتّحرك في النّصّ وفق اختياراته وتبعا لذلك، ما يزال محل التّساؤل عند جان بيير بالب منذ 1984م في أنّ "الإشكاليّة بسيطة : هل يظلّ القارىء قارِئًا أم يصير مؤلّفا ؟ تكمن الصّعوبة في معرفة اللّحظة التّي يصير فيها القارىء كاتبا. يظلّ التّمييّز صعبا، لأنّ فعل القراءة يميل إلى الاختلاط بفعل الكتابة "17. وهذا ما سمح للمتلقّي من الانتقال من سلطة القراءة إلى تفاعليّة التّأليف، وذلك من خلال سدّ الفراغات النّصيّة، وغياب المعاني التّي تجعل النّصّ يكتسي جماليّة دلاليّة بفعل القارىء الكاشف المؤوّل .

    " فالنّصّ ذاته لا يقدّم إلّا مظاهر خطاطيّة يمكن من خلالها أن ينتج الموضوع الجماليّ للنّصّ، بينما يحدث الإنتاج الفعليّ من خلال فعل التّحقّق، ومن هنا يمكن أن نستخلص أن للعمل الأدبي قطبين قد نسميهما: القطب الفنيّ، والنّقدي الجمالي، والأوّل هو نصّ المؤلّف، والثّاني هو التّحقّق الذّي ينجزه القارىء "18. فالنّصّ الرّقميّ إذن يقوم على التّفاعل السّيميوطيقي وبالتالي نرصد قطبين أساسين هما: المؤلّف المبدع والمنتج والمشفّر، والمتلقي الذّي يرصد ويتفاعل ويغيّر في النّصّ بالحذف والتّعليق والإضافة، كما يجب أن يكون على دراية تامّة بأساسيات التكنولوجيّا الرقميّة ليتماشى مع القراءة الجديدة .  

  تتّسع دائرة التّفاعليّة في الأدب التّفاعليّ لتحققّ التّفاعل بين مكوّنات النّصّ: اللّغة، الرّسم، الإيقاع، الحركة والصّورة، وغيرها من العناصر التّي تساهم في بناء النّصّ إذ :" تعتبر حالة (التّفاعليّة) الخاصّة والمميزة التّي تحكم النّصوص الأدبيّة المقدّمة عبر الوسيط الإلكتروني "19.لأنّها تنقله من الأحاديّة إلى التّعدّديّة التّي تشمل الدّال، المدلول، المنتج، المتلقي وحتّى النّصّ في حدّ ذاته .  " الأدب في جميع أطواره، لا يكتسب وجوده وكينونته إلّا بتفاعل المتلقين المختلفين معه "20. وعليه فمعنى التّفاعليّة " لا يعني القدرة على الإبحار في العالم الافتراضي وحسب، بل يعني قوّة المستخدم وقدرته على التّغيير فيه "21.


وبالتّالي فإنّ هذا التّفاعل بين النّصّ والمتلقّي مرتبط ارتباطا وثيقا بمشاركة المتلقّي في إنتاج النّصّ، ولم يعد مجرّد مستقبل للمعاني النّصيّة الموجودة سابقا، والمحدّدة من قبل المبدع، وإنّما تعدّى ذلك إلى الكشف عن حضور الغياب الذّي يقوي شعريّة النّصّ الرّقميّ، فيتفاعل مع السّمعي والبصري لبناء إيقاع خاصّ للنّصّ.

النّصّ الشّعري : شجرة النّأي " لبيبة خمار " .

 إنّ تلاقح الوسائط المتعددة بعناصرها المختلفة من ( صورة، لون، صوت ..) مع النّصوص، أدّى إلى ولادة نصوص جديدة نصوص رقميّة تقنيّة بامتياز، وبهذا استطاعت أن تحقّق انتهاكا عن أنماط الكتابة الأدبيّة المألوفة، وذلك من خلال تأثّر المنتج بالثّورة المعلوماتيّة، حيت عدّت قصيدة " شجرة النّأي " من الأشكال الأدبيّة المستحدثة، التّي لاقت رواجا على مستوى الإبداع الرّقمي العربي، وكانت مواقع التّواصل الإجتماعي واليوتيوب السّبيل الأمثل لنشرها ...    حيث أن الكاتبة والنّاقدة المغربية لبيبة خمّار من مواليد 1971 تخصّصت في السّرد الرّقميّ، واعتبرت أوّل كاتبة عربيّة ألفت سرودا رقميّة كنوع جديد من أنواع الأدب الرّقميّ، أطلقت عليها كجنس أدبي اسم " قصّة الفيديو " وهي كالآتي : " غرف ومرايا، حذاء الحبّ، هي والحمام "، وتحصّلت على شهادة الدّكتوراه في السّرد العربي والأنساق التّداوليّة والمعرفيّة، وألفت مجموعة من الأعمال النّقديّة منها : شعريّة النّصّ التّفاعليّ – آليات السّرد وسحر القراءة النّصّ المترابط في الكتابة الرّقميّة وآفاق التّلقي، وكان لها تصريح بهذا الصّدد على صفحتها الرّسميّة على الفيسبوك الأدب الرّقمي العربيّ LINA: Littérature Numérique Arabe كما في الصّور التّاليّة : "22.

1/ المتلقّي والتَّفاعل النَّصي:

    

قبل الولوج إلى عالم المتن الشّعري وملامسة جمالياته ، كان لابد علينا أن نقف في دراستنا هذه على كيف استقبل المتلقي العمل الأدبي الإبداعي الرقمي وهل لاق حظّه الكامل من التّفاعل ؟

كما جعلت الكاتبة لبيبة خمّار من اليوتيوب ومواقع التّواصل الاجتماعي الفضاء الرّحب في نشر عملها الرّقمي المتمثل في شجرة النأي ، ومن خلال تتبعنا لقناتها على اليوتيوب " لبيبة خمّار خيري " والتّي تمّ إنشاؤها في 12 ماي 2012 عبر الرّابط التّالي :

https://youtube.com/@labiba-khemmar?si=phNh2iYxM7B1pbqx حيث أنّها تضمّ 24 فيديو تجمع بين مؤلفاتها وإخراجها لبعض أعمال الكتّاب الكبار من أمثال محمّد سناجلة " أن تكون الواحد " وأحلام مستغانمي " حبّ واغتيال "، وتضمّ القناة 86 مشتركا، ويعتبر هذا عددا ضئيلا جدّا مقارنة بالثّورة المعلوماتيّة التّي يشهدها العصر، وجدنا أن عدد المتفاعلين مع الفيديو أي النّصّ الشّعري والذّي نشر في 16 جوان 2017 أي 7 سنوات منذ نشره ، بلغ 7 معجبين فقط و500 مشاهدة و0 تعليق ، كما هو موضّح في الصّورة التّاليّة : "23.

وانتقلنا بعدها إلى صفحتها على الفيسبوك " الأدب الرّقمي العربيّ Littérature Numérique Arabe كما هو موضّح في السّابق، والتّي تمّ إنشاؤها في 03 مارس 2014 عبر الرّابط التّالي : https://www.facebook.com/adab.raqmi.lna?mibextid=ZbWKwL   فوجدنها تضمّ 6.600 متابع، وهذا عدد جيّد مقارنة بعدد المشتركين في قناتها على اليوتيوب، إلّا أنّ عدد المتفاعلين مع الفيديو بلغ 7 معجبين ، وتعليق واحد عبارة عن إشارة، وذلك باعتبار أن الفيديو قد تمّ نشره في 11 أوت 2021 أي 2 سنة و6 أشهر منذ نشره .كما هو موضّح في الصّورة التّاليّة : "24.

ومن خلال ما تمّ ذكره نستنتج أن الأدب الرقمي ما يزال أدابا محتشما ، لم يلق حظّه الوافر من التّفاعل ، باعتباره أدبا جديدا في السّاحة الأدبية .

دراسة فنيّة: شجرة النَّأي

الغلاف:

 إن أوّل ما يلفت انتباهنا بمجرّد الولوج إلى الفيديو والنّقر على رابط Lire le vidéo هو الصّورة الفوتوغرافيّة أو الغلاف وهي صورة مصممة من طرف المبدع بدقّة عاليّة؛ فهي تحمل من الدّلالات والقراءات المتعددّة، على خلاف الورقيّة التّي توضّح المعاني في صورة بسيطة؛ فمنحت الصورة الرقميّة أو الغلاف حرّية كبيرة للمتلقي في تأويل المعاني وتقديم قراءات متعددة وفق منظوره :" ويمكن اعتبار العناوين وأسماء المؤلّفين، وكلّ الإشارات الموجودة في الغلاف الأمامي داخلة في تشكيل مظهره الخارجي "025 فينتقل بنا الفيديو مباشرة إلى النّصّ الشّعري في الصّور التاليّة : "26.

انتقلت المبدعة من خلال الصورة 6 والتّي تضمّ صورتين، الأولى تحتوي على اسم الكاتبة داخل شريط أحمر موضوع أعلى الصورة في الجهة اليسرى، وصورة لظلّين جالسين أمام القمر بخلفيّة سوداء ممّا توحي على عمق التّأمل والحزن وذلك لإدراجها صورة اللّيل المعروف بالظّلمة، أمّا الصّورة الثّانية فجعلتها للون الأزرق الذّي يدل على شدّة الاشتعال والغليان، من الشريط الأحمر إلى الفضاء الأزرق، لعبة الألوان وعمق الأحزان دلالة على درجات حرارة النّار، أيّ لخصت النّص الشّعري في صورة مركّزة مكثّفة المعاني، وهذا إن دلّ على شيء، إنّما يدل على حضور الغياب ممّا يحرّك القارىء ويدفعه إلى التّأويل، لتنتقل بعدها إلى الصورة 7 والتّي جعلت القارىء يركّز أكثر على الجزء العلوي من الصورة 6 .

- العنوان:

عند قراءتنا للنّص الشّعريّ شجرة النّأي نجده مغمورا بالحزن والألم، وهذا يدل عليه عنوان النّص :"أوّل مفتاح إجرائيّ به يفتح مغالق هذا النّصّ سيميائيّا، من أجل تفكيك مكوناته قصد إعادة بنائها من جديد "27. وذلك من أجل دفع بالقارئ إلى قراءته وفكّ شفراته أو الابتعاد عنه والنّفور منه، لذلك لابد أن يركّز المبدع على الطّريقة التّي يكتب بها العنوان، وكذلك اللّون والخطّ الّلذان يستعملهما، فكلّها تؤدّي دلالات معيّنة تستهدف المتلقّي. وجعلت لبيبة خمّار في النّص الشعري العنوان مكتوبا بالخطّ العادي، واختارت الألوان الثلاثة ( الأحمر، الأصفر، الأزرق ) دون غيرها من الألوان، وجعلت من اللّون الأسود هو خلفيّة الصّورة الرّئيسية وهو ما يوحي إليه العنوان، والّذي ينطوي على ظلام دامس يحذر باحتمال حدوث مصيبة تلهب أحزان وأوجاع الإنسان، ولم يكن هذا الاختيار عبثا بل كان عن قصد لتحيلنا على الدّلالات المغمورة في النّصّ، كما أنّها قامت بكتابته من جملة اسميّة " مبتدأ وخبر " وهذا مؤشّر يرتبط بتركيبة العنوان، لأنّ الجانب النّحوي له دور أساسي في عمليّة التّواصل التّركيب العنواني، بالإضافة إلى أنّها جعلت من النّأي شجرة وذلك أن هذه الأخيرة إذا سقيت أكثر، كبرت وأورقت وصارت شجرة عظيمة، وهذا هو حال لبيبة فسيقت بالوجع والفراق عن محبوبها، فنمت شجرة البعد والوجد والشّوق في اللقاء به داخلها. ومن خلال رصدنا لهذا العنوان فقد تبيّن أن الشّاعرة عمدت على تكراره والتّركيز عليه، سعيا إلى مشاركة القارىء لاستكمال القراءة التّي تختفي وراءه ، كما هو موضّح في الصّور التّالية : 28 

   فنجد لبيبة قد استعملت اللّون الأحمر " الصورة 8 " حيث أنّها قامت بتشكيله من حروفه متقطّعة، وذلك لتجعل القارىء يشهد مراحل تركيبه ، ثمّ غيّرت الصّورة وقامت بكتابته باللون الأزرق ، وكأنّها قدمت للمتلقي المرحلة الأولى لمعاناتها وحزنها ثمّ أعقبتها بنتيجة تلك المعاناة " الصورة 9 "، وكأنّها شبهت حزنها وفراقها عن محبوبها بالنّار التّي تبدأ باللّون الأحمر لتزداد بعد ذلك التهابا وشرارة لتتحوّل إلى اللون الأزرق، ثمّ أدرجت صورة للعنوان باللّون الأصفر وسط النّصّ الشّعري بعد أن أوردت كلمة " صار " باللّون البرتقالي وكلهما يدلان على اشتداد التهاب النّار وهذا مطابق لمشاعر لبيبة خمار، وأدرجت ذلك لتحيلنا على مرحلة التّغيير، كما هو موضح في الصور التّالية "29

-الكلمة:

   الكلمات هي عبارة عن منبهات جماليّة، وقد تأتي مسايرة للمعنى، كما أنّها يمكن أن يكون هناك تنويع في كتابتها:" متفاعلة مع المكوّنات الأخرى من إلقاء صوتي وصور ورسوم وخطط وألوان وحركات، وقد اتّسعت لأبعاد فضاء الشّاشة عبر فاعليّة الرّوابط التّشعبيّة "30.ولقد استخدمت لبيبة خمّار تقنيّة في عرضها لكلماتها والتّي كانت تقوم بتقديم الجمل بألوان مختلفة بخلفية سوداء، وإدراج جمل أخرى من وراء الجملة الأساس، ولكن بخطّ كبير وغليظ عنها، وبتحريك أفقيّ من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين بطريقة عكسيّة مع ثبات الجملة الأساس في وسط الشّاشة، مع مرافقتها بموسيقى تبعث الاسترخاء في نفس المتلقي ومسايرة لمعاني النّصّ مع توظيف اللّغة البسيطة العاديّة والتّركيز والتّكثيف والتّرميز لدفع القارىء إلى التّأويل، وأدرجت رقم ثلاثا بقولها :" ثلاثا ... فثلاثا " وهذا يدل على الألوان الثّلاثة التّي أوردتها في نصّها ودرجات الاشتعال، فكان للكلمات معان عديدة، وتمثّل الصّور التّالية التّقنية التّي اعتمدتها لبيبة خمّار في عرضها: ".31

الصُّورة:

  تعرف الصّورة البصريّة بأنّها :" منظومة متكاملة من الرّموز والأشكال والعلاقات والمضامين والتّشكيلات "32، كما أنّها :"الهيئة التّي يكون عليها الشّيء أو شكله، تتمّ معرفته عن طريق حاسة البصر أو عن طريق شاشة العرض كما هو الحال في التّلفزيون أو في مواقع التّواصل الاجتماعي ( الفيديو ) "33. وهذا ما لاحظناه في الفيديو الخاصّ بشجرة النّأي، وذلك من خلال التّقنية التّي اعتمدتها لبيبة خمار من خلال تحرّك الصّور التّي تحمل النّص واستعملت هذه التّقنية في محاولة إغراء القارىء بملاحظته للنّص العابر، والتّي كانت مدعومة بإيقاع موسيقي هادئ مع تغيّر الألوان من صورة لأخرى فجعلت ألوان النّار الأساس في عرضها وذلك مسايرة لمعاني النّصّ، وما رافقها من تحريك للجمل كما ذكرنا سابقا، ويمكن للمتلقي توقيف تشغيل الشّاشة في صورة معيّنة أو التّقدم للأمام أو العودة للخلف وذلك من خلال أزرار التّحكم في الفيديو، وكانت صور العرض كما هو موضّح في الصّور التّاليّة "34.

اللَّون:

من الملفت للانتباه تنوّع الألوان للصّور المكوّنة للنّص، وذلك بوصفها علامة دلاليّة لها ايحاءات شعوريّة، فاللّون يرتبط ارتباط وثيقا بالصّورة ، واختيار المبدع الرقمي للألوان ودرجاتها المتباينة يجعلها تحمل من الدلالات السيميولوجية المختلفة، فاللّون يمثّل :" إحساس يؤثّر على العين عن طريق الضّوء وهو ليس إحساسا ماديّا ملونا ولا حتّى نتيجة لتحليل الضّوء الأبيض، بل هو إحساس مرسل إلى العقل عن طريق رؤية شيء ملوّن ومضيء "35. وهذا ما اعتمدت عليه لبيبة خمّار من خلال توحيد لون خلفيّة الصّور، وجعلها باللّون الأسود الذّي يمثّل أشدّ حالات التهاب النّار، في حين جعلت الكلمات بألوان مختلفة " الأحمر، الأصفر، البرتقالي، الأزرق " ،وكأنّها جعلت الخلفيّة ذاتها التّي تحمل من الآلام والأحزان وشوقها للوصال مع محبوبها بألوان مختلفة أي مراحل وجدها وحنينها في اللّقاء معه، كما أنّها سايرت المعنى، عندما قالت : " لتنبت شجرته / عظيمة الأوراق والأشجار ، فجعلت العبارة الأولى باللّون الأصفر، والثّانية باللون البرتقالي أي درجات اشتعال والتهاب العواطف وتأججها مثل ما هو الحال مع النّار، كما أنّها بدأت تقديمها باللون الأحمر وختمت باللون الأزرق أي الوصول إلى ذروة الحزن بعدما نبتت شجرة النّأي بأوراقها العظيمة وسيطرت على كيانها حين إدراكها بأنّ لقاء المحبين حرام، كما هو موضّح في الصّور التّاليّة "36.

- الموسيقى: 

   يعمل الايقاع في النّص الشعري على إضافة تناسق وتمازج بين كلمات النّص، ويمثّل عنصرا مهما في بناء معاني المتن الشّعري، ويأخذ مساحة واسعة في الفيديو، كما أنّه يواكب الصّورة ويحمل دلالات تناسب معاني القصيدة، فهو :" صناعة يبحث فيها عن تنظيم الأنغام والعلاقات فيما بينها وعن الإيقاعات وأوزانها "37. فاستعملت لبيبة خمّار في بداية الفيديو صوت الرّعد والمطر وذلك عند ظهور العنوان، ثمّ انتقلت بعدها إلى إيقاع موسيقي هادئ " موسيقى بيانو هادئة مع صوت المطر " رافق بداية النّصّ الشعري إلى نهايته بنفس الوتيرة، محاولة منها في استرخاء المتلقي وتعايشه مع النّصّ، وكان لصوت الرعد والمطر في بداية الفيديو دلالة على حالتها الحزينة ولما يحمله صوت الرّعد من قوًة …

خاتمة: 

توصلنا من خلال هذا البحث إلى مجموعة من النّتائج نذكر منها :

- كانت ولادة النّص الرّقميّ التّفاعلي نتيجة سيطرة التّكنولوجيا على العالم، وذلك من خلال تلاقح الأدب بالمعلوماتية .

- اكتسبت التّفاعليّة مفهوما جديدا بولوجها النّصوص الرقمية، وذلك من خلال تفاعل مكونات القصيدة الرقمية وتفاعل المتلقّي في العملية الإنتاجيّة لهذه النّصوص .

- اعتماد النّصّ الرّقميّ على التعددية بدل الأحادية وبالتّالي اكتسابه صفة الرّقميّة . 

- تجاوز الأدب الرّقمي للذات والرؤية السّلطوية لمفهوم النّص إلى النّظر في فعالية المتلقي .

 - عدّت لبيبة خمار السباقة لهذا النوع السردي الجديد عند العرب، سعيا منها على توسيع مفهوم السرد الرقمي والنهوض بأنواع سردية رقمية جديدة.

ـ اعتمدت لبيبة خمار في تصميمها لقصيدة الفيديو" شجرة النّأي" على الوسائط المتعددةMultiMedia بعناصرها التي اعتبرت صنفا من برمجيات الكومبيتر بتوفرها المعلومات بأشكال مختلفة.

شجرة النَّأي_ لبيبة خمَّار

ظننت أنّي سألقاك إذا ما سرت لألقاك بي

وحينما تصادف الخطو قلت : هذا مقام العزم

ثم مددتُ يدا ، أعقبتها أخرى

بترتها ، أنت ، لي

فنبت لِي ولي ، يا ويل لي

من القطع برعم ، كبر ، أورق

صار

شجرة النأي

بثمارها العظيمة وأوراقها ؛ الفيلة الضّخام وجلست تحتها أرقب ...

أرقبك ، أرقبني

ألاقيك ظلّا متأرجحا

ما بيني وبينك وما بيننا

بين ، وبين البين

فأيقنت ساعتها أنّ كلّ لقاء على المحبّين حرام

وإن هم عليه عقدوا ومن الجفاء تعوّدوا

ثلاثا ... فثلاثا

والتفتوا يمينا وشمالا ، وتفلوا

هو النّأي ! هو النّأي ولا شيء سواه يحلّ العقدة من العقدة

ويذيبها راميّا ها الجسم وذاك

نورا وترابا تحت التّراب

لتنبت شجرته

عظيمة الأوراق والثّمار

وقد ظننت أنّي سألقاك بي

 وبي "38.

الهوامش:

1. زهور كرام، الأدب الرّقميّ أسئلة ثقافيّة وتأملات مفاهيميّة، رؤيّة للنّشر والتّوزيع، القاهرة، مصر، دط، 2009، ص51/52.

2. عمر زرقاوي، الكتابة الزّرقاء ( مدخل إلى الأدب التّفاعلي ) كتاب الرّافد، دائرة الثّقافة والإعلام حكومة الشّارقة، عدد 056، أكتوبر 2013،ص 146.

3. ستي جباري، الأدب الجزائري وفضاء الأنترنت آليات الإبداع وتفاعليّة القراءة، دار فضاءات، عمان، ط1، 2016 ص48.

4. ينظر، جيرار جينيت، مدخل لجامع النّصّ، تج عبد الرحمان أيوب، مشروع النّشر المشترك، دار الشؤون الثقافية العامّة أفاق عربية، بغداد، دار توبقال للنشر، (دط)، (دت) ص90.

5. لبيبة خمّار، شعريّة النّصّ التّفاعليّ -آليات السّرد وسحر القراءة، رؤية للنّشر والتّوزيع، القاهرة، مصر، ط 1/ 2014 ص189.

6. جوليا كريستيفيا، علم النّصّ، تج، فريد زاهي، دار توبقال للنّشر، الدّار البيضاء، المغرب، ط2، 1997، ص 21.

7. لبيبة خمّار، شعريّة النّصّ التّفاعليّ _ آليات السّرد وسحر القراءة، ص190.

8. ينظر، سعيد يقطين، انفتاح النّص الرّوائي، النص والسياق، المركز الثقافي العربي للنشر، الدّار البيضاء، المغرب، ط2، 2001، 91.

9. فاطمة البريكي، الكتابة والتّكنولوجيّا، المركز الثّقافيّ العربيّ، بيروت، الدّار البيضاء، ط1/2008، ص 127.

10. زهور كرام، الأدب الرّقميّ أسئلة ثقافيّة وتأملات مفاهيميّة، ص50.

11. لبيبة خمّار، شعريّة النّصّ التّفاعليّ _ آليات السّرد وسحر القراءة، ص 198

12. عبد الله شواري، من الأدب الورقي إلى الأدب الرقمي جذور، مقال، نقد الأدب الرّقميّ بين الوفاء للأشكال الورقية وتجديد آليات الاشتغال، الرباط، الأربعاء،2/11/2009، ص08.

13. عمر زرقاوي، الكتابة الزّرقاء ( مدخل إلى الأدب التّفاعلي ) كتاب الرّافد، دائرة الثّقافة والإعلام حكومة الشّارقة، عدد 056، أكتوبر 2013 ص 64.

14. حسام الخطيب، عناق الثقافة الأدبية مع التكنولوجيا، هل من مفر ؟ مجلة نزوي -مؤسسة عمان للصحافة والنشر، على الوقع http://www.nizwa.com بتاريخ 25/04/2018. 15. فاطمة البريكي، مدخل إلى الأدب التفاعلي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 2006، ص49.

16. ينظر، سعيد يقطين، من النّص إلى النّص المترابط، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 2005 ص 109.

17. بوتر فيليب، ما الأدب الرقمي، تر: محمد أسليم، مجلة، العلامات، العدد 35، 2011، ص 223.

18. فو لفغانغ إيزر، فعل القراءة؛ نظريّة جمالية التجاوب في الأدب، تر: حميد لحميداني والجيلالي الكدية، منشورات مكتبة المناهل، فاس، المغرب، 1995ص55.

19. فاطمة البريكي، مدخل إلى الأدب التّفاعليّ، ص49.

20. المرجع نفسه، ص54.

21. المرجع نفسه، ص63.

22. لبيبة خمّار، صفحة الفيسبوك الأدب الرقمي العربي، تم إنشاؤها في 03 مارس 2014، https://www.facebook.com/adab.raqmi.lna?mibextid=ZbWKwL 23. لبيبة خمّار، شجرة النّأي " نصّ شعري"، اليوتيوب، قناة لبيبة خمّار خيري، نشرت في 16 يونيو 2017 https://youtu.be/QCUx1ArOGew?si=_m4F_Yhz1Jp4iChc 24. لبيبة خمّار، صفحة الفيسبوك الأدب الرقمي العربي.

25. حميد الحمداني، بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، ط1، بيروت، لبنان، 1991،ص 60.

26. لبيبة خمّار" شجرة النّأي " نصّ شعري"، اليوتيوب، قناة لبيبة خمّار خيري.

27. جميل حمداوي، السيمونطيقا والعنونة، مجلة عالم الفكر، المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب، الكويت، يناير/مارس 1997، مج25،ع:3، ص109.

28. لبيبة خمّار" شجرة النّأي " نصّ شعري"، اليوتيوب، قناة لبيبة خمّار خيري.

29. المرجع نفسه .

30. رحمن غركان، القصيدة التفاعلية في الشعرية العربية-تنظير إجراء- دار الينابيع، سنوكهولم، السويد، ط1، 2010،ص75.

31. لبيبة خمّار" شجرة النّأي " نصّ شعري"، اليوتيوب، قناة لبيبة خمّار خيري.

32. سعدية المحسن عايد الفضلي، ثقافة الصورة ودورها في إثراء التذوق الفني، إشراف عبد العزيز علي الحجيلي، دراسة مقدمة لنيل درجة الماجستير في التربية الفنية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، 2010، ص7. 33. ساعد ساعد وعبيد صبطي، الصورة الصحفية، دراسة سيميولوجية، دار الهدى، الجزائر، دط، 2011، ص45.

34. لبيبة خمّار" شجرة النّأي " نصّ شعري"، اليوتيوب، قناة لبيبة خمّار خيري.

35. ابن حويلي الأخضر ميدني، الفيض الفني في سيميائية الألوان عند نزار قباني، دراسة سيميائية، مجلة دمشق، المجلد 21، العدد (3+4)، 2005،ص 112.

36. لبيبة خمّار" شجرة النّأي " نصّ شعري"، اليوتيوب، قناة لبيبة خمّار خيري.

37. عزمي يعقوب، أساسيات الفن التشكيلي، دار راية، عمان، ط1، 2014، ص 145.

38. لبيبة خمّار" شجرة النّأي " نصّ شعري"، اليوتيوب، قناة لبيبة خمّار خيري.

المصادر والمراجع: 

المصادر:

1. لبيبة خمّار، صفحة الفيسبوك الأدب الرقمي العربي، تم إنشاؤها في 03 مارس 2014، https://www.facebook.com/adab.raqmi.lna?mibextid=ZbWKwL 2. لبيبة خمّار، شجرة النّأي " نصّ شعري"، اليوتيوب، قناة لبيبة خمّار خيري، نشرت في 16 يونيو 2017 https://youtu.be/QCUx1ArOGew?si=_m4F_Yhz1Jp4iChc المراجع : - الكتب :

3. بن حويلي الأخضر ميدني، الفيض الفني في سيميائية الألوان عند نزار قباني، دراسة سيميائية، مجلة دمشق، المجلد 21، العدد (3+4)، 2005.

4. بوتر فيليب، ما الأدب الرقمي، تر: محمد أسليم، مجلة، العلامات، العدد 35، 2011.

5. جوليا كريستيفيا، علم النّصّ، تج، فريد زاهي، دار توبقال للنّشر، الدّار البيضاء، المغرب، ط2، 1997.

6. جيرار جينيت، مدخل لجامع النّصّ، تج عبد الرحمان أيوب، مشروع النّشر المشترك، دار الشؤون الثقافية العامّة أفاق عربية، بغداد، دار توبقال للنشر، (دط)، (دت).

7. حميد الحمداني، بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، المركز الثقافي العربي، ط1، بيروت، لبنان، 1991.

8. رحمن غركان، القصيدة التفاعلية في الشعرية العربية-تنظير إجراء- دار الينابيع، سنوكهولم، السويد، ط1، 2010.

9. زهور كرام، الأدب الرّقميّ أسئلة ثقافيّة وتأملات مفاهيميّة، رؤيّة للنّشر والتّوزيع، القاهرة، مصر، دط، 2009.

10. ساعد ساعد وعبيد صبطي، الصورة الصحفية، دراسة سيميولوجية، دار الهدى، الجزائر، دط، 2011.

11. ستي جباري، الأدب الجزائري وفضاء الأنترنت آليات الإبداع وتفاعليّة القراءة، دار فضاءات، عمان، ط1، 2016.

12. سعيد يقطين، انفتاح النّص الرّوائي، النص والسياق، المركز الثقافي العربي للنشر، الدّار البيضاء، المغرب، ط2، 2001.

13. سعيد يقطين، من النّص إلى النّص المترابط، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 2005.

14. عزمي يعقوب، أساسيات الفن التشكيلي، دار راية، عمان، ط1، 2014.

15. عمر زرقاوي، الكتابة الزّرقاء ( مدخل إلى الأدب التّفاعلي ) كتاب الرّافد، دائرة الثّقافة والإعلام حكومة الشّارقة، عدد 056، أكتوبر 2013

16. فاطمة البريكي، الكتابة والتّكنولوجيّا، المركز الثّقافيّ العربيّ، بيروت، الدّار البيضاء، ط1/2008.

17. فاطمة البريكي، مدخل إلى الأدب التفاعلي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 2006.

18. فو لفغانغ إيزر، فعل القراءة؛ نظريّة جمالية التجاوب في الأدب، تر: حميد لحميداني والجيلالي الكدية، منشورات مكتبة المناهل، فاس، المغرب، 1995.

19. لبيبة خمّار، شعريّة النّصّ التّفاعليّ -آليات السّرد وسحر القراءة، رؤية للنّشر والتّوزيع، القاهرة، مصر، ط 1/ .2014

المقالات والمجلات:

 20. حسام الخطيب، عناق الثقافة الأدبية مع التكنولوجيا، هل من مفر ؟ مجلة نزوي -مؤسسة عمان للصحافة والنشر، على الوقع http://www.nizwa.com بتاريخ 25/04/2018. 21. عبد الله شواري، من الأدب الورقي إلى الأدب الرقمي جذور، مقال، نقد الأدب الرّقميّ بين الوفاء للأشكال الورقية وتجديد آليات الاشتغال، الرباط، الأربعاء،2/11/2009.

الرَّسائل والمذكرات:

 22. سعدية المحسن عايد الفضلي، ثقافة الصورة ودورها في إثراء التذوق الفني، إشراف عبد العزيز علي الحجيلي، دراسة مقدمة لنيل درجة الماجستير في التربية الفنية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية،2010.