مجموعة إمازالن: موسيقى على خطى الكبار

صورة

مجموعة إمازالن: موسيقى على خطى الكبار:

تقديم:

في قلب مدينة الدشيرة الجهادية، حيث تنبض منطقة سوس بتراثها الشعري والموسيقي، ولدت سنة 2005 فرقة إمازالن، لتعلن منذ بداياتها عن مشروع فني يرى في الموسيقى الأمازيغية جسراً بين الماضي والحاضر. 

 اسمها، المأخوذ من الكلمة الأمازيغية «أمزال» (المفرد) و«إمازالن» (الجمع)، يرمز إلى الشخص الذي يحمل مسؤولية داخل الجماعة، تماماً كما تحمل الفرقة اليوم مسؤولية وصل التراث بجمهور معاصر، عطشان إلى الأصالة والابتكار في آن واحد. 

1ـ الأسلوب الفني: تازنزارت بروح جديدة:

تنتمي إمازالن إلى مدرسة تازنزارت، ذلك النمط الذي صاغ هوية موسيقية خاصة بسوس، لكنه لا يتوقف عند حدود التقليد. 

فبين البانجو و الكنبري و الطامطام والبندير والقراقب،  تنسج الفرقة ألواناً موسيقية تزاوج بين الجذور السوسية واللمسة الإفريقية الحديثة. 

أما النصوص، فهي مرآة للواقع: الهوية الأمازيغية، حقوق الإنسان، البيئة، الجفاف، ومعاناة الفلاح.

في أغنية «أفلّاح» مثلاً، يتحول الجفاف من مجرد ظاهرة طبيعية إلى تجربة إنسانية تمس النفس والوجدان. 

 2ـ الأعمال والمشاركات: حضور يتجاوز الحدود:

منذ بداياتها، اختارت إمازالن خشبة المسرح فضاءً للتعبير، فكان حضورها في المهرجانات المحلية والدولية علامة على انفتاحها. 

من Afra وTamzla سنة 2009، إلى Anzar سنة 2012، وصولاً إلى Souss System سنة 2023 بالتعاون مع مجموعة فرنسية، تؤكد الفرقة أن مشروعها ليس محلياً فقط، بل هو صوت أمازيغي قادر على التحاور مع العالم. 

ولعل مشاركتها في مهرجان Global Copenhagen بالدنمارك سنة 2016 مثال حي على هذا الانفتاح. 

3ـ الأهمية الفنية والثقافية: على خطى إزنزارن:

في منطقة سوس، حيث تعيش موسيقى الروايس والشعر الأمازيغي، تأتي إمازالن كجيل جديد يكتب فصلاً آخر من الحكاية. 

فكما حملت مجموعة إزنزارن في سبعينيات القرن الماضي مشعل التحديث والالتزام، تمشي إمازالن اليوم على خطاها بثبات، لتثبت أن التراث ليس متحفاً جامداً، بل كائن حي يتجدد مع كل جيل. 

 

إنها فرقة ترى نفسها امتداداً لذلك الإرث العظيم، وتؤمن أن دورها هو حمل المشعل، وإضاءة الطريق أمام جمهور يبحث عن موسيقى أصيلة، معاصرة، وملتزمة بقضايا الإنسان والأرض.

 

 

            ذ. الحسين زكورا   ـــ نونبر 2025