كيف اعادت الرقمنة تشكيل الفلسفة الإقتصادية المعاصرة

كخيوط العنكبوت باتت التكنولوجيا تتشابك خوارزمياتها على اسواق الإقتصاد .

ترى الى اي مدى تمكن الإنسان من توجيه الإقتصاد؟

ام أن الاقتصاد هو من بات يوجه الإنساب عبر دروب التقنية !!

تساؤلاتي ليست مجرد استفهامات نظرية ،بقدر ما هي لب التغيير المعاش راهنا .

اذ اضحت التكنولوجيا قاب قوسين او ادنى محركا إقتصاديا مؤثرا وقويا ..عبره تمت اعادة تعريف مفاهيم عدة:كالعمل . والوقت ..القيم بل وحتى "الربح".


1- :الاقتصاد كفلسفة فكرية قبل أن يتحول2- الى منظومة مالية .

منذ البدء لم يعتبر الاقتصاد أداة بيع وشراء بقدر ما أعتبر وسيلة لتدبير الموارد ،بيد انه في عصرنا الراهن ،فقد اضحى عبارة عن ترسانة بيانات يحكمها الذكاء الاصطناعي  

فالآلة هي من تفكر الآن بينما البرمجيات التحليلية تقرر،في حين الانسات يقف صامتا في حالة ذهول ودهشة.

وهنا يتسنى لنا طرح السؤال الفلسفي القديم الجديد .

هل مازالت للقيم الأخلاقية القدرة على ضبط السوق الرقمي ؟

ام أننا أصبحنا نعيش ازمنة الحلول المتكاملة المهيكلة بعقل مستقل يحكمه منطق الربح ؟

2-التكنولوجيا المعاصرة كنافذة جديدة للرأسمالية .

حين نغوص بين دواليب الذكاء الاصطناعي ،في عالم المال والأعمال نكتشف أنه لم يعمل على تسهيل العمل فحسب،بل طور دينامية التفكير الإقتصادي برمته.

فآلتسويق اصبح يكتشف ميولاتك قبل أن تعبر عنها ،مقترحا في الآن ذاته منتجا يتناسب ورغبتك..ومزاجك ..فهل من الممكن ان يكون ذلك صدفة !؟

طبعا لا فتلكم ،استراتيجية تسويقية ذكية تمتزج بين الفسلفة وعلم الإقتصاد ،وفي هذه الحالة يتحول المستهلك الى جملة "بيانات"من السهولة بما كان قراءتها وفق قانون البيع والشراء.

3-الذكاء الإصطناعي وفلسفة الربح المستجدة.

في عصرنا المعاصر لم يعد الربح مجرد مال ،بل اصبح معلومة رقمية فمن يملك تلك المعلومة له كامل الصلاحية في اتخاد القرار ،ومن يملك القرار يملك السوق.

هكذا تمت اعادة صياغة مفهوم الثروة في ظل التطورات التكنولوجيا المعاصرة .

وهنا يعترضنا سؤالا فلسفيا ليطرح نفسه وبقوة.

كيف يمكننا الحديث عن العدالة الآقتصادية في ظل عالم باتت تحكمه منهجيات حسابية دقيقة ؟

أم ان العدالة باتت هي الأخرى ،نموذجا رقميا ديناميكيا ،يستلزم مراجعة دورية لضمان دقة الأداء حتى يتوافق مع المتغيرات  الجديدة 

-لعل ما نفتقر اليه اليوم ،ليس آنقلابا إقتصاديا ،بل نهضة فكرية جديدة تكون محورا رءيسيا لا هامشيا ،تعيد الإنسان الى قلب المعادلة .

وحده التفكير الفلسفي القادر على التوجيه  نحوخدمة الإنسان لا عبودية ،وبهكذا تكون عملية الجمع بين الحكمة والإبتكار ،من أنجع الحلول لخلق نسبة اقتصادية إنسانية متوازنة .

#ريم-عبير

#فلسفة#اقتصاد#فكر معاصر

#تحول-رقمي.