
نحن.. نسخة مصغرة من الخالق الذى نفخ فينا من روحه ، خلقنا بكلمة منه ، فالله عطاؤه كلام ، وعذابه كلام ، خلق الكون بكن فيكون نحن كبشر نخلق أيضًا بالخيال ( تصور ذهنى مصحوب بمشاعر و قناعة) كأسلوب لأن نسأل الله ، لم يعط الله نبيًا أو رسولاً شيئًا ما إلا بعد ما طلب هذا النبی، فطلبك الصادق منه يتحول لواقع في حياتك ، خلق ، كما يخلق الله فأنت أيضًا خالق بأمر الله ، إن إرادتك وإصرارك وتصميمك لهم قوة مذهلة على تحويل الصور الذهنية المصحوبة بمشاعر إلى واقع ، و كلما اقترب الإنسان من ذاته ومن خالقه كلما زادت قدرته على الخلق ، الله يعطيك ما تسأله .. بعد أن تكون قد استنفدت كل السبل ، نسمع ونقرأ عن أناس أعطاهم الله سؤلهم بعد طول انتظار، علی عکس ما كان قد قدر لهم .. قائلًا سبحانه : " لقد غلب يقينه قدرى "
" وآتاكم من كل ما سألتموه " أى أن طلبنا بالدعاء النابع من القلب إلى الله يحول تصورا تنا لواقع نعيشه ، نحن نجذب ما نفكر فيه ، أى التفكير السائد الغالب على العقل مصحوبًا بمشاعر الإمتلاك وسعادته . الإنسان يخلق أيضًا - ولكن بمشيئة الله
عندما تفكر وفقًا لخطوات محددة لجذب أو خلق الهدف أو الأهداف التي تريد تجليها في حياتك ... إعلم أن الأمر ليس بالسهل، وأن القضية كلها أنت ، من أنت ؟ ما الذى يثير خيالك ؟ ما الذي يصنع لديك مشاعرًا إيجابية ؟
فأنت تريد مثلًا جذب الزوجة التى تتمناها ، فتتصور صورة ذهنية لها وصورًا ذهنية عن حياتكما معًا .. لكى تخلق مشاعر ..هنا لا بد أن تكون شخصيًا جدًا.. بمعنى أن تكون تصوراتك مطابقة لطريقتك وأسلوبك المحتمل الخاص بك ، أی . إذا كنت أنا في هذا الموقف فكيف سأتصرف ؟ ما هي مفرداتی و حرکاتی وأحاسيسى فى المداعبة مثلاً . ... إصنع صورًا متحركة تعبر عنك بمنتهى الدقة ، تخيل أنك تتأمل وجهها.. فكر .. ما الذى يجذبك في وجه تلك الفتاة التى تخيلت سماتها، كيف ستتحدث ؟ كيف سيكون رد فعلك تجاهها ، أخلاقها - طباعها - أسلوبها الذى تتمنى تجليه في حياتك ، تخيل مشيتها ، ضحكتها على نكتة طريفة منك.
إصنع لها مفردات تتخيل أنها تحادثك بها .. لون جلبابها الآن ، شكل ولون شعرها .
إن الموضوع كله أنت وما يناسبك من شکل وروح وصور ، ليست ثمة سهولة ، إنك يجب أن تفهم ذاتك بعمق لتتورط بما يكفى في خيالك، إسأل نفسك ماذا يصنع الشغف لعقلك ؟ ماذا يميزك ؟ كيف تريد أن تعيش ، خذ وقتك ولا تتعامل مع كلام أساتذة التنمية البشرية جملةً بل فصل هذا الكلام على نفسك.
إصنع حياة كاملة قدر المستطاع في خيالك ، وعشها بروحك أنت ، مواقف مترابطة لها بداية ووسط ونهاية.. متصورًا طبعًا شكل الطرف الآخر... ودقائق تفاصيله ، حتى شكل القرط الذى تضعه في أذنيها. تخيل.. صدق .. تقدم .
يمكنك أيضا أن تغير الأزمنة والأمكنة والمواقف التي تجمعكما حتى يكون تخيلك طازجًا مؤثرًا .. ينمو بإيقاع متناسب ، واصنع اليقين بالدهشة المستمرة .
إذا كانت الأبوة هاجسًا مسيطرًا لديك. تخيل نفسك مع الزوجة التي تمنيتها ، تناول بحرص من يديها طفلك ذى الأربعة شهور .. الذي رجوته قبّلهُ ..إستشعر نعومة بشرته.. رائحته ، بكاءه .. ابتساماته، استشعر کم ھو هش و طری و ضعیف و ممتع ، إنغمس في مشاعر الأب السعيد ، ناولها إياه بحذر .
أنت تجذب قناعاتك الراسخة التي تحتاج إليها وتطلبها من الله ، إن القضية الأساسية في قانون الجذب أن إيمانك وثقتك بالله وبأنه قادر على كل شئ ، ليس ذلك فحسب بل قادر على أن يصنع ما تراه أنت معجزات ، إنه إيمان بدایةً بعظمة وهيمنة الخالق على الأكوان اللانهائية ، وقدرته التى يستحيل تخيل آفاقها ، هذا الإيمان - لوكنت تملكه حقًا - فهو يعنى أنك واثق من عطائه واستجابته مهما طال الأمد ، إنك - بإيمانك هذا - تتماهى مع مخلوقات الله التى تسبح بحمده.. وتخشاه وترجو رحمته ، ومن ثم فإن لك حقًا في أن تطلب ما دمت مؤمنًاً، في سورة الفاتحة .. " إياك نعبد وإياك نستعين ، إهدنا الصراط المستقيم " ، يبدوهذا الكلام متفقا مع منطقى ، فبما أننا نعبدك وحدك ، فمن حقنا أن نستعين بك في أن تهدينا الصراط المستقيم .
إن الله لا يعطيك قدر جهدك فقط ولكن قدر إيمانك الذى لابد أن يكون لا نهائيا لرب مطلق القدرة.
قانون الجذب حقيقة رائعة ولكن الأروع منه الإيمان القوى بخالق هذا القانون . خذ ما تستطيع وأكثر من أساتذة التنمية البشرية لدينا ومن علماء الروحانيات الأمريكان المذهلين ولكن. إعلم أن سلاحك الأساسى هو قوة الإيمان ، و حالك مع الله .
إن من يؤمن بقوانين الطبيعة التي من ضمنها قانون الجذب سوف يعطيه الله ما يريد .. أما من يؤمن بالقانون وبخالق هذا القانون فله عطاء أكبر ، ليس النجاح فقط وإنما الفلاح .
" إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون ، وترجون من الله مالا يرجون " ، لك أخي المؤمن درجة أعلى وحساب آخر مع الله.
صدق حلمك وعشه
عش حرًا مرفوع الرأس