بعد مرور 13 سنة على بداية الازمة السورية
هل انصحك في زيارة سوريا وخاصة حلب التي أخذت النصيب الاكبر في هذه الحرب
استطيع اجابتك كمواطن سوري يقطن في حلب وعشت طوال سنوات الازمة في حلب، لإجابتك اولا سوف ارسم لك فكرة عن الحياة الآن في حلب
الوضع الخدمي في حلب
منذ بداية الحرب الى الان ونحن نعاني من مشكلة رئيسية وهي قلة الكهرباء في سوريا وبشكل خاص في حلب
في الايام الاولى من الحرب شهدنا انقطاع تام للتيار الكهربائي ، فكانت وسيلتي الوحيدة للدراسة في اول سنة لي في الجامعة هي شاحن يعمل على البطارية ومن ثم توالت الاحداث وتطور بنا الحال وامتلكت تقريبا كل عائلة مولدة بنزين صغيرة تضيئ المنزل.
توالت سنوات الحرب وبدئنا في التأقلم مع الوضع، ظهر تجار (الازمة) فأحضرو مولدات كبيرة وقامو ببيع الكهرباء في كل حارة في حلب عن طريق وضع قواطع تمتلك استطاعات مختلفة حسب الطلب (1 امبير - 2 امبير - 3 امبير ... الخ) وكانت ذات اسعار مرتفعة بالنسبة لكهرباء الشركة .
وفي الوقت الحالي وبعد استقرار نسبي في سوريا تم استيراد عدد ضخم من منظومات الطاقة الشمسية التي هية عبارة عن : الواح طاقة شمسية - بطارية انبوبية او ليثيوم - انفيرتير.
رغم بقاء مولدات الامبير ولكن اصبح الاعتماد بشكل كبير في حلب على منظومات الطاقة الشمسية وكانت الخيار الامثل لهذه الازمة ومازال تقنين الكهرباء في حلب يصل الى 20 ساعة في اليوم.
ومن اهم المشاكل ايضا ارتفاع الاسعار بالنسبة لدخل المواطن السوري.
فإذا كنت تنوي القدوم الى سوريا فلا تتفاجئ بالارقام التي ستقوم بدفعها رغم انها ستبدو لك صغيرة بالنسبة للدولار حيث كل دولار واحد يساوي 15 الف ليرة سورية.
ومن المشاكل التي قد تواجهها هي الشح في المحروقات حيث اصبح اعتمادنا الاساسي في استلام المواد الاساسية مثل البنزين والمازوت والخبز على مايسمى بالبطاقة الذكية التي تحدد كمية لكل مواطن مثل 25 لتر بنزين كل 10 ايام تقريبا و 50 لتر مازوت كل سنة و جرة غاز واحدة كل شهرين او ثلاثة.
هل انصحك حقا في زيارة سوريا؟
الجواب يختلف حسب كل شخص ، فإذا كان هدفك سياحي بحت وكنت تملك النقود الكافية فأنصحك بالتأكيد لعمل زيارة في اقرب وقت ومشاهدة مخلفات الحرب والدمار واعادة الاعمار ، ومشاهدة اهم معلم اثري في حلب وهو قلعة حلب ، ولا تنسى عمل جولة في اسواق حلب القديمة واخذ هدايا تذكارية من حلب القديمة.
أما اذا كنت تريد العودة والاستقرار في حلب او سوريا بشكل عام فبالتأكيد سيكون جوابي مثل جواب معظم السوريين القاطنين هنا، لا تفكر في العودة الآن نهائيا لان الوضع المعيشي مذري للغاية.