هاجس النهايات

نشرت:
وقت القراءة: دقائق

ليس من السهل على المرء تقبل النهايات، الخضوع للواقع و وضع نقطة نهاية لقصة سيستمر في العيش بعدها، رغم القصص الكثيرة العالقة بالمنتصف رغم خيباته المتكررة و الحكايات التي لم تكتمل سيظل المرء يشعر بالأسى عند كل نهاية سطر لقصة ما بحياته...

سيسعى جاهدا لاكتمال فصول روايته فلا أحد منا يحب الأشياء الناقصة حتى النهايات المفتوحة بالروايات و الأفلام أمقتها فكيف بنهاية مفتوحة بفصل من فصول حياتي كيف بإمكان المرء أن يرض بالقليل، بأشياء معلقة و نهايات لقصص لم تكتمل و لا يدري حتى إن كانت تلك هي النهاية ؟

اعتدت أن ابدأ الحديث حال رؤية رسالة منك

اعتدت مشاركتك الأفكار و المشاعر لذا اعذرني لسلامي المتأخر و اعذرني لحديثي عن أشياء لا تعنيك...

كيف حالك ؟

ظننت أن الحنين لا يباغتنا إلا مساءا خلته سينتظر الظلام لذا فقد أمنته إلا أنه تسرع بالقدوم، كم عدد المرات التي تربصت بالذاكرة حتى استدعيت الحنين و كم عدد المرات التي خاطبتُ بها نفسي بلياليه معاتبة إياها

" جاتك لحويله // بالحنين اتبان الليلة "


اقرأ ايضا

    (إنه تعبير شعبي يعني أن الحنين قام بزيارتي تلك الليالي )

    غير أن الحنين اليوم أتى سابقا لأوانه باغتني فجأة أنا المتجردة من كل الأسلحة أمامه

    إن مشكلة المرء هي التوقيت، انتظاره لأن تأتي الأشياء بالوقت المحدد لها عنده، تفويته لأشياء كثيرة بادعائه انتظار وقت مناسب لا يدري حتى متى يحل، و وقوفه بوجه الحياة آمنا إياها دون درع يقي الطعنات

    كم عدد المرات التي أمن بها المرء نفسه ثم باغتته بأشياء لم يعتد فعلها و لم يخيل إليه قط ذلك

    اعذرني أيضا لمزاجيتي المفرطة

    لكوني لا أعلم حتى ما أريد، سألتك قبلا أن تعطي القلب حقه

    بإمكان المرء انتزاع الحق لقلبه ممن آذوه، السعي جاهدا لسنِّ قوانين تحميه لكن ماذا يفعل المرء مع أولئك الذين لامسوا القلب بلطف ؟، أولئك الذين حلوا بالقلب و حل معهم الأمان ثم لم يلبثوا إلا قليلا أي حق ذاك الذي أطالبك به أنت الذي اغرقتني حبا ؟، و أي عتاب سأعاتبك ؟، و أنا الغارقة بحبك بإرادتي و الغارق بإرادته لا يمكنه لوم الآخرين لعدم قدرتهم على انتشاله

    للقلوب علينا حق غير أن حقوقها ليست محفوظة و أنا من سلبت حق قلبي فكيف ينتزع المرء حق نفسه من نفسه

    المضحك بالأمر أنني لا أعلم حتى كيف السبيل لذلك

    أردتك أن تبتعد غير أني كنت بحاجة لقربك، بحاجة لأن أكون معك، بحاجة لحبك للحديث معك بعفوية، احتاج ذاك التجرد أمامك من كل زيف كنت أخال الكتابة محرم روحي الوحيد إلا أن أتيت أنت فأصبحت المحرم و الصديق و الحبيب و كل صلة للقلب كانت تنقصني

    وحدك شاهدتني خالية من ابتسامتي المزيفة، وحدك أدركت وجع روحي، وحدك تعلم سر كل دمعة ذرفت

    يحدثني صديق عن فتاة تشبه مزاجيتي سألته في الصباح أن يبقى معها للأبد و سألته مساءا أن يبتعد

    تحتاج النساء لشخص يأمنَّه، لشخص يدركنَّ جيدا أنه لن يبتعد حتى و إن سألنَ منه ذلك

    لذا لا تبتعد أرجوك فأنا بحاجة لوجودك

    أخبرتك قبلا عن كوني سأكتبك مرة أخيرة

    لا تصدق ذلك

    سأظل أكتبك ما دام بالأرض نساء عاشقات، ما دام هناك رجال مثلك يستحقون الحب

    حنين أبدي لما كنا عليه حنين أبدي لما كنا عليه
    العالية  عبد ربُ

    العالية عبد ربُ

    كاتب حر

    أنا المرأة التي أدركت أن المرء لا يكسر إلا حين يثق و يبالي و يحب، ثم عانقت اللامبالاة و كفرت بالحب، و قطعت على نفسها عهدا بأن لا تثق أنا بقايا وجع قديم يحتاج المرء ارتداء عدسة الحرف ليراه أنا ابتسامة عابثة، دمعة اعتادت أن تمسح بمنديل اللغة... أنا المرأة التي شهدت قبح العالم، لكنها أبت إلا أن تبحث عن مكان جميل به

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ