نقطة الأصل .. تراجع و هبوط، أم بداية؟
ما الذي يتطلب الأمر كي نعود إلى نقطة الأصل، وما هي نقطة الأصل في البداية؟
نقطة الأصل هي في مفهوم علماء الرياضيات، موقع في المستوى الإحداثي ذو المحورين الأفقي والرأسي، حيث يكون هذا الموقع هو البداية، فلم يصعد أو يهبط على المحور الرأسي، ولم تقدم أو يتراجع على المحور الأفقي.

ومن هذا المنطلق، يتساءل زميلي المتفوق حول تلك النقطة، ما الذي يترتب عليها، وهل هي بداية جديدة للنقطة بحد ذاتها، أم هي تراجع لتقدم أو ارتفاع النقطة عنها؟
فطلبت منه أن يلهي نفسه بأحد ألعاب الفيديو التي على هاتفه، وأن ينسى ذلك التساؤل الفيزيائي المريب.
وإذا بي أقع فيما حذرته منه، وأجلس أنا لوحدي في الغرفة، أتساءل أيضًا، هل إذا تراجعت الأمور أو ساء الحال بنا يومًا، أو تقلبت الأقدار علينا يمينًا ويسارًا، بالسراء والضراء، هل هذا يدل بالضرورة على ارتفاعنا أو تقدمنا عن أي المحورين بالسلب أو الإيجاب؟
أم أن لكل منا تعريفه ومستواه الإحداثي الخاص به الذي بناءً عليه يقوم بتعريف وتسمية صعوده وهبوطه، وتقدمه وتراجعه، خلال الحيز الصغير الذي يستمر فيه مستواه الإحداثي إلى ما لانهاية المسمى بالزمن؟
ولذلك، ليست كل خطوة على أي من المحورين، حاسمًا على النهاية أو البداية، لأن لكل بداية نهاية، ولكل نهاية بداية.
أخبرت زميلي بذلك الاستنتاج ووجد أنني بالغت في تفكيري ولم يجب علي أن استغرق في تلك الفكرة لهذه الدرجة؟
ولا يخفى عليكم أني وددت أن أخذ كتابه العلمي في الرياضيات البحتة لأطبعه في وجهه.. لكنني كتمت غيظي، وتجاهلته