نحو باب الفرح أمشي خطوات

هبة  الطاهر
كاتبة حرة
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

الصباح يهمس في رأسي ليوقظني من غفوتي، عيني تدمع من أثر مكياج، يداي مخضباتان بالحناء، شعري مسرح بشكل متموج.

أجلس وأنا أواجه غرفة كانت تضج بالأصوات وطاولة خالية، أقعد وأرى سطوع الشمس المشع مستبشرة بنوره، أشعر بالنعاس، أطاوع قلبي، لكن الروح يغمرها الانكسار، فالأمس قد نالت ما يكفي من الألم، كانت وكأنها غير مرئية، غير موجودة لأحد.

يساهم هذا في عزلتها لنفسها فتذهب إلى دورة المياه، تخلو بها من ضجة الموسيقى قليلا، ثم تعاود الظهور مسرعة تريد أن تلحق، جسدها يتلهف لرقصة وليته لم يفعل، نالت خيبات الأمل تجاويف قلبها، وكأنها شعرت بأن هذا الشيء سيحدث مثلما حدث في الخطبة، تريد فقط أن تتخلص من كل شيء يربطها بشعور الخزي والحزن، وتبتسم، يظنون أنها تبكي لفراق العروس، إلا أنها تبكي لأن العروس لم تشعر بأهميتها في أجمل يوم لها لم تتحدث معها، كانت تتجاهلها طوال العرس ومع ذلك أظهرت ابتسامتها للجميع وقلبها يحمل الكثير.

العلاقات شيء مخيف إن لم تكن متينة تفككت مثل حبل مطاطي يتأرجح بين يديك وأنت تتخبط فيها لا تدري أين وجهتك.

رغم أن الجميع كان يشعر بالسعادة كانت تشعر بالانكسار قليلا،إلا أنها أكملت ولم تبالي بما تشعر به، ضغطت على جرحها وواصلت الرقص فهي تلبس اللون الأخضر لون العطاء و الوفرة، كيف لها أن تكون بخيلة في حق نفسها، وعلى يدها أوراق شجر كذلك أقراطها الذهبية الصغيرة، إنها ترش العطر فالصالة حارة، ياله من يوم لن تنساه القلوب.

وبالأخص هي لأنها انكسرت بما فيه الكفاية، ثم ضربت بشعورها نحو الأرض، تابعت طريقها وكأن شيئا لم يحدث، فهي تنحت بذلك شخصية جديدة لم تعهد أن تكونها من قبل، ففي كل نهاية بداية لكل شيء جميل ومفرح.

نحو باب الفرح أمشي خطوات
هبة  الطاهر

هبة الطاهر

كاتبة حرة

أحب الصباح وكل ما يتعلق به أكتب عنه وعن تفاصيله الصغيرة وأكتب عما أشعر خلال يومي بشكل قصير ومفيد

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ