من الروتين والاكتئاب اليومي إلى حياة أكثر إشراقًا - صباح الخير للعالم خلف باب غرفتي

معصومه إيليا
كاتبة محتوى، مُدونة، محررة.
نشرت:
وقت القراءة: دقائق
 من الروتين والاكتئاب اليومي إلى حياة أكثر إشراقًا - صباح الخير للعالم خلف باب غرفتي

عندما تُصبح جملة "صباح الخير "مجرد روتين صباحي مُمل، تعرف تماماَ إنك عالق في متاهة و أنت هالك لا محالة.

تنهضُ بتكاسل، و خمول كبير، من سريرك، و تمضي بضجر نحو الحمام، أمام المرآة تتسائلُ عما إذا كنت قد غادرت مكانك أم أنت لا تزال مستلقِ على السرير. تستيقظ مثل كل يوم، يجب أن تكون ممتن لله إنك لا تزال على قيد الحياة و أن الكون يمنحك يوم آخر، متجاوزاَ عن إنه يمضي بثقلٍ على روحك، و تبدو هشاَ و مُنهار القوى من الداخل.

تبدو مُضطراَ لمغادرة السرير، ليس لأن جسدك اكتفى من النوم، و لكن لأنك مُرغم على المغادرة و التحرك بإتجاه باب غرفتك لمواجهة العالم. كل ليلة تساوم على الكثير، و تراهن على إنه لم يعد لديك المزيد من الطاقة لمغادرة السرير، و إنجاز أي شيء خلال يومك الذي لا يبدأ في ساعة محددة، تبدو يقظاَ لكنك ترفض النهوض، شيء ما يشعرك بالثقل و يمضي رأسك في هوة عميقة من الأفكار، تستلقي لساعات إضافية، مُستيقظ لكنك لا تنهض.

ثم تنهض أخيراَ و تتحرك. تفكر في ما إذا كانت قائمة يومك تستحق التجاوز لا الإنجاز، أن تغسل راسك و لربما تأخذ حماماَ ساخناَ لتدب الطاقة في جسدك، تغسل أسنانك، تفكر لساعات أمام الصنبور، صوت الماء يلهمك، تخرج لتتناول الطعام، تلقي تحية الصباح هكذا بلا سبب، و أحياناَ تخرج منك بلا صوت، ماذا يجب أن أفعل حتى المساء؟ لاشيء! تذهب و تستلقي لساعات إضافية على اريكتك الُمفضلة، تستمع إلى الموسيقى، تفكر، أنت لا تزال موجود طالما راسك يستمر بالتفكير.

أنت تهرب من الجنون، خائف أن ينتهي بك الأمر إلى الجنون، فتشغل راسك بالأفكار، الأفكار ذاتها التي تمضي بك إلى الهاوية، أنت تختار أن تقف على الحافة و في الوقت المناسب تهوي لهناك. الجميع يلاحظ ظل الليل الذي يكبر تحت عينك، يلاحظون شحوب وجهك، و البثور، و صوت الموسيقى حولك، الجميع بلا إستثناء يلاحظ كم أنت هزيل و ضعيف البنية، و تعلم أنت أن الدم بداخلك يتناقص كل يوم يمضي منك، لا أحد منهم يسألك عما إذا كنت بخير هذا الصباح؛ هل أنت بخير؟

يأتي السؤال أحياناَ متأخراَ و أحياناَ لا يأتي. و هناك السؤال الذي تعتاد أن تسمعه طيلة النهار "هل تناولت طعامك؟" أو "هل انت مريض؟ اترغب بالذهاب للطبيب؟" و أيضاَ " ما بال شحوب وجهك؟ انت أصفر، هل تعلم؟."لا أحد يسألني كيف حال قلبي؟ كيف حالك من الداخل؟ ماذا عن الغرز التي تتعفن داخلي؟ لا أحد يسألني عن السؤال الذي أعلم إجابته حتماَ و لكنني لا أستطيع صياغته بالكلمات. انا ضعيفة جداَ، و مرهقة جداَ، و يمضي يومي على مضض، بالكاد يمضي! انا مشوشة من الداخل، راسي سينفجر. أعلم تماماَ ان هذا الوقت سيمضي مثل أي يوم آخر، أعلم جيداَ عندما ينتهي كل هذا إنني كنت أقف هنا، و لساعات هناك، عندما تمضي هذه الأزمة عني، و كالمعتاد أنا سأكون هناك، و لوحدي.


اقرأ ايضا

    الشمس تميل للغروب، سينتهي هذا اليوم قريباَ، سأستيقظ مجدداَ في الغد، أتمنى! سأخرج عبر الباب لمواجهة العالم، بمشاعر باردة و كروتين يومي أو لربما من باب التحفيز و رسم الوهم اليومي أن كل شيء يمضي بشكل جيد فأنا أبدو بخير، و أحياناَ بلا صوت أنا أقول: "صباح الخير".

    معصومه إيليا

    معصومه إيليا

    كاتبة محتوى، مُدونة، محررة.

    و كما أقول دومًا: "أحب الكُتب و أصدقاء الكتب"

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ