منذ متى بدأنا في الحقِّ نُقاوِح؟!

نشرت:
وقت القراءة: دقائق

منذ متى بدأنا نُقاوِح في الثوابت؟ متى تخللت كل هذه العصبية القاتلة بين شعوبنا؟ متى أصابنا العمى؟ ومتى ابتُلينا بالصمم؟

أليس من الواجب والبديهي أن ينظر كل إنسان طبيعي بغض النظر عن دينه ومعتقداته وانتماءاته إلى ما يحدث حولنا على أنه هناك وبكل بساطة، إنسان يقاوم احتلالاً لم يكتفِ باحتلال أرضهِ، بل وبكل بجاحه وإجرام يحتل ويغتصب حقوقه كإنسان منذ ٧٥ عاماً، فيمنعُ عنه الماء والكهرباء والدواء وحتى الهواء! أليس من البديهي أن نكون في صفه كإنسان، بغض النظر عن لونهِ ودينهِ وحِزبه؟! أليس من المفروض عندما نرى طفلاً يموت في مهده بلا ذنب أن ننتفض وننسى كل شيء في الدنيا ونفكر فقط كيف نتعاون جميعاً، كلٌّ على قدر استطاعته للضغط على الحكومات والرأي العام لإيقاف هذه المجازرِ والمذابح؟!

متى بدأنا في الحقِّ نُقاوِح؟ وإلى أين إذا بقينا كما نحن ولم نستفق سيكون المصير!

بعدما أنهيت قراءة كتاب (رحلة عقل) للدكتور عمرو شريف منذ عدة سنوات، أدركتُ يقيناً حينها أنه لا أمل بأن نصل يوماً لما نحلم به بنو البشر على هذه الأرض أبداً. بل إنه من المستحيل أن تجد أُمّة أو بلد واحد لو نظرت جيداً وبتمعن يمكن لأفراده أن يعيشوا حياة كالتي نحلم بها، حيث يسود العدل والحرية والمساواة وحرية التعبير والنظام فيها يعمل لصالح الشعب ولا يستغله. لا فساد، ولا محسوبيات، ولا كراهية، ولا عنصرية. مستحيل!

ليس استسلاماً قولي هذا أبداً، فما كنت يوماً من المستسلمين، ولكن هكذا جُبلت نفوسنا.

ألا تتفكرون في قصة قابيل وهابيل؟ البشر منذ الأزل مُنقسمين، لا يُقبل الرأي الآخر الا بالقوة. الكرهُ مغروسٌ في نُفوسنا تِجاهَ كل ما يُعارض ما نشتهي أو ما نراه من وجهة نظرنا حق وصحيح. فكيف بالله سيكون هنالك لنا أمل؟!

كيف بالله اذاً من الممكن أن يتغير ذلك وكيف من الممكن أن نتخلص من الكراهية التي تعبق بها حياتنا في كل ركن ومتى سنعيش كما نحلم جميعاً في سلم وسلام محفوفاً بالحرية والعدل. هل ممكن أم أنَّ هذا وَهماً وتَوَهُّم؟!


اقرأ ايضا

    وكيف يا رب كيف؟

    كيف يا ربُّ يُقبَلُ ذا الظّلمَ المُباح؟ بكاءٌ عويلٌ دمارٌ، صرخةُ طفلٍ أبكى الكونَ بُكاه! كيف يا ربُّ تنامُ العيونُ والظُلمُ بالغٌ في الأرض منتهاه؟ من أينَ للدَمعِ عيونٌ بعدما أعمى عُيونَ صاحِبها البُكاء؟

    كيف ترتاحُ النفوسُ وقُوتُ يومها باتَ الهمَّ الذي تخشاه؟

    كيف ينامُ ليلاً من في يومهِ أغرقَ في الدَّماء يداه؟! كيف بعضُ القومِ يبكونَ لِغَاصِبٍ، بيتَهُ لم يَرِثهُ يوماً ولا اشتراه؟ ويَغُضَّوا الطرفَ عن طفلةٍ أشلائُها مُبعثَرةٌ من فِعلِ يداه؟! كانت في ذاكَ البيتِ تلعبُ ضاحكةً، وضِحكُها عجَّ في الأرجاءِ صداه قبل أن يأتي غاصِبَهُم يوماً يفعلُ فِعلَتَهُ لا في خِفيةٍ، بل أمامَ الحَشدِ وعلى مرآه!

    وكيف يا ربُّ كيفَ سينتهي ما نحنُ فيه، أم أن هذا أمرٌ بلا انتهاء؟!

    إنها حربُ وُجودٍ لا حربُ حُدود

    منذ متى بدأنا في الحقِّ نُقاوِح؟!

    النصر قريبٌ بإذن الله وإن غداً لناظره قريب

    اقرأ ايضاّ