"مكتبة منتصف الليل" ،خيارات متنوعة وحيوات عديدة !

رغد  حمزة
محامية، كاتبة
تاريخ النشر :
وقت القراءة: دقائق
"مكتبة منتصف الليل" ،خيارات متنوعة وحيوات عديدة !

هل يمكنك إحصاء الاحتمالات التي ستنتج عن تغييرك لقرارٍ اتخذته سابقاً؟ ؟ كم كانت ستختلف حياتك عما هي الآن ؟ لو أُتيح لك تجربة كل الخيارات الأخرى قبل الرسوّ على القرار ، هل كنت ستختار الصواب؟

كان لبطلة الرواية "نورا" فرصة لتجربة الخيارات المتنوعة لقرار حياتها المصيري، جرّبت واختارت، والحكمة فيم اختارته في النهاية !

ماذا ستفعل لو استطعت تغيير قرارات سابقة لك؟

مثلا:

  • ستقوم بمحو العديد من الأخطاء، ستخبر الكثيرين أنك تحبهم وأن وجودهم مهم جداً في حياتك .
    • ستتجرأ على مخاوفَ داخلك وتفُكَّ نفسك من قيودها، مخاوفَ لطالما كنت بعيداً عنها لا تقوى على الاقتراب منها .
    • ستدرك القيمة الجوهرية للحياة، لأنك في قرارٍ ما قد اتخذته واجهتَ الموت حتى كاد أن يسلبَ الحياةَ منك، ولكنك نجوت، لتكون بعدها مدركاً لمعنى كل ما هو حولك ومعك .

    هذا ما حدث مع بطلة الرواية التي كانت تشعر بيأسٍ شديد جعلها تتخذ قراراً بإنهاء حياتها في الساعة الثانية عشر ليلا، لأنها ترى أنها غير مفيدة و بلا أهمية لاحد، بل وترى وجودها عِبئ زائد في هذا الكون العظيم، وفي تلك اللحظات وهي بكامل استعدادها لدخولها مرحلة التخلي عن الحياة بحثاً عن الراحة، تدخل المكتبة ليلاً، مكتبةٌ كبيرة جداً رفوفها مليئةٌ بكتبٍ ذي شكلٍ غريب، كلها بلا عنوان، تتوحد باللون الأخضر و تختلف بالسماكة، بجمعها الكبير هذا تتضمن حياة نورا بكل تفاصيلها وقرارتها الصحيح منها والخاطئ.

    وهنالك تجدُ معها السيدة إلم، أمينة مكتبة المدرسة الثانوية التي تتذكرها نورا جيدا، إذ أنها كنت الشخص الوحيد الذي حنى على نورا وكان معها في لحظات وحدتها وضعفها، وهي هنا لترشدها إلى التعامل مع هذه المكتبة الغريبة، ماذا تختار، وكيف تفكر وتتصرف حتى يتسنى لها العثور على تلك الحياة المنشودة التي يرتاح بها قلبها وروحها، الحياة التي تفتقدها على الدوام وترغب بالتواجد فيها.

    هل قادتها الخيارات للحياة الصحيحة؟

    "مكتبة منتصف الليل" ،خيارات متنوعة وحيوات عديدة !

    بعد قراءتها للعديد من كتب حياتها واحتمالات قراراتها الكثيرة وما نجمَ عنها من حيوات، تكتشف نورا أن حياتها التي تريدها كانت بين يديها فعلاً، ولكنّها كانت معميّة بيأسٍ وإحباط ناجمٍ عن فشلها في أن تكون ما يريده الآخرون، لم تحقق لهم أحلامهم بها كابنة أو أخت أو صديقة، وذلك أفقدها حبهم وثقتها بنفسها، لأنها نسيت من تريد أن تكون، نسَيت أحلامها وما تصبو هي إليه، وهذا جعلها تدرك أن أي حياةٍ نريد ولوجها لنحظى بسعادة وتغييرٍ للقدر سيكون زيفاً.

    ولكن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الحيوات التي ندمنا على عدم عيشها، بل في الندم نفسه، الندم هو ما يجعلنا نذبل ونشعر أننا العدو اللدود لأنفسنا ولمن حولنا
    مكتبة منتصف الليل

    تقييم الرواية

    "مكتبة منتصف الليل" ،خيارات متنوعة وحيوات عديدة !

    رواية ممتعة وبسيطة، وفيها حكمة عميقة المعنى تظهر خلال السرد غير المطوّل للأحداث . تقييمي للرواية 7/10 ،جيدة وذات مصطلحات بسيطة.

    الأفضل أن نبدأ بتحسين تلك الحياة التي بين أيدينا، لأنها ذات قيمة وأهمية كافية، وأن ذلك سببٌ كافٍ لعيشنا بها كل يوم بشوقٍ وتطلع لما نستطيع تحقيقه بها، نعم، إن الحياة أجمل حين نراها بعين ما نستحقه ، جينها سننطلق برحلة لا نعود بعدها كما كنا أبداً .

    رغد  حمزة

    رغد حمزة

    محامية، كاتبة

    محامية شابة ، تخدم القلم والكتاب

    اقرأ ايضاّ