مقاومة السلبية والسلبيين - استراتيجيات لتحسين جودة حياتك
لا تستهن أبداً بالتأثير الذي ينتج عن التعامل مع الأشخاص السلبيين، فالأشخاص الذين لا يرون الخير أبداً يمتصون طاقة الحياة -بقصد أو بدون- من جسدك كما تمتص العلقة الدم من الجسد. السلبيون كثر ومقاومتهم ليست بالأمر الهين، فالبعض إذا أعطيتهم كوباً ملآناً بأكمله -ناهيك عن إعطائه كوباً نصف ملآن- سيرمي الكوب بأكمله بحجة أن المياه فيه ليست بالنقاء الكافي، أو أن شكل الكوب لم يعجبه.
وسواء كان الشخص السلبي يؤذيك متعمداً أو غير متعمد، وسواء كانت السلبية على شكل تعليقات من الأهل والأصدقاء وزملاء العمل مثل: «نحن نهتم لأمرك حقاً، لكنك كذا وكذا»، فالنتيجة واحدة: لقد تم إيذاؤك. لهذا، إليك بعض الاستراتيجيات التي تقوي نظامك المناعي ضد السلبية:
الاستراتيجيات المناعية ضد الأشخاص السلبية:
- الفصل
ماذا؟ لا، ليس الفصل الدراسي، أقصد هنا أنه عليك أن تفصل بين شيئين مهمين ومختلفين تماماً ولكن كثيراً ما يتم الخلط بينهما، وهما: تصرفات الآخرين، ونفسك. فالآخرون لهم حياتهم ونجاحاتهم التي يعملون لأجلها ومشاكلهم التي يجب عليهم أن يحلوها بأنفسهم والتي يجب عليها أن تبقى كذلك، مشاكلهم هم. لا يجب أن تتولى أنت بنفسك علاج هذه الأمور لأنك نفسك تملك حياتك الخاصة وأهدافك ومشاكلك. إذا كنت تظن أنني أنصحك بألا تتعاطف مع الآخرين فاقرأ الاستراتيجية القادمة.
- تجنب اللوم
لا تقل لهم: «لماذا أنتم سلبيون هكذا؟»، سينكرون بالطبع أنهم سلبيون، وقد يصفونك بعدم المراعاة والقسوة، وحتى إن اعترفوا بأنهم سلبيون، ما الذي استفدته؟ ببساطة، نحن لا نقوم بعمل بحث عن أسباب السلبية، فحتى إن كانت لديهم أسباب لسلبيتهم، هل نجعلهم إذا يغمروننا بها؟ بالطبع لا. الأسباب ليست مهمة وسواء توقفوا عن سلبيتهم أم استمروا عليها، لومهم على سلبيتهم لن يؤثر بالإيجاب بل سيجعل سلبيتهم تطفح في وجهك أكثر، الأفضل هو أن تعطيهم مثالاً حسناً في التعامل مع الآخرين و أن تعاملهم كما تحب أن يعاملوك: بلطف ورفق ولين ومحبة وتعاطف لكن بدون أن تؤذي نفسك.
- تحدث بهدوء
قد يكون الموضوع مزعجاً عندما يتحدثون أمامك عن صديق/ة بشكل سيء، أو عندما يشتكون بكثرة وبتكرار عن مشكلات حياتهم التي لا تنتهي، كأنهم هم الوحيدون ذوي المشاكل في الكون. لكن مهما حدث، حاول دائما ألا تفقد أعصابك حتى لا يقع الخطأ عليك وتظهر أنت بمظهر الشخص الذي لا يراعي الآخرين. لا تتجه أيضاً إلى استعمال أسلوب الهجوم الهادئ بوجه مبتسم، مثل أن تقول لصديقتك الشكاءة بصوت هادئ وأنت تبتسم: «أنتي تذكريني بابنة أختي، الرضيعة». هذا الأسلوب المستفز يثير الطرف الآخر ويستفزه وقد يؤدي إلى إيذاء الشخص الآخر وتدمير العلاقة، ليس هذا ما نريده. ما نريده هو التحدث بهدوء وبدون عصبية، تكلم معهم كما تحب أنت أن يتكلموا معك، وإذا وجدت نفسك تنجرف إلى العصبية فحاول تغيير الموضوع بسرعة أو اعتذر وغادر المكان، لا عيب في ذلك إن كان ذلك سيمنع أن تثور في وجههم.
- كن صارما
إذا أردت أن يحترم الآخرون الحدود التي تضعها، يجب عليك أن تحترمها أنت نفسك أولاً، خاصة الحدود التي تضعها لكي تحمي نفسك من الأذى، يجب أن تحافظ على وقتك، وطاقتك، كرامتك ومعتقداتك. عندما يعبر أحدهم الخطوط الحمراء الخاصة بك يجب أن تمنعه. لا يجب أن يكون المنع قاسياً كما وضحت في النقاط السابقة لكن يجب أن يكون صارماً حتى يلتزم الآخرون به.
- ابحث عن الإيجابي
ابحث عن الأشياء التي تعطيك طاقة إيجابية، سواء كانت مسلسلات تلفزيونية أو أفلاماً مفضلة، أو كانوا أفراداً من عائلتك أو بعض الأصدقاء، أو أنشطة معينة كالذهاب إلى الصالة الرياضية أو الركض او القراءة مثلا، فالابتعاد عن السلبية والسلبيين قد يوحي لك بخلو حياتك من المشاعر، لذلك بدلاً من العودة إلى سابق عهدك لتملأ حياتك بالسلبية، جرب الأشياء السابقة.
ماذا لو أصبحنا نحن أنفسنا السلبيين؟
ليس في الموضوع عيب، وليست السلبية وصمة أو عارا. فمن الممكن أن يكون تأثير من كانوا حولك باقيا حتى بعد أن ابتعدت عنهم، فقد يدوم تأثير السم بعد اللدغة لمدة طويلة، كذلك قد تكون السلبية نابعة من ظروف الحياة التي لا تكون دوما على ما يرام، لكن الاستسلام للسلبية والغرق فيها مرفوض تماماً، وبالطبع لا أحتاج أن أقول أنه لا يجب عليك أن تنشرها، وإليك بعض النصائح التي ستساعدك حتماً في التعامل مع السلبية النابعة منك أنت:
استراتيجيات للانتصار على السلبية:
- ركز على ما تشعر به الآن فقط
إذا كنت حزيناً الآن، لا بأس، يحق لك أن تحزن وأن تعرب عن حزنك، لكن لا يجدر بك أن تقول أنك لطالما كنت حزيناً وبائسا وأن المستقبل كله أسود. حاول أن تركز على ما تشعر به الآن فقط.
- يمكنك أن تشارك الأفكار الحزينة مع شخص قريب لك
يمكنك بالطبع أن تشارك أحزانك مع من حولك. لكن، إذا زاد الأمر عن قدرتهم على الاحتمال فربما يكون الوقت مناسباً لزيارة متخصص.
- قم بشيء لطيف من أجل نفسك
كافئ نفسك، اعمل وقتاً أقل، اذهب في عطلة، كل قطعة الكعكة التي تحبها، اقض وقتاً مع أصدقائك وأقاربك وأعط نفسك بعض الراحة.
- فكر في الأمور الجيدة في حياتك
لابد من شيء جيد، أولادك، أو عملك، أو أهلك، او أصدقاؤك. فكر في كل الأشياء التي تجعلك ممتناً وسعيداً.
- كل جيداً. نم جيداً. كن نشيطاً.
أحيانا يكون تأثير الحياة النشيطة والصحية كالمعجزة على نفسية الإنسان، لذلك لا تقلل من قدر النشاط والاهتمام بالجسد، فكلما اعتنيت بجسدك كلما زادت إيجابيتك.
في النهاية، يجب التنويه على أن هذه المقالة ليست بديلا عن الذهاب إلى الطبيب النفسي أو المختص عندما يتطلب الأمر ذلك.
المراجع:
https://theblissfulmind.com/how-to-deal-with-negative-people/
https://myhealth.alberta.ca/Health/pages/conditions.aspx?hwid=abl0335