"مشروع على خطاه” إحياء درب الهجرة النبوية وتحويله إلى معلم ثقافي وسياحي عالمي

في قلب الصحراء الممتدة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وعلى طول الطريق الذي سار عليه نبي الرحمة محمد -صلى الله عليه وسلم- في رحلته التاريخية للهجرة تتجدد اليوم الحياة بروح الماضي وعبق الإيمان مشروع “على خطاه” هو مبادرة سعودية رائدة تهدف إلى إحياء مسار الهجرة النبوية وتحويله إلى معلم حضاري وثقافي وسياحي يجمع بين القدسية الدينية والحداثة العمرانية والنهضة الاقتصادية ليكون شاهداً على تاريخ عظيم ومستقبلاً مزدهراً في آنٍ معاً
-إحياء المسار النبوي بين القدسية والتوثيق
يمتد مشروع “على خطاه” عبر أكثر من 400 كيلومتر متتبعًا مسار الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة والذي استغرق قرابة 8 أيام قطعها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- برفقة الصديق أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-المشروع لا يكتفي بتحديد الطريق فحسب بل يعمل على توثيق كل محطة توقف فيها النبي وإحياء معالمها بدقة تاريخية مع الاستعانة بفرق من المؤرخين والباحثين لإعادة سرد قصة الهجرة بأسلوب معاصر ومؤثر
-مزيج من الأصالة والتقنية الحديثة

اللافت في مشروع “على خطاه” هو الدمج الذكي بين التاريخ والتكنولوجيا فكل محطة على الطريق تم تزويدها بأنظمة تفاعلية ذكية تعرض معلومات تاريخية موثقة عن الحدث الذي جرى فيها مع إمكانية استخدام الواقع المعزز لرؤية محاكاة بصرية لما كان عليه المكان قبل 1400 عام يمكن للزوار استخدام تطبيق خاص للمشروع على الهواتف الذكية لتلقي الإرشادات والتوجيهات والمعلومات أثناء الرحلة
-محطات توقف متكاملة راحة الزوار أولوية
لتحقيق تجربة سياحية متكاملة تم إنشاء محطات توقف تشمل مرافق خدمية راقية ومطاعم متنوعة تقدم المأكولات المحلية والعالمية إضافة إلى مناطق استراحة وفنادق مبيت تناسب جميع الفئات وتم تصميم هذه المنشآت بطابع عمراني يجمع بين الروح الإسلامية واللمسات المعمارية الحديثة مما يجعل من كل محطة تجربة فريدة تجمع بين الراحة والإلهام الروحي
-أثر ثقافي عميق يلامس القلوب

لا شك أن إعادة إحياء مسار الهجرة يحمل قيمة ثقافية هائلة فالمشروع يمثل جسرًا بين الماضي والحاضر ويمنح المسلمين من مختلف أنحاء العالم فرصة استثنائية لتتبع خطوات النبي المصطفى واستشعار معاني الصبر والإيمان والتضحية التي تجلت في كل لحظة من رحلته كما يوفر المشروع منصة تعليمية حية للأجيال القادمة لفهم أحداث السيرة النبوية في سياقها المكاني والزمني الواقعي
-نموذج جديد للسياحة الدينية في السعودية
في ظل رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتنويع الاقتصاد وتعزيز السياحة يشكل “مشروع على خطاه” خطوة استراتيجية لاستقطاب ملايين الزوار الراغبين في الجمع بين السياحة والروحانية فالسعودية لم تعد مجرد مقصد للحج والعمرة بل باتت تقدم تجربة دينية وسياحية شاملة تربط الزائر بجذوره الإسلامية وتمنحه فرصة لا تُنسى جدوى اقتصادية مستدامة
من الجانب الاقتصادي يُتوقع أن يسهم المشروع في تحفيز قطاعات متعددة مثل الضيافة والنقل والخدمات اللوجستية بالإضافة إلى فتح فرص استثمارية واسعة أمام رواد الأعمال المحليين والدوليين كما يوفر المشروع آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة ويساعد على دعم المجتمعات المحلية الواقعة على طول الطريق مما يعزز من النمو المتوازن للمناطق الريفية والصحراوية
-المسار النبوي مستقبل واعد بروح الماضي

يُعد مشروع “على خطاه” أكثر من مجرد مسار سياحي إنه رحلة روحانية ووجدانية تعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والتاريخ والدين إن السير على نفس الخطى التي سار عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أماكن تحتفظ بصدى خطواته لهو تجربة قادرة على تغيير حياة الإنسان وإحياء إيمانه
-ادعم المعرفة وانشر الخير
إذا لامست كلمات هذا المقال قلبك ووجدت فيه ما يُنعش الروح ويُلهم الفكر فلا تبخل بمشاركته مع من تحب انشر رابط المقال على منصات التواصل وكن سببًا في إيصال هذه المبادرة المباركة لكل مسلم يتوق لملامسة التاريخ وسبر أعماق الإيمان
دع الخير يعم وانطلق معنا على خطاه

محمد عبد الباري
كاتب و روائيكاتب و روائي مصري ساهمت ببعض الكتابات والقصص القصيره التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى ولاقت تفاعلا واسعا كما ان لي كتابات و مقالات عدة في مجال المال و الاعمال و التنميه البشرية