مستوحى من موقع Pineterest .. كيمياء الجسد وعلاقتها بمستويات سعادة الإنسان
من الممتع جدًا أن نشعر بالسعادة، ونقف في لحظات السعادة للحظات ونشعر بالامتنان لواهب هذه اللحظات السعيدة التي نشعر بها، ولكن أتدرون ما هو الأمتع؟ أن نفهم ماهية السعادة والشعور الطيب الذي يدخل صدورنا.
السعادة مقسومة إلى أربع أقسام ( من رأيي بعد أن رأيت الصورة :))) ) : الشعور بالإنجاز، والشعور بالحب، والحالة المزاجية الجيدة، والشعور بتخفيف الألم أو (الطبطبة). ولذلك أود أن أشارككم 4 هرمونات كيميائية تفرزها أجسادنا خلال كل حالة من الحالات الأربع، وما هي الأنشطة اليومية التي تجعلنا نصل لتلك النتائج المرضية.

لكن دعونا نتفق أن هناك نشاطًا يجمع بين الأربع حالات تلك.. نعم، إنها تلاوة القرآن❤ نسأل الله أن يجعلنا أهلًا للقرآن ومن أهل القرآن. بسم الله نبدأ:
هرمون الدوبامين Dopamine
أشهر هرمونات السعادة، يفرز الجسم هرمون الدوبامين عند الشعور بالإنجاز، أو إتمام عمل شاق أو مرهق، لذا يسمى أحيانًا بـهرمون الإنجاز، لذا، يوصى بفعل هذه الأنشطة التالية للحصول على جرعة من الدوبامين بشكل فعال:
- قم بإنجاز المهمات الصعبة بداية اليوم: أدمغتنا تهوى الكسل .. صدق أو لا تصدق .. وبالأخذ بالاعتبار بما ذكرناه مسبقًا، فإننا يجب أن نجتهد في إتمام الأعمال المنزلية والتمارين الرياضية والعبادات التي تثقل على النفس، وأيضًا القيام بالواجبات أو المهام المطلوبة من صاحب العمل أو المعلم في الصف
- قم بالتجارب الجديدة: وأيضًا الدماغ يتثاقل ويشعر بالقلق إزاء التجارب والأنشطة الجديدة التي قد يجد نفسه مرغمًا عليها، لذا، فإن الخوض في تجارب جديدة تجاه رياضة أو تمرين أو عمل أو مهارة أو حتى وجبة أو نوع من الطعام لم تكن لتجربه أبدًا من الأمور المرضية جدًا فعلها وستجد نتائجها لاحقًا.
- الاستحمام بالماء البارد: لقد جرب صديقي لمدة شهر كامل الاستحمام يوميًا بداية كل صباح بالماء البارد فترة الشتاء، ووجد في نفسه شعورًا رائعًا لم يجربه من قبل، بحكم الموسم والأجواء التي يصعب فيها حتى الوضوء!! فإن الأمر بحد ذاته محفز للدورة الدموية مما يساعد على الدفء والشعور بالحيوية خلال فصل الشتاء.
- أخذ قسط كافٍ من النوم: فإنه لا يخفى عليكم أن في المثل القائل ( النوم سلطان ) فلا أعتقد أنه يجب علي الاستزادة في الكلام😂 ولكن بشرط أن يكون النوم ملائمًا ومبكرًا، وليس بعد ساعات الفجر الأولى وأنت تتصفح إحدى المنصات الاجتماعية..
هرمون السيروتونين Serotonin
وفي قول أخر، هرمون تعديل الحالة المزاجية، من أهم هرمونات السعادة، وله بالفعل بعض الأنشطة والأعمال التي تساعد الجسم على إفراز ذلك الهرمون:
- تناول الوجبات الغذائية عالية الفائدة: إن الاهتمام بطبيعة ما نأكله يؤثر فينا بشكل أو بأخر، لذا فإنه علينا النظر في نوعية الاكلات التي نتناولها يوميًا، وإن كانت تؤثر فينا سلبًا فيجب أن نقوم بإلغائها تمامًا، بل والأفضل أن نقوم بإعداد برنامج غذائي صحي لأنفسنا بالوجبات التي نفضلها أيا كانت، ونقوم بتنظيمها وإعدادها بشكل صحيح وصحي.
- التعرض لأشعة الشمس بداية اليوم: أظهرت الأبحاث أن التعرض للشمس بداية كل صباح يساهم في امتصاص الجسم على فيتامين C ، وهو من أهم فيتامينات تقوية المناعة، وبالعودة للهرمون الذي معنا، فإن مجرد رؤية النور يبعث بحافز إيجابي لأي واحد منا، خاصة في بداية اليوم أو الدوام.
- ممارسة رياضة التأمل: إن القيام بالتأمل، وهي تدريب العقل على النظر في نفسه ووعيه والنظر في أسماء الله الحسنى وصفاته، لربما من أنفع وأقرب الأعمال المساعدة على تحسين الحالة المزاجية على مدار اليوم، بل وكل يوم، وأيضًا يحصل بها العديد من المنافع الذهنية كزيادة التركيز، و تقليل الشعور ببوادر الاكتئاب وما شابهها من مشاعر سلبية.
هرمون الإندورفين Endorphin
ويسمى أيضًا بـهرمون تخفيف الألم، لربما إن لم يجري الله سبحانه هذا الهرمون بنا، لم أكن حتى لأكتب ذلك المقال، من أنفع النشاطات التي يمكن القيام بها لإفراز هذا الهرمون ما يلي:
- القيام بأعمال فنية: نعم، بعض الدراسات الحديثة أظهرت أن التعرض للمواد الفنية سمعية أو بصرية كالرسوم و الموسيقى، تساهم في تحسين المزاج (السيروتونين) وأيضًا الشعور بتخفيف الألم، لذا إن كانت الموسيقى صعب القيام بها، فإن الرسوم والفنون الأدبية والنثرية وتعلمها والقيام بها يساعد في ذلك كثيرًا.
- مشاهدة المقاطع المضحكة أو قراءة الأشياء الكوميدية: إن الضحك يحفز بشكل كبير إفراز الاندورفين بالجسم، ومن منا لم يشعر بالضحك الخفيف بعد موقف مؤلم، فشعر بألم أقل وشيء من السعادة.
- التمارين الرياضية بانتظام: فإن القيام بالتمارين الرياضية يفيد أيضًا بإفراز ذلك الهرمون، لذا فإن تخصيص ساعة ونصف فقط للقيام بالتمارين الرياضية خلال اليوم سيفيدك بالهرمونين (الاندورفين و الدوبامين).
هرمون الأوكسيتوسين Oxytocin
من أجمل هرمونات السعادة ويسمى بـهرمون الحب، وكما يدل الاسم فإن الأنشطة او الأمور المحفزة لهذا الهرمون ليجري في الجسم هي:
- قضاء وقت مع من تحب من الأصدقاء والعائلة: التجمعات العائلية والرحلات مع الأصدقاء والأهل، أو حتى الجلوس معهم والاستمتاع بكوب من الشاي على صوت إذاعة القرآن الكريم أو أغنية هادئة تفضلونها سويًا، هذه التفاصيل البسيطة تزيد في سعادتنا بشكل لحظي وفعال.
- المبادرة بأفعال اللطف والكرم: القيام بالأعمال الخيرية وإخراج الصدقات، والسعي إلى مساعدة القريب والغريب في أوجه الخير، كمسألة رياضية مستعصية، وفك ضيق شخص ما يبحث عن وظيفة أو مساعدة من يبدأ في نشاط جديد، أو دعم من يريد الدعم للاستمرار في أحد الأمور النافعة، لهو من الأمور التي تسعدني وتسعد أي شخص يتمنى السعادة لنفسه وللغير. بل إنها من أوجه السعادة الحقيقية التي فيها كل مشاعر الرضا والطمأنينة والثقة في الله وحسن الظن به.
ختامًا لهذا المقالة الممتعة أسعد الله أيامكم، ورزقكم خير الدنيا والاخرة.