الوقت نعمة من الله تعالى وهو رأس مال الإنسان فيستغله الإنسان إما بالخير وإما بالشر، بما يعود عليه بالنفع أو بما يعود عليه بالضر، إذًا فإننا سنتعرف في هذه المقالة عن تنظيم الوقت معناه، اهميته، كيفيته.
قصة:
دخل أستاذ إلى القاعة:
وسأل طلابه : إذا كان معكم(86400)دولار،وسرق أحدهم (10)دولارات،فهل ستلاحقونه وأنتم تحملون في يدكم(86390)دولارًا، أم ستتركونه وتكملون طريقكم؟ جميع الطلبة أجابوا :بالطبع سنتركه ونحتفظ بالباقي.
قال الأستاذ:في الواقع معظم الناس يفعلون العكس تمامًا، وجميعهم يفقدون ال (86390 )دولار مقابل(10)دولارات!!.
اقرأ ايضا
قالوا:هذا مستحيل! كيف ومن يفعل ذلك؟؟ قال: ال(86400 )هي في الواقع عدد الثواني في اليوم الواحد، ومقابل كلمة مزعجة يقولها لك أحدهم، أو موقف أغضبك في (10)ثواني، ستبقى تفكر في ذلك الموقف لبقية اليوم وتجعل ال (10) ثواني تفقدك ال(86390)ثانية!.
ما هو تنظيم الوقت؟
بعد أن تأملنا هذه القصة الآن لنتعرف على معنى تنظيم الوقت.
تنظيم الوقت :هو عملية من خلالها يتم ترتيب المهام التي سيتم تحقيقها وإنجازها في وقت معين.
وتنظيم الوقت هو بداية لخير عظيم فترتب أولوياتك، حياتك، نظام معيشتك، رياضتك، غذاءك.
أهمية تنظيم الوقت:
- النفسية الجيدة والشعور بالإنجاز بالتالي تعزيز الثقة بالنفس.
- البعد عن الباطل والإنشغال بإصلاح النفس.
- إنجاز أعمال أكثر وتحمل المسؤولية (مسؤولية نفسك).
- بناء مستقبلك.
سلبيات عدم تنظيم الوقت
- الشعور بالضياع والإكتئاب.
- الكسل وزيادة التأجيل والتسويف.
- بداية الأمراض القلبية من حقد و غل على الناجحين وكره الخير والنجاح لهم.
- ضياع حياتك وفرص كثيرة عليك.
- تفوق أقرانك عليك.
- من لا يهتم لوقته ويكون متاح للناس في جميع الاوقات يستهان به.
- الإنشغال بالباطل واللهو.
- البعد عن الخالق جل وعز و الانشغال بالمعاصي.
- التعلق بالتفاهات التي تزين لك وحشة الملل.
- الفراغ القاتل والملل ومن الممكن بسبب الفراغ الذي يؤدي إلى الإكتئاب وبالتالي من الممكن أن تؤدي إلى الإنتحار وإيذاء النفس.
كيفية تنظيم الوقت
قد يتبادر الى ذهن القارئ :
حسنًا الآن أعرف معنى تنظيم الوقت، وأهميته، وسلبياته، ولكن كيف أبدأ؟أقول لك: لا تقلق.
هذه بعض النصائح:
- أصلح نومك النوم.. النوم وما أدراك ما النوم فالجسم كالهاتف إذا لم نزوده بالطاقة سيهلك نم ٨ ساعات بالليل وليس بالنهار إذًا ماذا استفدنا!!فالليل هو وقت النوم والراحة.
- اعتن بغذائك لا أقول ممنوع سكر الى أن تموت لا، تناول سكريات ولكن باعتدال ولو أكثرت من السكر أدخل بيومك وجبات صحية فحاول أن يتنافس الغذاء الصحي مع السكريات ضع في بالك أن السكر لن يختفي بيوم وليلة تمهل.. ^_^.
- ضع قائمة يومية(to do list)قبل الدراسة، العمل، في بداية اليوم، في نهايته لتحديد ماذا ستفعل انها تجميع للافكار بدل أن تتطاير بالدماغ مع مراعاة ترتيب الأهداف من الأهم، للمهم، الى الأقل أهمية.
- لا تجلس كثيرًا مع الناس لا أقول لا تجلس ولكن خفف، اجلس مع نفسك برهة ومعهم برهة ولا تنسى أن تخصص وقت لخالقك.
- ضبط الوقت للمهمة وعند هذه النقطة فأنا أنصح بتطبيق(forest)فهو يشجع على بناء العادات لتكبر مزرعتك.
- الإستيقاظ مبكرًا ففيها بركة.
- عدم التسويف بإضاعة الوقت فيصبح كسلًا يومًا بعد يوم ويصعب التخلص منها لأنها تصبح عادة.
- الإنشغال بالمفيد (كالقراءة، كتابة، عمل، الدراسة، الرسم، ممارسة الرياضة، تعلم فنون قتالية، مساعدة الأهل، هواياتك، عناية بنفسك، ولاننسى الترويح عن النفس).
- التخلص من ادمان الهاتف وهذه سأتركها لكم لكي تبحثوا عن الطرق.
- تحديد أهدافك بالتفصيل مثلًا:لا تقول أريد أن أنزل بالوزن بل حدد أريد أن أخسر (10)كيلو خلال (٣)أشهر من خلال كذا، وممارسة الملاكمة يوميا، أي حدد الهدف+الوقت +الطريقة، بالتفصيل الممل كأن حياتك عبارة عن خطة دقيقة لا ترضى خلالها يأي خلل بل بين بين.
أقوال عن تنظيم الوقت
أقوال المفكرين
- "ليس من يعمل لساعات أكثر هو الأنجح فمقياس النجاح ليس بزيادة ساعات العمل إنما الثمار المجنية من هذا العمل"
- "الوقت لا يدار، إنما ندير أنفسنا وطاقاتنا من خلاله"
- "الإنسان العادي لا يهتم لمرور الوقت، لكن الإنسان الموهوب يُقاد به"
- "ليس المهم أن تكون مشغول مشغول، بل المهم هو الذي أنت مشغول به".
- "الذي يسئ استخدام الوقت هو أول من يشتكي من قصره".
- "الوقت كالدراهم، وهي الدرهم الوحيد الذي تملكه، وأنت تقرر أين تصرفه، فلا تدع الأخرين يصرفونه لك" .
- "الشخص الذي يجرؤ على تضييع ساعة واحدة من وقته لا يدرك قيمة الحياة".
دوليًا:
"إدراك الوقت من أهم العلامات الفارقة بين الأمم المتقدمة والمتأخرة..."
من أقوال الصالحين:
"أدركت أقوامًا كانوا على أوقاتهم،أشد منكم حرصًا على دراهمكم ودنانيركم"
_الحسن البصري.
لماذا نعرِّض أنفسنا لكل هذه السلبيات ولماذا نهدم مستقبلنا وندمر نفسياتنا، ونحرم أنفسنا من لذة الإنجاز، ونحرمها من التقرب لخالقها، ونفسح للغل والحقد والامراض النفسية مجالًا ومجلسًا...ونحرم أنفسنا من الشعور بالإطمئنان والراحة والسرور ونفسد انفسنا ونبعدها عن الصلاح ونسير بلا هدف تائهين، ضائعين... فتخيل معي إنسان منتظم منظم يعرف أين يذهب وقته، يرتب مهامه وأهدافه من الأهم للمهم فالأقل أهمية ويسير على خطى ثابتة يعمل رياضة، يتقرب من ربه عز وجل، ويعمل وينجز، مستقل ماديًا.
وبين إنسان همه أن توفر له أساسيات الحياة وهو جالس فارغ خارجيًا وداخليًا ليس لديه هدف، ولا حلم، ولا طموح، والانسان يستغرب من أن يسأل أنسان ما خططك للمستقبل فلا يكون لديه خطة!! ولا هدف! أنا صدقوني لست أفضل ممن يقرأ وكثير ما ضيعت أوقاتي ولكن أحاول وأريد أن أكون مثل الشخص الأول الذي يحاول ويعمل على نفسه وأكره أن أكون الشخص الثاني المهمل لنفسه، وحياته، ومسؤوليته.
Salam Hamdallah
كاتبة مقالاتمرحبا أنا سلام، ما زلت طالبة أجتهد على نفسي لبنائها. أكتب المقالات على نثري، وأتمنى أن تعجبكم وتستفيدوا منها.
تصفح صفحة الكاتب