ليالي أوجيني : "يا روايح الزمن الجميل هفهفي"
في ظل ما نشاهده من أعمال رمضانية يرتقي عدد كبير منها إلى التمييز إخراجا وقصة على غرار مسلسل عوالم خفية وإختفاء وضد مجهول وغيرها..
يشع عمل لم يحتوي على قصة بوليسية مشوقة ولا مشاهد أكشن تسرق الأنظار وتبهر المشاهد بتقنياتها المتطورة ولا هو حامل لألغاز وقضايا شائكة تحيير المشاهد ,تسللت قصة بسيطة إلى قلوبنا... قصة ينعدم فيها العنف شكلا ومضمونا لتحل محله "العاطفة" , هذا المفهوم الذي افتقدناه في أعمال اخرى وإن وجد نجده بصفة ضمنية غير معلنة.
أخذنا هاني خليفة إلى زمن الأبيض والاسود, زمن العاطفة الصادقة , فلونه برومانسية تلمس القلوب لشدة صدقها وتفردها.
كريمان وفريد بطلان لقصة حب مفروضة عاطفية ومرفوضة إجتماعية...قصة تتمحور بالأساس حول صراع بين أحكام العاطفة وسلطة العقل.
تمكن رائع من حيث كتابةالسينلريو والحوار للمؤلفتين سماء أحمد وإنجي قاسم فكل حوار بين الشخصيات سواء كان ثنائي أو جماعي يحتوي على لغة متفردة تخص زمن الأربعينات بأناقته اللغوية ورقي مفرداته.
اقرأ ايضا
كل مشهد من مشاهد العمل هو بالنسبة لي لوحة فنية متكاملة الأركان من أداء مبهر لجميع الممثلين دون إستثناء وإخراج متألق كالعادة لهاني خليفة وموسيقى تصويرية ممييزة لهشام نزيه تتناغم مع مشاهد العمل وديكور اضفى واقعية كبيرة للأحداث و أذابنا في تلك الحقبة التاريخية . لأنتظر في كل حلقة إطلالة ظافر العابدين و أمينة خليل التي تخرجنا من عالمنا الملئ بالمشاعر الإلكترونية المقتضبة إلى عالم أخر نلمس فيه المشاعر لحما ودما بلغة كلاسيكية تأسرنا بكلامها المنمق الشبيه بكلام اللأغاني الرومانسية القديمة.
أشيد على وجه الخصوص بأداء إنجي التي أثبتت هذا العام أنها ممثلة كبيرة تفوقت على ذاتها في أداء شخصية 'سوفي' بشكل أقل ما يقال عنه بارع.
تحية تقدير إلى صناع "ليالي أوجيني" النقطة المضيئة في الدراما الإجنماعية ذات الطابع الرومانسي هذا العام.