لماذا ينجذب الناس إليك دون سبب واضح؟.. سِر الطاقة التي لا تُرى

هل لاحظت يومًا أن أعين الناس تتبعك بلا تفسير منطقي؟ ربما في الشارع، أو في مقهى مزدحم، أو حتى بين أصدقاء مقربين، تجد أن النظرات تتكرر، كما لو أن شيئًا فيك يلفت الانتباه دون أن تتكلم أو تقوم بشيء غير اعتيادي.
- قد تتساءل: هل هناك خطبٌ ما؟ هل مظهري غريب؟
لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير. إنها طاقة. ليست تلك التي نراها في الأفلام أو نقرأ عنها في القصص الخيالية، بل طاقة حقيقية، نابضة، نابعة من داخلك.
الضوء الخفي فيك:قوة لا تُفسَّر بالكلمات
كل إنسان يحمل ترددًا خاصًا، مزيجًا من المشاعر والأفكار والنيات، يشكّل هالة غير مرئية تحيط به. عندما تكون في حالة من الانسجام الداخلي — مليء بالحب، ممتن للحياة، واثق دون تكبّر — فأنت ترسل إشارات صامتة يلتقطها من حولك دون وعي.
مثل منارة في بحر ضبابي، تُضيء طاقتك طريق الآخرين، حتى لو لم تكن تقصد ذلك. البعض يشعر بالراحة قربك، وكأنك حضن هادئ في عالم صاخب. والبعض الآخر قد يشعر بعدم ارتياح، لا لأنك تؤذيه، بل لأنك تعكس له ما يحاول إنكاره بداخله.
حين تصطدم الذبذبات
طاقتك العالية لا تمر مرور الكرام. إنها تُحدث موجات. في عالم يضج بالمشاعر المنخفضة — كالخوف، الغضب، والقلق — تصبح طاقتك مثل زهرة متفتحة في موسم غير متوقع.
البعض يرى فيك أملًا: "إن استطاع أن يكون هادئًا ومتوازنًا، فربما أستطيع أنا أيضًا."
والبعض الآخر يشعر بصراع داخلي: "لماذا يشعر بهذه الراحة وأنا لا؟"
ولكن هنا يكمن جمال الأمر: ردود الفعل ليست انعكاسًا لك، بل انعكاسًا لهم. عندما تفهم هذا، تهدأ، وتدرك أنك لست بحاجة لتغيير نفسك لإرضاء أحد.
لغة لا يتقنها إلا القلب
الأطفال والحيوانات من أكثر الكائنات اتصالًا بهذا النوع من الطاقة. هم لا يتعاملون مع الأقنعة الاجتماعية أو التوقعات. تراهم ينجذبون لك، ينظرون في عينيك بفضول أو يقتربون منك بثقة، دون سبب ظاهر.
إنه اختبار صادق لمدى صفاء ذبذباتك.
تأملات من جذور الحكمة
في الثقافات القديمة، لم تكن الطاقة مجرد مفهوم نظري. في الصين، تُعرف باسم "تشي"، وفي الهند "برانا"، وهي القوة الحيوية التي تدفق في الجسد والروح.
حتى الفيزياء الحديثة تؤكد أننا، في جوهرنا، نتكوّن من ذبذبات، وأن نوايانا قادرة على التأثير في الواقع.
فما بالك بطاقة مشاعرك؟
نعم، طاقتك تُشعر. تُؤثّر. تُلهم.
دع نورك ينعكس
حين يحدّق فيك أحدهم، لا تفكر تلقائيًا أن هناك ما يُحرجك. بل ربما رأى شيئًا جميلًا لا يستطيع شرحه.
ربما شعر بدفء، أو سكينة، أو تساؤل. ربما كنت مرآة لشيء مفقود بداخله.
لا تحاول أن تخفف من وهجك. لا تُطفئ نورك لأن البعض لا يفهمه.
بل امشِ بثقة، وازرع وجودك في المساحات التي تمرّ بها، تمامًا كما يفعل النسيم: يغيّر دون ضجيج.
ومضة أخيرة:
أنت أكثر من مظهر خارجي. أنت تردد، إشعاع، نبض حيّ.
وكل مرة يراك فيها شخص غريب، ربما يرى انعكاسًا لشيء يتوق إليه.
"إمشِ في هذا العالم كأنك رسالة محبة، ودع وجودك يصنع الفرق، بصمت، بلطف، وصدق."

Marwa sh
كاتبة مقالات متنوعة وكاتبة ابداعية بخبرة تجاوزت خمس سنوات وحقوقيةمروى كاتبة محتوى ومقالات إبداعية أعمل بهذا المجال منذ أكثر من خمس سنوات وأعطيه كل طاقتي وحُبي، اسعى إلى تطويره بإستمرار. سر نجاحي هو إعجاب المحيط من حولي والعملاء بعملي. أعطي أكثر لأنال أكثر.