لماذا يلاحقني الفشل؟ - رحلتي مع الفشل وانتزاع أشواكه
لم يمكن النجاح دومًا حليفي، بل قد ألقت بي الحياة مرارًا في آبار الفشل؛ حتى ترسخت جذور الإيمان بأنني فاشل لا محالة وتحولّت إلى إيمان وقناعة تامة، وانقضت فترة من عمري لا أتقبل فكرة أن وجودي له أي أهمية إطلاقًا! نعم لقد حدث فعلًا، ولم أردي بالًا لما كنت أقوم به لأزيد الطين بلة أبدًا.
وليد طه - رحلتي مع الفشل وصفات الفاشلين المشتركة
يطّل علينا البودكاستر المصري وليد طه عبر قناته على اليوتيوب ليروي تفاصيل مرحلة فشل ذريع انقضت من حياته دون أن يشعر بذلك، فقد تولدت لديه الرغبة في إنقاذ كل من يرى نفسه فاشل والأخذ بيده للنهوض مجددًا.
نوّه وليد طه خلال حلقته الرائعة إلى الصفات المشتركة فعلًا بين الفاشلين، استعدادًا إلى إحداثِ تغيير عميق في الشخصية والسلوك حتى تنتزع قيود الفشل، مشيرًا إلى مجرد الاعتراف بوجود مشكلةٍ ما أو رغبتك في التغيير يدل فعلًا على وجود مشكلة تحتاج إعادة النظر إليها، ليس مجرد شعورك بالإحباط وانعدام الرغبة بالاستمرار فشل، بل هناك أوجه وأشكال أخرى للفشل.
صفات مشتركة بين صفوف الفاشلين
الفاشل متعجرف وعدو الناجح
ما أثار انتباهي الإشارة إلى نوع من الفشل حقًا قد يكون المعظم يمّر به دون أن يشعر، الشعور بأنك الأفضل لا محالة، وأن أي شخص ناجح في محيطك لا يستحق ذلك أبدًا، فعلًا ستلاحظ أنه فشل، لأن الإنسان بهذه الحالة يبدأ في محاولة التقليل من شأن الآخرين حتى يبدو الأفضل، بمعنى آخر يخلق لنفسه غرفة مظلمة حسب وصف طه يلجأ إليها ليعيش في قصور الأوهام التي بناها في مخيلته، لكنها ليست إلا فترة وتمضي.
نعم فترة وتمضي وستبدأ تشعر بأنك تواجه الواقع الحقيقي وبكل جرأة وصراحة، وستلاحظ بأنك لا شيء، هنا يتجلى المعنى الحقيقي للفشل، ومن المؤسف أن ضغينة الحقد تتضاعف لدينا بدلًا من التركيز على أهدافنا مثلًا، بل ينصب الاهتمام والتركيز على الآخرين فقط!
الفاشل مؤذي لمن حوله
الفاشل قد يكون بؤرة أذى لغيره، لكن حتمًا سيعود الأذى إليه بما يتولد لديه من الكره والحقد والبغضاء وغيرها، ما يجعله يتجاهل تمامًا أي محاولات للنجاح أو البروز بطريقة إيجابية.
ففي المرحلة التي نمّر بها ستترك أثرًا ودرسًا لن ننساه، لكن المسألة تكمن بكيفية التعامل مع الأمر بطريقةٍ إيجابية بالتعلم، والإيمان بأن الإنسان قابلًا للتعلم والتطور طالما بقي حيًا،
تأجيل عمل اليوم إلى الغد
كما من صفات الفاشل أيضًا التسويف أو حسب رأي وليد طه "متلازمة ليس الآن"، فإننا جميعًا تهب عاصفة من الأفكار المذهلة يوميًا لكننا نفضل التخلي عن فكرة التنفيذ اليوم، حتى نبدأ بها في وقت آخر، فإن الفاشل يخطط ويقتني ولا ينفذ إطلاقًا، علمًا بأن الإنسان قادر على تطوير ذاته، وطالما أجل أعماله؛ فإن الآخر سيكون أكثر نجاحًا وسرعة في تحقيق أحلامك باعتبار وجود أفكار مشتركة مع الآخرين، لذلك بمجرد ما برزت الفكرة انطلق في التنفيذ دون تأخر حتى تبدأ خطوة الألف ميل من التغيير.
الفاشل يسعى في المطلق دون بوصلة
أما بالنسبة لمتلازمة السعي في المطلق فإنها صفة إضافية في الفاشل، فإنه إنسان يسير بلا بوصلة ولا يطمح لتحقيق هدف معين، بل أنه يمضي بالمطلق حسب وصف وليد طه، فإنه الأشبه بإنسان هائم في الصحراء لا يدري أين يمضي.
كذلك الأمر بالنسبة لأحلام اليقظة التي تجعلك ترسم أحلامًا وردية لتستيقظ في يومٍ على واقع بائس، إذ لا يضع الحالم سقفًا أبدًا بل يتخطاها حتى يصل عنان السماء ويسقط مغشيًا عليه في أسفل السافلين نتيجة عدم المصداقية، فإنه قد بلغ الطموحات دون السعي إليها حتى في أحلامه، ذلك هو الفاشل، أما الناجح من يعيش واقعه ويبدأ بالتخطيط والسعي والبناء حتى يحقق تلك الأحلام الوردية ويجعلها واقعًا.
كما أن الفاشل محكوم للظروف فقط، لا يضع أي مواعيد وحدود إطلاقًا؛ بل يجعل حياته رهن الظروف، رغم التعب والإرهاق الذي يصيبك عند بدء التغيير في الروتين إلا أن الاستمرار عليه سيكون أكثر تعبًا على الإطلاق.
لم يكن الأمر كارثي كما تقدم فحسب؛ بل أن الاستهزاء وعدم الجدية أمر كارثي أكثر من أي وقت مضى، فإن أخذ الأمور على محمل المزاح دون أي جدية نوع من الفشل الذريع، فإن الإنسان بهذه الحالة يقلل من مكانته بين الآخرين من كثرة المزاح والتعليقات الساخرة على الآخرين، فإن الأمر يحتاج إلى التحرك نحو العمل بجدية ونشاط لتحقيق أهدافك.
كما أن الفاشل عاجز كليًا عن ترتيب أولوياته وتقسيم وإدارة وقته تمامًا، فإنه يستنزف وقته تمامًا في الأمور التافهة.
ختامًا، فإنك بحاجة إلى المضي قدمًا في تطوير ذاتك وتعزيز قدراتك حتى تكون ناجحًا بعين نفسك أولًا، ثم بعين المجتمع، الخروج من دائرة الأوهام المرسومة تمامًا، امضٍ نحو المستقبل الذي تحلم به بتحقيق الأحلام وجعلها واقعًا.
المراجع
إيمان الحياري
كاتبة محتوى تقني ومنوعكاتبة محتوى إبداعي واحترافي أشغف في إثراء المحتوى العربي، هدفي إفادة الشباب العربي بالمعلومات المستوحاة من مصادرها الموثوقة وتقديمها بأبسط ما يمكن لتكون متوفرة فور البحث عنه.
تصفح صفحة الكاتب