كيف تكتب سيرة ذاتية غير قابلة للاستبعاد من قبَل مسؤول الموارد البشرية؟

رغد حمزة

محامية، كاتبة

متابعة

أكثر ما يشغلنا كشباب وخريجين أمر السيرة الذاتية والتي هي اللَّبِنة الأولى في طريقنا الوظيفي الذي نسعى فيه لأفضل المراتب دوماً، ما الأخطاء التي نرتكبها في إنشاء السيرة الذاتية؟ وكيف نتجنب أن تبدو سيَرنا الذاتية قابلة للاستبعاد؟ وكيف ينظر إليها خبير الموارد البشرية؟ هذا ما سنتطرق إليه في هذا المقال، أتمنى لكم الإفادة.

ما هي السيرة الذاتية؟

السيرة الذاتية هي الصفحات التعريفية عنك شخصياً ومهنياً، ويوجد فيها المعلومات التي ترغب أنت أن تعرفها عنك الجهات المهنية وكوارد العمل، ويقال أنها "التسويق الذاتي"، أي أنها كما التسويق لمنتج حين تقوم بكل العمليات اللازمة ليظهر بأفضل صورة وأعلى نسبة للتقبل حتى يحقق هدفه بإقناع العميل. تحتوي السيرة الذاتية على المعلومات الأساسية للمتقدم من تاريخ ولادة وسكن ورقم للتواصل وبريد إلكتروني، وبالطبع دراسته واختصاصه وإنجازاته أو خبراته والمهارات التي يمتلكها ويكون من خلالها يتطلع إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في الشاغر الوظيفي المتقدم إليه.

ما المشكلة التي تواجهها سيرتنا الذاتية بين يدَي مسؤول الموارد البشرية؟

هل سألتَ نفسك من قبل، كيف ينظر مسؤول الموارد البشرية إلى سيرتي الذاتية؟ ما أول ما يلفت نظره أو انتقاده؟ لا يخطر ببالنا سوى أنه سيرفصها أو سيقبلها، حسناً لكن بناءً علامَ؟ وصف نايف الفهيد خبير الموارد البشرية بخبرة تزيد عن ٢٤ سنة في المجال عند استضافته في بودكاست ثمانية طريقة رؤية ال HR للسيرة الذاتية بقوله : "مسؤول التنمية البشرية أصلاً قاعد يتصيد"، مما يعني أن هذا الشخص عندما يمسك بيده السيرة الذاتية فهو يبدأ بالبحث عن الأخطاء أولاً للاستبعاد، لأنه لا يملك الوقت الوفير لكمٍ كبير من السيَر الذاتية وطلبات التوظيف التي لا تنتهي، وكل شخص يعتقد أنه سيرته الذاتية هي الأفضل وأنها خالية من أي عيب، ومع ذلك لا يأتيه الاتصال المنشود ولا ينال الوظيفة مع الأسف، لأن الأخطاء في السيرة الذاتية هي ما تجذب خبير الموارد البشرية قبل المهارات العالية والإنجازات الجيدة، وحسب قول نايف الفهيد أن هذا الشخص سيحكم على صفاتٍ فيك من خطأ في الكتابة أو استعراض خاطئ لمهارة لست بالقوي فيها وبالتالي انقلبت ضدك وظهرَتْ كأنك تقول هذه نقطة ضعف لدي، وهذه الأخطاء مع الأسف تفرز السيرة الذاتية إلى طريق الاستبعاد فور وقوع عين مسؤول الموارد البشرية عليها.

ما صفات السيرة الذاتية التي ستضمن تأمينها من الاستبعاد؟

1) مختصرة: خصيصاً إن كنت خريجاً حديثاً، ينصح خبيرو الموارد البشرية ألا تكون سيرتك الذاتية طويلة كثيرة الصفحات، وإن شخص لديه خبرات وتجارب عدة، فلا بأس أن تكون أكثر من صفحة لكن تلى قدر المستطاع حاول الاختزال.

2) خالية من الأخطاء اللغوية: الأخطاء الكتابية سواء في اللغة العربية أو الإنكليزية دليل سيء عن المتقدم للوظيفة، إذ أنه يُعتبر كالسهو وعدم الدقة في شخصية المتقدم، وهذا سيدفع مسؤول الموارد البشرية لاستبعاد الشخص فورا.

3) تسلسلها الزمني صحيح: يذكر أيضاً نايف الفهيد أنه لم يقبل بسيَرٍ ذاتية كانت استعراض تواريخ انجازاتها غير متسلسل، وهذا خاطئ تماما لأنه يُغيّب المنطق عن ذكر التجارب والإنجازات، وتبدو كمن يعرض كل ما لديه من أشياء حسَنة دون تفكير أو تنظيم.

4) املأها بنفسك: تخيل أن يسألك مسؤول الموارد البشرية عن كلمة لم يفهم معناها وطلب الإيضاح، ويكون جوابك : دلني أين هي بالضبط؟ سيكون موقفاً مخيباً جداً له ومحرجاً جداً لك! لكنه غير مستبعد طالما أنك لما تقم بوضع الفحوى والتفاصيل فيها بنفسك، وذكر نايف الفهيد أن من أكثر الأفعال خطأً هي أن يقوم المتقدم بتَكيل شخص بتجهيز السيرة الذاتية بالكامل، بتصميمها ومعلوماتها، ونصَح أن تقوم أنت بملئها وكتابة معلوماتك وإنجازاتك بنفسك وبطريقتك، وأن تقتصر المساعدة فيها على التصميم فقط لتكون بهيئة أفضل، لكن لا تدع شخصاً آخر يملي معلوماتك بنفسه وبطريقته، ففي النهاية هي تمثيل لك أنت.

خاتمة🤍

قد يمضي وقتٌ طويل ولا نتلقى فيه أي اتصال من الشركات والجهات التي قدمنا فيها سيرنا الذاتية رغم كثرة إنجازاتنا وتجاربنا المذكورة فيها، وهذا دليل قوي على أن طريقة استعراض وسرد هذه المحاسن له دور قوي في القبول أو الرفض، طبعاً ليس قبول التوظيف بل قبول السيرة الذاتية والموافقة على التقدم للمقابلة الشخصية التي ستخبر المزيد عنك وتبرهن فحوى هذه السيرة الذاتية، لذا تأكد من ذكرك لما تعرف وما تستطيع فعلاً، لأن هذا سيؤهلك للمقابلة التي سيُكشف فيها أي زيفٍ وُضع في السيرة الذاتية ويتضح أن هدف وجوده تقويتها فقط، وسيضعك في موقف محرج أمام المسؤول بالطبع ولن يترك انطباعا جيدا عنك.

ابذل أفضل ما عندك لتكون سيرتك ملفتة وجيدة، وابذل الأفضل والأفضل على شخصيتك حتى يتحول الالتفات من الكلام المذكور عنك إلى شخصك أنت، وبهذا تكون محققاً لشروط الظهور الأمثل الذي يضمن قبولك في الوظيفة التي تطمح لها.