كيف تغيرت هدايا عيد الحب على مر القرون
أظهرت الأبحاث أن العلاقات الرومانسية من المرجح أن تنتهي في 14 فبراير أو في وقت قريب منه مقارنة بأي وقت آخر من العام تقريبًا.
قد يكون هذا هو السبب وراء إنفاق ما يقرب من مليارات الجنيهات كل عام على شراء البطاقات والشوكولاتة والمجوهرات.
فهل تساءلت يوما هل هذه العادة الشرائية متأصلة على مر القرون؟ و هل كانت للهدية أهمية كبيرة لاثباث العلاقات؟
الأهمية القانونية والعاطفية للهدايا
كان تقديم الهدايا سابقا أمرًا طقوسيًا للغاية ويرمز إلى النية والالتزام. فكان "الزواج" هو بمتابة نوع من الرمز الذي يُتعهد به لضمان الوعد.
لم يكن الأمر كذلك حتى القرن الثالث عشر عندما أصبح مصطلح "الزواج" يعني حفل زفاف.
اقرأ ايضا
خاتم زفاف العصور الوسطىوبعيدًا عن القصص الرومانسية، كان للهدايا أهمية قانونية أكثر: فيمكن أن تثبت خواتم الزفاف، التي كانت مهمة من القرن الثالث عشر، أن الزواج قد حدث من خلال إثبات نية وموافقة المانح والمتلقي.
الرسائل و الهدايا
كان هناك شيء قريب من احتفالاتنا الخاصة بعيد الحب شائعًا منذ العصور الوسطى، على الرغم من أن كتابة عيد الحب لم تبدأ في الظهور إلا بعد عام 1400.
أقدم عيد حب معروف كان عبارة عن قصيدة كتبها تشارلز، دوق أورليانز، عام 1415 لزوجته أثناء سجنه في برج لندن.
بطاقة عيد الحب من عام 1836الخواتم، ودبابيس الزينة، والأحزمة، والقفازات، والمناديل أو غيرها من المنسوجات الشخصية، والأمشاط، والمرايا، والمحافظ،والصناديق، والأوعية والصور وحتى الأسماك ليست سوى بعض الأمثلة على الهدايا الرومانسية التي سُجِّلت من أواخر العصور الوسطى.
الثورة الصناعية والبطاقات
بدأ جني الأموال بشكل جدي خلال القرن التاسع عشر، و بشرت الثورة الصناعية ببطاقات عيد الحب المصنوعة في المصانع، وفي مدينة كانساس سيتي في عام 1913، بدأت بطاقات هولمارك إنتاجها الضخم.
هيمنت البطاقات المصنعة منذ ذلك الحين، حيث أخذت مكانها جنبًا إلى جنب مع الهدايا التقليدية الأخرى مثل الزهور والمجوهرات والملابس الداخلية والمواد الاستهلاكية و الشوكولاتة حاليا أكثر من الأسماك.
لقد تحول الفلانتين حاليا إلى مجرد فرصة أخرى للتجار لأخذ أموالنا التي حصلنا عليها بشق الأنفس طوال السنة. في الواقع، أصبح تقديم البطاقات تقليدًا مميزًا لعيد الحب، و تُرسل ما يقدر بمليار بطاقة على مستوى العالم كل عام.
ضغط التسوق
يتم شراء العديد من العناصر كبادرة حب حقيقية، أو للأشخاص الأكثر دراية اقتصاديًا، كدليل على أنهم مستثمرون في العلاقة. فأصبح العيد مناسبة تجارية أكثر.
فإذا اخترت المشاركة في الاحتفال السنوي، فقد يكون اتخاذ قرار بشأن الهدية المناسبة لعيد الحب أمرًا مربكًا. كيف ستبدو علبة الشوكولاتة؟ كم عدد الورود اللازمة لتعكس بصدق المستوى المناسب من الإخلاص؟
و بدلاً من الشعور بأنهم يريدون شراء شيء جميل للشخص الذي يحبونه، قد يشعر الناس بأنهم مضطرون ببساطة إلى الإنفاق المسرف، وهذا هو ثقل التقاليد والتوقعات.
يُزعم أن النساء، خاصة في العشرينات من العمر، أكثر عرضة لتوقعات متصاعدة بشأن ما يجب أن يحصلن عليه كهدية عيد الحب.
بالنسبة للرجال، وفقًا للأبحاث، فإن آلية التكيف اللاحقة الطلبات هي أسلوب التسوق الذي يُسمى "الاستيلاء والذهاب". حيث يدخل إلى المتجر ويلتقط شيئًا ما ويكون جاهزًا للدفع في أقل من 30 ثانية فقط من أجل الخلاص.
ماذا عن رائحة العشرات من الورود الحمراء؟
بالنسبة للكثيرين، لا يمكن تحقيق هذا الكمال إلا إذا جاء برائحة عشرات الورود الحمراء. فهي أصبحت تعد مصدرًا لإنفاق الأموال الكبيرة في عيد الحب.
في عام 2019، اُنفق 261 مليون جنيه إسترليني على باقات الزهور في المملكة المتحدة وحدها.
لكن فرص الحصول على مجموعة منها تعتمد على كيفية رؤية الشخص الآخر لحالة العلاقة. من الواضح أنك ستشتري الزهور على الأرجح إذا أدركت أن احتياجاتك الشخصية، مثل الشعور بالحب، تُلبى.
إذا كنت شغوفًا جدًا بشخص ما، فمن المحتمل أن تقدم له الزهور مع مجموعة من الهدايا الأخرى.
أما أولئك الذين قالوا إنهم "راضون" عن علاقتهم الرومانسية كانوا الأقل ميلاً لشراء الزهور لشركائهم.
هل يوجد بديل يا ترى لكل هذا البذخ؟
لا ينبغي أن يكون التعبير عن الحب والمودة مرتبطًا بإنفاق المال على الإطلاق.
فإحدى الدراسات الاستقصائية التي أجريت على 3000 من الأزواج خلصت أن أولئك الذين أنفقوا أكثر على خواتم الخطوبة وحفلات الزفاف كانوا الأسرع في الانفصال.
قد يكون النهج البديل هو تبني الأبحاث التي تشير إلى أن السعادة الحقيقية تأتي من قضاء الوقت مع الأشخاص الذين تحبهم ومشاركة الخبرات معًا.
لذلك ربما يكون الخيار الأفضل لعيد الحب هو نسيان إنفاق المال على الهدايا باهظة الثمن والتركيز على كيفية قضاء الوقت كزوجين بدلاً من ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لرموز الحب البسيطة أن تدوم لفترة أطول من باقات الزهور الذابلة : زهرة مضغوطة في كتاب، أو حلية في أسفل صندوق، أو بطاقة صادقة مكتوبة بخط اليد، أو أغنية حلوة تعيدك إلى وقت سابق.
بهذه الطريقة، يمكن أن يتغير معنى الهدايا لأنها تصبح تذكيرًا بأن كل الأشياء تمر.
المراجع:
https://theconversation.com/valentines-day-the-pressures-of-shopping-for-romance-176825
منة ادريس
مترجمة من الإنجليزية إلى العربية/ كاتبة محتوى علمياعتمادا على المصادر العلمية الموثوقة أكتب في مختلف المجالات و ذلك من أجل جعل العلم يصل إلى بيتنا العربي بطريقة بسيطة جدا يفهما عامة الناس.
تصفح صفحة الكاتب