كن فيكون
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولنحن نسخه مصغرة من الخالق الذى نفخ فينا من روحه ، خلقنا بكلمٍة منه ، فالله عطاؤه كلام وعذابه كلام ، خلق الكون بكن فيكون ، نحن كبشر نخلق أيضًا ، ولكن يستغرق الأمر بعض الوقت ، فالله خلق الإنسان بحيث يكون قادرًا علي الخلق ، الله يخلق من عدم ، لكن البشر يخلقون من شيء مخلوق لله ، أنت تقدر ، وبنص القرآن " أفمن يخلُق كمن لا يخلُق " ، نعم الله أعطانا هذه الإمكانية ، هناك من يبتكر دواء واَخر يربي ذات قوامة صوامة صادقة ، واَخر يخلق اَله تسهل الحياة علي الناس ، وفنان يبتكر لوحات تشكيلية بديعة تجعلنا نقترب أكثر من أنفسنا ومن الوجود ، في النهاية ثمة من يكافح و يعمل و بالإصرار و الدعاء الطالع من القلب يستجيب الله.
لم يعط الله نبياً من أنبيائه شيئًا ما إلا بعد أن طلب هذا النبي من الله، فطلبك ودعاؤك الصادق لله يتحول إلي واقع في الدنيا، كما يخلق الله فأنت أيضًا خالق بأمر الله، إن إرادتك وإصرارك وتصميمك لهم قوة جبارة مذهلة على تحويل الصور الذهنية المصحوبة بمشاعر اليقين و الأمل و الخشوع إلي واقع ، وكلما اقترب الإنسان من ذاته ومن خالقه كلما زادت قدرته علي الخلق، الله يعطيك مسألتك بعد أن تكون قد استنفدت كل السبل، جاء في الأثر أن امرأةً لا تنجب طلبت من سيدنا موسي أن يدعو الله لها أن تنجب، فأخبره الله بأنها لن تنجب وهكذا كتب عليها، بعدها رأي موسي المرأة وقد أنجبت طفلاً بعد أن ألحت في الدعاء، إندهش سيدنا موسي فسأل ربه ...فقال له " لقد غلب يقينها قدري "
عندما تفكر وفقًا لخطوات محددة لجذب أو خلق الهدف الذي تريد تحقيقه في حياتك.. إعلم أن الأمر ليس بالسهل، فالقضية كلها أنت، من أنت؟ ما لذي يثير خيالك؟ ما الذي يصنع لديك مشاعرًا إيجابية؟ فأنت تريد مثلا جذب الزوجة التي تتمناها فتتصور صورًا ذهنية لها و لحياتكما معا، ولكي تخلق مشاعر لابد أن تكون ذاتيًا جدًا، بمعني أن تكون تصوراتك مطابقة لطريقتك وأسلوبك و جوهرك ، بمعني : اذا كنت أنا في هذا الموقف فكيف سأتصرف ؟ ماهي مفرداتي وحركاتي.. وأحاسيسي؟ إصنع في خيالك صورًا متحركةً تعبر عنك في منتهي الدقة، في ملاطفة زوجة المستقبل، تخيل أنك تتأمل وجهها.. فكر ما الذي يجذبك في وجه تلك الفتاة التي تصورت سماتها، كيف ستتحدث؟ كيف سيكون رد فعلك، إن الموضوع كله أنت.. وما يناسبك من صور، ليست ثمة سهولة، فلا بد أن تكون واعياً بذاتك بعمق لتتورط بما يكفي في خيالك، إسال نفسك ماذا يصنع الشغف لعقلك؟ كيف تريد أن تعيش، خذ وقتك، ولا تتعامل مع كلام أساتذة التنمية البشرية جملةً ...بل فصل هذا الكلام على نفسك، إصنع حياةً كاملةً قدر المستطاع في خيالك، وعشها بروحك، مواقف مترابطة لها بداية ووسط ونهاية ...متصورًا أيضًا شكل الطرف الآخر .... دقائق تفاصليه، حتى شكل "القرط " الذي تضعه في أذنها.
نحن بخيالنا وقناعاتنا الذهنية و بالإصرار و الصبر و اليقين بالله و الدعاء نخلق وهذا يشبه ما ينص عليه قانون الجذب ، أنت تجذب ما تريد ، فعندما تفكر بأنك تملك شيئًا ما ، و تتصرف بثقة في أن الله سيعطيك سؤلك ... فسيعطيه إياك ، عندما تفكر تفكيرًا مصحوبًا بمشاعر إيجابية و تفاؤل و تتوقع مجيئ كل ما تتمنى ، و توقن بأنه طالما وضع الله في رأسك هذا الأمل فإنه سيحققه ، قال سيدنا علي إبن أبي طالب: "كل ما هو متوقع آت " وقال سيدنا محمد (ص) "تفاءلوا بالخير تجدوه " وفي القرآن الكريم " وآتاكم من كل ما سألتموه ...."
بالعبادات والنوافل والدعاء والسعي والمحاولة ولو ألف مرة، إديسون اخترع المصباح الكهربائي في المحاولة رقم 1001، الله سيستجيب لدعائك ويحقق ما ظننت أنه مستحيل عندما تسعي بإخلاص و يقين، أنت تخلق بأفكارك و خيالك و ثقتك في الخالق الأعظم، الشك في أن الله سيستجيب عدم ثقة في قدرة الله اللانهائية و التي لا يحدها حد، إنه استجاب للمغضوب عليه "إبليس"، أسفلا يستجيب لك أنت؟ ولكن إذا منع الله عنك شيئًا ما تمنينه لأسباب لا تعلمها و هذا وارد بطبيعة الحال.. كن راضياً شاكراً، ولكن في المجمل سترزق بما تجتهد إليه وتتمناه بيقين في رحمة ربك.. هذه هي القاعدة ولها استثناءات، رتب أوراقك.. واكتب أحلامك في ورقة.. صدقها ...آمن بها وبنفسك وبالله، عش حرًا مرفوع الرأس.
Ayman Alam Eldin
كاتب مقالات وقصص قصيرةكبير معدين بالقناة الثالثة بالتليفزيون المصرى كاتب قصص قصيرة
تصفح صفحة الكاتب