
(رجوع الذاكرة): استيقظ هذا الشاب ووجد نفسه مكان منعزل تحت الارض ،ولكنه لا يتذكر شئ
اطلاقا ،حاول البحث على مخرج من هذا المكان ولكن دون جدوي ،اخذ يصرخ بأعلى
صوته حتى يسمعه اى شخص ولكن لم يجب أحد ،لان المكان بعيد جدا عن القرية التى
يعيش بها ،تعب من كثرة المحاولة فأراد الاستراحة قليلا ،اخذ يتنفس ببطء ويحاول يتذكر
ما الذى أتى به إلى هنا ،شيئا فشئ تذكر انه اتهم بجريمة قتل وحكم عليه أهل القرية
بالقتل من خلال تركه فى هذا المكان المنعزل تحت الارض ،ولكنه كان مظلوم ،قد لفقت
اليه هذه الجريمة فقد كان يكرهه شخص ذو نفوذ فى البلدة واراد الانتقام منه للتخلص
منه إلى الأبد ، أخذ فى تذكر كل هذا ولكن دون جدوى فلم يصدقه أحد ،ظل يتذكر ما كان
يفعله لأهل هذه القرية من خير ومساعدتهم ولكن أهل هذه القرية صدقت فورا واقرت
على اتهامه ولم يجد أحد يصدقه غير زوجته التى تركت وحدها تعيسة وحزينة على
زوجها الذى ظلم ،ظل فى تذكر كل هذا ولكن قد قاطعه صوت أتى من جواره فنظر إلى
الصوت
ووجد رجل عجوز جدا على مسافة ليست بقريبة منه، فقد كان هذا المكان معزل أو يعتبر
كسجن المجرمين فقد كان هذا الرجل العجوز يعيش فى هذه القرية منذ سنوات كثيرة
ولكنه كان من الأشخاص الذين يعملون بالسحر والشعوذة وكان يضر لأهل هذه القرية
كثيرا ،لم بعد أهل القرية يتحملون الاعيبه وقرروا التخلص منه فأقاموا محاكمة له
وانتهت المحاكمة بالسجن طوال العمر فى هذا المكان الى أن يموت ،ولكنه بسحره
وشعوذته استطاع النضال والعيش كل هذه المدة إلى أن كبر فى السن وضاع شبابه منذ
حبسه ،تكلم هذا العجوز مع الشاب وعرف قصته واراد الاستفادة من ظلم الشاب حتى
يستطيع الخروج من مأزقه ،فقال له أنه سوف يعقد معه صفقة مربحة للطرفين وهى
أنه سوف يساعده للخروج من هنا إذا نفذ ما قاله له ،فقال الشاب اذا لماذا لم تخرج
نفسك اولا منذ سنوات ،فرد العجوز عليه وقال له أنه وجد طريقة تستطيع إخراجه
ولكن بعد فوات الأوان فقد كبر سنه وضاع شبابه هباء وهو يريد إعادة شبابه مرة
أخرى ويعيد قوته ثانية كما كانت من قبل ،فقال أنه إذا نفذ ذلك الأمر سوف يساعده
للخروج وذلك الامر هو سو ف أنه سوف يولد اطفال فى القرية ذو علامات مميزة
ك(النمو السريع وصفاء الوجه ومهارات عالية فى بعض المجالات) والى أن يتموا سن
معين يريد منه اختطاف هؤلاء الأطفال اليه حتى يجعل منهم أداة لرجوع قوته وشبابه
مرة أخرى ،صعق الشاب من كلام الرجل العجوز وقال له
انه لايستطيع أن يفعل ذلك ،اخذ الرجل العجوز يضغط عليه ويقول له أن أهل
هذه القرية ظلموك وابعدوك عن زوجتك وسوف تظل محبوس فى هذا الجحيم إلى أن
تموت ، فكر قليلا الشاب وتذكر ما حدث له وتملكته مشاعر الغضب والانتقام ، وقال
للرجل العجوز أنه موافق على ما قاله ،ولكن قال الشاب العجوز إذا خرجت بهيئتى هذه
سوف تتعرف القرية عليه ،قال له أنه سوف يظل بمكان بعيد عن القرية وسوف يعمل
تحت يديه عمال مخلصون سوف يساعده فى تنفيذ خطته ،وافق فى الحال وأعطاه
الرجل العجوز كل الإرشادات للذهاب المكان والالتقاء للأشخاص الذين سوف يساعدونه
،استطاع الرجل العجوز مع ضعف قوته أن يجد للشاب مخرج من هذا السجن وفعلا
أخرجه ولكن بصعوبة ، لان قوة العجوز قد ضعفت من سنوات ، خرج الشاب واستنشق
طعم الحرية بفضل الرجل العجوز وذهب للقاء الأشخاص وتنفيذ الخطة ، بدأت فى هذا
الوقت ولادة عدد من الأطفال فى القرية،اخذ يترقب ويبحث إلى أن وجد الصفات التى قال
العجوز عليها ،ولكن لم يصل الأطفال إلى السن المعين ،اخذ يترقب الأطفال ويبحث من
منهم وصل إلى هذا السن الذى يستطيع خطفهم فيه ،
كان كل يوم يتم حادثة خطف مجهولة وتصرخ الأهالى على أولادهم المخطوفين ، ولا
يعرف احد إذا تم قتلهم ام أنهم مازالوا على قيد الحياة ، اخذت الأهالى تشتكى ويبحث
أهل القرية على الاولاد ولكن دون جدوى ،الى أن أتى يوم كالجحيم فقد تم خطف اخر
طفل من الأطفال ،حتى يستطيع العجوز إتمام مهمته ،فقدكانت خطته أنه ،لابد من ليلة
معينة حتى يتم خطته وهى فى ليلة يحدث بها خسوف للقمر فتبدو هذه الليلة كلون
الدماء علىالقمرويتم قتل كل طفل ،واستخلاص دمائهم وإتمام خطته حتى يعود إليه شبابه وقوته
،ولكن من سوء حظ الشاب أن هذا الطفل هو ابنه الذى لم يكن يعلم أنه ولد بعد، لأن
زوجته لم تستطع أخباره بسبب القبض عليه وسجنه ،اخذت تصرخ زوجته ولا تعلم
ماذا تفعل ،اما على الناحية الأخرى ،فقد أتم الشاب ما طلبه منه العجوز وأحضر كل
الأطفال وأتت الليلة المميزة اللازمة لإتمام الخطة ،فقال العجوز للشاب أنه عندما تدق
الساعة منتصف الليل يبدأ بقتل الأطفال ،فهم الشاب كلامه ووافق على ما قاله العجوز
،ولكن اخذت زوجة الشاب تبحث وتبحث إلى أن اهتدت إلى المكان الذى سوف يحدث به
عملية القتل ،وبالصدفة ووجدت ابنها وحاولت إنقاذه وإذا بيد تشدها من زمن
بعيد،فنظرت وصعقت لما رأته فقد كان زوجها الحبيب هو الذى يمسكها ،نظر إليها
(الندم ):
والدموع بعينه فقد كان بعيدعنها لسنوات وأخذت تبكى وتقول له انقذ ابنك ،فقال لها
ابنى من ؟حكت له كل شئ فقد سقط على الارض من صدمته أنه سوف يقوم بقتل ابنه
،ولكن الحظ حالفهم لولا وجود زوجته وأخباره لندم طوال عمره ،قرر إنقاذ ابنه وبقية
الأطفال ،ولكن المهمةلم تكن بتلك السهولة ، فقد أخبر العجوز الرجال أنه لابد من أمام
المهمة مهما كلف الأمر وأنه احس أن الشاب مازال فى قلبه إنسانية وانه لا يستطيع قتل
اى طفل رغم موافقته ، فأخبر الرجال أنه إذا قاومهم لابد من قتله واتمام ما يطلبه ،راى
الرجال الشاب وهو يحاول فك الأطفال وتهريبهم ،فحاولوا قتله بالرصاص ،ولكن صوت
طلقات الرصاص كانت عون للاطفال ، فقد سمع أهل القرية الصوت وأخذوا يبحثوا
ووجدوا ،الشاب يحاول انقاذ الأطفال فساعدوه وكادوا أن يهربوا لولا أن طفل صغير كاد
أن يمسكه هؤلاء الأشخاص ،حاول مساعدته وهرب ولكن الشاب تلقى رصاصة أدت إلى
انهاء حياته فداء لإنقاذ الطفل وبقية الأطفال الأبرياء ،سقط أرضا وأخذ يتأسف لزوجته
ويندم أنه فى يوم فكر فى إيذاء الآخرين وترك مشاعر الانتقام تتملكه ،وكاد أن يفقد اعز
ما يملكه بحياته وهو ابنه الذى لم يره مطلقا ،فقد كانت اخر نظراته ينظر لزوجته وابنه
ويحتضنهم ، فقد كانت ليلة اريقت بها الدماء علم فيها أن
( الانتقام ذو حدين فقد يودى بحياة الشخص إلى الهلاك).