قصر السكاكيني: صرخة في وجه الزمن

نشرت:
وقت القراءة: دقائق

في قلب القاهرة، بين شوارعها الضيقة وأزقتها المتعرجة، يقع قصر السكاكيني، أحد أجمل المعالم الأثرية في مصر. يقف القصر شامخًا، وكأنه قطعة من الماضي الجميل، حيث يروي القصر قصة رجل عصامي ناجح، ساهم في بناء مصر الحديثة.

قصر السكاكيني: صرخة في وجه الزمن

فمن هو حبيب السكاكيني وما قصة هذا القصر؟

حبيب السكاكيني هو رجل أعمال مصري من أصول سورية مسيحية، ولد في دمشق عام 1841، وهاجر إلى مصر مع عائلته وعمره 16 عامًا. بدأ حياته المهنية في مصر بالعمل في شركة قناة السويس، ثم انتقل إلى العمل في مجال المقاولات.

كان السكاكيني من المقاولين الناجحين في عصره، وقام بتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى في مصر، منها:

  • بناء محطة مصر للسكك الحديدية
  • بناء قصر الخديوي إسماعيل في الإسكندرية
  • بناء قصر السكاكيني في القاهرة

حصل السكاكيني على لقب "باشا" من الخديوي إسماعيل تقديرًا لخدماته، وتوفي في القاهرة عام 1923.


اقرأ ايضا

    يُعرف السكاكيني أيضًا بقصره الشهير في القاهرة، والذي يقع في حي السكاكيني، وهو من أشهر القصور في مصر. تم بناء القصر على الطراز الإيطالي، ويتميز بتصميمه الفريد وحجمه الكبير.

    يُعد السكاكيني أحد أبرز رجال الأعمال في تاريخ مصر، وقد ترك بصمة واضحة في مجال المقاولات والبناء.

    فيما يلي بعض التفاصيل عن حياة حبيب السكاكيني:

    • ولد في دمشق عام 1841.
    • هاجر إلى مصر مع عائلته وعمره 16 عامًا.
    • بدأ حياته المهنية في مصر بالعمل في شركة قناة السويس.
    • انتقل إلى العمل في مجال المقاولات.
    • كان من المقاولين الناجحين في عصره.
    • قام بتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى في مصر.
    • حصل على لقب "باشا" من الخديوي إسماعيل.
    • توفي في القاهرة عام 1923.

    قصة تحول حبيب السكاكيني من موظف بسيط إلى باشا

    البداية في عام 1856 بقدوم أسرة شامية من سوريا لمصر، برفقتها ابنهم جابرييل حبيب السكاكيني، عاشوا فى مصر فى أواخر القرن الـ 19.

    فقد بدأ حبيب السكاكيني حياته، موظفًا بسيطًا في حفر قناة السويس، ولكنه سرعان ما تحول إلى شخصية مهمة في مصر، وذلك بفضل ذكائه وقدراته الإدارية.

    خلال عملية حفر قناة السويس، واجهت الشركة الفرنسية التي كانت مسؤولة عن المشروع مشكلة كبيرة، حيث اجتاحت الفئران مواقع العمل، وتسببت في أضرار جسيمة، حيث أفسدت الآلات والمعدات، والتهمت طعام العمال، مما أجبر الشركة على إيقاف العمل.

    علم حبيب السكاكيني، بأزمة الفئران، فقرر تقديم حل لهذه المشكلة، حيث اقترح شراء أعداد كبيرة من القطط الجائعة، وإطلاقها في مواقع تجمع الفئران.

    وافق ديليسبس، رئيس الشركة الفرنسية، على اقتراح السكاكيني، وتم تنفيذه على الفور، وبالفعل، قضت القطط الجائعة على الفئران في وقت قصير، مما أدى إلى استئناف العمل في قناة السويس.

    مكافأة السكاكيني

    كافأ ديليسبس السكاكيني على حله للمشكلة، وذلك بمنحه وظيفة رئيس ورش تجفيف عموم البرك والمستنقعات في مصر، حيث كان يوجد بالقاهرة وقتها عدة برك ومسطحات مائية، كانت تتحول إلى مستنقعات بعد الفيضان، مما كان يتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة.

    وبالتالي، قد حرص السكاكيني على تنفيذ مهمته الجديدة على أكمل وجه، حيث قام بإنشاء قنوات لتصريف المياه من تلك البرك والمستنقعات، مما ساهم في القضاء على المستنقعات وانتشار الأوبئة.

    أعمال السكاكيني الأخرى

    بالإضافة إلى عمله في قناة السويس، شارك السكاكيني في العديد من المشاريع الأخرى، حيث شارك في بناء دار الأوبرا المصرية، وقام ببناء قصر السكاكيني الشهير في القاهرة، كما كان له العديد من الأعمال الخيرية، حيث قام ببناء ملجأ للأيتام، وشراء قصر لينو دي بيفور، وإهدائه لجمعية الروم الكاثوليك، كما قام ايضا بتشييد مقبرة للروم الكاثوليك في مصر القديمة.

    تقدير السكاكيني

    تقديرا لجهوده، تم منح السكاكيني لقب "كونت" من قبل البابا الفاتيكان، حيث تحرص الدولة على الاحتفال بذكرى السكاكيني كل عام، باعتباره أحد أبرز الشخصيات التاريخية في مصر.

    قصر السكاكيني: تحفة معمارية تجمع بين الشرق والغرب

    يُعد قصر السكاكيني من أهم المعالم الأثرية في مصر، حيث يجمع بين الطراز المعماري الأوروبي والروح المصرية الأصيلة، تعود قصة هذا القصر إلى عام 1897، عندما قرر جابرييل حبيب السكاكيني، وهو رجل أعمال سوري الأصل، بناء قصر يشبه قصرًا رآه في إيطاليا.

    قصر السكاكيني: صرخة في وجه الزمن

    حيث قام السكاكيني بشراء أرض تسمى "قراجا التركماني" في منطقة الظاهر، وهي أرض كانت تضم بركة كبيرة. قام بردم البركة وبناء القصر عليها، واستعان بـ معماريين إيطاليين جاءوا خصيصًا لهذا الغرض.

    حيث يمتاز قصر السكاكيني بتصميمه الفريد الذي يجمع بين الطرازين الأوروبي والإسلامي، فقد تم بناؤه على مساحة 2698 متر، ويضم أكثر من 50 غرفة، ويحتوي على 400 نافذة وباب، و 300 تمثال، منهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكينى بأعلى المدخل الرئيسي للقصر، ويتميز القصر بقبابه المخروطية الشكل وواجهاته المزخرفة بالنقوش الإسلامية، كما يضم القصر حدائق واسعة ونافورات مائية.

    ويقع قصر السكاكيني في موقع مميز في وسط القاهرة، حيث يتفرع منه 8 شوارع رئيسية، ونظرًا لأهميته التاريخية والمعمارية، فقد تم تصنيف القصر كأثر وطني.

    قصر السكاكيني من الداخل

    يتكون قصر السكاكيني من خمسة طوابق، يضم الطابق السفلي أربع غرف، ويضم الطابق الثاني ثلاث قاعات مزخرفة، بالإضافة إلى أربع صالات وغرفتين خاليتين من الزخارف، حيث تبلغ مساحة الصالة الرئيسية 600 متر مربع، وتحتوي على ستة أبواب تؤدي إلى قاعات القصر، صُنعت أبواب القصر من الخشب المشغول بالحديد الإيطالي.

    و يحيط بأركان القصر أربعة أبراج، تعلو كل برج قبة صغيرة، عند الدخول إلى القصر من البوابة الخلفية، توجد نافورة جفت مياهها، تتوسط مساحة من الأزهار والأشجار. أمام النافورة تمثالان لأسدين من الجرانيت الأبيض والرخام، قدما من إيطاليا.

    من قصر خاص إلى متحف

    بعد وفاة حبيب السكاكيني عام 1923، قسمت ثروته بين ورثته، الذين تنازلوا عن القصر للدولة، حيث قام أحد أحفاد السكاكيني، وكان طبيبًا، بالتبرع بحصته لوزارة الصحة.

    وفي الفترة من عام 1961 إلى عام 1983، أصبح القصر مقرًا لمتحف التثقيف الصحي، وفي نهاية هذه الفترة، بعد نقل المتحف من القصر، تم تخزين بعض معروضاته في بدروم أسفل القصر.

    وفي عام 1987، استلم المجلس الأعلى للآثار القصر، وتم تسجيله كأثر إسلامي، ومنذ ذلك الحين، يتم العمل على ترميمه والحفاظ عليه.

    قصص خارقة

    يتداول بعض أهالي منطقة الظاهر في القاهرة، منذ سنوات طويلة، قصصًا مختلفة عن أشياء خارقة تحدث داخل قصر السكاكيني، مثل: إضاءة أنوار القصر فجأة خلال ساعات الليل، ظهور ابنة صاحب القصر تقف في الشرفة، وسماع أصوات مخيفة مثل صراخ وبكاء متواصل،بالإضافة إلى تحرك القصر حول نفسه.

    ولكن، بعد تداول تلك الروايات والحكايات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال السنوات الماضية، نفى بعض سكان المنطقة وعمال القصر وحارسوه صحة هذه القصص، مؤكدين أنهم لم يشاهدوا أو يسمعوا أي شيء غريب داخل القصر.

    وقال أحد العمال، الذي يعمل بجوار القصر منذ 20 عامًا، إنه ينتهي عمله في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ولم يسمع شيئًا من الإشاعات المنشورة قد تحققت فعلًا.

    وأضاف صاحب أحد المحلات المجاورة للقصر، أنه يعمل بجوار القصر منذ 40 عامًا، ولم يصادف أن سمع أي صوت غريب عند جلوسه بجوار سور القصر، وأشار إلى أنه منذ 20 عامًا كان هذا القصر متحفًا تابعًا لوزارة الصحة، حيث كانت تعرض فيه بعض الرسومات لجسد الإنسان، وشكل الهيكل العظمي، والأعصاب.

    قصر السكاكيني هو رمز لتاريخ مصر الحديث، حيث يعكس روح العصر النهضوي الذي شهدته مصر في القرن التاسع عشر، ويُعد القصر ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة.

    وإلى اليوم، يُستخدم قصر السكاكيني كمركز ثقافي وفني، وينظم فيه العديد من الفعاليات والمعارض الفنية.

    اقرأ ايضاّ