قصة يوسف والصرة الذهبية

هبة  الطاهر
كاتبة حرة
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

كان يا مكان في قديم الزمان، رجل يدعى يوسف. وقد كان تاجرًا يبيع العديد من الأجبان والألبان، ذات يوم

, جاء إليه زبون يريد أن يشتري منه , وقد طلب منه علاوة على ذلك أن يخبىء مبلغ معين له في مكان موثوق وسوف يرجع إليه بعد بضعة أيام.

وافق يوسف على طلب زبونه بكل سرور وقال له: لا تقلق , سوف أضع المبلغ الخاص بك في مكان لن يعرفه أحد.

قال الزبون: أنا أعتمد عليك وأشكرك على موافقتك, قال يوسف: لا شكر على الواجب.

ذهب الزبون بعد أنهى المحادثة، وقام يوسف بتخبئة المبلغ الذي كان عبارة عن صرة وبها الكثير من الدنانير الذهبية في مكان لا يعرفه أحد غيره , قام بوضعه في إحدى الصناديق التي يصنع بها الأجبان.

كان لدى يوسف عامل اسمه عاصم, وهو شاب في مقتبل العمر, يساعده في نقل البضائع ووضعها في المتجر الذي يبيع منه,

في أحد الأيام كان عاصم يضع الأجبان في الصناديق،أتى على إحدى الصناديق ليضع الجبن في مكانه, وإذا به يرى في داخل الصندوق صرة ذات لون سكري غامق مصرورة بحبل حول مقدمتها, فاستغرب من وجودها داخل الصندوق,انتاب عاصم الفضول وبدأ ينظر الى الصرة ويحاول فتحها, وعندما قام بفتحها هنا كانت المفاجأة !!!!!!!!


اقرأ ايضا

    وجد بها العديد من الدنانير الذهبية البراقة , ذات اللون الأصفر المشع,التي أخذ بريقها يلمع داخل عبني عاصم , خطر في بال عاصم سرقتها و بدأت تسوِّل له نفسه في وضع خطة كي لا يعرف رب عمله, حيث أنه لن يخبر أحد بما وجده في الصندوق .

    بعد عدة أيام وأسابيع, رجع الزبون الذي وضع المبلغ المقصود عند البائع يوسف, فتح الباب ثم دخل المتجر , وأخذ يتنقل ويمشي بين الأجبان والبضائع الأخرى , كان عاصم يقف عند صندوق الأموال فلم يتعرف عليه الزبون, فهو لم يرى وجهه من قبل ,

    أما يوسف كان لديه رحلة عمل ليرى الأماكن التي تتواجد به الأجبان ومشتقاتها ويعقد الصفقات مع أرباب العمل، وبالتالي يأتي بها الى متجره عن طريق وسيلة من وسائل النقل البحرية.

    توقف الزبون عن الانتقال بين الأجبان وواصل طريقه نحو عاصم، بدأ يستفسر ويسأل قائلا: يا بني, هل أنت جديد هنا؟ أجاب عاصم: لا يا سيدي, أنا أعمل هنا منذ فترة,لكنك لم ترني من قبل , وربما تكون قد التقيت بالمعلم يوسف.

    قال الزبون: نعم وقد التقيت بمعلمك يوسف ولكني لا أراه هنا.

    قال عاصم: إن المعلم يوسف قد ذهب في رحلة عمل لجلب الأجبان الموجودة في العديد من المدن والايتاء بها الى المتجر.

    ألقى الزبون نظرة لعاصم بعد استماعه له وبات يسأل: وهل قال لك متى يرجع من رحلته؟؟؟

    قال عاصم: بعد يوم تقريباً.

    قال الزبون بنبرة تساؤل: وهل أستطيع الالتقاء به غدا في الساعة السادسة مساءاً عند المكان فلان؟؟؟؟

    قال عاصم:نعم بوسعك رؤيته في هذه الساعة , فهو يرجع عند الساعة الرابعة عصرا من اليوم.

    قال الزبون : حسناً يا بني , سوف آتي في الوقت والمكان المحددين بإذن الله. وفقك الله في عملك وطاب يومك.

    قال عاصم : طاب يومك يا سيدي

    .

    بعد يوم كان يوسف في وقت الصباح يتحضر كي يرجع الى مكان عمله وينقل الأجبان المستوردة الى السفينة التي يركب بها , وانطلقت السفينة نحو الميناء حتى وصلت في الساعة الرابعة عصرا.

    خرج يوسف من السفينة وبدأ ينادي على عاصم حيث كان ينتظره من رحلته لينقل البضائع الى المتجر, استجاب له عاصم وأتى فورا وأخذ البضائع ونَقَلَها واحدة واحدة حتى انتهت جميعها, عندما أنهى عمله في نَقْلِها تذكَّر الزبون والمحادثة التي دارت بينهما أمس وقال: معلم يوسف أريد أن أخبرك شيئاَ , في اليوم الماضي كان قد أتى إلى المتجر زبون كبير السن وسأل عنك وأراد رؤيتك في الساعة السادسة عصرا في المكان الفلاني.

    تفاجأ يوسف حين وقعت صدى هذه الكلمات في أذنه , كان قد نسي موضوع زبونه والمبلغ الذي أوصاه بأن يخبئه حتى يرجع إليه، نظر الى عاصم وقال له : حقا, وقد أتى إليك وهل سأل عن شيء آخر حينها؟؟

    قال عاصم: لا يا معلمي لم يسأل إلا عن مكانك حيث أنه لم يتعرف علي في ذلك الوقت وقد التقى بك فقط.

    قال يوسف : حسنا يا بني , سوف أذهب لالتقي به عند الساعة السادسة مساءا في المكان الذي يريد اللقاء به.

    بعد ساعتين ها هي الساعة تدق عقاربها لتصبح على السادسة تماماَ , ذهب يوسف إلى المكان الذي أراد الزبون الالتقاء به , وما أن وصل إليه حتى رأى الزبون واقفا ينتظره, تابع خطواته مسرعا نحوه حتى التقت عيناه بوجه الزبون , باتا ينظران الى بعضهما البعض , كانت لحظة صمت لوهلة, اعترض يوسف هذه اللحظة وقال : هل أتيت يوم أمس الى المتجر لتسترد المبلغ ولم تجدني ؟؟

    قال الزبون: نعم وقد أتيت ولم أجدك يا صديقي..

    قال يوسف : أعتذر إليك , كان لدي رحلة عمل وقتها ونسيت تماما المبلغ الذي أوصتني به.

    قال الزبون : حسنا, لا بأس عليك , أنا أمَّنتك منذ ذلك الحين على المبلغ وذهبت, هل بإمكانك غدا الحضور ومعك المبلغ الذي خبأته عندك؟؟

    حدّق يوسف بملامح الزبون قد لمح به الذكاء الفطري والخبرة ثم قال: نعم, سآتي إن شاء الله وفي حوزتي المبلغ غدا.

    تصافحا و تشابكت ايديهما مع بعضها البعض بالتالي اتفقا بنفس المكان الالتقاء في اليوم التالي عند الساعة الثانية ظهرا لتسليم المبلغ المقصود.

    ودعا بعضهما البعض ,ثم ذهب كل منهما الى طريقه,

    فكر يوسف وهو يمشي في الطريق وأخذ القلق يعتنق تفكيره،وبات يتساءل : هل من الممكن أن أحدا اكتشف المكان الذي وضع به المبلغ؟؟ فهو غاب لمدة يومين ولا يدري ماذا الذي حصل فيهما؟؟ سار بخطواته والتفكير يبدو ظاهرا على وجهه مكملا الى منزله,لم يهنئ له نوم وأصبح يفكر بالخطوة الثانية,ذهب الى متجره المغلق في منتصف الليل والناس نيام, وفتح القفل بهدوء ثم دخل,اتجه نحو الصندوق الذي وضع به الصرة ليتفقده آملا أن يجده في مكانه ثم سحب الغطاء ووضع يده في الصندوق, وإذا به يبحث عنه ولم تشعر يداه بشيء حين وضعها في مكانه , صعق يوسف , الصرة قد اختفت!!!!!!

    عندما لم يجدها في مكانها المنشود ثار وغضب ثم أصبح يهرول بخطوات سريعة الوقع وقوية توحي بأن صاحبها قد استعد ليسترد ما هو حقه, حتى حل الصباح في اليوم التالي ,طلعت الشمس وأشرقت بأشعتها الذهبية الخلاَّبة,استيقظ يوسف وسرعان مالبس وذهب الى المتجر,حتى أنه انتظر عاصم ليأتي,حيث كانت أول شكوكه تدور حوله عاصم ذلك الشب الصغير الفضولي,

    أتى عاصم إلى المتجر وفتح الباب ودخل ،وجد معلمه ينتظره والغضب يملأ وجهه,

    قال يوسف بغضب وصوت عالي : عاصم!

    أجاب عاصم بتردد وخوف : نعم يا معلمي.

    قال يوسف : هل أنت من سرق الصرة الموجودة في إحدى صناديق الأجبان؟ هذا المكان لا يعرفه إلا أنا؟؟

    قال عاصم: أعتذر منك يا معلمي,أرجوك سامحني , وقد انتابني الفضول لأكتشف مافي داخلها وخدعني بريقها الذهبي حين رأيتها,وأخذتها منذ ذلك الوقت،لكن لم ألمس المال الموجود بها.

    اطمئن يوسف عندما سمع بأن عاصم لم يلمس المال أبداً وأكمل قوله: حسناً يا بني , بما أنك لم تمس المال هل بإمكانك إعطائي إياه؟؟

    قال عاصم: نعم يا معلمي, سوف أرجعه اليك الآن وفي الحال.

    مشي عاصم الى بيته الصغير المتواضع وأخذ الصرة معاه ثم أكمل طريقه الى المتجر وأعطى الصرة لمعلمه فوراً.

    قال يوسف لفتاه: أشكرك يا عاصم على صدقك معي,لكن لا تكرر هذا التصرف مرة أخرى لو سمحت.

    نظر عاصم نظرة ندامة على ما فعله وأجاب: أنا آسف يا معلمي,أعدك بأني سوف أحسن التصرف مرة أخرى ولن أكرر هذا الخطأ في المرة القادمة, وقد تعلمت درسي

    انتهت المحادثة بينهما, ذهب يوسف الى زبونه عند الساعة الثانية ظهرا وسلمه الصرَّة المليئة بالدنانير الذَّهبية , شعر الزبون بالفرح حين حصل على ماله وشكره وقال:شكرا لك يا يوسف وقد أمنتك على مالي ووفيت أمانتك ولم تخيب أملي بك

    قال يوسف: العفو يا سيدي هذا واجبنا

    اختتما حديثهما بمصافحة بعضهم البعض والاتفاق بالعمل معا في مجال بيع الأجبان وأصبحا صديقان منذ ذلك الحين.

    شعر يوسف بالسعادة والغبطة حين أدى واجبه بأفضل وجه.

    ……………….النهاية………………

    قصة يوسف والصرة الذهبية
    هبة  الطاهر

    هبة الطاهر

    كاتبة حرة

    أحب الصباح وكل ما يتعلق به أكتب عنه وعن تفاصيله الصغيرة وأكتب عما أشعر خلال يومي بشكل قصير ومفيد

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ