قصة قصيرة - ذكاء ودهاء العرب قديماً

راوية
آخر تحديث:
وقت القراءة: دقائق
لا توجد تعليقات

قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق

تسجيل الدخول

امتاز العرب قديما بعدة صفات ومن أشهر هذه الصفات الذكاء وسرعة البديهة، رغم أن هذه الصفة جميلة ولكن في بعض الأحيان يستغلها اللصوص لسرقة من حولهم. هنا ستعرفون كيف يمكن للص أن يستغل ذكاءه ليتعاطف معه الآخرون.

قصة قصيرة - ذكاء ودهاء العرب قديماً

كان هناك رجل وزوجته في بغداد يعانون من شدة الفقر والجوع. في يوم من الأيام دخل الرجل على زوجته وقال: ما رأيك أن نذهب إلى حمص؟ سألت بتعجب: وما نفعل في حمص؟!

قال: لدي خطة تجارة هناك وأريد أن أعمل بها

قالت: لا تكذب أنت لص ولا تجيد شيئا إلا السرقة

ضحك وقال: حسنا لا بأس لدي خطة سرقة وسأعمل بها

ذهبت معه وحين وصلوا إلى الشام جلسوا في بيتا بعيدا قليلا عن حمص


اقرأ ايضا

    جلس الرجل مع زوجته وقال: سوف أخبرك بالخطة، كل يوم بعد منتصف الليل اجلبي بعضا من الخبز والماء وضعيها في خلاء المسجد وأخرجي، وأنا سوف أغيب عن البيت عدة أيام أو شهور لا أعلم بالضبط قالت: حسنا.

    ذهب إلى المسجد وقت الصلاة وتوضأ وأحسن الوضوء والكل ينظر إلى هذا الغريب الذي يصلي معهم لأول مرة.

    بدأ يصلي هذا الرجل ويطيل ركوعه، وسجوده، وقراءته، فرغوا الناس من صلاتهم وهو لا زال يصلي ثم فرغ من صلاته وجلس يدعي ويدعي، ثم بدأ يقرأ القرآن، ثم بقراءة الذكر، ولا يتحدث مع أحد وبالكاد أن يرد على السلام. جاءوا أهل المسجد له ببعض الطعام والشراب وترك الطعام كما هو، لا يأكل ولا يشرب ولا يتحدث. تعجب أهل المسجد من شدة إيمان وزهد هذا الرجل، ثم في نهاية اليوم يذهب سرا إلى الخلاء ليأكل ما وضعته له زوجته من طعام، ثم يخرج ويتوضأ من جديد ويفعل كما كان يفعل طيلة اليوم. مكث على هذا الحال شهرا حتى ذاع صيت هذا الرجل الطاهر المقبل إلى الله عند أهل حمص. وفي إحدى الليالي خرج سرا ذاهب إلى زوجته فقالت: ماذا جاء بك؟ قال: حان دورك في الخطة، غدا بعد صلاة الجمعة أدخلي المسجد وإذا رأيتينني قائم أصلي اصفعيني على وجهي وقولي "يا عدو الله يا قاتل ، قتلت ابني في بغداد وهربت إلى حمص وتظن أني لن ألقاك؟."

    وفي اليوم التالي فعلوا ما خططا له الزوجان وحين دخلت المرأة المسجد وصفعت زوجها صاحوا من في المسجد وغضبوا من هذه المرأة وحاولوا ابعادها عنه ثم نطق الرجل الزاهد في أعينهم وقال: دعوها تضربني، نعم أنا قاتل، قتلت ابنها في بغداد وأنا هنا لكي أكفر عن ذنبي وأتوب إلى الله والحمد لله أن أمهلني فرصة للتوبة، والآن فقد حان وقت القصاص فاقتصوا مني لأنني لا أملك شيئا لدفع الدية. ثم بكى من في المسجد جميعهم وقال اسمحوا لي إن اوادعها بكلمتين قبل قصاصي فأقترب من إذن زوجته وقال سوف يعرضون عليكِ دية لا توافقين إلا بعشرة أضعافها ثم أبتعد وبكى!. ثم ذهب الجميع إليها وقالوا سوف نتكفل بدفع الدية ولكن اذهبي واتركي هذا الرجل فأنه تائب، قالت: ولكن أنا لا أريد إلا قص رأسه ولن أرضى بالدية مهما كان ثمنها، أسمتروا بإقناعها حتى وصلت الدية إلى عشرة أضعافها ثم وافقت، فرح أهل المسجد كثيرا، ثم شكرهم الرجل وقال: لن أنسى جميلكم علي. ذهب الرجل إلى بيته وركب حصانه هو وزوجته حاملي المال ذاهبان إلى بغداد بعد أن نجحت خطتهم.

    من هذه القصة نتعجب من دهاء هذا الرجل وحيلته واختلاقه لدوره الذي أثر على الناس وأستغل عاطفتهم وهو مخادع.

    مصدر هذه القصة من كتاب ( الأذكياء )

    اقرأ ايضاّ