قصة شهرزاد اليتيمة و الزواج الإجباري ❤️
قم بتسجيل الدخول للقيام بالتعليق
تسجيل الدخولالتعريف بالبطلة و وضعها و حالتها المزرية💔
كان الأمر يشبه الكابوس ! كيف لي أن أقنع نفسي بهذا الخبر المشؤوم ؟ كيف لذلك أن يحصل مرة أخرى ... خسرت عائلتي ثم صديقتي المقربة و الآن عمي ؟ .
سقطت شهرزاد على الأرض تلملم دموعها بهذه العبارة : الصبر يارب الصبر ، كيف لعمي محمود أن يتركني لوحدي ؟ ألا يعلم أنه السند و المسند بعد عائلتي ؟ ألا يعلم أنه الملجأ الوحيد بعد اليتم و الخذلان !
لم تكمل شهرزاد تلك الكلمات و إذا بيدٍ حاقدة تمسك شعرها و تجرها خارج المنزل ، لقد كانت زوجة عمها محمود ، المرأة التي لا تعرف الرحمة و الإنسانية ، لم تتردد في طرد المسكينة الى الخارج و هي تقول في نفسها : أخيرا تخلصت منكي أيتها المشؤومة ، لكن لم تمر الى دقيقة واحدة على هذا الوضع و إذا بإبن عمها ناجي يرفعها من الأرض و يبعد أمه اللئيمة عنها قائلا : أليس هذا عار علينا توفي والدي للتو ! و مع ذلك لم تذرفي أي دموع حزنا عليه و تستغلين الوضع في طرد المسكينة ! ألا تملكين ذرة رحمة في قلبك ؟ إسمعيني يا أمي لا تنسي أن شهرزاد وصية والدي و إن أهملتي وصيته فلن أهملها أنا أيضا كي أرضيك و إنصرف و عيناه محمرتان حزنا على فراق والده .
الخير دائما فيما كتبه الله لنا ❤️
مر أسبوع على وفاة العم محمود ، لم يكن ذلك سهل بتاتا لقد كان الأمر ، صدمة كبيرة بالنسبة لشهرزاد و إبنه ناجي ، عكس زوجته راضية التي لم ترضى كون شهرزاد ستعيش معها بعد وفاة زوجها ، فأصبحت تلفق التهم و المصائب لتجعل منها حجة و سببا وجيها في طردها من البيت فعل ستنجح في ذلك ؟! .
( مضت 5 أشهر على وفاة العم محمود )
شهرزاد في المطبخ نحضر العشاء :
_و أخيرا إنتهيت من إعداد العشاء سأنتظر قدوم إبن عمي ناجي و أحضر المائدة
( راضية و هي تخترق السمع عمدا )
_ عذرا ! من تظنين نفسك يا فتاة ؟ هل ذكرتي إسم ولدي للتو ؟
_ ااا.. نعم , نعم فعلت يا عمتي راضية لكن ليس كما تظنين ، كل مافي الأمر أنتي أردت ..
( لم تكمل حتى كلامها و إذا براضية الشريرة تلقنها درسا آخرا )
إقتربت الخبيثة من القدر الممتلئ بالحساء و أسقطته عمدا على الأرض ! قائلة : ماذا تنتظرين ؟ الآن و فورا أسرعي ، إبدئي في تحظيره مرة أخرى و لا تنسي تنظيف المطبخ ! .
_ إنصرفت راضية و هي تبتسم إبتسامة خبث و كلها ثقة أن أعمالها الشريرة ستجدي تفعا .
أما شهرزاد فانهارت و سقطت على الأرض تذرف الدموع كأنها شلال.
مرت ساعة أخرى إسترجعت فيها شهرزاد قواها الجسدية و راحت تنضف المطبخ لكن سرعان ماشعرت بدقات قلبها المتسارعة و دوار شديد فاستحملت الأمر و واصلت الطبخ إلا أن سقط منها القدر و تلطخت الأرض بالحساء مرة أخرى .
( أتت راضية مسرعة توبخها و تنعتها بالغبية عديمة الجودة )
أما شهرزاد فكانت مصدومة و عيناها منتفختان من كثرة البكاء ، لم تسمع أي كلمة مما قالته زوجة عمها.
دقائق معدودة و دخل ناجي إلى المنزل ، سمع صراخ والدته فراح متجها نحول المطبخ .
ناجي مستغربا من حالة المطبخ : السلام عليكم ، هل لأحدكم أن يشرح لي مايحصل حالا ؟
راضية : ولدي الحبيب و أسرعت تحضنه كي يشفق على حالتها المصطنعة ، أنظر بعينيك ألا ترا هذه المشؤومة الغبية عديمة النفع تزيدنا المصائب يوميا فلا تستغرب أكثر
ناجي متأسف لشهرزاد : أختي شهرزاد هل أنتي بخير ؟
مايؤلمنا أحيانا يزرع فينا قوة كبيرة 💯
( شهرزاد صامتة تماما لكن يديها كانت ترتجفان ، ثواني و ترفع بقبضة يدها نحو صدرها موجهة الى راضية )
_أيتها العمة ، طوال هذه السنوات و أنا أحترمك و ألبي طلباتك و أحاول يوميا أن أحضى بإهتمامك و رضاك لكن يبدو أنه حقا .. ليس لي مكان بينكم بعد وفاة عمي .
ناجي : إنتظري ! كيف لكي ياشهرزاد قول هذا ؟ هل رأيتي منا سوء ؟ انتي وصية أبي ألا تفهمين ! إن أسئت لكي يوما فسامحيني من فضلك .
راضية : لا يا ناجي لا تفعل هذا يا عزيزي ، هي لا تستحق ذلك
ناجي : أمي كفى ! أخبريني ماهذه الحالة في المطبخ هل أسئتي لشهرزاد ؟
_ماذا تقول يا ولدي هل تتهم أمك ؟ بدلا من أن تصرخ في وجه هذه الغبيـ ..ة !
صدمة الزواج الإجباري و التغيير المفاجئ للقدر ❤️
ناجي و هو في حالة عجيبة من الغضب : إسمعيني يا أمي إياكي أن تلقبيها بالغبية مرة أخرى
راضية : و لماذا يا هذا ؟
ناجي : لأن من تدعينها بالغبية ( و نظر إلى شهرزاد و كأنه يتأسف على هذه الكلمة ) ستكون زوجة إبنك في المستقبل و نظر أرضا و هو يشعر بالخجل .. و لا داعي لفرض رأيك لأنها وصية أبي لي و لن أخلف أبدا وصيته و أمانته .
_ في تلك الأثناء أصيبت راضية بنوبة هلع و هي تصرخ : اااااا مستحيييل هذا مستحيييل ، إذا أردت أن تتزوجها فإنصرف حالا من هذا البيت .
_ إستمر الصراخ بين ناجي و أمه و شهرزاد في عالم آخر يداها ترتجفان و قلبها ينبض بسرعة فلم تعد ترى الأشياء بوضوح ، ثواني معدودة و تسقط على الأرض ..
الخير فيما يختاره الله دائما ❤️
تفتح عيناها بعد 4 ساعات من النوم اللاإرادي في المستشفى ( تتفاجئ لرؤية ناجي أمامها !)
شهرزاد : ااا أخي ناجي ماذا يحصل أين أنا ؟ كيف ..
ناجي : لا تقلقي إستريحي أنتي في حاجة إلى الراحة ، هذا ماأخبر به الطبيب .
شعرت بالحزن و كأنها تعلم ذلك نظرت الى الأسفل و كأنها تخفي شيئ..
و بعد إلحاح ناجي عليها لكي تخبره بكل ماحصل
أخيرا أخبرته بالقصة .. و أن سبب كل تلك الفوضى كانت بعد شعورها بالدوار و التعب الشديد و مع ذلك لم تتوقف عن العمل مما سبب تلك الكارثة .
_ دمعت عين ناجي و هو يستمع و كأنه يتأسف لها ..
_لاتبكي لا تقلق أنا الآن بخير ، سأتعافى أكيد أليس كذلك ؟
_لا تقلقي لن يحصل هذا مرة أخرى
_عذرا ! و كيف ؟
_ بعد زواجنا يا شهرزاد
_ لا ، لا أستطيع أنت إبن عمي و ..
( لم تكمل كلاهما و بعدها تذكرت وصية عمها الذي كان يمثابة والدها)
ناجي : أعدك أنني سأستحفظ على قلبك الطيب و سأعوضك عن كل ماعشتيه من ظلم ، فقط وافقي .
( لم تجد شهرزاد ولو ذرة شك في كلام ناجي ، لأنه شخص طيب و هي أدرى به من معاملته لها )
_لكن ، لن توافق والدتك
_لا يهم أساسا فقد طردتنا نحن الإثنين بعد سماعها للخبر ، لكن لا تخافي فوالدي حضر و جهز لكل شيئ ، تنقص موافقك ، البيت الجديد جاهز ، لا تخافي لن نعيش مع أمي و أنا واثق أنها ستستفيق من أخطائها يوما ما .
لم يكن زواجا إجباريا 💔 كان يمثابة رحمة 🌼
_بعد عام من زواج شهرزاد و ناجي ( شهرزاد في قمة السعادة و ناجي يقص عليها نكتة تعالت عليها الضحكات .. مجتمعين حول مائدة الطعام الصغيرة يتناولون ما قاموا بتحضيره معا .
فجأة يدق الباب في وقت متأخر من الليل ( نظرت شهرزاد الى ناجي و كأنها تستغرب من الأمر )
فتح الباب فتلون وجهه دهشة و قال : أمي !!
راضية : ألن تفتح لأمك التائبة عن ذنبها هذا الباب ؟
سمعت شهرزاد الطيبة الكلام فإبتسمت و غفرت عن ما عاشته تلك الأيام و أسرعت اليها تحضنها و تدعوها لتناول الطعام معهم ..
أما ناجي فكان ينظر الى طيبة شهرزاد و يشكر الله على هداية والدته و هو يقول في نفسه : ليتك عشت ياوالدي الى غابة هذا اليوم ، و ليتك عشت لترى حفيدك يا أبي ، رحمك الله و غفر لك بإذن الله و جعلك في نعيم جناته .
النهاية 💖
Malak Teliaa
كاتبة ✍️أبدل جهدا كبيرا لتحسين أدائي و إعطاء الحق حقه ✨ ، كي تنال إعجابكم مدوناتي 💛، مقالاتي 💛وقصصي 🥀❤️
تصفح صفحة الكاتب