قصة الحسناء الفقيرة و الحظ الجميل

Malak Teliaa
كاتبة ✍️
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

هي إمرأة من الطراز الرفيع تجد بين ملامحها الجرأة و البراءة ، ناصعة البياض ، طويلة القامة ، سواد شعرها الطويل يحكي قصة خرافية و جمال عينيها العسليتان عسل حر ، إذا إبتسمت ابتسم جميع أهل القرية لحسنها و إن جادلت وقف الجميع في صفها ، يتيمة الأم و وحيدة والدها العجوز المسن .

قصة الحسناء الفقيرة و الحظ الجميل

الصدفة الغير متوقعة التي تقع فيها الحسناء فهل ستغامر من أجلها ؟

تسكن حنين في قرية متواضعة جميع سكانها أصليين من شروطهم ألا يدخل القرية أجنبي لكي يحافظو على سلالتهم و تراثهم العريق إذ أنهم يتصفون بالكرامة و الجود ..

_ بينما حنين تحضر القهوة لوالدها العجوز و تغني له بصوتها الجميل كالعادة كانت تنظر لعينيه التي تشع فرحا و تطلب الله أن يحفظه و يرعاه لها ، لأنه ماتبقى لها من عائلتها الصغيرة ، إمتلئت عيناها بالدموع و هي تبتسم قائلة : والدي

نعم يا حنين يا غالية والدها المسن

هل قال أحدهم أن والدي مسن ؟


اقرأ ايضا

    _أقتربت منه تلمس عضلاته و تضحك

    هل إستهزأ أحدهم بهذه القوة !

    _فتعالت الضحكات .. لكن ! للأسف لم تدم طويلا

    بينما كانت حنين تضاحك والدها كان أحدهم يتألم و ينزف دما في الخارج ! فهل ستغامر حنين ام أنها ستصارع طيبتها ؟

    هل ستجازف حنين و تخترق قواعد القرية من أجل طيبتها ؟

    للحظة عم سكوت ، و بدت الدهشة على وجه حنين و والدها فاستأذنت منه .

    اقترب من باب الحديقة الخارجية و هي متوترة فبدأت ضربات قلبها في التسارع ، ترددت و كأن شيئ ما يمنعها من فتح ذلك الباب ، حاولت أن تتراجع عن هذا الفعل لكنها لم تستطع ان تتخطى صوت الشاب المصاب .

    ففتحته مسرعة ، و حينها سقط الشاب أرضا إندهشت حنين من هذا المنظر فبدأت بالصراخ تناجي والدها..

    أسرع العجوز المسن نحو الحديقة الخلفية ليتفقد الأمر فأصابته الحيرة فيما رآه لكن لم ينصدم يقدر الصدمة التي واجهتها حنين ، فراح يحضنها و يهدئ من روعها ثم طلب منها أن تدخل هذا الشاب الى عرفته لتقديم المساعدة له .

    أسرعت اليه تحاول حمله برفقة والدها الذي لا يقوا على الحراك أساسا بسبب كبره و مرض هشاشة العظام الذي كان يعاني منه

    حملت حنين الشاب بكل ماتملكه من قوة و راحت تمسه الدماء عنه و تتفقد حرارته ، فتأكدت أنه مصاب ، فتح والدها أزرار القميص فغضت حنين البصر لكن والدها صرخ قائلا : يا إلهي !

    فلم تتردد حنين في رؤية ما رآه والدها فإندهشت مما رأته أيضا .

    فقالت : أبي ، الشاب مصاب و نحن تحملنا مالا نقوى عليه ماذا لو وقعنا في ورطة ؟

    كيف تقولين هذا يا حنين ؟ هل هذا ماربيتك عليه ؟ هل تودين لو تركناه في الخارج يموت ؟ أخبريني ؟

    شعرت حنين بالذنب و أنبها ضميرها من هذا الموقف ثم قالت في نفسها : أيعقل و كأن القدر أرسله لنا ! من بين كل هذه الديار جاء يناجي أمام بيتنا ؟ لعل الله أراد لنا به خير .

    ما الذي يخفيه هذا الشاب ؟

    طلبت حنين من والدها البقاء بجانب المريض و خرجت تبحث عن طبيب القرية و هي في حالة فزع ، حافية القدمين ، إلا ان عادت بجواره ، فكشف الدكتور عن حالته و بدأ في معالجة جرحه العميق ، فراح يسأل حنين و والدها عن سبب هذا الجرح الذي كان ان يهلك الشاب

    لكنهم أجابوا بأنهم لا يعرفون عنه شيئا و أنه مجرد غريب قاموا بمساعدته لوجه الله .

    إبتسم الطبيب و شكرهم عن فعلهم الطيب هذا بعد أن ترك لهم مجموعة من الأدوية تفي بالغرض .

    ظلت حنين برفقة والدها نائمين بجوار الشاب حتى طلع الفجر فراحت تصلي و تدعي و تناجي الرحمان ان يشفي هذا الغريب و بعدها حضرت القهوة لوالدها و راحت تطمئن على حالة الشاب

    و المفاجأة كان الشاب قد وقف على رجليه مرة أخرى لكن بدت تظهر عليه علامات التألم فأسرعت اليه و طلبت منه أن يجلس لكنه أصر على مغادرة المكان و بعد نقاش حاد مع والدها قبل أن يبقى ليلة اخرى بجوارهم إحتراما لهم و لطيبتهم التي لم يتلقى مثلها في هذه القرية

    و بعد أن ارتاح الشاب قص عليهم الحكاية و سبب إصابته موضحا أنه أصيب بسبب عربة كانت مسرعة و متجهة نحوه يبدو أن صاحبها فقد السيطرة عليها و أنه غريب عنهم و يجب عليه ان يخرج من هذه القرية وفقا لعاداتهم قبل أن يوقعهم في مشكلة .

    لعله فيه خير ..

    قصة الحسناء الفقيرة و الحظ الجميل

    شعرت حنين بتوتر شديد بعد سماعها للخبر و عرفت أنها واقعة في مأزق كبير فراحت تجهش بالبكاء و تطلب من الشاب أن يخرج فورا ، ليس خوفا على نفسها ، بل لأنها يتيمة و لا تريد ان تعرض والدها للخطر فهو أغلى ماتملك و لاتود خسارته .

    تفهم الشاب الموضوع و راح منصرفا حالا .. لكن للحظة منعه شيئا ما .. و جدبه نحوه ، لقد كان الطبيب الذي عالجه ليلة البارحة ، و هو يعرف بأمر الشاب و أتى اليهم لكي يطمئن على حالته و يخبرهم أنهم في مأمن .

    فبعد ان رأى الطبيب هذا الموقف قرر أن يقيم مظاهرة في القرية ، مظاهرة سلمية لرفض قانون القرية الذي ينص على عدم السماح للغرباء بدخولها ، فهذا الشاب كان عبرة ، فلولا طيبة و حنين و والدها لكان الشاب قد مات .. و بالفعل لقد كان الطبيب حكيما و قام بإقناعي الأهالي بأن قانون القرية ليس له شأن بالعادات و التقاليد الخاصة بهم .. فراحو يطالبون كبير القرية بتعديل القانون فإقتنع بعد سماعه للقصة من طرف حنين و والدها و لطف الشاب الذي تحل بنعم الخلق قائلا : أعتذر لإختراق قوانينكم هذه .. لكن للحظة فكرت في أمر عجيب فهل تسمح يا سيدي بالسؤال ؟ فواقف .

    الشاب : بما أنكم تعارضون دخول الغرباء لقريتكم ، فهل تعارضون زواج غريب من إمرأة حسناء تتسم بالطيبة و الشجاعة و الأخلاق الطيبة تسكن هذه القرية ؟

    _ تعالت ضحكات سكان القرية و جميع أعينهم متجهة نحو حنين ، فشعرت بالخجل و إقتربت من والدها قائلة : أليس عليه أن يطلب يدي للزواج منك يا أبي بدلا من أهل القرية جميعا ..

    فراح الجميع يضحك مرة أخرى مرددين مبروك أدام الله سعادتكم و جمعكم في الحلال .

    النهاية

    قصة الحسناء الفقيرة و الحظ الجميل
    Malak Teliaa

    Malak Teliaa

    كاتبة ✍️

    أبدل جهدا كبيرا لتحسين أدائي و إعطاء الحق حقه ✨ ، كي تنال إعجابكم مدوناتي 💛، مقالاتي 💛وقصصي 🥀❤️

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ