قصة إيميلي البنت الفقيرة التي أصبحت ملكة القرن

Malak Teliaa
كاتبة ✍️
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

بينما الثلوج قد غطت الأرض بياضا و الأمطار تتساقط بغزارة و حتى الرياح تعصف في كل نواحي القرية ..كانت هناك فتاة تدعى إيميلي ، تعاني البرد و الفقر ، تعيش في كوخ صغير فيه القليل فقط من الطعام و بساط واحد تستلقي عليه المسكينة دون غطاء تارة تنظر الى نفسها و تارة تنظر الى السقف و تتذكر أمها الميتة التي كانت تحميها من قساوة الحياة ، فقد فقدت والديها في يوم أليم جراء عاصفة أدت الى إنهيار بيتهم و الهلاك

قصة إيميلي البنت الفقيرة التي أصبحت ملكة القرن

الصدفة ! الغير متوقعة التي تقع فيها البطلة فهل ستغامر من أجلها ؟

و بينما هي تتذكر ماضيها و تبتسم سمعت صراخا في الخارج فهرولت مسرعة لتطمئن على الوضع لكن المفاجأة كانت عظيمة و أمر لا يخطر على البال فقد وجدت طفلا صغيرا مرميا على الأرض يرتجف بردا و يشهق بكاءا .فحملته بين ذراعيها وهي تقبله بكل حنان و أدخلته الى الكوخ الصغير و بعدها أعطته القليل من الحليب و هي تتأمل تفاصيله الصغيرة و اللطيفة .فماهي إلا دقائق معدودة و نام الصغير فقررت إيميلي الخروج لكي تبحث عن والديه لكنها لم تجد أي شخص و بعد مدة عادت اليه لكي يرتاح بالها و هي تنظر اليه و تتمنى أن تجد والديه ، لكن للأسف مرت مدة طويلة و إيميلي تجهد نفسها في البحث عن أناس يعرفونه او حتى معلومات تخصه لكن دون جدوى . فأصبحت إيميلي الصغيرة أما لذلك الطفل أشبعته حنانا و حبا و عوضته عن فراق والديه فقد كانت ترى فيه نفسها بما أنها يتيمة أيضا .و بعد 3سنوات تقريبا أصبح الطفل يمشي و يتكلم بعض الكلمات و كذلك يناديها بأمي و هي سعيدة جدا بذلك . لقد كانت تنسى تعب نهارها بعد سماعها لكلماته اللطيفة

القدر الجميل سيغير حياة إيميلي فجأة ❤️

.ففي يوم مميز عن بقية الأيام التي تمر بها إيميلي و هي عائدة الى الكوخ بصدفة جميلة شاء القدر ان تلتقي بشاب طيب وقع في مأزق ، فقد سقطت العديد من الأوراق منه بسبب الرياح و إيميلي لم تتردد في مساعدته أبدا ، اتجهت مسرعة اليه و قامت بجمع تلك الأوراق وهي تنظر اليه مبتسمة أما الشاب فكان باهتا و غارقا ينظر اليها و يتأمل ملابسها الهشة و تفاصيل وجهها الجميل ثم نظر إليها و لمح الطفل الصغير و ابتسم و قال لها أتمنى ان يرعاه الله لك إبتسمت له إيميلي و حملت الطفل بين ذراعيها و رجعت الى الكوخ .و في ليلة من الليالي خرجت إيميلي لكي تبحث عن عمل و لحسن حظها وجدت عمل جديد في مخبزة مع عجوز كبيرة كانت تبدو طيبة لكن مع الوقت إتضح انها تستغل طيبة إيميلي أما بطلتنا فلم يكن عليها إلا ان تصبر و تتحمل من أجل الطفل الصغير و هذا ما فعلته تماما . كبر الطفل و أصبح يدرس و حتى إيميلي كانت تشتغل ليلا و نهارا من أجل أن توفر له حق التدريس و تشتري له الطعام حتى وصل اليوم الذي غير مجرى حياة البطلة و جمع بينهاو بين ذلك الشاب مرة أخرى ..نعم لقد كان هو نفسه ، متجها نحو المخبزة بصدفة و سمع تلك العجوز تصرخ على إيميلي و تدعوها بالفقيرة البشعة فلم يتردد الشاب في الدخول و المبادرة في حمايتها ، دخل و هو في حالة عجيبة من الغضب و بدأ في الصراخ على العجوز قائلا : إن مافعلته ليس جيدا و أن إيميلي بنت طيبة و وفية كيف لكي ان تعامليها هكذا لقد مرت سنين معدودة على معرفتي لهذه الفتاة ، كنت أراقبها دون علمها لأكتشف إن كانت طيبتها حقيقية و فعلا لم أرى أطيب منها فكيف لكي أن تعامليها بهذه القساوة ! سمعت إيميلي صوت الشاب لكنها لم تنظر إلى وجهه و لم تتعرف عليه حتى .و ماهي إلا لحظات حتى دخل الطفل حاملا حقيبته الصغيرة قائلا : أمي انا جائع فأسرعت اليه تقبله و الدموع في عينيها و في تلك الأثناء اقترب الشاب من الطفل و اشترى له الخبز من المخبزة ثم نظر اليها و اخبرها ان تترك العمل في المخبزة فورا لكنها لم توافق و أخبرته ان المخبزة هي سبب رزقها و من المستحيل أن تجد عملا اخرا ابتسم الشاب و اخد الطفل و ذهب فأسرعت إيميلي بالركوض حوله تخبره ان يعطيها طفلها لكنه لم يستمع إليها و إستمر في المشي الى ان وصل الى بوابة القصر الكبير رأت إيميلي المنظر و لم تصدق بعد ماتراه عينيها لقد كان ذلك الشاب الوسيم أميرا ذو منصب عالي ، الجميع يحترمه و يحبه .طلب الأمير من إيميلي ان تدخل فتكلفت خادمات القصر بها حضروا لها طعاما لذيذا و ملابسا جديدة و جعلوها سعيدة تماما هي و الطفل الصغير فقد كانوا سعداء جدا

للحظة تقسو الحياة على إيميلي مرة أخرى فهل ستنجو ؟

.و منذ ذلك اليوم لم تعد إيميلي تذهب الى تلك المخبزة المشؤومة لأنها قررت ان تعمل في القصر تنظف و تطبخ و تحظى بالمال و الإهتمام و كسبت أيضا صداقة الأمير فكان في كل مرة يذهب إليها يدردش معها و يستمع الى صوتها الجميل و هي تغني له مرت الأيام و الطفل يكبر و مع ذلك لم يسأل الأمير إيميلي حتى عن أبوه فقد تعلق به و كأنه والده و علمه الفروسية و السباحة لكي يكون بطلا في المستقبل في احدى الليالي قرر القصر ان يقيم حفلة ملكية بمناسبة خطوبة الأمير فدعا الأمير إيميلي لكي تحضر الحفلة و تكون جزءا من العائلة لكنها رفضت و أخبرته انها لا تناسب طبقتهم الراقية اطلاقا و قالت انتم أغنياء و نحن فقراء و الإحباط يبدو عليها فتأثر بكلامها و اخبرها ان لم تحضر الحفلة أنه سيغضب كثيرا و انصرف اما عن الجميلة إيميلي فقد بدت على وجهها الغيرة بعدما سمعت ان الأمير سيتزوج قريبا و بالرغم من أنه كان يقضي وقتا طويلا معها غير أنه لم يصارحها بزواجه فأخدت إيميلي تعمل بجد في ذلك المطبخ تنظف و تطبخ و تبكي لمدة ليلتين كاملتين و في صباح الباكر و في يوم الحفلة بالذات اتى الأمير لكي يطمئن عليها و يذكرها بأنها فردا منهم و من حقها الحضور الى حفلة خطوبته لكنها بقيت صامتة و لم ترد عليه حتى انصرف و بعد دقائق معدودة دخل الطفل الصغير و هو في قمة السعادة يضحك و يخبر إيميلي ان اليوم ستكون اول حفلة له يحضرها فبدأت بالصراخ عليه دون ان تشعر و هي تحذره و تخبره انها لا تخصنا و لن يحضر هذه الحفلة أبدا فبدأ الطفل بالبكاء و بدون ان يشعر بدأ يصرخ و هو يقول انت لست أمي انت مجرد مربية لي ليس لكي الحق ان تختاري ما أحب و ما اريد 54 فأنفجرت إميلي بالبكاء و هي تشرح لطفلها انها عانت كثيرا من اجل حمايته لكنه لم يقدر ذلك فبدأ يبكي الصغير أيضا و أعتذر منها عن ماقد حصلكان الأمير قد سمع حديثهم و انصدم تماما عندما عرف ان إيميلي ليس أم الطفل الصغير بل كانت مربية له فقط فعادت به الذاكرة الى اليوم الذي اخد فيه الطفل لكي يعلمه السباحة فرأى ان له وشما في ظهره يشبه الوشم الملكي و أعتقد أن ذلك مجرد وهم فكيف يمكن لطفل صغير غريب ان يحمل الوشم الملكي و ينتمي اليهمدخل الأمير مفزوعا الى المطبخ و بدأ ينزع القميص من الطفل و يمزقه على ظهره الى ان ظهر الوشم الملكي فحمله بين ذراعيه و هو في حالة صدمة و ذهب به الى والده الملك سيلفار الملك الذي يخافه و يهابه الجميع في تلك الناحية اما إيميلي فلم تحاول منع الأمير من اخد الطفل لأنها كانت تشعر بذلك منذ الصغر فمرات عديدة شعرت ان هذا الطفل مميز و سيكون يوما ما شيئا مرموقا تفتخر به في تلك الأثناء اقتربت الخادمة من إيميلي و هي تحاول ان تستفسر في الموضوع و الفضول يقتلهاابتسمت لها و قالت : إيميلي اذن الطفل جاك ليس طفلك ردت إيميلي و يداها ترتجف : لم يكن طفلي لكنني كنت و سأضل أمه ما دمت حية و في الوقت الذي كانت تحكي للخادمة عن ماحصل و تروي الواقعة منذ البداية دخل الملك سيلفار و اقترب من إيميلي و عينيه تشتعل غضبا قائلا لها : لماذا فعلتي هذا ؟ ردت المسكينة و الخوف يبدو عليها : عذرا جلالتك ماذا فعلت ، لم افهم قصدك اما الملك سيلفار فلم يناقشها أساسا فالموضوع و طلب من الحراس ان يضعوها في زنزانة السجن بدأت إيميلي بالصراخ على طفلها و هي تبكي تحاول ان تطمئن على حالته أو ان توضح له ماجرى بالفعل اما الملك فقد كان حاقد على ايميلي لأنه ظن انها هي من سرقته منه طفله الصغير الذي قضى طيلة تلك المدة يبحث عنه بدون جدوى دخلت إيميلي الزنزانة و عيونها ممتلئة بالدموع تتحسر على نفسها بالرغم من كل ماعشته من فقر و جوع في الماضي بقيت متمسكة بالطفل و حاولت ان تحميه و ترعاه و في الأخير انتهى بها المطاف في زنزانة و أخدوا منها طفلهالكن بعد نصف ساعة جاءت البشرى ، سمعت ايميلي صوت المفاتيح و كأن أحدهم يحاول فتح الزنزانة وقفت إيميلي في الظلام تحاول رؤية الشخص ظنت أنه الملك قد عاد لكنه كان الأمير اقترب من إيميلي و طلب منها الاعتذار اخبرها انهم ظنوا انها السارقة للطفل الذي سيصبح ملكا يوما ما شعرت إيميلي بالخزي و رفعت رأسها نحوه قائلة : لقد عانيت كثيرا من اجل ان أبقيه في أمان وجدت هذا الطفل منذ كان في عمر 5اشهر و كان ذلك صعبا للغاية كوني كنت طفلة تحتاج الرعاية أيضا و حرصت على ان أوفر له كل ما يحتاج اليه و الآن أنتم تتهمونني بسرقته ، اذا كان الأمر هكذا إذن إسألوه إن رأى مني السوء يوما اقترب منها الأمير و مسك يديها و نظر الى عينيها و قال : انت شخص رائع كان شرفا عظيما لي عندما التقيتك شكرا كثيرا لأنك أعطيتني هذه الفرصة و حرصتي على حماية أخي أنا أعدك انني سأعوضك عن كل هذا و الآن تستطيعين أن تصعدي الى غرفتك الجديدة نظرت اليه إيميلي بإستغراب و قالت : ماذا ؟ غرفتي الجديدة ! هل نسيت ان مكاني في المطبخ أو القبو ؟ إبتسم الأمير و قال : من اليوم فصاعدا أنت فرد من عائلتنا الملكية قالت إيميلي : ماذا كيف ذلك ؟ و ماذا عن والدك الملك سيلفارقال : أبي هو الذي طلب مني ان أفتح لك الزنزانة و أعتذر لك عن ماحصل و بالمناسبة هو يريد أن يتكلم معك ترددت إيميلي و نظرت اليه خائفة و قالت : هل سيعاقبني لا لا تقلقي والدي شخص رائع لقد ظن بك سوءا في البداية لكن الآن لقد فهمنا القصة.

النجاة من المأزق و البشرى الجميلة ✨

إنطلقت إيميلي و الأمير ستيفن عند الملك سيلفار و عندما دخلت وجدت الطفل الصغير ينتظرها و عيناه تدمعان و بمجرد ان نظرت اليه إيميلي إنطلق الطفل و حضنها و أخبرها أنها أغلى انسان قد صادفه في حياته و أخبرها أنها ستصبح يوما مثالية في يوم من الأيام اقترب الملك سيلفار نحو إيميلي و قبلها على يدها و قال : شكرا لك يابنتي لأنك قمت بحماية طفلي و أعتذر على كل مافعلته لكي ابتسمت إيميلي للملك و أخبرته انها سامحته و أنها ليست سيئة كما ظنوا ثم انصرفت مع الأمير ستيفن من اجل أن يريها غرفتها الجديدة و الجميلة و الطفل يفرح و يقول إذن ياأختي إيميلي هل سننام معا الليلة كما اعتدناضحك الأمير و قال : لا ياأخي من الآن فصاعدا يجب ان تعتاد على النوم في غرفتك الخاصة أليس كذلك أيها الأمير الصغير إبتسم الطفل و قال : لكن لدي شرط يجب ان تكون غرفتي الجديدة قريبة من غرفة إيميلي ضحك الأمير ستيفن و إيميلي مع بعض و قالوا معا : حسنا لا بأس مر أسبوع كامل و لم يحدد الأمير موعد حفلة خطوبته و عندما سأله والده الملك سيلفار عن السبب إبتسم الأمير ستيفن و قال بخجل : أظن أنني تسرعت كثيرا عندما أردت الزواج من الأميرة بيلا يا أبي ، أنا أظن أنني معجب بإيميلي و حقا أريد الزواج منها ضحك الملك سيلفار و إقترب من الأمير ستيفن و وضع يده على كتفه و قال : إذن لنحدد موعد الزفاف يا أمير مر شهر كامل على زواج إيميلي من الأمير ستيفن كانت سعيدة للغاية و عاشت أجمل قصة حب و تحولت البطلة من فقيرة الى أميرة في الأخير الشخص الطيب ينال محبة الجميع و يفوز دائما

قصة إيميلي البنت الفقيرة التي أصبحت ملكة القرن
Malak Teliaa

Malak Teliaa

كاتبة ✍️

أبدل جهدا كبيرا لتحسين أدائي و إعطاء الحق حقه ✨ ، كي تنال إعجابكم مدوناتي 💛، مقالاتي 💛وقصصي 🥀❤️

تصفح صفحة الكاتب

اقرأ ايضاّ