يروادني دائماً ذلك الأمل الذي حاولت تكراراً التخلص منه أن أري كيف سيذكرني الناس بعد وفاتي
كم تمنيت أن أري وجه كل من قابلت في حياتي وأري بماذا سيشعر حينما أرحل
هل سيأتي الكثير من الناس عند المدافن لتوديعي
أم سيقتصر ذلك علي أهلي وبعض المقربين
هل سيدعو لي كل من هو موجود وسيسامحني من له حق عندي
كيف سيكون شكل أمي وأبي
أم سيدعو الله أن يقتص مني كيف سيكون شكل أمي وأبي كيف سيمضي اليوم حينما يفارقوني ويعودون إلي المنزل دوني
كيف ستمضي تلك الأيام علي كل من كان يوماً بطلاً في رواية تم كتابة سطرها الأخير وقت رحيلي
طالما زارتني تلك الأفكار كثيراً حين يأتي موعد نومي أنظر إلي السقف واتأمل خيوطه تارة أستشعر بأنني حين سأرحل سأترك ورائي فجوة وفراغ كبير وتارة أخري أشعر وأنني منسياً حتي وقت وجودي
اتقلب يميناً ويساراً أغلق عيناي حيناً وأمد نظري حيناً آخر
حتي تأتي الرسالة!!!!
هل تركت أثرا طيباً في نفوس أولائك الذين شاركوني رحلتي ؟
فحين يتذكروني ستتلفظ شفاههم رغماً عنهم بقراءة الفاتحه والدعاء لي بالمغفرة ويسردون بعض من ذكرياتهم معي هل سيذكرون محاسني
ويتبادلون بعضاً من مواقف كنت معهم فيها ولازمات طالما تلفظت شفاهي بها معهم هل سيذكرون رحلات وذكريات وصور كانت يوماً ما مشاهد في حياتنا قبل أن يأخذ الزمن منا تاره
أم أنني كنت سيئا لدرجة أن هناك من يري أن حتي الدعاء لي حراماً
كيف سيتذكرني الناس
ماذا سيكون رد فعل صاحب السوبر ماركت حينما يأتي إليه خبر رحيلي
كيف سيتذكرني اصدقائي
هل سيبعث الله لهم رسائل بإقامة صدقة جارية علي روحي
كيف سيكون حال أمي وكم سيمضي عليها الوقت وهي تنظر إلي صورتي وتبكي من أعماق قلبها علي ولد كان يوماً كل مالها
كيف سيكون حال أبي وقد رحلت وابتعدت عن ظهره
كيف سيكون حال إخوتي حينما ينظروا ليلاً إلي مضجعي وهو خاوي
كيف وكيف وكيف
سيمضي العمر لن تقف الحياه عند رحيلي ستستمر إلي أن يشاء الله
تغفو عيناي كل ليله علي أمنية أعلم أنها لن تتحقق ومشاهد تمنيت لو أنها تصور وأحداث وكلمات تمنيت أن تسجل لأري بعيني من سيبكي حين رحيلي ومن سينساني حين يواري التراب جسدي وابقي وحيداً في قبري مع عملي بشريط ذكريات وأحداث ساتمني حين رؤيتها لو لم أكن فاعلها
أستيقظ في اليوم التالي متناسيا أمنياتي بالأمس فطالما أن الله اراد لي يوماً آخر فاهناك لي في خزائنه رزقاً لي لم أحصل عليه وعملاً صالحاً يمحو ذنوب الماضي وأبطال جدد سيكونون خيراً في سطراً سنكتبه سويا
عن الكاتب
Mohamed Abdulatif
روائي
أحببت القراءة لأني أمضي يومي في خيالي