عندما تخرج الفئران من جحورها!

نشرت:
وقت القراءة: دقائق

المقاومة الفلسطينية في فلسطين عموماً قد ابتدأت منذ بداية الاستعمار. غزة قبل الاحتلال الصهيوني أي قبل عام 1948 كانت تبلغ مساحتها 1111 كيلو متر مربع. وبعد الاحتلال الصهيوني للأراضي المحتلة تقلص حجم قطاع غزة الى 365 كيلو متر مربع. استمر الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة كما هو الحال في جميع قطاعات الاراضي الفلسطينية. ولكن بشكل خاص منذ عام 1970 عندما تولى موشيه ديان حُكم قطاع غزة واستمر الوجود الصهيوني في القطاع مواجهاً أقصى وأقسى أنواع المقاومة من أهلنا الفلسطينيين في القطاع وارتكب الاحتلال خلال تلك الفترة العديد من المجازر وجرائم الحرب مُحاولاً كعادته التخلُص من المقاومة والمقاومين الى ان انتهى وجوده بعام 2005 بانسحابها من أراضي قطاع غزة كاملةً وتم فك الارتباط.

المقاومة الفلسطينية منذ عام 1970 الى 2005 مرت بمراحل عديدة أرهقت فيها الكيان الصهيوني وأذاقته الأمرَّين. في عام 1987 عندما أعلنت عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية توَّحدها تحت اسم حركة المقاومة الإسلامية حماس وابتدأ هذا الكيان العسكري السياسي للمقاومة بالظهور على الساحة واثبت وجوده، الى ان تمكن على ارض الواقع من قهر الكيان المحتل وتحررت الأرض (أول أرض) لأول مرة في فلسطين (منذ قيام الاحتلال) في قطاع غزه في عام 2005. تحررت الأرض، ولكن بقيت الحرية.

إن ما نراه اليوم هو امتداد واستمرار لما قامت به المقاومة على مر عقود من السنوات وهي ثمرة من ثمرات ما زرعت وقدمت من كفاح ونضال وتطور مستمر على مر عقود من الزمن.

التحرير، عندما نقول "تحرير فلسطين"، التحرير "فعلٌ مُضارعٌ مُستمر" وسيستمر حتى يصل الى المرحلة التي ينتقل فيها من كونه "فعل مضارع" الى "فعل ماضي"، فنقول حينها "حُرِّرَت فلسطين".

لأجل ذلك عندما تخرج الفئران من جحورها وتبدأ بالتنظير على المقاومة ورجالها وسياساتها وأفعالها، وتُحاجج عن الزمن والتوقيت الصواب من التوقيت الخطأ وكأن العملية ابتدأت فقط في السابع من اكتوبر وينسون أو يتناسون كل المحاولات والبطولات والإنجازات السابقة من كل ما قامت به المقاومة على مدار عقود من الزمن. فلمثل هؤلاء نقول عودوا الى جحوركم وانتظروا مع المنتظرين ان التحرير قادم.

من أنتم لتتحدثوا عن سادة هذا الزمان وهذه الأُمَّة؟! من غير المقاومة الفلسطينية (وبالرغم من كل ما تتعرض له من قهر واحتلال واغتصابِ حُقوقٍ وحصارٍ مُستمر على الحرية وعلى الحركة وعلى الوجود) استطاع من بني العرب أن يُصَنِّعَ سلاحَهُ بيده وأن يُخطط لمثل ما تقوم به المقاومة على مر هذه العقود حتى وصل بهم الحال ان قهروا الكيان المحتل في عقر دارنا (ولن اقول داره) وقهر معه جميع قوى العالم الكبرى وتحالفاتها والموالين لها مجتمعة، وسط عجزٍ عالمي من التصدّي لهم؟!

تجمعوا جميعاً امام هذه المقاومة الفلسطينية الشريفة وأبنائها الأطهار ولم يذّخِروا محاولين قهرهم أي وسيلة بغض النظر عن قانونيتها أو شرعيتها، ومع كل ذلك قهرتهم المقاومة ومرَّغَ صمود أهلِ غَزَّةَ أنوفهم في التراب! فمن أنتم وأمثالكم لتتحدثوا وتُنَظِّروا أو تنتقدوا المقاومين الذين ركَّعوا جبابرة هذا العالم.


اقرأ ايضا

    التحرير له ثمن والمقاومون وأهلنا في فلسطين كلهم سواء، يعرفون الثمن ومستعدون لدفعه، فقط أعيرونا صمتكم واتركونا من خيانتكم وابقوا مُشاهدين للتاريخ وهو يُكتب أمامكم وأنتم على الهوامش لا ذِكرَ لكُم ولا قيمة. فعلى الاقل احذروا عار الانتقاد وحاولوا أن تراجعوا أنفسكم في حيادٍ وتَجَرُّد لعلكم تلحقوا الرَكب وتكونوا في الصف الصواب (الحقّ) ولا تكونوا في صف الاجرام والمجرمين.

    إن غسيلَ الأدمِغَةِ ورَبِّي لشيءٌ عظيم!

    إنها حرب وجود لا حرب حدود

    النصر قريبٌ بإذن الله وإن غداً لناظره قريب

    عندما تخرج الفئران من جحورها!

    اقرأ ايضاّ