عزيزي صاحب الظّل الطّويل

لجين  الفقيه
كاتبة مبتدئة
نشرت:
وقت القراءة: دقائق

تنوّعت الرّسائل من حيث التّأريخ و المواضيع و الطّول، لكّنها كُتبت بذات العاطفة و الإصرار و الشّوق. لم ترَ جيروشا أبوت عزيزها الّذي استمرّت بمراسلته على الدّوام سوى مرّةٍ واحدة، كان ظلّه شاهق الطّول وقبّعته و عصاه كانتا تلازمانه، لم تستطع تبيّن معالمه لكنّها حكمت عليه من خلال هداياه ومفاجآته بصدق المشاعر وجمال الرّوح. وقع اختياره عليها وهي تظنّ أنّها مذنبة لكونها مغرمةً بغيره...

عزيزي صاحب الظّل الطّويل

من هو صاحب الظّل الطّويل؟

ترعرت جيروشا أبوت في ملجإٍ للأيتام، لم تبصر عينيها النّور على أب و أم و عائلة حقيقيّة، بل وعت على تربية الأطفال الصّغار في الملجأ. لم يّخبز لأجلها الكعك و لم تّقرأ لها أي قصّة عندما استسلمت أجفانها للنّوم، حلم الكتابة هو كلّ ما كان يراودها.

ابتسمت لها الحياة أوّل مرّة عندما نوديَت لمكتب مديرة الملجأ، أعلمتها بأنّ سيّدًا نبيلًا قرّر إرسالها إلى الكليّة والتكفّل بجميع مصاريفها، على شرط أن تبعث برسالة في كل بداية شهر؛ لتعلمه بتقدّمها الدّراسي، ومن باب تطوير أسلوبها الأدبي لتصبح الكاتبة الّتي كانت تطمح لها.

لمحته مرّةً واحدة صدفةً عندما نزلت على الدّرج متحمّسة لملاقاته، لتُفاجأ بظل طويل. هكذا، ابتدأت جميع رسائلها. كانت تخبره دومًا عمّا جمعت من العلم والأدب، عن سالي و جوليا زميلات السّكن، وتشكره بحرارةٍ عن كل مالٍ يصلها من قبله.

ابتدأت جيروشا حياتها الجديدة باسم جديد: جودي أبوت. درست، اجتهدت، ونجحت لأجل عزيزها الّذي شعرت دومًا بأنّها مدينةٌ له. لاحقت حلمها الأدبي من خلال اشتراكها بمجلّة الجامعة، فأصبح لها العديد من المحاولات الكتابيّة النّاجحة.


اقرأ ايضا

    رغم ما كانت تتمتّع به من شعبيّة، و وجود صديقتيها جوليا وسالي؛ إلّا أنّها كانت تشعر بوحدةٍ قاتلة كلّما اقتربت الإجازات. عرض عليها عزيزها الطّويل أن تزور في كل إجازةٍ مزرعته، ممّا أشعرها بحضرة غيابه. وفي إحدى المرّات دعتها صديقتها سالي إلى حفلة في منزل والديها، لتتعرّف إلى شابٍّ ودود يدعى جيرفيس.

    بعد العديد من اللّقاءات، تطوّرت علاقتهما إلى حبٍّ متبادل، لتفاجأه جودي برفضها القاطع متعلّلةً بفرق الطّبقة الاجتماعيّة. بعد فترةٍ وجيزة، تصلها رسالةٌ من صاحب الظّل الطّويل يعلمه بمرضه وهوانه، لتهرع جازعةً إليه. وما أن رأته حتّى تفاجأت بأنّ عزيزها هو ذاته محبوبها الأثير!

    من صاحبة القلم؟

    أليس جين تشادلر ويبستر، ولدت عام ١٨٧٦م و وافتها المنيّة عام ١٩١٦م أثناء الولادة. كان خال والدتها الكاتب الانجليزي الشّهير مارك تواين. كان لدى رواياتها سيط لاذع منها "صاحب الظّل الطّويل" و "عدوّتي اللّدودة".

    اقتباسات

    يا له من إحساسٍ سارٍّ ينتاب المرء حين يعود لشيءٍ مألوفٍ

    اقتباس من كتاب صاحب الظل الطويل

    إنّهم يئسوا من شفائك في الأيام الثلاثة الماضية. يا إلهي! لو حدث ذلك لانطفأ نور هذا العالم

    اقتباس من كتاب صاحب الظل الطويل

    صاحب الظّل الطّويل... من منظوري الشّخصي

    كنت قد أعدت مشاهدة برنامج الأطفال الخاص به مرارًا وتكرارًا، إلى أن أتت الفرصة المنتظرة لقراءة الرّواية. لم أحبّذ فكرة أن تكون من أدب الرّسائل، لأنّها كانت من قبل أبوت وحدها. بالرّغم ممّا تحويه الرّواية من عاطفة ومشاعر لطيفة، إلّا أنّي استشعرت مللي عند قراءة بعض الرّسائل. بعيدًا عن الملل، فقد بعثت لي جودي أبوت بالكثير من الحب والأمل والعفويّة، ففي النّهاية استطاعت الوصول إلى عزيزها.

    لجين  الفقيه

    لجين الفقيه

    كاتبة مبتدئة

    _مرحبا! أنا قارئة وشغوفة في كل ما يتعلّق بالأدب والكتابة، ستكون أغلب مقالاتي تتمحور حول الرٌوايات من وجهات نظري المتواضعة... أتمنٌى أن تلقى كتاباتي استحسانكم، وأن تبقى خالدةً في الذّاكرة!

    تصفح صفحة الكاتب

    اقرأ ايضاّ