عرب أسيا - بين نجاح رياضي وفشل سياسي
![موجي إبراهيم أبار موجي إبراهيم أبار](https://images.nathre.com/fit-99-99-80-avif/images/202413/0cf86838-987c-430a-9b87-ebf4566e6684.jpeg)
تزامنت إقامة كأس أسيا مع حرب غزة ، والحدثان كانا في أرض عربية ، الحرب والإبادة الجماعية في غزة، وتصفيقات الجماهيرية في قطر .
وسط صيحات الثكالى واليتامى، وأنات المصابين والجرحى، واستغاثات الأسرى،
![النهائي المرتقب بين قطر والأردن في كأس أسيا ٢٣](https://images.nathre.com/max-830-457-80-avif/images/202418/b128b8e2-833a-4488-9fa5-f0b62c6ca65b.png)
ونداءات المساندة القادمة من شتى بقاع الأرض ،انطلقت صيحات وانفجرت حناجر من بيت القريب المجاور في قطر ولكن في هذه المرة ليس مساندة لغزة بل للكرة .
شتان بين هنا وهناك ، هناك في غزة لا تبكي المرأة لطفل أزهقت روحه البريئة ظلما وهضما ، وهنا على مدرجات الملعب رجل يذرف دموعا لكرة أخطأت طريق المرمى ،
هناك شعب بأكمله يتعرض لإبادة جماعية بشهادة الجميع لا يجد دعماً معنوياً ولا ماديا، وهنا تحتشد جموع غفيرة تصفيقا لمن يلعب بجلد منفوخ مسلياً .
هنا في معركة الأقدام أثبتت العرب تفوقها ، وفي ميدان الحكمة والرشد كان إخفاقها .
اقرأ ايضا
في هذه المسابقة أخرجت الدول العربية خصومها واحداً تلو الأخر، وتفردت باعتلاء منصة التتويج من بين نظيراتها ، فصار النهائي القاري بنكهة عربية خالصة ، فهل هذا الإنجاز الكروي الرياضي يعفي عن الخيبة والصمت السياسي ؟
وهل يعدل تكريم اللاعبين المتوجين بالألقاب الرياضية ، بالأبطال الملثمين الفائزين بكأس الشجاعة والإباء؟
أم منطقة الجزاء أولى تصفيقا من مسافة الصفر ؟
في هذه الحرب تمايز الحق عن الباطل ، وسقطت الأقنعة وانكشفت الحقيقة ،
ففي حرب أوكرانيا ومع أنه ليس هناك مجال للمقارنة ، قامت الدنيا ولم تقعد ، وصارت أوكرانيا حديث العالم وحضرت في كل الميادين سياسيا واقتصاديا ورياضياً ، والآن في غزة رغم المعاناة الشديدة وفضاعة المشاهد ، لا يجرؤ أحد على إظهار التعاطف أو من باب أضعف الإيمان رفع شعار لا للحرب ، والذي رفعته أندية أوروبية كبيرة في ملاعب كرة القدم .
تظهر أميركا في واضح النهار تأييدها اللا محدود لإسرائيل المحتلة وعلى مرأى ومسمع الجميع ، في حين أن العرب والمسلمين يعولون على وساطات لا تسمن ولا تغني من جوع ، فانعقدت ألسنتهم ولم تنطق إلا بالمساعدات الإنسانية.