عرب أسيا - بين نجاح رياضي وفشل سياسي
تزامنت إقامة كأس أسيا مع حرب غزة ، والحدثان كانا في أرض عربية ، الحرب والإبادة الجماعية في غزة، وتصفيقات الجماهيرية في قطر .
وسط صيحات الثكالى واليتامى، وأنات المصابين والجرحى، واستغاثات الأسرى،
ونداءات المساندة القادمة من شتى بقاع الأرض ،انطلقت صيحات وانفجرت حناجر من بيت القريب المجاور في قطر ولكن في هذه المرة ليس مساندة لغزة بل للكرة .
شتان بين هنا وهناك ، هناك في غزة لا تبكي المرأة لطفل أزهقت روحه البريئة ظلما وهضما ، وهنا على مدرجات الملعب رجل يذرف دموعا لكرة أخطأت طريق المرمى ،
هناك شعب بأكمله يتعرض لإبادة جماعية بشهادة الجميع لا يجد دعماً معنوياً ولا ماديا، وهنا تحتشد جموع غفيرة تصفيقا لمن يلعب بجلد منفوخ مسلياً .
هنا في معركة الأقدام أثبتت العرب تفوقها ، وفي ميدان الحكمة والرشد كان إخفاقها .
اقرأ ايضا
في هذه المسابقة أخرجت الدول العربية خصومها واحداً تلو الأخر، وتفردت باعتلاء منصة التتويج من بين نظيراتها ، فصار النهائي القاري بنكهة عربية خالصة ، فهل هذا الإنجاز الكروي الرياضي يعفي عن الخيبة والصمت السياسي ؟
وهل يعدل تكريم اللاعبين المتوجين بالألقاب الرياضية ، بالأبطال الملثمين الفائزين بكأس الشجاعة والإباء؟
أم منطقة الجزاء أولى تصفيقا من مسافة الصفر ؟
في هذه الحرب تمايز الحق عن الباطل ، وسقطت الأقنعة وانكشفت الحقيقة ،
ففي حرب أوكرانيا ومع أنه ليس هناك مجال للمقارنة ، قامت الدنيا ولم تقعد ، وصارت أوكرانيا حديث العالم وحضرت في كل الميادين سياسيا واقتصاديا ورياضياً ، والآن في غزة رغم المعاناة الشديدة وفضاعة المشاهد ، لا يجرؤ أحد على إظهار التعاطف أو من باب أضعف الإيمان رفع شعار لا للحرب ، والذي رفعته أندية أوروبية كبيرة في ملاعب كرة القدم .
تظهر أميركا في واضح النهار تأييدها اللا محدود لإسرائيل المحتلة وعلى مرأى ومسمع الجميع ، في حين أن العرب والمسلمين يعولون على وساطات لا تسمن ولا تغني من جوع ، فانعقدت ألسنتهم ولم تنطق إلا بالمساعدات الإنسانية.