هل استيقظت يوما وشعرت أن رأسك يزن طنا؟ كأنك ركضت مئة ميل. رأسك ثقيل. لا تستطع حتى ترك السرير. تلك أمور تحدث بسبب أسلوب الحياة والروتين غير المنظم والسيئ هناك أكثر من طريقة فعالة في علاج تلك الأمور، ولكن غالبا ما يتم تجاهلها. في هذه المقالة سنكشف خطوات بسيطة ولكنها فعالة ومؤثرة على حياة كل شخص، تجعلك قادرا على بدء يومك بنشاط وحيوية وتنطلق ليومك بقوة. دعنا نتعمق في الطرق العملية التي يمكنك من خلالها تحسين صحتك العقلية من خلال عادات نختارها بعناية وروتين يريح العقل...

النوم كأساس لراحة العقل

هل تعلم أن أهم شيء نغفله في حياتنا هو النوم المنظم؟ عليك أن تحافظ على جدول نوم منتظم، بأن تحاول الالتزام بنفس موعد النوم والاستيقاظ يوميًا على مدار الأسبوع. بمجرد أن يعتاد عقلك على المواعيد المحددة، سيسهل عليه عملية النوم، بل سيجعلها أكثر عمقًا. في حياتنا المزدحمة، حاول أن تأخذ 7 ساعات على الأقل كل ليلة النوم. الكافي يمكن أن يساعدك في تصفية ذهنك، والبقاء مركزًا، وأيضًا تقليل هرمونات التوتر.

بالنسبة لي، وجدت أن الالتزام بجدول نوم صحي يوميًا غيّر حياتي فعليًا. هذا الجدول منحني طاقة قوية أستطيع بها بدء يومي بنشاط وحماسة. قلة النوم تؤثر على مزاجك. تتحول الطاقة إلى كسل بسرعة. لدي أصدقاء يعانون من تقلبات مزاجية وكسل، وكل ذلك قد يكون بسبب عادات سيئة عديدة، أهمها جدول النوم غير المنتظم، بل وحتى قلة النوم.

هل سمعت يومًا 'العقل السليم في الجسم السليم' وتساءلت كيف تجربها؟ كثيرًا ما نسمع هذه العبارة، وهي في الحقيقة واقعية جدًا وصحيحة. تُعد ممارسة الرياضة من أفضل وأكثر الطرق فعالية للعناية بصحتك العقلية. حدد موعدًا لممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل، بأي شكل تفضله، سواء كان الجري، تمارين المقاومة، الدمج بينهما، أو أي نشاط آخر. الأهم هو أن يتحرك جسمك، ولا يشترط أن تكون التمارين شاقة أو صعبة.

أما عن نفسي، فلن أوفي الرياضة حقها مهما تحدثت. كنت أعاني من الكسل، وتقلب المزاج، وحتى التعب، ولكن بمجرد أن أضفت الرياضة إلى جدولي، حدث تغيير كبير في حياتي. أصبحت أكثر سعادة وبهجة، كما لاحظت أن الرياضة ساعدتني على صفاء الذهن وتحسين أدائي الدراسي، حيث أصبحت قادرًا على استيعاب معلومات كثيرة. لذلك، دائمًا ما أنصح المقربين مني بممارسة الرياضة وإدراجها في جدولهم الأسبوعي.

العلاقات واللحظات الصغيرة

من المهم أن تخصص في يومك لحظات صحية تستمتع بها بنفسك، أشياء قد تبدو بسيطة لكنها تحمل معاني كبيرة لك. قد يكون ذلك في الجلوس مع الأهل أو لقاء الأصدقاء الذين تحبهم. قرأت أن قضاء الوقت مع من نحب يمنحنا قوة داخلية ويخفف التوتر. في حياتنا، العشاء العائلي ليس مجرد تناول للطعام، بل هو طقس يملأ القلوب دفئًا.

اجلس مع والدتك بعد المغرب، تحدثا عن أيام الماضي، وستشعر وكأن همومك تذوب. بعد يوم عمل طويل، جرب أن تتصل بصديق قديم، فمجرد الضحك معه كفيل بأن يعيد لك طاقتك.

لذلك، اختر من حولك بعناية، وخصص وقتًا لعائلتك أو أصدقائك. حتى لو كان الأمر بسيطًا مثل شرب كوب من الشاي مع أخيك، جرب ذلك وستشعر بالفرق!

قد تقول لنفسك إن هذه أمور كثيرة، لكنك لا تحتاج إلى القيام بها كلها. يمكنك دمج بعض الأشياء معًا، مثل الاتصال بصديق أثناء المشي.

وبالرغم من أنك ستضيف أشياء جديدة إلى جدولك، عليك أيضًا أن تحذف ما يعيق تقدمك ويسحبك للخلف، تلك الأمور التي ليست من أولوياتك ولا تدعم أسلوب حياتك.

تذكر دائمًا أن الروتين الصحي سيوفر لك الوقت ويقلل من استنزاف طاقة اتخاذ القرار، مما يجعلك أكثر كفاءة ويوفر لك الكثير من الطاقة.

وفي النهاية، لست مضطرًا إلى إضافة كل هذه العادات إلى روتينك دفعة واحدة. يمكنك إدخال عادة صحية جديدة كل أسبوع، ومشاهدة التغيير الإيجابي يتغلغل في حياتك. وإن لم تستطع الالتزام بالروتين بشكل مثالي، فلا مشكلة أبدًا! فالتعاطف مع الذات مفيد لصحتك العقلية.

Psychology Today - المقال "Routine Reset: Daily Habits for Good Mental Health".

World Health Organization (WHO) - تقارير عن الصحة النفسية وتأثير النوم.

Harvard Health Publishing - دراسات عن الرياضة وتأثيرها على المزاج.

هل استيقظت يوما وشعرت أن رأسك يزن طنا؟ كأنك ركضت مئة ميل. رأسك ثقيل. لا تستطع حتى ترك السرير. تلك أمور تحدث بسبب أسلوب الحياة

عادات يومية بسيطة لعقل أكثر راحة: كيف تبني روتينك الخاص

محمد البندي

اقرأ ايضاّ