طيار الرؤساء.. شاهد على دموع السادات وانضباط مبارك وصمت شارون

m mansour
تاريخ النشر :
وقت القراءة: دقائق

هل تخيلت يومًا أن تكون قائد الطائرة التي تحمل رئيس الجمهورية؟ أن تكون حاضرًا في لحظات الحسم والقرارات المصيرية؟ هذه ليست مجرد قصة طيران، بل رحلة عبر التاريخ من قمرة القيادة، يرويها اللواء طيار أبوبكر حامد، قائد الطائرة الرئاسية الخاصة برئيس مصر السابق محمد أنور السادات، ومحمد حسني مبارك، حيث أدلى بتصريحات تلفزيونية بهذه الشهادات.

سجادة صلاة.. وبكاء السادات في العريش

يعود بنا الطيار أبوبكر إلى عام 1977، تحديدًا وقت انتفاضة الخبز، حيث كان في الجو مع الرئيس أنور السادات أثناء التظاهرات، طلب السادات حينها التحليق فوق القاهرة لمشاهدة ما يحدث، وكان مصدومًا: "لا أصدق أن هؤلاء مصريون يقومون بأعمال التخريب".

سجادة صلاة.. وبكاء السادات في العريش

لكن من بين كل الرحلات، تبقى لحظة استلام العريش من الإسرائيليين هي الأكثر تأثيرًا، يقول أبوبكر: "رأيت السادات يطلب سجادة صلاة، ثم ركع على الأرض وبكى.. كانت دموع الفرح باستعادة تراب سيناء."

أما في زياراته الرسمية، فقد كان السادات مختلفًا، يستمع لأغاني أم كلثوم وأسمهان أثناء الطيران، وكان شديد الذكاء والدهاء، لكنه أيضًا إنسان بسيط ومتواضع.

يحكي الطيار عن موقف جمعه بسيدة ريفية من أقارب الرئيس، أوقفتها الحراسة عند باب بيته في ميت أبو الكوم، لكن السادات استقبلها بنفسه وقال:"هذه ابنة خالتي.. لم ترني منذ سنوات، لكنها أصرت على لقائي.. أنا فخور بها."

طيار الرؤساء.. شاهد على دموع السادات وانضباط مبارك وصمت شارون

مبارك.. الدقة والانضباط الحديدي

أما مع الرئيس حسني مبارك، فالأمر كان مختلفًا تمامًا، كان مبارك دقيقًا في مواعيده، لا يحب التدخين، وصاحب ذاكرة حديدية. في أول رحلة له معه، فاجأه الرئيس قائلًا: "أنت النقيب أبوبكر، رأيتك من قبل.. ماذا أتى بك إلى هنا؟"

طيار الرؤساء.. شاهد على دموع السادات وانضباط مبارك وصمت شارون

ومن بين المواقف التي لا ينساها أبوبكر، عندما تأخرت رحلة بسبب سوء الأحوال الجوية، فطلب منه مبارك الإقلاع فجأة دون إخبار الحراسة، كان يريد متابعة أحد المشروعات بنفسه، وعندما وجد الأمور لا تسير كما يجب، عاد غاضبًا، واتخذ قرارات فورية بإقالة بعض المسؤولين قائلًا: "عاوزين يضحكوا عليا يا أبوبكر؟

طيار الرئيس المصري واجه قائد الجيش الإسرائيلي

لم تكن رحلات الطيار أبوبكر حامد مقتصرة على الرؤساء المصريين، بل قاد أيضًا طائرة الرئيس الإسرائيلي الأسبق عايزرا وايزمان خلال مفاوضات طابا، ووجده شخصًا مهذبًا ويتحدث العربية بطلاقة، لكنه لم يشعر بنفس الأمر مع أرئيل شارون، الذي كان مغرورًا واستعلائيًا.

طيار الرؤساء.. شاهد على دموع السادات وانضباط مبارك وصمت شارون

وعندما سأل شارون عن سبب وجود الشريط الزراعي الضيق حول نهر النيل بينما الباقي صحراء، لم يجبه الطيار أبوبكر، لكنه عند العودة قرر أن يلقنه درسًا، فقام بتغيير مسار الرحلة قليلًا، ثم التفت إلى شارون قائلًا: "أتعرف ما هذه المنطقة؟"

أجاب شارون بالنفي، فقال له أبوبكر بكل فخر "هذه ثغرة الدفرسوار.. نحن قاتلناك وهزمناك هنا".

"هذه ثغرة الدفرسوار.. نحن قاتلناك وهزمناك هنا"
قائد طائرة الرئيس يجبر شارون على الصمت

ساد الصمت في الطائرة، وانقلب وجه شارون إلى الغضب، ولم ينطق بكلمة واحدة حتى الهبوط!

وفي الخاتمة بين التحليق في السماء وصناعة التاريخ، كان الطيار أبوبكر حامد شاهدًا على لحظات لا تُنسى، رأى دموع السادات وفرحته، وانضباط مبارك ودقته، وحتى صمت شارون المقهور، هذه ليست مجرد رحلات جوية، بل صفحات من تاريخ مصر، تُروى من قلب الطائرة الرئاسية.

ما رأيك في تصرف اللواء أبوبكر مع شارون؟ اكتب لما رأيك في التعليقات.

اقرأ ايضاّ